كيف يتم تجنيب الحوامل خطورة «الوباء التوأم» ؟

مخاوف من تبعات اجتماع الإنفلونزا وكورونا

اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
TT

كيف يتم تجنيب الحوامل خطورة «الوباء التوأم» ؟

اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)

مع اقتراب أشهر الشتاء وموسم العطلات، سيجتمع الناس في مجموعات كبيرة ويسافرون، في الغالب دون ارتداء أقنعة، مما يمهد الطريق لما قد يكون موسما صعبا من «كوفيد -19» والإنفلونزا.
ويحذر جاستن برانت، الأستاذ المشارك في قسم «طب الأم والجنين»، بكلية الطب في جامعة روتجرز الأميركية، من «وباء توأم»، ويقول في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، إن الحوامل قد يتعرضن لخطر متزايد لأن كثيرات منهن لم يتم تلقيحهن بشكل كامل، بسبب الخوف السابق من تأثير اللقاحات على صحتهن وصحة الأجنة، وهو الأمر الذي حسمته أكثر من دراسة.
وتشهد عدة مدن حول العالم، تزايد نسبة الإصابة بـ«كوفيد -19»، مدفوعة بمتغيرات «أوميكرون» الجديدة، والتي قد تتجنب المراقبة المناعية من التلقيح والعدوى السابقة، ويتوقع خبراء الصحة العامة موسماً قاسياً من الإنفلونزا هذا العام.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين تم تلقيحهم قد يصابون «كوفيد -19» والإنفلونزا، إلا أن هناك أدلة قوية على أن هذه اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة.
ويقول برانت: «يجب على الحوامل حماية أنفسهن من خلال التأكد من مواكبة لقاحات الإنفلونزا و كوفيد -19، وهذه اللقاحات آمنة أثناء الحمل ويوصى بها في جميع مراحل الحمل».
وعن المعززات ثنائية التكافؤ من لقاحات كورونا التي تم إنتاجها مؤخرا، قال «إنها أيضا آمنة طوال فترة الحمل».
واللقاح ثنائي التكافؤ متاح منذ سبتمبر(أيلول) الماضي، وعلى عكس اللقاح أحادي التكافؤ الأصلي، يمنح اللقاح الثنائي التكافؤ الحماية ضد الفيروس الأصلي ومتغيرات أوميكرون ( BA.4 ) و ( BA.5)، وليس من الواضح حتى الآن مدى فعالية هذا المعزز ضد المتغيرات الفرعية الناشئة من أوميكرون، لكن مراكز السيطرة على الأمراض توصي بأن يتلقى جميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فما فوق معزز فايزر أو موديرنا، ثنائي التكافؤ بعد شهرين على الأقل من إكمال السلسلة الأولية أو على الأقل بعد شهرين من آخر جرعة من المعزز أحادي التكافؤ.
وأيدت «جمعية طب الأم والجنين» هذه التوصيات للحوامل والمرضعات، وقالت الجمعية أيضا أنه يمكن إعطاء الداعم ثنائي التكافؤ في أي وقت أثناء الحمل، بما في ذلك الأشهر الثلاثة الأولى.
ويشدد برانت على أنه من الآمن تلقي اللقاح ضد الإنفلونزا و«كوفيد - 19» في الوقت نفسه أثناء الحمل، ولا يوجد سبب للانتظار بين التلقيحات.
ويقول: «قبل أن نشعر بالقلق إزاء المرض الأكثر خطورة المرتبط بـ (كوفيد -19) أثناء الحمل، كنا قلقين بشأن زيادة المخاطر التي تسببها الإنفلونزا. تاريخيا، كانت الحوامل أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، وللأسف، انخفضت معدلات التلقيح ضد الإنفلونزا العام الماضي ، ونأمل ألا نرى استمرار هذا الاتجاه عام 2023».
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بأميركا (CDC) بالتلقيح السنوي ضد الإنفلونزا لجميع البالغين، بمن في ذلك الحوامل والنساء اللواتي سيصبحن حوامل. ويجب أن تتلقى الحامل لقاح الأنفلونزا المعطل، وهو آمن في جميع مراحل الحمل. والأفضل الحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن خلال موسم الأنفلونزا الذي بدأ في أكتوبر (تشرين الأول).
وعن كيفية تصرف الحامل إذا ظهرت عليها أعراض تنفسية، يقول برانت: «يجب إجراء اختبار (كوفيد -19) لتحديد سبب هذه الأعراض، وبالنسبة للمصابين بـ (كوفيد -19)، تتوافر العلاجات التي يمكن أن تقلل من خطر دخول المستشفى، بما في ذلك الأدوية المضادة للفيروسات مثل باكسلوفيد. والأدوية المضادة للفيروسات متاحة أيضا للحوامل المصابات بالأنفلونزا... على الرغم من أن هذه الأدوية وغيرها قد تقلل من بعض المخاطر، إلا أن التطعيم يظل أفضل استراتيجية لمنع العدوى والأمراض الحادة».


