«النهضة» تجدد تمسكها بمقاطعة الانتخابات التونسية المقبلة

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
TT

«النهضة» تجدد تمسكها بمقاطعة الانتخابات التونسية المقبلة

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

عبَّرت مجموعة من الأحزاب السياسية التونسية عن مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقبلة، لأسباب متعددة، أبرزها رفض قرارات الرئيس قيس سعيد، واتهامه بـ«الإضرار» بالمؤسسات الدستورية، والتفرُّد بالرأي، وعدم إشراك الأحزاب والمنظمات في صياغة مستقبل البلاد، بعد إقرار التدابير الاستثنائية منذ 25 يوليو (تموز) 2021.
ونتيجة لذلك، تشكلت «تحالفات الضرورة» بين عدد من الأحزاب، من بينها «جبهة الخلاص الوطني»، التي تتزعمها «حركة النهضة»، و«تنسيقية الأحزاب الوطنية»، بزعامة «حزب العمال» اليساري، وأصدرت عدة بيانات تؤكد تمسكها بمقاطعة العملية الانتخابية في محطاتها المختلفة، بدءاً بالاستشارة الإلكترونية التي أُجريت بداية السنة الحالية، مروراً بالاستفتاء حول الدستور الجديد، في 26 يوليو 2022، وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفي هذا السياق، أعلنت «حركة النهضة»، التي تزعمت المشهد السياسي، منذ ثورة 2011، عن تمسكها بمقاطعة ما وصفتها بـ«مهزلة الانتخابات التشريعية المقبلة في كل مستوياتها، ترشحاً وتزكيةً وانتخاباً»، ودعت لتأسيس «بديل ديمقراطي»، بحجة أن «محاولات تعديل قوانين العملية الانتخابية، وتمديد فترة الترشح بسبب ضعف نسب المشاركة، وبقاء عدة دوائر دون مرشحين، وجرائم الفساد المالي المسجَّلة، وتهميش تمثيلية المرأة في الانتخابات، تعزز موقفنا الثابت من المسار الانقلابي برمته»، على حد تعبيرها، معتبرةً أن موقف السلطات القائمة «يهدف إلى تأسيس نظام حكم فردي مطلق، يقوّض الحريات والتنافس الديمقراطي النزيه، ويؤسّس لبرلمان صوري ومؤسسات منزوعة الصلاحيات»، على حد تقديرها.
وقال عماد الخميري، المتحدث باسم «حركة النهضة»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الموقف الحالي الذي عبرت عنه (حركة النهضة) يتناسق مع موقفها المبدئي من قرارات الرئيس سعيد، التي جاءت على أنقاض دستور مُتفَق بشأنه، وعليه إجماع كبير من معظم الأفرقاء السياسيين في تونس»، موضحاً أن البلاد «كانت تمر بأزمة سياسية واجتماعية واقتصادية لا ينكرها أحد، لكنها باتت اليوم في حالة انهيار شامل نتيجة الخيارات غير المدروسة»، على حد قوله.
وبخصوص الحلول التي تراها «حركة النهضة» فعالة لتجاوز الأزمة، وإن كانت مقاطعة الانتخابات المقبلة كافية للعودة إلى المؤسسات الديمقراطية، أوضح الخميري أن «كل الخطوات التي خطاها المشروع السياسي لسعيد لن تقيم مؤسسات دستورية حقيقية، والانتخابات المقبلة ستفرز برلماناً صورياً لا يخدم سوى مصالح البارونات المحلية»، على حد تعبيره.
وحول إمكانية قيادة «حركة النهضة» للجبهات المعارضة، وإن كانت قادرة على تأسيس تحالف سياسي فعلي يعارض المشروع السياسي للرئيس سعيد، قال الخميري إن المطلوب من الأطراف المعترضة على المشروع السياسي، الذي قام على أنقاض المؤسسات الدستورية، أن تتفق على الحد الأدنى المشترك حتى تتمكن من بلورة مشروع بديل لما هو موجود حالياً.
وكشف عن وجود مساعٍ للتقارب، وخطة للخروج من الانهيار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعرفه تونس.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن بلاده تساورها «شكوك» حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الثنائية، معرباً عن مخاوفه بشأن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ أسابيع.

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الخاصة: «لقد وضعنا في 2022 (...) خريطة طريق (...) ونود أن يتم الالتزام بها».

وأضاف: «لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكاً حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه. لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (أ.ب)

وأضاف بارو: «مثل رئيس الجمهورية، أعرب عن القلق البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به بوعلام صنصال ومحاموه».

وصنصال (75 عاماً) المعارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر».

وأوضح بارو: «أنا قلق بشأن حالته الصحية و(...) فرنسا متمسكة جداً بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

وتناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى، الأحد الماضي، قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفاً إياه بـ«المحتال... المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده «ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر (...) لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو (تموز) الماضي، بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).