الاقتصاد ليس العامل الوحيد في خيار الناخب الأميركي

18 من 20 جولة انتخابات نصفية خسرها حزب الرئيس الحاكم

تصويت مبكر في مركز اقتراع في ميامي أول من أمس (أ.ب)
تصويت مبكر في مركز اقتراع في ميامي أول من أمس (أ.ب)
TT

الاقتصاد ليس العامل الوحيد في خيار الناخب الأميركي

تصويت مبكر في مركز اقتراع في ميامي أول من أمس (أ.ب)
تصويت مبكر في مركز اقتراع في ميامي أول من أمس (أ.ب)

يوم الثلاثاء المقبل، ستجري الانتخابات الأميركية النصفية التي غالباً ما توصف بأنها اختبار لحزب الرئيس وعقاب له بعد سنتين من حكمه.
غير أن انتخابات هذا العام تحولت إلى حدث تتفوق درجات الاهتمام به دولياً على ما تعنيه بالنسبة للداخل الأميركي. فهي تجري وسط أحداث دولية فائقة الأهمية والخطورة، وسيتابع العالم ما الذي ستحدثه من تغيير في القرار السياسي الأميركي حولها.
وبينما تشير كل الاستطلاعات إلى أن الاقتصاد سيكون العامل الرئيسي وراء تفضيلات الناخبين، تشير بعض التحليلات التي صدرت الثلاثاء إلى أنه ليس العامل المهيمن، ولم يكن كذلك أبداً، إذا ما تمت مراجعة نتائج الانتخابات النصفية في تاريخها الحديث.
وتؤكد إحصاءات مثبتة أن حزب الرئيس يخسر دوماً الانتخابات النصفية، وخصوصاً انتخابات مجلس النواب، في حين أن مجلس الشيوخ غالباً ما كان محط صراع غير محسوم. وهو ما يشير إلى أن الشعب الأميركي سعى على الدوام إلى الحفاظ على التناغم بين طرفي السلطة التنفيذية: البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ.
ومن أصل 20 جولة انتخابات نصفية، منذ 1942، خسر حزب الرئيس 18 منها؛ لا بل إن كثيراً منها حصل في ظل أداء اقتصادي قوي للرئيس ولحزبه. وهذا ما حصل في انتخابات أعوام 2000 و2006 و2014 و2018، في حين أن باراك أوباما تم التجديد له في انتخابات 2012، في ظل اقتصاد سيئ.
وبحسب بعض التحليلات، كان هناك دائماً تفسيران لأسباب خسارة حزب الرئيس الحاكم لتلك الانتخابات، ولا يتعلق أي منهما بالاقتصاد:
الأول أن الناخبين -وخصوصاً ناخبي الحزب الحاكم- لا يتوجهون إلى صناديق الاقتراع بالحماسة والكثافة نفسيهما لدى ناخبي حزب المعارضة الذين عادة ما يكونون متحفزين للانتقام من خسارة حزبهم انتخابات الرئاسة قبل سنتين. وهو ما تطلَّب جهوداً كبيرة على الدوام من الحزب الحاكم لحض ناخبيه على المشاركة في التصويت.
وثانياً، هناك كتلة المستقلين التي غالباً ما تتأرجح بين الحزبين، وتتطلع دائماً إلى موازنة السلطة في واشنطن. وهو ما يعكس حرفياً رغبة المؤسسين الأوائل الذين صاغوا الدستور الأميركي، بما يمنع تحول الرئيس إلى «ملك»، في ظل السلطات الواسعة التي يمتلكها. وهو ما يدفع الحزب الحاكم إلى الاهتمام بتلك الكتلة من الناخبين، لحضهم على التصويت لمصلحة مرشحي الحزب أيضاً.
ويضيف محللون أن الاقتصاد الجيد لا يضمن فوز الحزب الحاكم، مثلما أنه لا يضمن هزيمته. وإذا كان نمو الناتج المحلي الإجمالي، أو معدل البطالة، أو مؤشر أسعار المستهلك، أو أي مقياس آخر، يعد أفضل مؤشر للظروف الاقتصادية للأميركيين؛ فإنه في الواقع أمر قابل للنقاش أيضاً. فلا يوجد عامل واحد يمكن البناء عليه في توقع نتائج الانتخابات الأميركية. فخسارة الديمقراطيين المتوقعة لمجلس النواب، ليست بسبب التضخم وحده: «بل لأن ساكن البيت الأبيض دائماً ما يخسر مجلس النواب».
ويناقش البعض أيضاً بأن خسارة الديمقراطيين المتوقعة، فد تعود إلى تركيزهم على قضايا الإجهاض والعرق والسياسة، على سبيل المثال، وابتعادهم عن محاولة استقطاب البيض الذين يشعرون على الدوام بأنهم مهددون من التغيير الديمغرافي الزاحف على التركيبة السكانية.
وعلى الرغم من ذلك، لم ينجح الحزب الديمقراطي -على الأقل في تاريخه الحديث- في استقطاب تلك الشريحة التي عادة ما تميل إلى الجمهوريين، بمعزل عن الخطاب والإنجازات الاقتصادية التي يحققها الحزب الديمقراطي.
فالجمهوريون قادرون على التحريض على تلك القضايا في أوساط البيض، بمعزل عن قضايا الاقتصاد، كما يحصل اليوم في حملاتهم في الولايات المتأرجحة والأكثر أهمية في تقرير مصير الانتخابات، كولايات بنسلفانيا وويسكنسن ونيويورك.
وتظهر الاستطلاعات أن الاقتصاد كان مهماً بنسبة لم تتجاوز الـ30 في المائة؛ لكن عديداً من المحللين يجمعون على أنه من غير المرجح أن يصوّت هؤلاء لمرشحين على أساس خطابهم الاقتصادي. ويتوقعون أن يكون التصويت على أساس الحزبية، بنسبة قد تفوق 80 في المائة أو 90 في المائة.
وعلى الرغم من قدرة الحزب الحاكم على الترويج لإنجازاته الاقتصادية، وبأنها كانت جيدة وإيجابية، فإن التصويت لا يقوم على هذه الرافعة فقط. وهذا يشمل كتلة المستقلين التي ينبغي رصد اتجاهاتها في أي انتخابات نصفية، ناهيك عن احتفاظهم بآرائهم أو حتى كذبهم بشأن نيات تصويتهم في الاستطلاعات، والتي سببت نتائجها كثيراً من الإحراجات للمؤسسات التي تنظمها.
وعليه، يقول بعض المحللين إن خسارة الحزب الديمقراطي للانتخابات النصفية قد لا تكون مؤشراً كافياً لخسارتهم انتخابات الرئاسة عام 2024، مثلما أنها قد لا تفقد الرئيس الحالي القدرة على تطبيق أجندته. لكنها حتماً ستضيف صعوبات على تطبيق أجندته في العامين المقبلين من عهده، والتي حماها الدستور الأميركي نفسه، عبر صلاحياته «التنفيذية» التي يستطيع من خلالها الالتفاف أو تجاوز معارضة الكونغرس. والتجارب كثيرة في هذا المجال، من كلينتون وأوباما وترمب وعديد من الرؤساء السابقين.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مركبة فضائية أميركية تابعة لشركة خاصة هبطت على القمر

