كيف يتم تجنيب الحوامل خطورة «الوباء التوأم» ؟

مخاوف من تبعات اجتماع الإنفلونزا وكورونا

اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
TT
20

كيف يتم تجنيب الحوامل خطورة «الوباء التوأم» ؟

اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)
اجتماع الإنفلونزا مع كورونا خطر على الحوامل (أرشيفية)

مع اقتراب أشهر الشتاء وموسم العطلات، سيجتمع الناس في مجموعات كبيرة ويسافرون، في الغالب دون ارتداء أقنعة، مما يمهد الطريق لما قد يكون موسما صعبا من «كوفيد -19» والإنفلونزا.
ويحذر جاستن برانت، الأستاذ المشارك في قسم «طب الأم والجنين»، بكلية الطب في جامعة روتجرز الأميركية، من «وباء توأم»، ويقول في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، إن الحوامل قد يتعرضن لخطر متزايد لأن كثيرات منهن لم يتم تلقيحهن بشكل كامل، بسبب الخوف السابق من تأثير اللقاحات على صحتهن وصحة الأجنة، وهو الأمر الذي حسمته أكثر من دراسة.
وتشهد عدة مدن حول العالم، تزايد نسبة الإصابة بـ«كوفيد -19»، مدفوعة بمتغيرات «أوميكرون» الجديدة، والتي قد تتجنب المراقبة المناعية من التلقيح والعدوى السابقة، ويتوقع خبراء الصحة العامة موسماً قاسياً من الإنفلونزا هذا العام.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين تم تلقيحهم قد يصابون «كوفيد -19» والإنفلونزا، إلا أن هناك أدلة قوية على أن هذه اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة.
ويقول برانت: «يجب على الحوامل حماية أنفسهن من خلال التأكد من مواكبة لقاحات الإنفلونزا و كوفيد -19، وهذه اللقاحات آمنة أثناء الحمل ويوصى بها في جميع مراحل الحمل».
وعن المعززات ثنائية التكافؤ من لقاحات كورونا التي تم إنتاجها مؤخرا، قال «إنها أيضا آمنة طوال فترة الحمل».
واللقاح ثنائي التكافؤ متاح منذ سبتمبر(أيلول) الماضي، وعلى عكس اللقاح أحادي التكافؤ الأصلي، يمنح اللقاح الثنائي التكافؤ الحماية ضد الفيروس الأصلي ومتغيرات أوميكرون ( BA.4 ) و ( BA.5)، وليس من الواضح حتى الآن مدى فعالية هذا المعزز ضد المتغيرات الفرعية الناشئة من أوميكرون، لكن مراكز السيطرة على الأمراض توصي بأن يتلقى جميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فما فوق معزز فايزر أو موديرنا، ثنائي التكافؤ بعد شهرين على الأقل من إكمال السلسلة الأولية أو على الأقل بعد شهرين من آخر جرعة من المعزز أحادي التكافؤ.
وأيدت «جمعية طب الأم والجنين» هذه التوصيات للحوامل والمرضعات، وقالت الجمعية أيضا أنه يمكن إعطاء الداعم ثنائي التكافؤ في أي وقت أثناء الحمل، بما في ذلك الأشهر الثلاثة الأولى.
ويشدد برانت على أنه من الآمن تلقي اللقاح ضد الإنفلونزا و«كوفيد - 19» في الوقت نفسه أثناء الحمل، ولا يوجد سبب للانتظار بين التلقيحات.
ويقول: «قبل أن نشعر بالقلق إزاء المرض الأكثر خطورة المرتبط بـ (كوفيد -19) أثناء الحمل، كنا قلقين بشأن زيادة المخاطر التي تسببها الإنفلونزا. تاريخيا، كانت الحوامل أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، وللأسف، انخفضت معدلات التلقيح ضد الإنفلونزا العام الماضي ، ونأمل ألا نرى استمرار هذا الاتجاه عام 2023».
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بأميركا (CDC) بالتلقيح السنوي ضد الإنفلونزا لجميع البالغين، بمن في ذلك الحوامل والنساء اللواتي سيصبحن حوامل. ويجب أن تتلقى الحامل لقاح الأنفلونزا المعطل، وهو آمن في جميع مراحل الحمل. والأفضل الحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن خلال موسم الأنفلونزا الذي بدأ في أكتوبر (تشرين الأول).
وعن كيفية تصرف الحامل إذا ظهرت عليها أعراض تنفسية، يقول برانت: «يجب إجراء اختبار (كوفيد -19) لتحديد سبب هذه الأعراض، وبالنسبة للمصابين بـ (كوفيد -19)، تتوافر العلاجات التي يمكن أن تقلل من خطر دخول المستشفى، بما في ذلك الأدوية المضادة للفيروسات مثل باكسلوفيد. والأدوية المضادة للفيروسات متاحة أيضا للحوامل المصابات بالأنفلونزا... على الرغم من أن هذه الأدوية وغيرها قد تقلل من بعض المخاطر، إلا أن التطعيم يظل أفضل استراتيجية لمنع العدوى والأمراض الحادة».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

صحتك الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

لطالما أُشيد بالدجاج كبديل صحي للحوم الحمراء والمصنعة، التي رُبطت بمرض السكري وأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

خاصة بمنتصف العمر... لماذا يُعد الجري أسوأ طريقة لإنقاص الوزن؟

تتكرر القصة كل عام جديد؛ حيث يُطلق لقب «عدّاءو يناير» على من يقررون ممارسة الجري في الأسبوع الأول من يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
عالم الاعمال «أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

«أسبوع التحصين العالمي» يبرز دور اللقاحات في حماية المجتمعات ودعم الاقتصادات

يُعقد «أسبوع التحصين العالمي» هذا العام تحت شعار «يمكننا تحصين الجميع»، ويشدد هذا التجمع العالمي على أهمية اللقاحات ودورها الحيوي في حماية المجتمعات من الأمراض.

