وريث الصراعات الزائفة

شهادة عن جيل التسعينات الشعري في العراق

خالد علي مصطفى - فوزي كريم - فاضل العزاوي
خالد علي مصطفى - فوزي كريم - فاضل العزاوي
TT

وريث الصراعات الزائفة

خالد علي مصطفى - فوزي كريم - فاضل العزاوي
خالد علي مصطفى - فوزي كريم - فاضل العزاوي

ما الذي تبقى لنا لكي نقوله بعد تهافت الستينيين، وموجتهم الصاخبة، وروحهم الحية؟ وكأن جيل الستينات سنَّ سنةً للأجيال التي تليه في أن يوثقوا تجارب جيلهم الإبداعية الشعرية نثراً؛ بمعنى أنهم لم يكتفوا بالقصيدة حصاناً رابحاً في السباق؛ إنما بدأوا يأخذون مقاعد النقاد، ويتبادلون أدوارهم في أن ينظروا وينظِّروا لجيلهم الشعري، معبئين بصراخ الآيديولوجيا؛ بعثيين وقوميين وشيوعيين ومستقلين، صارخين بكل ما أوتوا من عنفوان ليزيحوا جيل الريادة الذي سبقهم، ومن ثم يعلون شأن جيلهم، وبعد ذلك يوزعون وصفتهم الشعرية على صيدليات الأجيال التي تليهم، ليقولوا إن خريطتهم الشعرية هي الوحيدة الناجعة، وإنها الوصفة الرئيسية والوحيدة لعلاج الشعرية العراقية من إدمان الرواد، وبعد ذلك يمارسون الإزاحة فيما بينهم، حيث يزيح بعضهم بعضاً، فالشيوعيون غير مقتنعين بالبعثيين، والبعثيون غير مقتنعين بالشيوعيين، وكل ينافح عن توجهه السياسي المغلف بالثقافي.
أقول؛ لقد اختط الستينيون هذه الطريقة في الكتابة؛ في أن يستعينوا بالنقد والكتابة عن جيلهم، وهم في الحقيقة لم يكتبوا نقداً بما في هذه الكلمة من معنى جوهري، إنما كتبوا تفوهات نقدية كما يسميها سامي مهدي، وكتبوا مانشيتات عريضة وصادمة في الوقت نفسه، ومغلفة بالصراع الذي دار بينهم؛ ذلك أن الأوساط الثقافية حين تعود إلى تلك الكتب ـ على أهميتها - لن تنتفع منها الآن إلا بوصفها وثيقة تاريخية لمرحلة من مراحل العراق، فهم معبؤون بالجو العام؛ الجو الانقلابي السياسي، وطامحون للمسك بزمام القيادة الثقافية على غرار الانقلاب السياسي الذي حصل عليه البعثيون، لهذا انصبت مجمل تلك الكتابات على تلك الصراعات في زمنهم، ولم نستفد منهم بوصفنا أجيالاً لاحقة إلا إصابات الشظايا التي تأتينا بسبب عراكهم غير الثقافي، ولكنهم حسناً فعلوا؛ فقد سنّوا هذه السنة في أن يكتب الشعراء أنفسهم كتابات عن جيلهم.
وعلى هذا النمط؛ استمر الشعراء، وعلى مختلف الأجيال؛ سبعينيين وثمانينيين وتسعينيين، نافحين وناقدين تجارب جيلهم الشعرية، فظهرت كتب عديدة تخوض في هذا المجال، ولكني أيضاً غير مقتنع بكثير من تلك الكتابات بوصف كاتبيها رموزاً وفرساناً لأجيالهم، وحين يكتبون تكون شهادتهم مجروحة في الواقع، ولن يكتبوا إلا ما يؤمنون به، ولن يؤمنوا بأي نموذج شعري إلا النموذج الذي يكتبونه، وبهذا؛ فإن حجم الإزاحات في تلك الكتب واسعٌ جداً، وغير موضوعي.
وحين أتحدث عن نفسي وعن جيلي؛ أقول: إننا أيضاً لن نختلف عن تلك الأجيال التي سبقتنا، فقد أغرتنا كثيراً فكرة قيادة الجيل الشعري، وسكرنا بنشوة الصعود، لنكون فرسان جيل التسعينات، وكأننا نفتح عمورية، والواقع أن هذه الخمرة التي نسكر فيها، هي خمرة مغشوشة سببها الجيل الستيني، الذي صدَّر مثل هذه الخمرة، لتسكر بها الأجيال اللاحقة، وهذا ما عبَّر عنه فيما بعد فوزي كريم في كتابه «ثياب الإمبراطور»؛ فالقضية هي فعلاً ثياب إمبراطور عارٍ، ولكن الناس تصفق له بجمال الثوب وفصاله، فيما كانت «الروح الحية» و«الموجة الصاخبة» تدوران حول النصوص ولا تحللها، إنما تهتم بالشخوص وتوجهاتهم، وتتابع تاريخ النصوص ونشرها وأسبقيتها في المجلات والصحف دون أن تؤشر نقدياً لحركة الحداثة في ذلك الوقت، واكتفت بتثبيت الأسبقية التاريخية والتي لا تخفي الصراع السياسي لإثبات الأحقية في قيادة الجيل الثقافي في ذلك الوقت، ما عدا الدكتور خالد علي مصطفى الذي كتب في آخر المطاف كتاباً سماه «شعراء جيلي» وكان كتاباً توفيقياً لم يتعرض فيه إلى الصراعات التي دارت، وأعتقد أن زمن كتابته الكتاب، حيث كتبه بعد 2003، هو الذي فرض عليه نمط تفكير مختلفاً في أن يكون كتابه توفيقياً، حيث جاء بعد كتاب «الروح الحية» لفاضل العزاوي، و«الموجة الصاخبة» لسامي مهدي و«تهافت الستينيين» لفوزي كريم، ليأتي خالد علي مصطفى؛ المعروف بصخبه وعنفوانه، الذي فاجأنا في كتابه «شعراء جيلي» بأنه كتاب هادئ لم يتعرض للصراعات الجيلية، ولا التلميحات السياسية التي حوتها الكتب السابقة.
بهذا النمط من التفكير؛ تربَّى جيلنا التسعيني على هذه الأفكار الإزاحية أيضاً، وهي متلوثة أو مهاجرة من عالم السياسة المغلق في زمننا، فنحن لم نعش مرحلة سياسية يصح أن نصفها بالسياسية؛ إنما حزب واحد متفرد حكم البلد، ومن ثم تحوَّل الحزب إلى عائلة، وما البعثيون القدامى والجدد إلا بيادق يحركهم أطفال قريبون من عائلة الرئيس، وبهذا؛ فإننا كنا مغشوشين بخمرة فاسدة ونسكر بها من بعيد، لضعف تجارب جيلنا، الذي فتح عينيه أواسط عقد التسعينات من القرن الماضي، حيث الحياة نحو أفولها المرير، والجوع والخوف بأعلى مناسيبهما المريرة أيضاً.
البلد منهار في لحظتنا؛ سياسياً كان مغلقاً تماماً ومحاصراً، ولا يستطيع عبور حدوده، والرئيس الذي كان يحكم البلد بقبضة حديدية لا يستطيع أن يسافر إلى أي دولة قريبة أو بعيدة؛ بل وصلت الحال به إلى أن مُنع عليه دخول محافظات كردستان العراق، بعد أن وضعت الأمم المتحددة خطوط الطول والعرض.
وانسحبت الحياة الثقافية من اخضرارها إلى الذبول المريع، بعد أن وصل راتب المعلم - وهو القيمة الأعلى التي نملكها - إلى ما يعادل دولارين في الشهر، فانسحبت ملامح الحياة المعقولة التي حاولت سنوات السبعينات أن تتزين بها، وبقي جزءٌ منها في الثمانينات رغم الحرب العراقية - الإيرانية، إلا إن الحياة هذه قد أُجهِز عليها بالكامل في التسعينات، يعني أننا قصصنا شريط شبابنا على حياة ممحلة زائفة، لا عمل لنا فيها إلا ترديد الأناشيد الكاذبة، التي تهدد العالم بسحله كله، فيما كنا لا نستطيع أن نصل إلى أربيل.