صورة مقتبسة من فيديو التقط الشهر الماضي يظهر المركبة «بلو غوست» في مدارها القمري الثالث ويظهر الجانب البعيد من القمر (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من فيديو التقط الشهر الماضي يظهر المركبة «بلو غوست» في مدارها القمري الثالث ويظهر الجانب البعيد من القمر (أ.ف.ب)
TT

مركبة فضائية أميركية تابعة لشركة خاصة هبطت على القمر

صورة مقتبسة من فيديو التقط الشهر الماضي يظهر المركبة «بلو غوست» في مدارها القمري الثالث ويظهر الجانب البعيد من القمر (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من فيديو التقط الشهر الماضي يظهر المركبة «بلو غوست» في مدارها القمري الثالث ويظهر الجانب البعيد من القمر (أ.ف.ب)

نجحت شركة أميركية في إنزال مركبتها الفضائية على سطح القمر اليوم (الأحد)، لتصبح بذلك ثاني مركبة خاصة تحقق هذا الإنجاز، بحسب ما أظهر بث مباشر عبر الإنترنت من مركز التحكم بالمهمة.

وهبطت مركبة «بلو غوست ميشن 1» (Blue Ghost Mission 1) التابعة لشركة «فايرفلاي ايروسبايس» (Firefly Aerospace) في الساعة 3:34 بتوقيت ساحل الولايات المتحدة الشرقي (08:34 بتوقيت غرينيتش) بالقرب من مونس لاتراي، وهو تشكيل بركاني في منطقة ماريه كريسيوم على الجانب الشمالي الشرقي القريب من القمر.