رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد مستوطن و«كوماندوز»... وقاد «حصار عرفات»

تنتظره ملفات إيران وانتفاضة فلسطينية والصراعات الداخلية

صورة وزعها الجيش الاسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للواء هارتسي هاليفي
صورة وزعها الجيش الاسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للواء هارتسي هاليفي
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد مستوطن و«كوماندوز»... وقاد «حصار عرفات»

صورة وزعها الجيش الاسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للواء هارتسي هاليفي
صورة وزعها الجيش الاسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للواء هارتسي هاليفي

أقرت الحكومة الإسرائيلية (الأحد) تعيين اللواء هارتسي هاليفي في منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، خلفاً للقائد الحالي أفيف كوخافي. وحددت له 3 سنوات خدمة في المنصب، قابلة للتمديد لسنة أخرى. وسيباشر مهامه يوم 17 يناير (كانون الثاني) 2023.
وكان اختيار هاليفي قد جر الانتقادات والصراعات الداخلية بين الحكومة والمعارضة، فقد رغب رئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتنياهو، في انتخاب إيال زمير، سكرتيره العسكري في السابق. ولذلك حارب انتخاب هاليفي وحاول إظهاره «اختياراً سياسياً وحزبياً يسارياً». وطلب تأجيل اختيار رئيس الأركان إلى ما بعد الانتخابات، التي ستجرى في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حتى لا تفرضه الحكومة الحالية المنتهية مدتها على حكومة مقبلة. لكن وزير الدفاع، بيني غانتس، أصر على إنهاء هذا الملف، بدعوى أن «إسرائيل تجري انتخابات بوتائر عالية جداً، ولا يستطيع الانتظار». وتم إدخال المحكمة العليا في الموضوع؛ فحسمت الأمر وأجازت إتمام عملية الانتخاب قبل الانتخابات.
هاليفي هو في الأساس رجل كوماندوز، آتٍ من سلاح المظليين، وعمره 55 عاماً وأب لأربعة أولاد، ويسكن في مستعمرة «كفار هأورنيم» قرب حدود الخط الأخضر. وقد ولد في القدس الغربية عام 1967؛ لأبوين متدينين متزمتين. وقد أطلق عليه هذا الاسم، نسبة لعمه هيرتزل ليفي، الذي قتل في معركة الأيام الستة قرب مدينة القدس المحتلة. وعلى الرغم من قدومه من عائلة متدينة، فإنه خرج عن التقليد واختار الخدمة العسكرية العميقة والطويلة، جنباً إلى جنب مع الدراسة الجامعية التي تخرج فيها بلقب أول في الفلسفة والأعمال من الجامعة العبرية بالقدس، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن.
التحق هارتسي هاليفي، بالجيش الإسرائيلي عام 1985 في وحدة المظليين قبل أن يُرقى إلى «سايرت ماتكال»؛ وهي وحدة كوماندوز نخبوية تابعة لرئاسة الأركان، وفي مرحلة معينة قاد هذه الوحدة، ثم جرى تعيينه رئيساً لقسم العمليات الميدانية - شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، التي نفذ خلال عمله فيها عمليات وراء الحدود منذ 2011 وحتى 2014، وتولى مسؤولية رصد الإعلام العربي، حيث جرت ترقيته ليترأس هذه الشعبة. بعد ذلك بأربع سنوات؛ عين قائداً لقيادة اللواء الجنوبي في الجيش، وفي 2021 عين نائباً لرئيس الأركان.
من خلال خدمته العسكرية شارك في عشرات العمليات للكوماندوز، ومن أشهرها عملية «اللدغة السامة» التي اختطف فيها القيادي في حزب الله مصطفى الديراني، والمحاولة الفاشلة لإنقاذ الجندي نحشون فاكسمان، (كلتاهما في عام 1994)، وعمليات الكوماندوز خلال اجتياح الضفة الغربية وقطاع غزة ومحاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمقره في رام الله. وشارك ليفي في عملية «الرصاص المصبوب» 2008 - 2009 وقد كان حينها قائداً للواء المظليين ومسؤولاً مساعداً في كتيبة المدرعات، وتولى مسؤولية المعارك في شمال قطاع غزة، خصوصاً في بيت حانون وبيت لاهيا ومنطقة العطاطرة، وكانت مهمته الرئيسية حينها الوصول للمناطق التي تنطلق منها الصواريخ.
تنسب له قيادة مجابهة صواريخ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من قطاع غزة ومحاربة البالونات المفخخة، والتي على أثرها قاد اتجاهاً جديداً للتوصل إلى اتفاقات تهدئة والإشراف على إدخال حقائب المال القطري لحكومة «حماس». وسافر إلى الدوحة؛ عاصمة قطر، بنفسه لترتيب هذه الاتفاقيات. وكان رئيس الوزراء، يائير لبيد، قد أشاد بتعيين هاليفي في الجلسة (الأحد)، قائلاً: «التحدي الأساس لم يتغير. فأعداؤنا لا يريدون لدولة إسرائيل أن تعيش، وعلينا دائماً أن نكون أكثر قوة وأكثر حنكة وأكثر إصراراً. وهاليفي ينضم اليوم إلى كوكبة من رؤساء الأركان والقادة الشجعان الذين يعملون على دفع جيشنا إلى الأمام». وقال غانتس إنه يؤمن بقدرات هاليفي على مواجهة التحديات الكبيرة أمام الدولة. وقال أفيف كوخافي: «إنني أشيد بموافقة الحكومة على تعيين اللواء هاليفي في منصب الرئيس الثالث والعشرين لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي».
وحسب خبراء ومقربين من هاليفي؛ فإنه يرى التحدي الأكبر له في الصراعات داخل المجتمع الإسرائيلي، ويؤمن بأن الجيش قادر على إذابة الفوارق والخلافات. وعلى الصعيد الخارجي؛ يضع إيران على رأس اهتمامه، ولكنه يعدّ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أيضاً تحدياً كبيراً، وهو ممن يتوقعون انفجار انتفاضة فلسطينية جديدة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.