بلا وعينا تسربت لأرواحنا وعقولنا ثقافة أن الآخر عدوٌ لك، ويجب ألا تثق به، ومن هذا المنطلق كان يكرهنا شعراء قصيدة النثر، ونحن - الذين كنا متمسكين بالعمود الشعري - نكرههم أيضاً، فيما غاب الصوت الوسط؛ غابت قصيدة التفعيلة التي يُفترض أن تكون وسطية؛ نحن نعيش في بلد لا يعير اهتماماً كبيراً للوسطية والاعتدال، وهذا نابع من ثقافات متراكمة على مد الزمان، فالوسطية ليست درساً تتعلمه أو حكاية تسمعها وتطبقها، إنما هي طريقة عيش تأتيك من خلال تراكم زمني تعيشه العوائل والمجتمعات، ليكون سياقاً متشرباً بسلوكها وثقافتها ووعيها... أقول هذا وأنا لستُ وسطياً في تلك الفترة، فقد كنتُ وأبناء جيلي في قمة الراديكالية والعنف، وكنا نتصور أننا الأحق في أن نمثل الجيل التسعيني في تلك الفترة، ولو رجعنا الآن لتلك المقولات لشبعنا من الضحك على كمية السخف الذي كنا نعاني منه، وعلى حجم الجهل الثقافي الذي كنا عليه، فعلى أي عظمة كنا نتقاتل ونحن مجردون من الأسلحة؟ نحن الخارجين من المدارس التي هرب معلموها، وباعوا السكائر في الطرقات، والساكنين في بيوت غادرتها أسباب الراحة كالكهرباء والتبريد البسيط، والدارسين في جامعات تحولت إلى ثكنات عسكرية، وتدريب دائم، فيما بدأت الكوادر المهمة والكفاءات تلملم ثيابها وتغادر البلد أملاً في عيش كريم أو معقول حتى، فنحن للأسف لم نستطع أن نميز في تلك الفترة بين العيش الكريم، والمقبول، والرديء، فقد بهتتْ الحياة كما بهتت ملابسنا في الجامعة، وليس لنا إلا صبغها وترقيعها.
رغم كل هذا الذبول والحياة الكارتونية التي نعيشها؛ فإننا كنا نتصارع ونختلف، ولا نتحاور، منطلقين - بلا وعينا - من أن الآخر المختلف هو عدو لنا، وبهذا تتقلص مساحة الحوار، وتتسع مساحات العنف الجرداء حتى لو كانت تلك المساحات في الروح، فهي نتيجة طبيعية لتصحر الأرواح وانطفاء لمعتها البراقة.
الثقافة العراقية ليست ثقافة تراكمية، هي ثقافة طفرات، وعلى الرغم من أن فيها طفرات مهمة ولافتة ومغرية، فإنها لا تشكل بناءً متكاملاً في نهاية الأيام والأزمنة. وثقافة الطفرات نابعة من روح العنف المستبدة في هذا البلد؛ البلد الذي لم يسترح طيلة سنواته القديمة والحديثة، ولم يقدم لأبنائه إلا مزيداً من الشعارات والأكفان والحروب المقدسة والداعرة، فيما ثقافته ذات بعد أحادي حاد وصارم ونابع من روح مستغرقة في داخلها كثيراً، دون أن تنظر إلى الجوار، وتفتح له باباً أو نافذةً تطل عليه، لتتحاور أو تسلم عليه على الأقل، وهذا نابع من عدم الثقة بالآخر، حيث أنشأ أهلنا، ونحن من بعدهم، أسيجةً عاليةً للبيوت، وأبواباً أعلى، وكأننا في سجون، وهنا أتحدث عن الأغلبية التي تفكر بهذا النمط؛ أما الاستثناء فهم الذين يثبتون هذه الفرضية أو الفكرة.
الأبواب العالية، والأسيجة العالية، والبيوت الضيقة الخالية من الحدائق، والأصدقاء المتشابهون في الدين، والمحلة، والطائفة، وحتى في العشيرة، والطريق الوحيدة التي تسلكها وتعود منها، والمدرسة القريبة من بيتك، التي تجمع أشباهك، والمعلم المروَّض الذي يخشى من الحائط، والقراءات النمطية، وعدم رؤية مختلف عنك... كل ذلك يتراكم ليشكل غدة وورماً منتفخاً يصورك أنك شخصٌ مهم، وأنك تختلف عن الآخرين لأنك الأفضل دائماً، فدينك الأفضل، وفرقتك الفرقة الناجية، ولغتك أعظم لغة، وعائلتك أفضل العوائل، ومنطقتك أفضل من المناطق المجاورة، ومحافظتك التي ولدت فيها أعظم محافظة، وبلدك أعظم بلد... وبالنتيجة تتسرب كل هذه الثقافات لتصب في هذا الورم الذي يتضخم معك كلما تكبر، لتصنع منك في الأخير شخصاً مأزوماً شكّاكاً، يعيش الوهم فقط؛ الوهم الذي يقول له: أنت الأهم والأعظم، ولكن في الحقيقة لا هو مهم ولا هم يحزنون؛ الأهمية التي يتصورها نابعة من أوهام العزلة، فكلما انعزل الإنسان عن الآخرين كلما تصور نفسه عظيماً.
بهذه الثقافة، فتحنا أعيننا؛ نحن أبناء الجيل التسعيني، ونحن نتصارع بين قصيدة الشعر وقصيدة النثر، ونحن نكرر صراعات الأجيال التقليدية؛ في أن نترك لنا موطئ قدم كبيرة تزيح أقدام أصدقائنا المختلفين معنا، وكذلك كان المختلفون معنا لا يقتنعون بنا، بوصفنا كائنات قادمة من خارج التاريخ، والواقع كنا نتصارع دون أن يقرأ بعضنا لبعض، وبهذا؛ فإننا حصدنا جهلاً مركباً، والكل يبني أحكامه على الكل دون أن يقرأ له شيئاً؛ أي شيء.
بعد مضي أكثر من خمسة وعشرين عاماً لهذا الجيل؛ جيلنا الذي يسمى «الجيل التسعيني» الذي فتح عينيه في الحصار، وشبَّ وكبر في الاحتلال، وبدأ يمارس حياته الثقافية في أجواء الحرب شبه الأهلية؛ نعم هذا هو جيلنا الوارث عقد الأجيال التي سبقته، والعاكس نمط تفكير السلطة في أن الآخر هو العدو... حاله حال كل الأجيال الشعرية؛ بمن فيهم أولئك الذين هاجروا من البلد مبكراً وعارضوا النظام السابق، إلا إنهم بقوا على نمط تفكير بثته السلطات على تعاقبها في أن الآخر المختلف عدو فاحذره، وبهذا؛ فإن التراكم الثقافي يحدث فقط في النظرة العدوانية للآخر، فيما عدا ذلك؛ فإنها خاضعة للحظ وللطفرات التي ذكرتها قبل قليل.
لا أريد أن أصنع بانوراما سوداوية للمرحلة التي كنا فيها، ولكني أكتب هنا شهادتي عن جيلي، فهذه الكلمات عتبة وشهادة لنزف الذاكرة الذي مررنا فيه، والذي نطل الآن عليه من مكان أعلى، ونتذكر تفاصيلنا، فنضحك من حماقتنا، وبهذا؛ فكلما طالت المسافة بين الحدث وتدوينه، فإن منطقة العقلانية تكون جيدة وواسعة، وباب المراجعة يكون مفتوحاً على أوسعه، وربما تقع هذه المقالة أو المراجعة في باب «رؤية بعض صراعات جيلنا الشعري والثقافي».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
TT

دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)

تصاعدت دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» في مصر، أخيراً، إذ تصدر هاشتاغ «إغلاق_مركز_تكوين#» ترند موقع «إكس»، الأربعاء.

وبينما تعلن مؤسسة «تكوين الفكر العربي» عن استهدافها «إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان»، رأى منتقدوها أنها «تستهدف التشكيك في ثوابت دينية وثقافية».

وتضم المؤسسة التي أطلقت مؤتمرها التأسيسي في 4 مايو (أيار) الحالي في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، مجموعة من الكتّاب العرب في مجلس أمنائها؛ من بينهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، وفراس السواح (سوريا)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام بحيري (مصر)، والكاتب إبراهيم عيسى.

وكان الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، قد تفاعل مع الضجة المثارة بشأن مركز «تكوين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك»، أخيراً: «تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتخذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة».

ودعا وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، خلال النسخة الثالثة من ملتقى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الأربعاء، إلى «التكاتف شعوباً وحكومات، لمواجهة التيار الجارف الذي يريد أن يَفقد أبناؤنا فيه هويتهم وأن يَتحللوا مِن قيم دينهم، وأن يتنكَّروا لمبادئهِ وقيمه وأخلاقه». وهو ما عدّه البعض تلميحاً للجدل الراهن.

الدكتور يوسف زيدان (حسابه على فيسبوك)

ووصف الوكيل السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور محمود الصاوي، مؤسسة «تكوين» بأنها «محاولة لتشتيت الذهن وإشغال العقل المصري والعربي وهو في خط المواجهة مع العدو الصهيوني بهذه الحوارات الجانبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحاولات تم نقضها والرد عليها عشرات المرات قبل ذلك».

في المقابل، دافع كتاب عن المركز، من بينهم فاطمة ناعوت، عضو مؤسسة «تكوين»، التي ترى أن «الذين يهاجمون المؤسسة يقومون بخطوة استباقية»، معتبرة أنه «هجوم غير مسؤول، يأتي نتيجة مواقف شخصية من أطراف بعينها، لكن المؤسسة هدفها الأساسي محاربة التطرف وتكريس القيم الإنسانية وقيم التنوير بشكل عام، والتدين الحقيقي وليس المغرض أو المسيّس»، وفق تعبيرها.

وفجر الإعلان عن تدشين المركز جدلاً واسعاً في مصر، وانقسمت آراء مثقفين حوله ودخلت شخصيات عامة على خط الجدل، من بينهم علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، الذي قال إن «المشكلة تكمن في أن هذا المركز يضم بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساساً في ثوابت دينية».

وعن الصورة التي ظهرت فيها زجاجة قيل إنها لمشروب كحولي وحظيت بكمية كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت ناعوت أن «هذه الصورة من حفل عشاء في فندق (مينا هاوس) وهو حفل مفتوح لكل نزلاء الفندق من الأجانب وغيرهم، إلا أن المتربصين حاولوا إلصاق هذا الأمر السخيف بضيوف المؤتمر تحديداً بغرض تشويههم»، على حد تعبيرها.

فاطمة ناعوت مع زيدان (حسابها على فيسبوك)

واكتفى الدكتور يوسف زيدان، عضو مجلس أمناء المؤسسة، بالرد على حملة إغلاق «تكوين»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنها «حملة غير موفقة وغير مسؤولة»، مشيراً إلى أنه «سوف يشرح عبر حسابه على (فيسبوك) في بث مباشر بوقت لاحق كل ما يخص الأزمة».


«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
TT

«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)

أطلقت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، الأربعاء، النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»، الذي يوفّر واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم، وذلك ضمن استراتيجية النموّ والتحوّل الرقمي الرامية إلى دعم الجيل القادم من المبدعين وروّاد التصميم المقيمين في المملكة.

ويتاح التسجيل حتى 13 مايو (أيار) الجاري، أمام مصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة، ويعملون حالياً في صناعة التسويق والإعلان داخل السعودية، على أن يتقدّموا بوصفهم فريقاً يضمّ شخصين.

وستُعلن متطلّبات المسابقة في 16 مايو، يُمنح بعدها المشاركون 48 ساعة للعمل على التصميم المطلوب، وتسليمه إلى اللجنة المسؤولة عن التقييم، والمؤلّفة من خبراء وكالات الإعلان العالمية الرائدة بالمنطقة.

