متحور «أوميكرون» (XBB) يتمدد «من دون قلق»

خبراء يتوقعون ألا يتجاوز تأثيره «التهابات خفيفة» بالجهاز التنفسي

متحور «أوميكرون» (XBB) يتمدد «من دون قلق»
TT

متحور «أوميكرون» (XBB) يتمدد «من دون قلق»

متحور «أوميكرون» (XBB) يتمدد «من دون قلق»

كما توقع الخبراء، ساعدت ظروف الطقس، وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، على إنتاج متحور جديد ذي مواصفات خاصة من «أوميكرون»، هو المتحور (XBB) الذي بدأ يتمدد عالمياً، وأصبح يكتسب أرضاً جديدة تمكنه من منافسه المتغيرين السائدين حالياً: (BA.5) و(BA.2).
وقبل دخول فصل الخريف وبدايات الشتاء، قال خبراء الأمراض المعدية، إن فيروسات الجهاز التنفسي، أياً كان نوعها، تنشط خلال تلك الفترة، وسيجد «كورونا المستجد» أرضاً خصبة للانتشار والانتقال بين البشر، بسبب الملل من الإجراءات الاحترازية السائدة حول العالم، وهو ما سيساعد على إنتاج متحورات جديدة من الفيروس.
والمتحورات الجديدة، إما أنها تكتسب خواص إيجابية للفيروس أو سلبية، وإما تكون إيجابية في جانب وسلبية في جانب آخر، فعلى سبيل المثال، كان الجانب الإيجابي للفيروس في متحور «أوميكرون»، أنه أكثر قدرة على الانتشار من متحور «دلتا» الذي سبقه؛ لكن من ناحية أخرى، فإن الجانب السلبي المفيد للبشر هو أنه لا يتسبب في مرض شديد.
وأنتج متحور «أوميكرون» بدوره عدداً من المتحورات الفرعية؛ حيث يوجد -حسب سوميا سواميناثان، كبير علماء منظمة الصحة العالمية، في تصريحات صحافية الخميس الماضي- أكثر من 300 نوع فرعي من «أوميكرون»؛ لكن لا يتم الإعلان إلا عن المتحورات التي تسجل نسبة معتبرة من الإصابات، مقارنة بالمتحور السائد، وهو ما حدث مؤخراً مع المتحور (XBB) الذي تم الاعتراف به في عدد من البلدان، بعد أن بدأت الإصابات به تمثل رقماً معتبراً بين عدد الإصابات داخل الدول.
وقالت «الصحة العالمية» الأربعاء الماضي، إن 26 دولة سجلت المتحور (XBB)، وأعلنت المملكة العربية السعودية، الاثنين الماضي، رصده في عدد محدود من العينات الإيجابية، مع تأكيد أن المتحورات الفرعية الأخرى لـ«أوميكرون»: «BA5» و«BA2»، لا تزال هي السائدة بنسبة تتجاوز 75 في المائة من العينات الإيجابية في السعودية.
والمتحور (XBB)، هو مزيج من سلالتين مختلفتين من «أوميكرون»، وهو في منافسة حالياً للحصول على لقب المتغير الأكثر مراوغة للمناعة من المتغير (BQ.1.1)، وكلاهما جاء من سلف مشترك هو المتغير (BA.5) الذي كان سائداً في جميع أنحاء العالم هذا الصيف، ولا يزال في بعض الدول؛ لكن تقرير الصحة العالمية أشار إلى أن الأدلة المختبرية تظهر أن المتغير (XBB)، هو الأكثر قدرة على مراوغة الأجسام المضادة حتى الآن.
ولم يتم تحديد متحور (XBB) في الولايات المتحدة حتى الآن؛ لكن تم تحديد المتحورات المنبثقة منه: (XBB.1) (XBB.2) و(XBB.3).
ووفقاً لمنظمة (GISAID)، وهي منظمة بحثية دولية تتعقب متغيرات الفيروس، تم اكتشاف المتحور (XBB.1) للمرة الأولى في الولايات المتحدة في 15 سبتمبر (أيلول)، ويمثل 0.26 في المائة من الحالات المتسلسلة وراثياً على مدار الخمسة عشر يوماً الماضية.
وقالت «الصحة العالمية» هذا الأسبوع، إنه في جميع أنحاء العالم، تم تحديد ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد حالات (XBB.1) كحالات لـ(XBB).
تقول دراسة صدرت الشهر الماضي من مركز الابتكار الطبي الرائد في جامعة بكين، إن (XBB)، بالإضافة إلى (BQ.1.1) المنافس، يهرب من مناعة الجسم المضاد، ما يجعل علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة المستخدمة في الأفراد المعرضين لمخاطر عالية مع «كوفيد-19» عديمة الفائدة.
وأوضحت الدراسة أن قدرة (XBB) على التهرب من المناعة «قصوى»، وتقترب من مستوى التهرب المناعي الذي أظهره «سارس»، وهو فيروس من عائلة «كورونا» أصاب الآلاف وتسبب فيما يقرب من 800 حالة وفاة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويتوقع العلماء -بمن فيهم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور أنتوني فوسي- موجة من الحالات في الخريف والشتاء في الولايات المتحدة، تبدأ في الارتفاع هذا الشهر وتصل إلى ذروتها في يناير (كانون الثاني).
ولا يزال من غير الواضح أي متغير من «كوفيد-19» قد يغذي تلك الموجة؛ لكن خبراء يتوقعون أن (XBB) و(BQ.1.1)، سيكونان من كبار المتنافسين.
وبينما يبدو أيضاً أن متغير (XBB) ينتشر بشكل أكثر فاعلية من متغيرات «أوميكرون» الأخرى، يقول أمجد الخولي، رئيس فريق متابعة وتقييم اللوائح الصحية الدولية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لم تصل أي معلومات مؤكدة عن أن هذا المتحور يسبب أعراضاً أكثر خطورة من الأعراض المتعارف عليها في سائر التحورات السابقة لـ(أوميكرون)». ويضيف: «من المتوقع أن تستمر فاعلية اللقاحات المتاحة حالياً ضد هذا المتحورات، لكونها من ضمن تحورات (أوميكرون) التي تستجيب للقاحات».
ويؤكد ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي بجامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأميركية، على الرسالة المطمئنة نفسها. وقال في تقرير نشره الاثنين موقع «هيلث لاين»: «إذا كان المتغير يحتوي عدداً من الطفرات في البروتين السطحي للفيروس (بروتين سبايك)، وأصبح أكثر مهارة في تفادي الأجسام المضادة، فإن جهاز المناعة لدينا لا يعتمد فقط على الأجسام المضادة لحمايتنا من العدوى».
وأضاف: «الأجسام المضادة (مثل IgA، وهو الجسم المضاد المخاطي الأكثر انتشاراً في الأنف والفم وIgG، وهو الجسم المضاد الأكثر انتشاراً في مجرى الدم) هي خط دفاعنا الأول عن (كوفيد-19) في الغشاء المخاطي للأنف، لذلك تصبح التهابات الجهاز التنفسي العلوي الخفيفة أكثر شيوعاً؛ لأن هذه المتغيرات الفرعية الجديدة تتهرب من الأجسام المضادة الأنفية؛ لكن لحسن الحظ يجب أن يظل معدل المرض الشديد منخفضاً في الولايات المتحدة بسبب أدوات المناعة الأخرى».
وأدوات المناعة الأخرى التي يقصدها شافنر، هي خلايا الذاكرة المناعية «الخلايا البائية، والخلايا التائية» التي تم إنشاؤها بواسطة اللقاحات أو نتيجة لعدوى سابقة، والتي يمكنها التعرف على الفيروس، بما في ذلك متغيراته.
يقول: «على وجه التحديد، إذا رأت خلايا الذاكرة البائية متغيراً، فإنها تكون قادرة على صنع أجسام مضادة تتكيف مع المتغير أو المتغير الفرعي، وتؤدي اللقاحات أو العدوى الطبيعية أيضاً إلى تحفيز إنتاج الخلايا التائية، وبينما تعمل الخلايا البائية كبنوك ذاكرة لإنتاج الأجسام المضادة عند الحاجة، فإن الخلايا التائية تساعد الخلايا البائية على صنع الأجسام المضادة، وتساعد على تجنيد الخلايا لمهاجمة العامل الممرض مباشرة».
من جانبها، وصفت مونيكا غاندي، أستاذة الطب في جامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو، ظهور متحور جديد بـ«الأمر المتوقع دائماً»، وقالت في التقرير نفسه الذي نشره موقع «هيلث لاين»: «يتحور فيروس (كورونا المستجد) بشكل متكرر، لذلك نتوقع ظهور سلالات متغيرة جديدة من وقت لآخر. وتبدو جميع المتغيرات الفرعية المعترف بها حديثاً بما فيها المتغير (XBB) معدية تماماً، لذلك بدأت في الانتشار. ولحسن الحظ، تشير الدراسات المعملية إلى أن لقاح (كوفيد-19) المعزز ثنائي التكافؤ الجديد، المنتج من (موديرنا) و(فايزر)، سيواصل توفير حماية كبيرة ضد المرض الذي تسببه هذه المتغيرات».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.