سيول: كوريا الشمالية أطلقت 20 صاروخاً و100 قذيفة مدفعية

الجنوب ندد بـ«اجتياح أرضي» وردّ بصواريخ جو - أرض

أشخاص يشاهدون عملية إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي عبر شاشة تلفاز في سيول (أ.ف.ب)
أشخاص يشاهدون عملية إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي عبر شاشة تلفاز في سيول (أ.ف.ب)
TT

سيول: كوريا الشمالية أطلقت 20 صاروخاً و100 قذيفة مدفعية

أشخاص يشاهدون عملية إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي عبر شاشة تلفاز في سيول (أ.ف.ب)
أشخاص يشاهدون عملية إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي عبر شاشة تلفاز في سيول (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشمالية 20 صاروخاً وقع أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية ما استدعى رداً من سيول التي أطلقت ثلاثة صواريخ جو – أرض، فيما ندد رئيسها يون سوك - يول بـ«اجتياح أرضي بحكم الواقع».
واجتاز صاروخ باليستي قصير المدى نُسب إلى كوريا الشمالية خط الحدود الشمالي الذي تُشكل الحدود البحرية بين البلدين ما أطلق إنذاراً بحصول غارة جوية فطُلب من سكان جزيرة أولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.
وأفاد الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت أكثر من عشرة صواريخ باليستية، وأضاف في وقت لاحق أن بيونغ يانغ أطلقت 4 صواريخ بالستية إضافية و6 صواريخ أرض - جو و100 قذيفة مدفعية باتجاه المنطقة البحرية الفاصلة.
وأوضح الجيش الكوري الجنوبي بأنها «المرة الأولى منذ انقسام شبه الجزيرة» الكورية إثر توقف معارك الحرب الكورية العام 1953 التي يسقط فها صاروخ كوري شمالي على هذه المسافة القريبة من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
وشدد يون على أن «الاستفزاز الكوري الجنوبي يشكل اجتياحاً أرضياً بحكم الواقع لصاروخ اجتاز خط الحدود الشمالي للمرة الأولى منذ الانقسام»، على ما جاء في بيان للرئاسة.
وسقط الصاروخ الأقرب إلى الحدود الكورية الجنوبية في مياه تقع على بُعد 57 كيلومتراً شرق البر الرئيسي لكوريا الجنوبية على ما أوضح جيش سيول الذي أكد أن ما حصل «لا يمكن قبوله».
وشدد على أن سيول سترد «بحزم على أي استفزازات».
بُعيد ذلك أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه أطلق ثلاثة صواريخ جو - أرض بالقرب من موقع سقوط صاروخ باليستي كوري شمالي في وقت سابق بمحاذاة الحدود البحرية بين البلدين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1587777039691644929
وكانت هيئة أركان الجيوش الكورية الجنوبية قد أعلنت في البداية أنها رصدت إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى. لكنها قالت بعد كذلك أن كوريا الشمالية أطلقت «أكثر من 10 صواريخ من أنواع مختلفة باتجاه الشرق والغرب».
ودعا الرئيس يون إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي بشأن إطلاق هذه الصواريخ الذي عدّه محللون «الأكثر عدائية وتهديداً» منذ سنوات عدة. وأمر الرئيس الكوري الجنوبي كذلك باتخاذ تدابير «سريعة وصارمة لكي تدفع الاستفزازات الكورية الشمالية الثمن الباهظ».
وأكدت اليابان أيضاً إطلاق صواريخ كورية شمالية، وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لصحافيين إنه يريد «عقد اجتماع حول الأمن القومي بأسرع وقت ممكن».
وتنظم سيول وواشنطن راهناً أكبر تدريب عسكري جوي مشترك في تاريخهما باسم «العاصفة اليقظة» (Vigilant Storm) التي تشارك فيها مئات الطائرات الحربية من الجيشين.
ووصف الماريشال باك جونغ شون، سكرتير حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، هذه التدريبات بأنها «استفزازية وعدائية» على ما جاء في تقرير نشرته (الأربعاء)، الصحافة الرسمية الكورية الشمالية.
وأضاف أن هذه المناورات تُذكِّر بـ«عاصفة الصحراء»، وهو الاسم الذي أُطلق على العمليات العسكرية لتحالف قادته الولايات المتحدة ضد العراق في 1990 و1991 بعد غزوه الكويت.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1587769489570963456
وقال باك، على ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «كاي سي إن إيه»: «في حال حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية استخدام القوات المسلحة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية فإن الوسائل الخاصة في القوات المسلحة (لكوريا الشمالية) ستنجز مهمتها الاستراتيجية فوراً».
وأضاف باك: «ستواجه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عندها وضعاً رهيباً وستدفعان أفظع ثمن في التاريخ».
وقال شيونغ سيونغ – تشانغ، الباحث في مؤسسة «سيجونغ»، إن الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية (الأربعاء) تُشكل «أكثر عرض قوة عدائية وتهديداً على الجنوب منذ عام 2010». وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «الوضع خطر وغير مستقر وقد يُفضي إلى (مواجهات) مسلحة».
في مارس (آذار) 2010 فجّرت غواصة كورية شمالية طراداً كورياً جنوبياً، ما أدى إلى مقتل 46 بحاراً كان 16 منهم يُجرون الخدمة العسكرية الإلزامية.
في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها قصفت بيونغ يونغ جزيرة كورية جنوبية حدودية، ما أدى إلى مقتل جنديين شابين.
وأتى إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية (الأربعاء) بعد سلسلة من عمليات الإطلاق التي وصفتها بيونغ يانغ بأنها تدريبات نووية تكتيكية.
وتحذّر واشنطن وسيول بشكل متكرر من أن بيونغ يانغ قد تُجري تجربة نووية جديدة ستكون السابعة في تاريخها.
وقال بارك وون – غون، الأستاذ في جامعة «أوها»، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أذكر أن كوريا الشمالية عمدت يوماً إلى استفزازٍ كهذا عندما تُجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات مشتركة. يبدو أن بوينغ يانغ أنجزت أقوى إجراء ردع. هذا تهديد خطر. يبدو أن الشمال واثق من قدراته النووية».


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.