النسخة الأولى من المسابقة جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة (الشرق الأوسط)

وسينتقل الفريق الفائز في يونيو (حزيران) المقبل، للمنافسة مع الفرق الإبداعية من جميع أنحاء العالم خلال فعاليات «مهرجان كان ليونز العالمي للإبداع» بمدينة كان الفرنسية، كما ستتاح له فرصة التواصل مع ألمع العقول في صناعة الإعلام العالمية، والتعلّم من أبرز مديري الإبداع العالميين، إضافة إلى حضور جلسات نقاش وورشات عمل ملهمة.

وتأتي هذه النسخة من «تحدّي ليونز للشباب السعودي» استكمالاً للشراكة الاستراتيجية بين المجموعة والمهرجان التي أضحت (SRMG) على أثرها الممثل الرسمي للسعودية في الحدث العالمي.

من جانبه، قال فادي مروة، الرئيس التنفيذي للإبداع في «SRMG»، إن «مستقبل صناعة الإبداع يعتمد على الجيل القادم من صنّاع المحتوى المبدعين القادرين على دفع حدود التميّز والابتكار إلى أقصى مدى»، مضيفاً: «لذلك تتمثل أولويتنا بالمجموعة في توفير المنصّات المناسبة للمواهب الشابة بالسعودية والمنطقة، وتمكينها من خلال منحها الأدوات اللازمة، والتدريب المهني الاختصاصي، والدعم الضروري للنجاح والتميّز».

التسجيل متاح الآن لمصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة (الشرق الأوسط)

واعتبر مروة أن الشراكة بين المجموعة والمهرجان لتنظيم النسخة الثانية من التحدّي تكرّس هذه الأولوية وتعزّز استراتيجية النموّ والتحوّل، وتابع: «نجاح النسخة الأولى سيحفّز كل المبدعين داخل السعودية، ويحثّهم على المشاركة في نسخة هذا العام»، متطلّعاً لمشاركة الفريق السعودي الفائز مع أفضل وألمع المبدعين الشباب في هذا المهرجان العالمي المرموق في يونيو القادم.

كانت النسخة الأولى من المسابقة قد جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة، تُوّجت بفوز المصممتين السعوديتين، ريما إبراهيم وشوق عبد الله، اللتين شاركتا في «تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» وجاءتا ضمن المراكز السبعة الأولى بين أكثر من 450 مشاركاً.

الفريق الفائز سينافس بـ«تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» في مدينة كان الفرنسية (الشرق الأوسط)

وفي عام 2023، شهد «مهرجان كان ليونز» إقبالاً كبيراً وزيادة في عدد المشاركات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث فازت حملة «اكتشف اللي نفسك فيه» الخاصة بتطبيق «هنقرستيشن» في السعودية بأول جائزة كبرى لها على الإطلاق بهذا الحدث، الأمر الذي شكّل مثالاً آخر على تنامي الإبداع والابتكار في السعودية والمنطقة.

ودعت المجموعة الراغبين بالمشاركة في المسابقة من المواهب السعودية الشابة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني.


معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
TT

معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)

تحت سقف واحد، اجتمع 7 فنانين لينثروا إبداعاتهم في المتغيرات التي عاشوها، وذلك بعد غياب وترحال كلّ منهم، في معرض «رقة الثنائيات»، محاولين بعفوية اكتشاف الجمال الكامن في رقصة الثنائيات الرقيقة، ومعيدين شيئاً من الذكريات التي جمعت بينهم قبل أن تُبعدهم مشاغل الحياة وهمومها.

من اتجاهات السعودية الأربعة، اتحد الفنانون السبعة، ندى العلي، ومعن العبادي، ونوف الشريف، ورشا صديق، وعبد الله البقمي، وعيدة الزهراني، وأحمد حداد، في «ستوديو شعشعي» بحي جاكس في العاصمة الرياض، ليناقشوا من خلال لوحاتهم التناقضات التي تفرضها البيئة المتغيرة باستمرار، وكيفية إدراك الإنسان لها وسعيه لإيجاد توازن رقيق في لحظات هذا التّحول، في الوقت الذي يتحرّك فيه بوعي في ممرات الحياة المجهولة والمعقدة.

جذب المعرض شرائح مختلفة من المجتمع (الشرق الأوسط)

«رقة الثنائيات»، يستمر حتى نهاية شهر مايو (أيار) الحالي؛ في ظاهره هو معرضٌ واحدٌ يجمع فنانين التقوا بعد غياب، بيد أن مضمونه أبعد من ذلك، فهو إنساني صرف، تتوافق فيه الرؤى وتختلف قراءة ما يُعرض فيه، حيث يسرح الزائر في تأمّل أذواق أعمال الفنانين السبعة وتفاصيلها المختلفة التي تحاكي تجربتهم وتجربة كل إنسان في لوحة ما، ورؤيته لما فيها من تقلبات عصفت أو تعصف به حالياً.

لدى التّجول في أروقة المعرض، ومشاهدة 14 عملاً فنياً، يكتشف الزائر الجمال الكامن في متضادات الكون، ويدرك إيجابيات التّحولات والتغيرات التي تطرأ على الحياة واختلافاتها من موقع إلى آخر. وتشكل لوحات المعرض دعوة للزائرين بمختلف هواجسهم للتأمل في رحلتهم وهم ينحتون مفاهيم عميقة برقّة، من خلال مجموعة من المواد والتقنيات المتنوعة. ولا يفوتك وأنت تسير بين الجَمال أن تعرّج على تجربة مبسّطة لبعض الفنانين تحت مظلة «ستوديو مخطوط» في حي جاكس.

جانب من معرض «رقة الثنائيات» (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكّد خيرية رفعت القيّمة الفنية، على أهمية المعرض في تجسيده مثالاً حياً للتعاون بين الفنانين بهدف التّعبير عن مفاهيمهم العميقة والمشتركة بينهم، والمستمدة من قصصهم وتجاربهم الإنسانية، التي أدّت إلى إخراج معرض فنيّ مليء بالأعمال المعبّرة والتي تلامس مشاعر الزائر وتؤثر في تجربته وآرائه في هذا الفن المعاصر. وتابعت: «يعرف الفنانون السبعة المشاركون في المعرض بعضهم بعضاً منذ سنوات عدة، رغم وجودهم في مدن مختلفة من السعودية، ولديهم أفكار مشتركة ورغبة ظهرت في المشاركة معاً في معرض جماعي. تواصلوا معي وشاهدت أعمالهم قبل الموافقة على إقامة المعرض، ومن خلال هذه الأعمال وُلدت الفكرة، ليخرج المعرض على هذا النحو الذي كان التعاون سبب نجاحه».