مقالات ذات صلة

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)
TT

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)
الملصق الدعائي للفيلم (حساب المخرج على فيسبوك)

بعد تتويجه بجائزة «العين الذهبية» في مهرجان كان السينمائي، وفوزه أخيراً بجائزة «نجمة الجونة» لأفضل فيلم وثائقي «مناصفة»، وحصول مخرجيه ندى رياض وأيمن الأمير على جائزة مجلة «فارايتي» الأميركية لأفضل موهبة عربية، ومشاركته في مهرجانات دولية من بينها «شيكاغو» الأميركي، بدأ الفيلم الوثائقي المصري «رفعت عيني للسما» المعنون بالإنجليزية «The Brink Of Dreams» رحلته في دور العرض بمصر، حيث يعرض في 20 من دور العرض بالقاهرة والإسكندرية والأقصر وبنها والجونة بالبحر الأحمر، في واقعة غير مسبوقة لفيلم وثائقي، ويعد الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين مصر وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر.

يتتبع الفيلم رحلة مجموعة من الفتيات بقرية «برشا» في صعيد مصر لتأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن في شوارع القرية لطرح قضايا تؤرقهن، مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، ويواجهن رفض مجتمعهن، بل ويصفهن البعض بالخروج عن الأدب، ويتعرضن لمضايقات من رواد العروض الذين يسخرون منهن.

يعرض الفيلم الذي جرى تصويره على مدى 4 سنوات لوقائع حقيقية، وتنتقل الكاميرات بين الشوارع والبيوت الفقيرة التي يعشن فيها، وأسطح المنازل اللاتي يقمن بعقد اجتماعات الفرقة بها، والتدريب على العروض التي تتسم بالجرأة وتنتقد المجتمع الصعيدي في تعامله مع المرأة، وحاز الفيلم إشادات نقدية واسعة من نقاد عرب وأجانب.

وتصدر الملصق الدعائي للفيلم صور بطلات الفرقة «ماجدة مسعود، وهايدي سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا نصر مؤسسة الفرقة»، وهن صاحبات هذه المبادرة اللاتي بدأنها قبل 10 سنوات، ولفت نشاطهن نظر المخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، فقررا توثيق رحلتهن بعدما لاحظا إصراراً من البنات على مواصلة عروضهن.

وحول عرض الفيلم في هذا العدد الكبير من دور العرض ومدى ما يعكسه ذلك كونه فيلماً وثائقياً يقول المخرج أيمن الأمير لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم يحكي قصة وينقل مشاعر، ويعبر عن شخصيات بغض النظر عن نوعه، وهناك جمهور أحبه وتأثر وهو يشاهده، والتقينا به في عروض حضرتها البنات بطلات الفيلم، وقد التف الجمهور يتحدث معهن ويطمئن على أخبارهن، وهذا بالنسبة لي النجاح، وأن تتصدر بنات من الصعيد بطولة فيلم ويعرض فيلمهن بجوار أفلام لنجوم معروفة؛ فهذا بالنسبة لي هو النجاح بعينه».

