واجه ريشي سوناك، الذي أصبح ثالث رئيس وزراء بريطاني في أقل من 50 يوماً، للمرة الأولى النواب في مجلس العموم، ظهر أمس الأربعاء، خلال جلسة مساءلة، على خلفية وضع اجتماعي متفجر بسبب ارتفاع الأسعار. وهنأت القيادة السعودية سوناك، بتعيينه في منصبه. وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد له، ولشعب المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديق المزيد من التقدم والازدهار. من جانبه، أعرب الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد له، ولشعب المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديق المزيد من التقدم والرقي. وكان سوناك شارك في هذه الجلسة الأسبوعية التي كانت عاصفة أحياناً، بجدية ولكن بارتياح. وتهرب من الأسئلة المحرجة، بدعم من النواب المحافظين الذين يشكلون غالبية المجلس، وسدد رماحه نحو المعارضة العمالية التي انتقدت الأخطاء الاقتصادية لمعسكره والتسويات الضريبية السابقة لزوجته الثرية.
كما دافع عن إعادة تعيين سويلا برافرمان المحافظة المتشددة وزيرة للداخلية، بعد أقل من أسبوع على استقالتها من المنصب لاستخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي لإرسال مستندات رسمية، ما يخالف مدونة السلوك الحكومية، ولديها موقف متشدد جداً بشأن الهجرة.
وقال النائب الاسكوتلندي الانفصالي إيان بلاكفورد: «إنها ليست بداية جديدة، إنها عودة الخداع»، متهماً رئيس الوزراء بالسعي إلى تعزيز موقفه من خلال تعيين من تحظى بنفوذ في الجناح اليميني من الحزب. وأوضح سوناك أن برافرمان أقرت «بخطئها» وأنه «سعيد بانضمامها إلى حكومة الوحدة التي تجلب الاستقرار إلى قلب الحكومة».
وتطالب المعارضة العمالية التي تتقدم في استطلاعات الرأي على المحافظين بفارق كبير، يومياً بانتخابات عامة مبكرة بدون الانتظار حتى 2024 أو مطلع 2025 كما هو مرتقب، ويؤيد أغلب البريطانيين هذا المطلب.
يرفض سوناك إجراء انتخابات مبكرة من المؤكد أن المحافظين الحاكمين منذ 12 عاماً، سيخسرونها. ويسعى إلى توحيد صفوف النواب المحافظين المنقسمين جداً بعد سلسلة من الفضائح والاضطرابات السياسية والاقتصادية.
وشكل سوناك حكومته وعين فيها عدة وزراء كانوا في حكومة حليفيه بوريس جونسون وليز تراس.
ورحبت صحيفة «ذي ميل» بما وصفتها «حكومة وحدة» ووصفت أداء سوناك بأنه «يليق برجل دولة وبليغ». وكتبت: «إنه الهدوء بعد العاصفة، كما نأمل».
وعين سوناك حليفه المقرب دومينيك راب وزيراً للعدل ونائباً لرئيس الوزراء، وهما منصبان شغلهما في عهد بوريس جونسون.
في أوج الحرب في أوكرانيا، أبقى سوناك جيمس كليفرلي في منصبه وزيراً للخارجية وبن والاس وزيراً للدفاع.
وسوناك، المؤيد لخفض النفقات من أجل كبح التضخم بدلاً من اللجوء إلى الاستدانة لدعم الأسر، وهي السياسة التي كانت تعتمدها ليز تراس، قرر إبقاء وزير المال جيريمي هانت في المنصب الذي عينته فيه تراس على عجل منتصف هذا الشهر لتهدئة العاصفة المالية الناجمة عن برنامجها الاقتصادي.
وكان يتوقع أن يطرح إجراءات جديدة بشأن الموازنة في 31 هذا الشهر تهدف إلى طمأنة الأسواق حول استقرار المالية العامة على المدى الطويل.
لكن بعد أول اجتماع للحكومة، أعلن هانت أنه اتفق مع سوناك على أنه من «الحكمة» تأجيل موعد عرض خطة الموازنة إلى 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأوضح أن «من المهم للغاية أن يستند هذا العرض إلى أدق التوقعات الاقتصادية وتوقعات المالية العامة الممكنة».
ويريد سوناك، وهو مصرفي سابق ووزير مالية سابق حذّر من العواقب الضارة لبرنامج ليز تراس خلال الصيف، المشاركة شخصياً في إعداد هذه الإجراءات، في حين يُخشى من عودة التقشف، وفقاً لوسائل إعلام بريطانية.
بعد تكليفه تشكيل حكومة، قال سوناك أول من أمس الثلاثاء إن «الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية سيكونان في صلب مهمة حكومته» وكرر القول إن هذا سيتطلب «قرارات صعبة» رغم أن الحكومة ستحرص على «حماية الفئات الأكثر ضعفاً والسعي لتحقيق نمو طويل المدى».
كما وعد بإصلاح «الأخطاء» التي ارتكبت في عهد ليز تراس التي استقالت بعد 44 يوماً في السلطة. وتأكيداً على تجاوز برنامج الحكومة السابقة، أعلن الزعيم الجديد أيضاً عن معاودة الوقف الاختياري لإنتاج الغاز والغاز الصخري في إنجلترا الذي رفعته ليز تراس بذريعة «أمن الطاقة» في سياق الحرب في أوكرانيا.
وسيؤدي تأجيل خطة الميزانية إلى تعقيد مهمة بنك إنجلترا الأسبوع المقبل، إذ من المقرر أن ينشر توقعات للاقتصاد دون معرفة تفاصيل الخطط المالية للحكومة، وكذلك سيتخذ أحدث قراراته بشأن السياسة النقدية.
ومن المتوقع أن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة مرة أخرى في الثالث من نوفمبر، على الأرجح إلى ثلاثة في المائة من 2.25 في المائة رغم أن المستثمرين زادوا الرهانات إلى أكثر من الثلث على رفع أسعار الفائدة بنقطة مئوية كاملة بعد الإعلان عن تأجيل خطة الميزانية.
وأوضح هانت أنه ناقش قرار تأجيل البيان المالي مع محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي الذي تفهم الأمر.
سوناك يواجه المعارضة العمالية ويتهرب من الأسئلة المحرجة
القيادة السعودية هنأته بتوليه منصبه الجديد

سوناك يتحدث في مجلس العموم أمس (أ.ف.ب)
سوناك يواجه المعارضة العمالية ويتهرب من الأسئلة المحرجة

سوناك يتحدث في مجلس العموم أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة