اشتباك مغربي ـ جزائري عشية القمة... والرباط تعلن عدم حضور الملك

لعمامرة: نحترم قرار محمد السادس ولا خلاف مع مصر حول إدانة التدخلات التركية

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لدى وصوله أمس للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية (أ.ب)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لدى وصوله أمس للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية (أ.ب)
TT

اشتباك مغربي ـ جزائري عشية القمة... والرباط تعلن عدم حضور الملك

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لدى وصوله أمس للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية (أ.ب)
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لدى وصوله أمس للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية (أ.ب)

استنكرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين المغربية إرغام الوفد الإعلامي الرسمي المغربي (القناة الأولى)، على مغادرة الأراضي الجزائرية، عشية انعقاد قمة جامعة الدول العربية، «بسبب الضغوطات والتحرشات والتحقيقات الأمنية وساعات الانتظار الطويلة في مطار بومدين» بالجزائر.
ليعلن وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، أن ثلثي وفدنا الإعلامي وصل للجزائر وعاد من المطار لسبب غير واضح، معتبراً أن إيضاحات الجزائر بشأن أزمة الخريطة لم تكن مقنعة، وفق ما نقموقع «العربية».
وكان الوزير المغربي قد أعلن أنه يتعذر على العاهل المغربي الملك محمد السادس حضور القمة العربية التي تحتضنها الجزائر لاعتبارات إقليمية، وأن القمة العربية حدث رئيسي، لكنها لا تختزل العمل العربي المشترك. وأضاف الوزير المغربي في حديث لقناة «العربية» أن الملك محمد السادس أعطى تعليمات للوفد بالعمل البناء رغم عدم حضوره، لافتاً إلى أن الجامعة العربية هي قناة التواصل الوحيدة مع الجزائر.
وشدد بوريطة على ضرورة منع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وتوافق المشاركون في الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، على مشروع جدول أعمال القمة، وعلى المواضيع المرفوعة من قبل المندوبين وكبار المسؤولين التي عقدت على مدار الأيام الماضية.

فيما اعتبر وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده بذلت جهداً لحضور قادة العرب وأنه تم تسليم الدعوة لملك المغرب لحضور القمة العربية، وأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان سيستقبل الملك محمد السادس إذا حضر ومع ذلك فإنه يحترم قرار العاهل المغربي بعدم المشاركة في القمة، وأضاف الوزير الجزائري في تصريح لقناة «العربية» أنه كان هناك فرصة لتنقية الأجواء في المغرب العربي، إلا أنه لم تتم الاستفادة من فرصة تنقية الأجواء.
وبين الوزير الجزائري أنه لم يحدث أي خلاف مع مصر حول إدانة التدخلات التركية، وأن هناك توافقاً على معظم بنود مشروع بيان القمة العربية، وخاصة أن هدف القمة هو لم الشمل العربي، وعلق على موضوع الخلاف على الخريطة قائلاً: «الجامعة العربية تعترف بخريطة واحدة للعالم العربي دون حدود».
إلى ذلك، ذكرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين المغربية في بيان أنها «تلقت شهادات وتصريحات من إعلاميين كانوا ضمن البعثة الرسمية المغربية، سردوا فيها معاناة دامت أكثر من ست ساعات، تعرضوا خلالها إلى أبشع أنواع المعاملة من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية بمختلف أنواعها، رغم أن الإعلاميين أدلوا بجميع الوثائق والبيانات والبطائق التي تدل على هوياتهم».
وأضاف البيان أن «السلطات الجزائرية رفضت دخول الوفد الإعلامي المغربي الرسمي عبر خط جوي مباشر»، مشيراً إلى أن الإعلاميين المغاربة «اضطروا إلى السفر عبر طائرة إلى باريس، ومنها إلى العاصمة الجزائر لأداء واجبهم المهني، قبل أن يتعرضوا إلى ما يشبه الاعتقال التعسفي، الذي انتهى بتجريدهم من صفتهم الصحافية، ونزع معداتهم وكاميراتهم، والسماح لهم بالدخول إلى التراب الجزائري، كمواطنين فقط».
وتابع البيان أنه «أمام هذه التصرفات المشينة، التي تكررت للمرة الثانية في ظرف أقل من ثلاثة أشهر مع وفود إعلامية مغربية، تعلن الجمعية الوطنية إدانتها لهذا السلوك غير الحضاري الذي ينم عن غياب دولة مدنية بهذا القطر المغاربي، مؤمنة بحرية الصحافة والتعبير وتحرك الإعلاميين لنقل الأخبار باستقلالية». كما استنكرت الجمعية ما سمته بـ«التعامل البوليسي والاستخباراتي المفرط الذي تعرض له زملاؤنا في القناة التلفزيونية (الأولى)، وإجبارهم على العودة إلى المغرب، دون التمكن من تغطية أشغال قمة عربية يشارك فيها المغرب»، مبرزة «انكشاف ادعاء حسن الجوار وجمع شمل الشعوب والدول العربية الذي ترفعه الحكومة الجزائرية شعاراً لهذه القمة، بعد أن ضاق صدر العسكر عن استقبال إعلاميين». ودعت الجمعية «الهيئات الإعلامية الجزائرية النزيهة والحرة لإدانة هذه التصرفات المتكررة مع الصحافة المغربية»، كما دعت الهيئات المهنية الدولية إلى «مراقبة هذا السلوك، وإدانته وإصدار موقف رسمي منه». وخلصت الجمعية إلى أنها «تحتفظ بحقها في سلك جميع المساطر القانونية، وطنياً ودولياً، لرد الاعتبار إلى الإعلام المغربي، ضد الغطرسة الجزائرية، وعقلية الانغلاق».
وكانت الجامعة العربية، بدورها أعلنت ، نجاح قمة الجزائر، مؤكدة تجاوز جميع التوترات التي شهدتها الجلسة الأولى من اجتماع الوزراء.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)

أبو الغيط يحذر من مغبة القانون الإسرائيلي بحظر «الأونروا»

وجَّه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الخميس)، رسالتين يحذر فيهما من مغبة القانون الإسرائيلي بشأن حظر نشاط «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال إلقائه كلمته في الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (واس)

اتفاقية تعاون سعودية ـ مغربية متعددة المجالات

أبرمت السعودية والمغرب اتفاقية للتعاون في عدد من المجالات التي تجمع وزارتي «الداخلية السعودية» و«العدل المغربية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

أجمع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على رفض حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على لبنان.

عبد الهادي حبتور (الرياض )

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.