مستشفى يديره حوثيون يحتجز جثامين 22 طفلاً حديثي الولادة

مشيعون يحملون جثمان أحد الأطفال اليمنيين المصابين بالسرطان الذين قضوا غداة تلقي دواء ملوث في أحد مستشفيات صنعاء (رويترز)
مشيعون يحملون جثمان أحد الأطفال اليمنيين المصابين بالسرطان الذين قضوا غداة تلقي دواء ملوث في أحد مستشفيات صنعاء (رويترز)
TT

مستشفى يديره حوثيون يحتجز جثامين 22 طفلاً حديثي الولادة

مشيعون يحملون جثمان أحد الأطفال اليمنيين المصابين بالسرطان الذين قضوا غداة تلقي دواء ملوث في أحد مستشفيات صنعاء (رويترز)
مشيعون يحملون جثمان أحد الأطفال اليمنيين المصابين بالسرطان الذين قضوا غداة تلقي دواء ملوث في أحد مستشفيات صنعاء (رويترز)

يحتجز مستشفى في صنعاء يديره عناصر حوثيون 22 جثماناً لأطفال حديثي الولادة بعد أن عجزت أسرهم، بسبب أوضاعها المعيشية المتردية، عن تسديد تكاليف ولادتهم.
أفادت مصادر يمنية عاملة في القطاع الطبي باحتجاز مستشفى في صنعاء يديره حوثيون 22 جثماناً لأطفال حديثي الولادة، بعدما عجزت أسرهم، بسبب أوضاعها المعيشية المتردية، عن تسديد تكاليف ولادتهم.
وفي سابقة لم يعهدها اليمن، نشرت إدارة المستشفى على إحدى صفحات جريدة تديرها الميليشيات إعلاناً دعت فيه ذوي جثامين الأطفال الموجودين بثلاجة المشفى إلى الحضور لتسلم الجثامين، وتسديد ما عليهم من مبالغ مالية.
وهدد عناصر الميليشيات الذين يديرون المشفى باتخاذ إجراءات من قِبَل سلطات الجماعة في صنعاء بدفن جثامين الأطفال الذين لم تدفع أسرهم المبالغ المفروضة عليها، خلال مدة أقصاها 14 يوماً من تاريخ الإعلان.
كما توعدوا بملاحقة أهالي الأطفال وتقديم دعاوى ضدهم تلزمهم بدفع ما عليهم من مبالغ، في إطار ما سموه بـ«التمسك بالحق القانوني»، على حد زعمهم.
ورغم عدم الكشف عن الفترة الزمنية التي تراكمت فيها تلك الجثامين والأسباب التي دفعت لذلك، أرجع حقوقيون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، الواقعة إلى الظروف المعيشية السيئة التي يكابدها ملايين السكان جراء الانقلاب وآلة الحرب، وما لحقها من سياسات فساد وعبث وتدمير حوثي منظَّم بحق جميع قطاعات الدولة.
وتحدث مصدر يعمل في القطاع الصحي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن ولي أمر أحد الأطفال المتوفين ظل أياماً يطالب إدارة المستشفى بعمل تصريح له لإخراج طفله من الحضانة؛ كونه لم يعد يستخدم الأوكسجين الصناعي، وينوي نقله إلى مستشفى آخر في صنعاء، لكن ذلك قوبل أكثر من مرة بالرفض، حتى تفاجأ بأن طفله فارق الحياة داخل الحضَّانة.
وفي تعليق على «فيسبوك»، أكد مغرد يمني أنه لفت انتباهه وجود مقبرة كبيرة خلف مبنى المستشفى مباشرة، وقال ساخراً إن «أكثر من 22 جثة لأطفال يمنيين مختطفة في ثلاجة مستشفى خاص بصنعاء، وإدارته تواصل التهديد بأنها ستحرم ذويهم من النظرة الأخيرة لهم إذا لم يتم دفع تكاليف نقلهم من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة».
كما اتهم ناشط حقوقي في صنعاء إدارة المستشفى نفسها باحتجازها، أواخر أغسطس (آب) الماضي، طفلاً عمره خمس سنوات رهينة لديها، كنوع من الضغط، لإجبار والده على تسديد ما تبقى من تكاليف علاجية.
وكانت تقارير محلية نقلت هذا الأسبوع عن ذوي أطفال محتجزة جثثهم لدى المشفى في صنعاء أنهم ترددوا أكثر من مرة على إدارة المشفى، لغرض مساعدتهم في تخفيض المبالغ، لكنهم لم يلقوا أي تجاوب.
وذكرت التقارير أن جثث بعض الأطفال المتوفين كان يحتجزها المستشفى منذ فترات، بعضها طويلة، حيث لجأت أسر بعضهم إلى بيع مقتنياتها المنزلية لغرض تسديد ما عليها، لكنها فوجئت بفرض مبالغ مضاعفة عليهم، تحت مبرر تكاليف حجز الجثث بثلاجة الموتى.
ويتهم عاملون صحيون في صنعاء إدارة المستشفى التي تتلقى المساندة والدعم من قبل قادة في الجماعة الحوثية بالتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه المرضى، إضافة إلى تحويلها ذلك المرفق إلى مجرد أداة استثمارية لغرض التربح دون تقديم الرعاية المطلوبة.
وبدلاً من أن تقوم سلطات الجماعة الحوثية بإغلاق المشفى ومحاسبة العاملين فيه وتقديمهم إلى المحاكمة، تواصل تقديم كل أوجه الدعم له من أجل مواصلة استهداف وابتزاز ضحايا جدد من المرضى اليمنيين بمناطق سيطرتها، وفق ما يقوله العاملون الصحيون.
وتأتي هذه الانتهاكات التي يشرف عليها قادة الميليشيات الحوثية ضمن مسلسل الإهمال والعبث والفساد الحاصل بحق القطاع الصحي، الذي تعرض، على مدى ثماني سنوات، ولا يزال، لموجات تدمير قادت إلى تردٍّ في الأوضاع الصحية، وخروج أكثر من نصف المرافق عن الخدمة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.