زائرة تتأمل إحدى اللوحات (الشرق الأوسط)

ولفتت القيّمة الفنية، إلى أن فكرة المعرض راودتهم جميعاً، خصوصاً أن اللوحات تتحدث عن الصرعات الداخلية التي تولد بعد مرور الإنسان بمراحل انتقالية، لتتكوّن وتتبلور من قلب هذه الصراعات، مشاعر مختلطة ومتضاربة. وقد عبّر الفنانون السبعة عن هذا الأمر لبعضهم في وقت سابق، وهذا التعبير ساهم في إخراج هذه المشاعر التي جسّدت جماليات واضحة للعيان في لوحاتهم».

وتستطرد خيرية رفعت قائلة: «أعتقد أنها أفضل طريقة لإقامة معرض يريد الفنان أن يعبّر من خلاله عمّا في داخله من مشاعر، ومن ثمّ يبحث عن فنانين آخرين يحملون المشاعر نفسها تلك المفعمة بالإنسانية، لتكون لها التأثيرين المباشر والكبير على المتلقّي، خصوصاً لما يتميّز به المعرض من تجربة إنسانية مشتركة، وصداقة متينة تجمع بين الفنانين».

تأملات لفهم اللوحة وأبعادها (الشرق الأوسط)

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الفنانين السبعة لم يهتموا قط لدى تحضيراتهم للمعرض بكم الأعمال الشخصية المشاركة بقدر اهتمامهم بقيمة الفكرة التي تحملها. فكلُّ لوحة هي حالة خاصة لكلّ فنان، وفق خيرية رفعت، التي تقول: «على الرغم من تقيّد المعرض بالمساحة المتاحة له، فإن كلّ فنانٍ عرض ما يجول في داخله بلوحة تعبّر عن المضمون»؛ موضحة أنّ «المعارض الفردية هي تجربة فنان يتحدث فيها عن شعور أو فكرة محدّدة، بخلاف المعارض الجماعية التي يُشاهَد فيها الموضوع من زوايا مختلفة حتى وإن كان المعرض قائماً على فكرة واحدة، إلا أنك تستطيع رصد الجوانب المختلفة في كل لوحة، وهذا ما يميز المعارض الجماعية، وإن كان لكل معرض أثره على المجتمع».

لوحة لأحد الفنانين المشاركين في المعرض (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي تواجه الفن التشكيلي، تؤكد خيرية رفعت، أن محبّي الفن وهواته ما زالوا يهتمون وبشكل كبير بالمعاصر منه، مشدّدة على أن الفجوة التي كانت موجودة في وقت سابق، بدأت بالتلاشي، وهذا بالفعل ما رصده معرض «رقة الثنائيات» مع توافد أعداد كبيرة من الزائرين ليس فقط من المهتمين بالفن التشكيلي بل غير المهتمين به أيضاً، بغية التّعرف به عن قرب وفهمه، لافتةً إلى أهمية توقيت المعرض وأيام العرض، التي تُساعد أيضاً في نشر هذا الفن وتستقطب أكبر عددٍ ممكن من الزائرين من مختلف شرائح المجتمع.


شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)

أثار اتهام الشاعر المصري هاني عبد الموجود للفنان هاني شاكر وآخرين بـ«سرقة كلمات أغنية (رحماكي) التي طرحها شاكر عام 2009 ضمن ألبوم (حبيب حياتي)» ضجة في مصر.

وحقّقت الأغنية نحو نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهي من إنتاج شركة «عالم الفن» للمنتج المصري محسن جابر، وكلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي، وألحان محمد ضياء الدين.

وتقدم وكيل الشاعر هاني عبد الموجود ببلاغه ضد الفنان هاني شاكر وآخرين، يتهمهم بـ«الاستيلاء على كلمات أغنية (رحماكي)»، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

وردّ الفنان المصري هاني شاكر على هذه الاتهامات، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن صاحب البلاغ يهدف إلى الشهرة على حساب الآخرين»، متسائلاً: «الأغنية تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، فلماذا تذكر عبد الموجود أنها سرقت منه بعد كل هذه السنوات، ولم يتخذ إجراء حينها؟»، مؤكداً «أن تجاهله لهذه الاتهامات هو الحل الأمثل».

وتعليقاً على البلاغ، أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية بمصر، أن ما حدث هو شأن قضائي بحت، وليس للنقابة دخل به. وأوضح عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الموسيقيين كذلك ليست طرفاً في النزاع القائم بين الشاعر المصري صاحب البلاغ وصناع أغنية «رحماكي»، بل الاختصاص أمام المحكمة الاقتصادية وهي المنوطة بالنظر في هذا النزاع.

وكان الفنان هاني شاكر قد افتتح نهاية أبريل (نيسان) الماضي حفلات الربيع على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وقدّم قائمة منوعة من أغنياته القديمة والحديثة، من بينها «كل ليلة»، و«لو رحت بعيد»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«لسه بتسألي»، و«دعوة فرح»، و«مع قلبك»، و«أنت معايا»، بجانب تقديمه أغنيات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

شاكر فضّل تجاهل الاتهام (حسابه على «فيسبوك»)

كما طرح هاني شاكر أخيراً دعاء بعنوان «حلمت»، عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كلمات محمد حجازي وألحان حاتم عزت وتوزيع ميدو عاطف، بالإضافة إلى أحدث أعماله الغنائية التي طرحها أيضاً منذ عدة أشهر بعنوان «انسي اللي خان»، من كلمات بهاء الدين محمد، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع موسيقي أحمد عادل.

وتعدّ اتهامات سرقة الأغاني أمراً معتاد التكرار في مصر، فقد أثار اتهام الشاعر المصري عادل صابر للفنان أكرم حسني، كاتب وملحن أغنية محمد منير الجديدة «لِلّي»، بسرقة كلماتها من أحد مؤلفاته الشعرية التي كان كتبها منذ فترة، ضجة واسعة في مصر.

كما اعتذر المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، على اتهامه بـ«سرقة لحن الأغنية ذاتها»، وقال المنسي، في مقطع فيديو عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه شعر بـ«الغيرة الفنية بعدما لاحظ تشابه لحن أغنيته (ولد الهلالية) مع أغنية (للي)، ما جعله يأخذ رأي المتابعين عبر (فيسبوك)».

وأضاف المنسي أنه «بعد عمل مقارنة للنوتتين الموسيقيتين للأغنيتين لوحظ تشابه، وليس تطابق في اللحن، وهنا أدرك أنه أساء التقدير للموقف».

