قفزة تدفقات للاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية

سجلت ارتفاعاً بنسبة 46.5% مع توسع في إصدار مئات التراخيص الجديدة

البيئة الاستثمارية الجاذبة في السعودية تجلب رؤوس الأموال الأجنبية للسوق المحلية (الشرق الأوسط)
البيئة الاستثمارية الجاذبة في السعودية تجلب رؤوس الأموال الأجنبية للسوق المحلية (الشرق الأوسط)
TT

قفزة تدفقات للاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية

البيئة الاستثمارية الجاذبة في السعودية تجلب رؤوس الأموال الأجنبية للسوق المحلية (الشرق الأوسط)
البيئة الاستثمارية الجاذبة في السعودية تجلب رؤوس الأموال الأجنبية للسوق المحلية (الشرق الأوسط)

في انعكاس لقفزة بيئة السوق السعودية كوجهة استثمارية جاذبة بمزايا تنافسية داعمة للأعمال، سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نمواً بنسبة 46.5 %، خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، بعد استبعاد مبلغ صفقة شركة «أرامكو» السعودية البالغة 46.5 مليار ريال (12.4 مليار دولار).
وكانت «أرامكو» قد أتمّت، في العام المنصرم، صفقة للبنية التحتية لخطوط الأنابيب بقيمة 46.5 مليار ريال (12.4 مليار دولار) مع ائتلاف دولي استحوذ على حصة 49 % في الشركة لإمداد الزيت الخام، التي جرى تأسيسها مؤخرًا، على أن تحتفظ «أرامكو» بحصة الأغلبية، وبموجب اتفاقية استئجار وإعادة تأجير مدتها 25 عاماً.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن وزارة الاستثمار، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فقد سجلت التراخيص الاستثمارية، المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي، نحو 928 ترخيصاً، تمثل زيادة 8.8 % على أساس سنوي، باستثناء التراخيص المصدرة بموجب حملة مكافحة مخالفي التستر التجاري.
وأوضح التقرير أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر تراجعت بنسبة 84.9 %، خلال الربع الثاني من 2022، على أساس سنوي، نتيجة ارتفاع حجم التدفقات في العام الماضي؛ لوجود صفقة «أرامكو» السعودية.
وكشف التقرير عن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 8.6 %، في الربع الثالث من العام الحالي، على أساس سنوي، نتيجة الارتفاع الملحوظ في الأنشطة النفطية 14.5 %، وارتفاع غير النفطية بنسبة 5.6 %، في حين سجلت الأنشطة الحكومية زيادة قدرها 2.4 %.
ووفقاً لوزارة الاستثمار، فإن معدل البطالة للسعوديين تراجع، في الربع الثاني من العام الحالي، إلى 9.7 %، قياساً بنحو 10.1% خلال الربع السابق، وانخفض معدل البطالة للمواطنين الذكور والإناث إلى 4.7 % و19.3 % على التوالي خلال الفترة نفسها.
وأفصح التقرير عن ارتفاع الرقم القياسي لأسعار العقارات بنسبة 1.5 %، خلال الربع الثالث من 2022، على أساس سنوي، مدفوعاً بارتفاع أسعار العقارات السكنية بنسبة 2.5 %.
وسجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفاعاً بـ3.1 %، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على أساس سنوي، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار الأغذية والمشروبات 4.3 %، والسكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع وقود الأخرى بنسبة 3.2 %.
وطبقاً لتقرير وزارة الاستثمار السعودية، فإنه ارتفع مؤشر مديري المشتريات من 56.6 نقطة في سبتمبر الماضي إلى 57.2 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، مما يشير إلى تحسن أداء القطاع الخاص غير النفطي، والذي يعود إلى قوة الطلب وارتفاع تدفقات الأعمال التجارية الجديدة.
وفيما يخص مبيعات نقاط البيع، فقد سجلت قيمتها ارتفاعاً بـ18.6 % في سبتمبر 2022 على أساس سنوي؛ نتيجة ارتفاع قيمة مبيعات قطاعي التعليم والخدمات وسلع متنوعة بحوالي 37.9 % و34.2 % على التوالي، ويعود ذلك إلى زيادة الطلب والاستهلاك.
وأشارت الوزارة إلى تسجيل متوسط أسعار خام برنت ارتفاعاً بنسبة 21 % خلال سبتمبر الماضي على أساس سنوي، ليصل متوسط سعر البرميل إلى 91 دولاراً.
وأصدرت الحكومة السعودية مؤخراً قراراً بإنشاء الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار؛ بهدف تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية والارتقاء بجميع الخدمات والأعمال المرتبطة بتسويق الاستثمار والفرص، ودعم الشراكات بين المستثمرين بما يعزز الاستثمارات المباشرة والنوعية في الدولة. وستعمل الهيئة على تسويق المملكة بصفتها وجهة جاذبة للاستثمارات إقليمياً وعالمياً، وإبراز الفرص في القطاعات كافة، كما ستعمل على تعزيز وتوحيد الجهود المرتبطة بذلك في القطاعين العام والخاص.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.