صحتك يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

8 علامات تدل على فقدان السمع... لا تتجاهلها

هناك علامات مبكرة لفقدان السمع عليك ألا تتجاهلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جل لمنع الحمل للرجال (أرشيفية/ رويترز)

«غرسة آدم»... مانع حمل للرجال يدوم لعامين

أثبتت تجارب حديثة على مانع حمل للرجال غير هرموني، وقابل للزرع، أنه قد يدوم لمدة عامين على الأقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرضّع يتعلمون كلمات جديدة من دون رؤية ما ترمز إليه

الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
TT
20

الرضّع يتعلمون كلمات جديدة من دون رؤية ما ترمز إليه

الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)
الرضّع قادرون على استنتاج معاني الكلمات من السياق (جامعة نورثويسترن)

كشفت دراسة أميركية أن الأطفال الرضّع بعمر 15 شهراً قادرون على تعلم كلمات جديدة تُشير إلى أشياء لم يشاهدوها من قبل، فقط من خلال السياق اللغوي للكلام الذي يسمعونه.

وأوضح الباحثون من جامعتي «نورثويسترن» و«هارفارد»، أن هذه النتائج تُعزز أهمية التفاعل اللغوي المستمر مع الأطفال، حتى لو لم يكونوا قد بدأوا الكلام بعد، إذ تُسهم الكلمات التي يسمعونها في بناء قاعدة معرفية مبكرة تدعم تعلمهم لاحقاً، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «PLOS One».

ويتمتع البشر بقدرة لغوية فريدة تُمكّنهم من تعلُّم كلمات جديدة حتى دون مشاهدة الأشياء التي تُشير إليها تلك الكلمات بشكل مباشر؛ حيث يلتقطون معانيها بسلاسة من خلال المحادثات اليومية، اعتماداً على السياق العام لفهمها. لكن متى تبدأ هذه القدرة في الظهور؟ وما الذي يُمكّن الطفل من بناء تصور ذهني لشيء لم يره بعينيه؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، شملت الدراسة 134 رضيعاً، نصفهم في عمر 12 شهراً ونصفهم الآخر في عمر 15 شهراً، وجرى تنفيذ تجربة مكوَّنة من 3 مراحل.

في الأولى، عُرضت صور لأشياء مألوفة ترافقها كلماتها، مثل تفاحة، وموزة، وعنب، لتعزيز الفهم الأساسي لدى الطفل.

وفي المرحلة الثانية، استُخدمت كلمة جديدة مثل كومكوات (نوع غير شائع من الفاكهة يشبه البرتقال) في سياق حديث عن الفواكه، في حين لم يكن الكائن المشار إليه ظاهراً أمام الطفل.

أما في الثالثة، فعُرض على الأطفال شيئان جديدان هما كومكوات، ومضرب خفق مثلاً، وسُئلوا: «أين الكومكوات؟».

وأظهرت النتائج أن الأطفال بعمر 15 شهراً نظروا لفترة أطول نحو الكومكوات (الفاكهة) مقارنة بالعنصر الآخر (الأداة)، رغم أنهم لم يروه من قبل، ما يُشير إلى أنهم استخدموا السياق اللغوي لتوقُّع أن الكلمة تُشير إلى فاكهة.

فيما لم يُظهر الأطفال بعمر 12 شهراً هذا التفضيل، ما يدل على أن القدرة على الاستنتاج من السياق تبدأ بالتطور بعد سن السنة بقليل.

ووفقاً للباحثين، فإن هذه الدراسة تُثبت أن الأطفال لا يحتاجون إلى رؤية الشيء ليتعلموا اسمه، بل يُمكنهم استنتاج معنى الكلمة من خلال الاستماع للمحادثات اليومية، حتى عندما لا يكون الكائن موجوداً أمامهم.

وقالت الدكتورة ساندرا واكسمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة بجامعة نورثويسترن: «تُعد هذه النتائج أول دليل مباشر على أن الأطفال في هذه السن المبكرة قادرون على تكوين تمثيل ذهني لكائن ما بمجرد الاستماع إلى كلمات جديدة في سياق لغوي غني، حتى إن لم يكونوا قد رأوا هذا الشيء فعلياً».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «كثيرون يعتقدون أن الأطفال لا يستطيعون تعلُّم الكلمات الجديدة إلا إذا شاهدوا الشيء الذي تُشير إليه الكلمة مباشرة، لكن في الواقع، الأطفال يسمعون كلمات كثيرة في محادثات يومية لا تتعلق بأشياء موجودة أمامهم، ومع ذلك يُمكنهم ربط المعنى بالسياق».