وقال ملحن أغنية «رحماكي» محمد ضياء، في تصريحات صحافية، إن «كلمات الأغنية تعود للشاعر السعودي محمد بن عبود بن علي العمودي، حيث نشرت في ديوان شعري بعنوان (نفحات الورد) عام 2009، وقمت بوضع لحنها وغناها هاني شاكر وقدمها في عدة حفلات، لذلك أرى أن ما يحدث مجرد عبث، ورغبة في الشهرة». وفق تعبيره.


حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
TT

حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)

ممسكاً بنايه الخشبي، ومعتمراً طوقاً من الورد الذي يجلل هامته، والألوان التي تشع بالحياة من زيّه التراثي، يتنقل حديش خفيفاً بروح شاب بين الأودية والجبال، ويرسل ألحانه في الفضاء، يختار لكل موقف ما يلائمه من لون موسيقي، عند البناء أو العزاء، لإزجاء الوقت أو لتسلية الروح، يرتدي الصوت في كل مقام لونه الخاص وروحه الفريدة. هذا هو ديدن حديش منذ 60 عاماً، فما إن يخيّم الصمت على الجبال حتى يبدأ النفث في جوف آلته هواءً يتفاوت اندفاعه وانقطاعه حسب ما يقتضي اللحن، ليخرج منه تناغم مموسق يبدد صمت الوديان، ويوقظ الحياة في المكان.

أسس حديش في سياق تعلقه بالموروث فرقة «رجال الطيب» للفلكلور الشعبي منذ 30 عاماً (وزارة الثقافة)

الناي أو مزمار المزارع كان مرافقاً لحديش الألمعي منذ طفولته، عندما يسير بين الأودية والشعاب للبحث عن كلأ ومرعى لماشيته، وكان خلال ذلك يقطع أوقات الانتظار بين التأمل في وادٍ من الجبال التي يلفّها الهدوء والسكينة، أو مداعباً هذا العود المجوف ليخرِج منه أنغاماً تكاد أن تتمايل الجبال له طرباً. وفي تنقلاته ورحلاته، يتوشح الألمعي الأزياء التقليدية باعتزاز، ومنها الحزمة والسديرية واللحاف الذي تزينه الألوان الزاهية، والجنبية، و«عصابة» من الريحان، والبعيثران، والورد والنباتات العطرية التي تفوح بعبق الأرض من أعلى هامته. يستذكر حديش في حديثه مع «الشرق الأوسط» أيام صباه، قبل نحو 6 عقود حين كان يسوق ماشيته إلى مورد الماء ليدخل في تحدٍ مع الرعاة المجتمعين حول البئر في نفخ الناي، حيث يتباهى كل منهم بأن ماشيته تعرف نغمة ناي صاحبها وحين يبعث إليها الصوت، تستجيب له وتغذّ سيرها إليه استعداداً للرحيل من المرعى. وتتعدد نغمات الناي حسب ما يقول حديش، فلكل وقت ترنيمة خاصة، عند الصباح، أو في طريق العودة من المرعى أو عند اقتراب المساء، كما هناك نغمة إطراب وأخرى للحرب وتحفيز النفوس، وعند عزف المزمار في لعبة الربخة، وهي فن من الرقص الشعبي يضفي لها طابعاً احتفالياً يضج بالفرح والسرور.

بإصغاء يوجّه حديش الألمعي الأجيال الجديدة للعناية بالموروث (وزارة الثقافة)

متحف وناي

ومثلما اشتهر حديش الألمعي بارتباطه مع آلة المزمار التقليدية، فإنه عُرف أيضاً بكونه وجهة للسياحة التراثية واستقبال الوافدين للتعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية القديمة، من خلال النافذة إلى الماضي التي يفتحها متحفه الشخصي لكل من أراد أن يقف من كثب على الحقب القديمة. وبدأ حديش جمع الأدوات والمقتنيات النادرة التراثية منذ تقاعد عن السلك العسكري وتفرغ للحياة على الطريقة التي لطالما ألِفها وأحبها، وبدأ منذ عام 1418 للهجرة، جمع تلك المقتنيات لإغناء متحفه الشخصي بالتحف والقطع الأثرية القديمة، ويستقبل باستمرار وبصدر رحب ضيوفه للتعرف على التفاصيل التي تكاد تندثر لولا هذا الشغف الذي يملأ قلب وصدر حديش. وفي سياق تعلقه بالموروث وعنايته به أسس حديش قبل 30 عاماً، فرقة «رجال الطيب»، وهي فرقة للفلكلور الشعبي، يقول «أضحت الفرقة التي أسستها عام 1418 للهجرة فرقة عالمية، وهي تبرع في أداء اللون التهامي والطروق التراثية وتظهر بالأزياء التقليدية، وأصبح لها اليوم صدى كبير وواسع وتمثل واحداً من الألوان الوطنية، وقد أسستها حباً في حفظ الموروث وإحياءً له بين الأجيال الناشئة، وكذلك الحال مع المتحف الشخصي الذي تحول قريةً تراثية وسياحية متكاملة».

تتويج الموروث الموسيقي للسعودية

كانت لحظة لافتة، عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، واشتعل المسرح بالتصفيق لهذا التناغم المبتكر، وكانت أصوات الطرق بأدوات تقليدية تضفي لمسة إطرابية على المشهد. كان حديش الألمعي في لحظة انتشاء وهو يلوّح بآلته التقليدية التي حافظ على صوتها يصدح في المكان، بينما يتزين بملابسه التراثية وروحه التي تثب مع كل ترنيمة، وأدائه العفوي الذي يلامس القلوب.

كانت لحظة لافتة عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو (وزارة الثقافة)

‏هذه اللحظة، كانت لقطة ختام لإحدى جولات مبادرة طروق السعودية، التي أطلقتها هيئة الموسيقى في السعودية لصون الموروث الموسيقي والأدائي وتدوين ألحان التراث السعودي كافة في مناطق السعودية. وكان هذا الحوار الموسيقي والارتباط المبتكر بين العازفين تتويجاً للحظة فنية وموسيقية احتفت بالموروث وأعلت من شأنه في خريطة المستقبل الموسيقي للسعودية.‏


ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
TT

ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

تعيد دور سينما في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، عرض فيلم «زهايمر» باعتباره أحدث أفلام «الزعيم» عادل إمام التي قدمها خلال مسيرته الطويلة، رغم مرور 14 عاماً على عرضه الأول، إذ أعلنت الشركة المنتجة له عرض الفيلم لثلاثة أيام بدءاً من 16 مايو (أيار) الجاري احتفالاً بعيد ميلاد الفنان الكبير الـ84 الذي يوافق 17 من الشهر ذاته.

