حفل جوائز «فاشن تراست أرابيا»... غداً

بييرباولو بيتشولي - مصممة الأحذية أمينة معادي - المصمم زهير مراد
بييرباولو بيتشولي - مصممة الأحذية أمينة معادي - المصمم زهير مراد
TT

حفل جوائز «فاشن تراست أرابيا»... غداً

بييرباولو بيتشولي - مصممة الأحذية أمينة معادي - المصمم زهير مراد
بييرباولو بيتشولي - مصممة الأحذية أمينة معادي - المصمم زهير مراد

إذا كنت متابعاً للموضة ولم تسمع بـ«فاشن تراست أرابيا» بعد، فأنت بلا شك تعيش في كوكب آخر. فهذه الفعالية التي تشهد غداً دورتها الرابعة في العاصمة القطرية (الدوحة)، أصبحت من أهم الفعاليات التي ينتظرها صناع الموضة والنجوم على حد سواء، وعلى أحر من الجمر.
فعدا أنها تشهد حفلاً يمكن مقارنته، إلى حد ما، بحفل مُصغر عن حفل «الميتروبوليتان» السنوي بنيويورك بالنظر إلى الأسماء العالمية التي تحضره، فإنها، وهذا الأهم، تُشكِّل نقطة تحول في مسيرة مصممين شباب كانوا بالأمس القريب إما مغمورين أو لا يمتلكون الأدوات التي تُسهل عليهم الانتشار. كلهم يتمتعون بالموهبة والرغبة الجامحة في الابتكار والإبداع، لكن ينقصهم الدعم الخارجي.
في عام 2018، وعندما جاءت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، وتانيا فارس، بفكرة منظمة غير ربحية تدعم هؤلاء مادياً ولوجيستياً، تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كرئيسة فخرية، تحول اسم «فاشن تراست أرابيا» إلى ما يُشبه منصة الأحلام بالنسبة لهؤلاء.
في ذلك التاريخ فُتح باب الترشح أمام كل مُبدع ناشئ، من المغرب إلى الشرق الأوسط؛ لنيل جائزة مادية قيِّمة، إلى جانب تدريبات وعمليات تطوير مستدامة على مدى سنة.
تتراوح الجائزة ما بين 100 ألف و200 ألأف دولار أميركي حسب تخصصات، تشمل أزياء المساء والسهرة، والأزياء الجاهزة، والأكسسوارات، والمجوهرات الرفيعة، إضافة إلى جائزة خاصة بخريج حديث في معهد موضة.


ريمو روفيني، مونكلير - ربا أبو نعمة

حتى الآن تخرجت في هذه المنصة أسماء أصبح لها شأن، مثل محمد بن شلال، وسليم عزام، وكريكور جابوتيان، وبلال فلاح، وأندريا وازن من بين آخرين.
مساء هذا اليوم، سيتم الاختيار من بين 24 مُرشحاً تمت غربلتهم على مدى عام تقريباً، 5 فقط، هم من سيحالفهم الحظ للفوز بالجوائز الكبرى.
غني عن القول إن اختيار الفائزين خضع لعدة اختبارات، انتهت هذا الأسبوع بمعاينة وتمحيص مباشر من قبل لجنة عالمية حطت الرحال في الدوحة منذ أيام لهذا الغرض. وهي لجنة تضم أسماء أشهر من نار على علم في مجالهم، أمثال عمران أميد مؤسس موقع «BOF»، وبيير باول بكيولي مصمم دار «فالنتينو»، وربا أبو نعمة - المدير الإبداعي لدار «تيفاني»، وغيراردو فيلوني - المدير الإبداعي لـ«روجيه فيفييه» وغورام غفاساليا - المدير الإبداعي لـ«فيتمون» وزهير مراد وهلم جرا.
وسيحصل الفائزون على الجائزة المالية، بالإضافة إلى اشتراك ببرنامج توجيهي مُفصل على مقاس كل فائز، مدته عام تُشرف عليه شبكة عالمية من الاختصاصيين في البيع بالتجزئة، مثل «بيستر فيلاج»، ومتجر «ماتشز فاشن (MATCHESFASHIONs)».
هذا الأخير سيتولى مثلاً توجيه الفائزين وطرح مجموعاتهم على موقعه الإلكتروني الخاص، بينما ستعرض محلات «هارودز» مجموعة الفائز في فئة أزياء السهرة في متاجرها.
أما وكالة «بيراميد ميزون» للعلاقات العامة، فستعرض أزياء الفائزين في صالاتها خلال أسبوع الموضة في باريس، بالإضافة إلى تقديم استشارات مهّمة لهم في مجال العلاقات العامة.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».