الحوثيون يستهدفون أحياء تعز بالقذائف ويصعدون عسكرياً باتجاه لحج

الهجمات أدت إلى مقتل مدني وإصابة 5 آخرين بينهم أطفال

وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك يلتقي نظيره الكويتي في الجزائر (سبأ)
وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك يلتقي نظيره الكويتي في الجزائر (سبأ)
TT

الحوثيون يستهدفون أحياء تعز بالقذائف ويصعدون عسكرياً باتجاه لحج

وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك يلتقي نظيره الكويتي في الجزائر (سبأ)
وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك يلتقي نظيره الكويتي في الجزائر (سبأ)

رغم التهدئة النسبية التي تشهدها معظم خطوط التماس بين القوات اليمنية الحكومية والميليشيات الحوثية، فإن هجمات الأخيرة تصاعدت (الأحد) مع استهدافها بالقذائف أحياء مدينة تعز (جنوب غرب) ومحاولتها التقدم عسكريا باتجاه محافظة لحج المجاورة.
وبحسب ما أوردته المصادر الرسمية اليمنية، أدى هجوم حوثي إلى مقتل مدني وإصابة عدد من أفراد أسرته بقذيفة استهدفت حي المطار القديم السكني غرب مدينة تعز.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن مصادر محلية قولها إن «الميليشيات الحوثية استهدفت بقذائف الهاون منازل بحي المطار القديم ما أدى إلى مقتل المواطن الأسرة سهيم أحمد يحيى العامري (32 عاما) وإصابة نجله سامي (4 أعوام) بشظايا في رجله وأنحاء متفرقة من جسده، وكذلك إصابة الطفل أمير شريف أحمد يحيى العامري ذي العامين من عمره ببتر إحدى قدميه، وإصابة الأم وبقية أفراد الأسرة بجروح مختلفة حيث تم نقل المصابين لتلقي العلاج».
الهجوم الحوثي، جاء بعد قصف آخر أصاب ثلاثة أطفال في حي المطار القديم نفسه، وفق ما ذكرته المصادر اليمنية الرسمية.
ونقلت الوكالة الحكومية «سبأ» عن مصادر طبية قولها إن القذيفة التي استهدفت حي المطار القديم ظهر الأحد أسفرت عن إصابة الطفل محمد ناصر فارع (١٠ سنوات) وبدر ناصر المجنحي (٨ سنوات) وهاشم ناصر المجنحي (٩ سنوات) وإنه تم نقلهم لتلقي العلاج.
الهجمات الحوثية على الأحياء السكنية، تزامنت مع إعلان الجيش اليمني صد هجمات للميليشيات الانقلابية في محافظة لحج، حيث أفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، بأن قوات الجيش تصدت لعملية هجومية على مواقع عسكرية في جبهة كرش.
وفيما ترفض الميليشيات الحوثية مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لتمديد الهدنة المنهارة وتوسيعها منذ انتهائها في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) تواصل الحكومة اليمنية تحركاتها الدبلوماسية للضغط على الميليشيات للقبول بالسلام وإنهاء الانقلاب.
وذكرت المصادر الرسمية أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، استعرض مع نظيره وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، «مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود الحكومة وتعاطيها الإيجابي مع المبادرات الأممية والهدنة التي رفضت الميليشيات الحوثية الموافقة على تمديدها».
وفي حين أشار بن مبارك إلى «الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على ميناء رضوم وميناء الضبة النفطيين في حضرموت وشبوة» ذكرت وكالة «سبأ» أنه أطلع وزير الخارجية الكويتي على قرار مجلس الدفاع الوطني بتصنيف الميليشيات الحوثية الانقلابية منظمة إرهابية.
ونسبت الوكالة إلى وزير الخارجية الكويتي، أنه «جدد موقف بلاده الثابت والداعم لوحدة واستقرار اليمن وسيادة أراضيه، وعبر عن إدانة دولة الكويت للهجمات الحوثية وتصعيدها غير المبرر، ودعمها المطلق والثابت لمجلس القيادة الرئاسي».
وكانت الحكومة اليمنية شددت على ضرورة محاسبة قادة الميليشيات الحوثية المسؤولين عن الهجمات التي استهدفت موانئ تصدير النفط على البحر العربي، كما أرسلت تطمينات إلى المبعوث الأممي بأن قرار تصنيفها الميليشيات جماعة إرهابية لن يؤثر على الأنشطة الإنسانية في المناطق الخاضعة للانقلاب.
على صعيد منفصل، أفادت تقارير حقوقية يمنية بتوثيق نحو 21 ألف حالة انتهاك تعرضت لها الطفولة في اليمن، من قبل ميليشيا الحوثي، خلال أربع سنوات.
وأوضحت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق الأطفال في اليمن، تنوعت بين «جرائم قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم وأعمال قنص وتجنيد ومنع وصول للعلاج والغذاء والماء».
واتهمت الشبكة الحقوقية الميليشيات الحوثية بارتكاب 1343 حالة قتل للأطفال خارج نطاق القانون بينهم 31 رضيعاً، كما وثقت الشبكة 1620 حالة إصابة بجروح متفرقة في الجسم، و321 حالة إعاقة دائمة في صفوف الأطفال.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.