وقدمت الفنانة المصرية إسعاد يونس منتجة الفيلم التهنئة بمناسبة عيد ميلاد «الزعيم»، مؤكدة عبر بيان أصدرته، أن «الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم يعد فخراً لكل صناع السينما المصريين والعرب»، واصفة إياه بأنه «أيقونة وأحد أهم رموز السينما»، مضيفة أنه «كان له الدور الأكبر والتأثير الكبير بأفلامه التي نفتخر بها جميعاً بصفتنا صانعي أفلام»، مشيرة إلى أن «عرض فيلم (زهايمر) مجدداً يمكن الأجيال الجديدة من مشاهدة آخر أعمال الزعيم السينمائية».

وأصدرت الشركة المنتجة بوستراً جديداً للفيلم بصورة البوستر الأصلي نفسها تصدرته جملة: «بمناسبة عيد ميلاد الزعيم عادل إمام يعاد عرض فيلم (زهايمر)»، كما أشارت إلى أنه يأتي في إطار استراتيجية جديدة للشركة يقودها عمر الخواجة المستشار الاستراتيجي للشركة (نجل إسعاد يونس)، وأنه ستتم إقامة احتفال خاص بعيد ميلاد الزعيم بحضور أبطال الفيلم.

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

وعَدّ المخرج عمرو عرفة إعادة عرض الفيلم «فكرة جديدة ملهمة»، موجهاً التحية للفنانة إسعاد يونس صاحبة المبادرة، معرباً عن سعادته بإعادة عرض «زهايمر» مثلما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتشرف بأن (زهايمر) آخر فيلم صورته للفنان الكبير، وكنت قد أخرجت له قبل ذلك فيلم (السفارة في العمارة)، لكن (زهايمر) تجربة خاصة»، وكشف عرفة أنه «عرضه على الفنان الكبير عام 2004 وظل حبيس الأدراج لديه 5 سنوات، حيث لم يعلن عدم رغبته في تصويره، فيما لم أفكر أنا والمؤلف نادر صلاح الدين والفنانة إسعاد يونس في ممثل بديل».

لقطة من فيلم «زهايمر» (الشركة المنتجة)

ويؤكد عرفة: «ليس هناك بديل لعادل إمام بأي حال»، ويكمل: «ذات يوم وجدته يتصل بي ويقول لي هيا ننفذ (زهايمر)، وقد رأى أن توقيت تصوير وعرض الفيلم مناسبين حيث يظهر فيه جَدّاً لأحفاد».

وتمنى عرفة ألا يكون «زهايمر» آخر أفلام «الزعيم»، متطلعاً لكي يعود بفيلم آخر قريباً.

ووصف عرفة العمل مع إمام بأنه «متعة لا تضاهى»، موضحاً أنه «يجعل من يعملون معه يمرون بتجربة حياتية يتمنون ألا تنتهي، ويشعرون جميعاً بالحزن مع آخر يوم تصوير، وهو شعور يشاركهم به عادل إمام، حيث يحتضن عادل إمام عامل البوفيه قبل المخرج، ويعرف جميع العاملين، وهو أول من يحضر البلاتوه ولا يعتب على من تأخروا، بل يكون ملماً بظروف كل منهم، فتسمعه يسأل أحدهم هل صالحت زوجتك، فهو يسألهم دائماً عن حياتهم قبل التصوير».

عادل إمام مع نيللي كريم في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وصدر فيلم «زهايمر» عام 2010، وشارك في بطولته إلى جانب إمام كل من سعيد صالح، وأحمد راتب، وإسعاد يونس، ونيللي كريم، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد رزق، ولطفي لبيب، ورانيا يوسف، وهو من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة ووضع موسيقاه عمر خيرت، وجسد الفنان عادل إمام من خلاله شخصية محمود شعيب الذي يواجه مؤامرة ابنيه لإيهامه بأنه مصاب بـ«ألزهايمر» ليتمكنوا من كسب قضيتهم والقيام بالتصرف في أمواله بعد تورطهم في قضايا مالية، ويبدأ الأب إيهامهم بأنه مريض بالفعل وتتوالى المفارقات الكوميدية.

ويرى الناقد خالد محمود أن إعادة عرض الفيلم «بادرة طيبة وفكرة جيدة»، مؤكداً أن «المشهد الذي جمع إمام والراحل سعيد صالح يعد من أهم مشاهد الفيلم الذي ألقى الضوء على هذا المرض وفتح الباب لمناقشته، وقد حقق نجاحاً أكبر بعد عرضه تلفزيونياً على غرار أفلام كلاسيكية عديدة من بينها (باب الحديد) و(بين السماء والأرض)»، مشيراً إلى أن «إعادة عرضه بعد كل هذه السنوات ليست بهدف تحقيق إيرادات في شباك التذاكر، بل بوصفه الفيلم أحد الأعمال الكلاسيكية التي تجد اهتماماً في المهرجانات العالمية ويعاد عرضها في نسخ مرممة حديثاً لتذكير الجمهور بها».

الفنان عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

ويلفت محمود إلى أنه كان يتمنى اختيار خمسة أفلام تعكس بصدق مسيرة عادل إمام السينمائية على مدار تاريخه، ومن بينها «الغول، واللعب مع الكبار، وطيور الظلام»، مؤكداً أن فيلم «زهايمر» ليس في مجموعة أفلام القمة لعادل إمام، وأنه اختيار شخصي للفنانة إسعاد يونس قد يمثل لها حنيناً خاصاً كممثلة به ومنتجة له. مختتماً بقوله إن «الاحتفاء بعادل إمام يعد مهماً؛ لمسيرته الفنية الثرية وتأثيره الطاغي على الفن العربي».


نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين
TT

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

قام علماء صينيون بإجراء تكاثر اصطناعي لسمكة تايمن سيتشوان؛ وهي نوع من الأسماك المهددة بالانقراض مدرج على قائمة الحيوانات المحمية الوطنية من الدرجة الأولى.

وقد نجح علماء بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية، والأكاديمية الصينية للعلوم السمكية، ومؤسسات أخرى في إنشاء السرب الوحيد المستزرع اصطناعيا لأسماك تايمن سيتشوان في الصين عام 2016، ما وضع الأساس للحفاظ على الموارد الوراثية للأنواع واستعادة أسرابها الطبيعية. وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وفي هذا العام، نجح فريق البحث بإدخال دفعات متعددة من الأسماك الأم للأنواع، ونجت أكثر من 3500 زريعة بعمر الشهرين حتى الآن. ويمثل هذا الإنجاز نمط التكاثر الاصطناعي الكامل لأسماك تايمن سيتشوان.

