واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية

لتشجيعها «العمل الإرهابي» ضد سلمان رشدي

سلمان رشدي يتحدث في مناسبة بجنوب الدنمارك في يونيو 2018 (رويترز)
سلمان رشدي يتحدث في مناسبة بجنوب الدنمارك في يونيو 2018 (رويترز)
TT

واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية

سلمان رشدي يتحدث في مناسبة بجنوب الدنمارك في يونيو 2018 (رويترز)
سلمان رشدي يتحدث في مناسبة بجنوب الدنمارك في يونيو 2018 (رويترز)

فرضت الولايات المتحدة، أمس (الجمعة)، عقوبات على «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية، لعرضها مكافأة مالية بهدف القيام بـ«عمل إرهابي» تمثل بمحاولة اغتيال الكاتب البريطاني - الأميركي من أصل هندي سلمان رشدي.
وتعرض رشدي لهجوم عنيف في أغسطس (آب) الماضي، في مناسبة أدبية بنيويورك. وأفاد وكيله أخيراً بأن المؤلف فقد إحدى عينيه وشلت إحدى يديه، لكنه يتعافى من الهجوم الذي نفذه الشاب هادي مطر على خشبة مسرح في غرب نيويورك. وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية «أوفاك»، أن هذه المؤسسة أصدرت مكافأة بملايين الدولارات «لأي شخص يرغب في القيام بهذا العمل الشنيع»، المتمثل بمحاولة تنفيذ عملية قتل رشدي.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون، إن «عمل العنف الذي أشاد به النظام الإيراني مروع». وأمل في «الشفاء العاجل لسلمان رشدي» بعد الاعتداء عليه. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إن تصنيف «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية اتّخذ لأن هذا الكيان حدد قبل الهجوم «مكافأة على حياة رشدي وزادها لاحقاً دعماً لأمر روح الله الخميني الذي دعا إلى قتل رشدي»، مشيراً إلى أن الهيئة تبرعت «لتقديم الدعم المالي لعمل إرهابي».
وبعد عام من نشر رواية رشدي «آيات شيطانية» في 1988، أصدر المرشد الإيراني الأول فتوى تدعو إلى قتل المؤلف، ما أدى إلى مهاجمة رشدي ومن يرتبط به.
وتم التأكيد على الفتوى من المرشد الحالي علي خامنئي عام 2017، وأعيد نشرها من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الإيرانية أخيراً في أغسطس (آب) 2022. وأصدرت «مؤسسة 15 خرداد» مكافأة على رشدي لدعم فتوى الخميني، وفي عام 2012، زادت المكافأة.
وذكر كبير الدبلوماسيين الأميركيين بأنه «جرى قتل كثير من مترجمي رشدي وزملائه التجاريين الذين شاركوا في نشر (آيات شيطانية) في كثير من البلدان، أو أصيبوا بجروح بالغة نتيجة لهذا التحريض، وكذلك عشرات المدنيين الأبرياء». وقال إن «الفتوى الشائنة كانت تهدف الى التحريض على الإرهاب والعنف، وقتل رشدي ورفاقه، وترهيب الآخرين».
وأضاف: «تدين الولايات المتحدة هذا التحريض والهجوم على رشدي بأقوى العبارات، باعتبارها اعتداء سافراً على حرية التعبير وعملاً إرهابياً». ونبه إلى أن العقوبات التي تمّ فرضها هي «إشارة أخرى واضحة إلى أننا لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه» الأعمال الإرهابية.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)

فرض الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة على التغطية الإعلامية التي تشمل عسكريين أثناء مشاركتهم في مهام قتالية فعلية وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرض أفراد من قوات الاحتياط لإجراءات قانونية خلال سفرهم إلى الخارج بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في جرائم حرب في غزة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن اضطر جندي احتياط إسرائيلي كان يقضي عطلة في البرازيل إلى مغادرة البلاد بشكل مفاجئ عندما أمر قاض برازيلي الشرطة الاتحادية بفتح تحقيق في أعقاب اتهامات من مجموعة مناصرة للفلسطينيين بأنه ارتكب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وبحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفتنانت كولونيل ناداف شوشاني للصحفيين فإنه بموجب القواعد الجديدة، لن يتمكن الإعلاميون الذين يجرون مقابلات مع عسكريين برتبة كولونيل فما أقل من إظهار وجوههم أو نشر أسمائهم بشكل كامل، على غرار القواعد القائمة بالفعل بالنسبة للطيارين وعناصر وحدات القوات الخاصة. كما يتعين عدم الربط بين العسكريين الذين تجري مقابلات معهم وبين نشاط قتالي محدد شاركوا فيه.

وقال شوشاني «هذه هي القواعد التوجيهية الجديدة لحماية جنودنا وضمان عدم تعرضهم لمثل هذه الأمور التي يقوم بها ناشطون مناهضون لإسرائيل حول العالم». وأوضح أنه بموجب القواعد العسكرية المعمول بها حاليا، ليس من المفترض أن ينشر العسكريون مقاطع فيديو وصورا من مناطق الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي «رغم أن هذا ليس الحال دائما، فلدينا جيش كبير». وأضاف أن هناك أيضا قواعد وإرشادات راسخة للعسكريين المسافرين إلى الخارج.

وذكر أن جماعات، مثل مؤسسة هند رجب التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي دفعت لاتخاذ الإجراء الذي شهدته البرازيل، «تربط النقاط ببعضها» فيما يتعلق بالعسكريين الذين ينشرون مواد من غزة ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بالإضافة إلى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ما أثار غضبا في إسرائيل.

وقال شوشاني إن هناك «بضعة» حالات جرى فيها استهداف جنود احتياط خلال السفر للخارج، بالإضافة إلى قضية البرازيل، كلها بدأت بمطالبات من جماعات للسلطات بإجراء تحقيق.