مخرجا الفيلم الزوجان أيمن الأمير وندى رياض (حساب المخرج على فيسبوك)

وقد تغيرت أحوال بطلاته وبدأن بشق طريقهن الفني، فقد جاءت ماجدة وهايدي إلى القاهرة؛ الأولى لدراسة التمثيل، والثانية لدراسة الرقص المعاصر، فيما طرحت مونيكا 3 أغنيات على مواقع الأغاني المعروفة، من بينها أغنيتها التي تؤديها بالفيلم «سيبوا الهوى لصحابه».

تقول ماجدة لـ«الشرق الأوسط»: «الأوضاع تغيرت تماماً، قبل ذلك كان الناس في قريتنا يرفضون ما قمنا به وكانوا يقولون (عيب أن تتكلموا في قضايا النساء)، ويتهموننا بتحريض البنات على عدم الزواج، لكن بعد الفيلم اختلفت الصورة تماماً، وأقام أخي بعد عودتنا من (كان) احتفالاً كبيراً، والقرية كلها أقامت احتفالاً لاستقبالنا عند عودتنا، وبدأت الأسر ترسل بناتها للانضمام للفرقة، لقد كان الفيلم أكبر حدث تحقق لنا، وقدمنا عروضاً بالشارع خلال مهرجان (كان)، وكانت مصحوبة بترجمة فرنسية، وفوجئنا بالفرنسيات ينضممن لنا ويصفقن معنا».

ماجدة مسعود تتمنى أن تمثل في السينما والمسرح (حساب المخرج على فيسبوك)

وتضيف ماجدة أنه «قبل الفيلم كنا نكتفي بالتمثيل في شوارع القرية وما حولها وما زلنا نواصل ذلك، لكن الآن أصبح لدينا أمل، ليس فقط في مناقشة قضايانا، بل لأن نشق طريقنا في الفن، وقد بدأت منذ عام دراسة المسرح الاجتماعي في (الجيزويت) لأنني أتمنى أن أكون ممثلة في السينما والمسرح».

لكن هايدي التي انضمت للفرقة عام 2016 وجدت تشجيعاً من والدها في الواقع مثلما ظهر بالفيلم يشجعها ويدفعها للاستمرار والتعلم والدراسة، وقد شعرت بالحزن لوفاته عقب تصوير الفيلم، كما شجعتها أيضاً والدتها دميانة نصار بطلة فيلم «ريش»، كانت هايدي تحلم بدراسة الباليه، لكن لأن عمرها 22 عاماً فقد أصبح من الصعب تعلمه، وقد جاءت للقاهرة لتعلم الرقص المعاصر وتتمنى أن تجمع بين الرقص والتمثيل، مؤكدة أن الموهبة ليست كافية ولا بد من اكتساب الخبرة.

هايدي اتجهت لدراسة الرقص المعاصر (حساب المخرج على فيسبوك)

وتلفت هايدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تكاليف الورش التي يتعلمن بها كبيرة وفوق قدراتهن، آملة الحصول على منحة للدراسة لاستكمال طريقهن».

ووفقاً للناقد خالد محمود، فإن الفيلم يعد تجربة مهمة لخصوصية قصته وما يطرحه؛ كونه يخترق منطقة في صعيد مصر ويناقش فكرة كيف يتحرر الإنسان ويدافع عن أحلامه، أياً كانت ظروف المجتمع حوله، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن يكون الشق التوثيقي للفيلم أفضل من ذلك وأن يحمل رؤية فنية أعمق، وأرى أن المشهد الأخير بالفيلم هو أهم مشاهده سينمائياً، حيث تتسلم البنات الصغيرات الراية من الكبار ويقلدهن ويقدمن مسرح شارع مثلهن، ما يؤكد أن فرقة (برشا) تركت تأثيراً على الجيل الجديد».

ويشير محمود إلى أنه «من المهم عرض هذه النوعية من الأفلام في دور العرض كنوع من التغيير لثقافة سينمائية سائدة»، مؤكداً أن عرضها يمكن أن يبني جسوراً مع الجمهور العادي وبالتالي تشجع صناع الأفلام على تقديمها، مثلما تشجع الموزعين على قبول عرضها دون خوف من عدم تحقيقها لإيرادات.