وفي هذا الاطار، قال دو جيون المسؤول بمعهد مصايد الأسماك بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية «إن الباحثين سيواصلون تعزيز استعادة الأسراب البرية للأنواع المذكورة، وإجراء عملية استعادة إيكولوجية لموائلها». مضيفا «أن العلماء الصينيين سيحددون موائل التفريخ المناسبة لإجراء البحوث حول تقنيات التكاثر الطبيعي مع تعزيز تكنولوجيا التكاثر الاصطناعي للأنواع المذكورة من الأسماك».


الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
TT

الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)

حذّرت دراسة أميركية من أن الهواء داخل جميع المركبات الشخصية ملوث بمثبطات اللهب الضارة، بما في ذلك المعروفة أو المشتبه في أنها تسبب السرطان.

وأوضح الباحثون أن مثبطات اللهب داخل مقصورة السيارة تُطلق مواد كيميائية ضارة بصحة البشر، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «العلوم والتكنولوجيا البيئية».

ويضيف مصنّعو السيارات هذه المواد الكيميائية إلى «فوم المقاعد» (مادة مستخدمة داخل مقاعد السيارات لتوفير الراحة والدعم عند الجلوس) والمواد الأخرى داخل مقصورة السيارة، للمساعدة على تثبيط اللهب في حال نشوب حريق.

وخلال الدراسة، فحص الفريق الكابينة لـ101 سيارة (موديل 2015 أو أحدث) في الولايات المتحدة، في كل من الصيف والشتاء.

واكتشف الباحثون وجود مثبطات اللهب في كابينة السيارات، إذ تحتوي 99 في المائة من هذه السيارات على ثلاثي الفوسفات (1 - كلورو - 2 - بروبيل)، وهو مثبط للهب يخضع للتحقيق بوصفه مادة مسرطنة محتملة، كما تحتوي معظم السيارات على مثبطات لهبٍ إضافية تُعدّ مواد مسرطنة ومرتبطة بأضرار عصبية وإنجابية.

وجد الباحثون أن الطقس الحار يزيد من تركيزات هذه المواد بسبب تبخّر الغازات من مكونات داخلية مثل «فوم المقاعد»، حيث قد تصل درجة الحرارة داخل السيارة إلى 150 درجة فهرنهايت. كما حلّل الباحثون أيضاً عيّنات من «فوم المقاعد» المأخوذة من 51 سيارة في الدراسة.

وتميل المركبات التي تحتوي على المادة المسرطنة المشتبه بها «فوسفات ثلاثي» في «فوم المقاعد» إلى أن تحتوي على تركيزات أعلى من هذه المادة في الهواء، ما يؤكد أن «فوم المقاعد» يُعدّ مصدراً لانتشار مثبطات اللهب في هواء المقصورة.

وقد أظهرت الدراسات الوبائية أن الطّفل الأميركي يفقد ما بين 3 و5 نقاط في معدل الذكاء نتيجة التعرض لأحد مثبطات اللهب المستخدمة في السيارات والأثاث.

وقدرّت دراسة حديثة أن أولئك الذين لديهم أعلى مستويات من مثبطات اللهب في دمائهم لديهم نحو 4 أضعاف خطر الوفاة بسبب السرطان مقارنة بالأشخاص الذين لديهم أدنى المستويات.

وقالت الدكتورة ريبيكا هون، الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة ديوك الأميركية: «وجد بحثنا أن المكونات الداخلية لمقصورات السيارات تُطلق مواد كيميائية ضارة في الهواء داخل السيارة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نظراً لأن السائق العادي يقضي نحو ساعة يومياً في السيارة، فإن هذه المسألة تمثّل مشكلة صحية عامة كبيرة، خصوصاً بالنسبة للسائقين الذين يقطعون مسافات طويلة، وللركاب الأطفال الذين يتنفسون كميات أكبر من الهواء مقارنة بالبالغين».

وأوصى الفريق بتقليل التعرض لمثبطات اللهب من خلال فتح النوافذ والتوقف في أماكن مظلّلة، لكن الأهم هو الحد من إضافة مثبطات اللهب إلى السيارات لمنع مخاطر السرطان وتأثيرها على صحة الأطفال.


محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
TT

محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)

وجَّه الادّعاء الألماني اتّهامات إلى 3 أشخاص بالانتماء إلى منظّمة المافيا الإيطالية «ندرانغيتا». وتفيد المزاعم بأنّ أعضاءها استخدموا محلّ بوظة في مدينة زيغن بغرب ألمانيا لغسل الأموال «نيابةً عن عضو رفيع المستوى من (ندرانغيتا) من سان لوكا في كالابريا، لدعم منظّمة المافيا الإجرامية».

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الادّعاء في ولاية شمال الراين فيستفاليا، قوله إنّ زعيم المافيا استثمر نحو 400 ألف يورو (430 ألف دولار) في محلّ البوظة.

وأضاف: «في المقابل، يُقال إنّ محلّ البوظة كان يُستخدم لغسل أرباح المخدّرات غير المشروعة الخاصة بمنظّمة (ندرانغيتا)».

إلى ذلك، حُوِّل بعض أرباح تجارة البوظة اليومية إلى أعضاء آخرين في «ندرانغيتا» بإيطاليا.

وتَعدُّ السلطات في إيطاليا زعيم المافيا «شخصية قيادية في تجارة الكوكايين الدولية»، وفق الادّعاء في مدينة دوسلدورف.


«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
TT

«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)

سُرق طوق وسوار ذهبيّان خلال عملية اقتحام لمتحف «إيلي» البريطاني.

وحصل المتحف على الطوق، الذي تُقدَّر قيمته بنحو 220 ألف جنيه إسترليني، عام 2017، باستخدام المِنح والهبات؛ وقال إنّ الخسارة تشكّل «ضربة هائلة». بدورها، نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن شرطة كامبريدجشير قولها إنها تبحث عن اثنين من المشتبه في تورّطهما بعملية السطو، هربا على دراجات كهربائية.

وعلّق أمين المتحف إيلي هيوز: «الصدمة شديدة لسرقة القطعتَيْن الذهبيتَيْن العائد تاريخهما إلى العصر البرونزي قبل 3 آلاف عام. إنها ضربة قوية بعد الدعم الهائل للحصول على الطوق الذهبي. لا يمكن الاستعاضة عنهما لأهمّيتهما الثقافية. أولويتنا الآن العمل مع الشرطة». ويُعدُّ هذا الطوق من أفضل كنوز إنجلترا خلال أكثر من قرن، ومصنوع من 730 غراماً (رطل و10 أونصات) من الذهب الخالص تقريباً. أما مدير الشرطة كيري مازور، فقال: «هذه السرقة خسيسة، ونركّز على التعرّف إلى الجناة. نعمل من كثب لمتابعة خطوط التحقيق».