احتدم السباق لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، أمس، بين ريشي سوناك وبوريس جونسون، رغم أنهما لم يعلنا ترشحهما رسمياً حتى مساء أمس.
وفيما أعلن أكثر من مائة نائب محافظ دعمهم لسوناك وزير الخزانة السابق، أكد مقربون من رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون حصوله هو الآخر على تأييد مائة نائب. أما بيني موردنت، التي أعلنت ترشحها رسمياً مساء الجمعة، فحصلت على دعم أقل من 50 نائباً حتى مساء السبت. ولا يزال من المبكر حسم السباق، إذ إن قرابة نصف النواب لم يعلنوا عن موقفهم الرسمي بعد.
وعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي كان يقضي عطلة في منطقة بحر الكاريبي إلى بريطانيا أمس، في محاولة للفوز برئاسة الوزراء لفترة ثانية بعد أسابيع من إجباره على التنحي، مع تحذيرات من بعض زملائه من أن عودته قد تثير مزيداً من الفوضى السياسية.
في المقابل، أكد وزير التجارة الدولية جيمس دودريدج أن جونسون أبلغه بأنه «مستعد» لخوض السباق، لافتاً إلى أن الزعيم البريطاني السابق وصل إلى نصاب التأييد المطلوب لخوض السباق.
من جهته، كتب النائب المحافظ البارز في مجلس العموم توبياس إلوود، على تويتر: «يشرفني أن أكون النائب المائة عن حزب المحافظين الذي يدعم ريشي»، وتبعه مؤيدون آخرون أكدوا تجاوز سوناك حاجز المائة. وسيصبح سوناك تلقائياً زعيماً لحزب المحافظين ورئيساً للوزراء في حال فشل منافسيه بيني موردنت وبوريس جونسون في مسعاهم لنيل 100 ترشيح من زملائهم المحافظين في البرلمان.
أما وزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردنت، فأعلنت الجمعة ترشحها لخلافة تراس. وموردنت هي أول من يعلن ترشحه للمنصب رسمياً، بعد أن اضطر حزب الغالبية إلى تنظيم ثاني اقتراع داخلي في أسابيع لاختيار زعيم جديد له وللبلاد. وقالت موردنت التي فشلت في المرور إلى الجولة الثانية من الاقتراع السابق لاختيار خليفة جونسون، إن ترشحها هدفه تحقيق «بداية جديدة، وحزب موحد وقيادة من أجل المصلحة الوطنية».
وجاءت استقالة تراس، الخميس، بعد 44 يوماً فقط على توليها المنصب. وأظهر استطلاع أجراه معهد «يوغوف» أن 79 في المائة من البريطانيين يعتقدون أنها كانت محقة في الاستقالة، بينما وصفها 64 في المائة بأنها رئيسة وزراء «سيئة». كما كشف الاستطلاع أن ثلاثة من كل خمسة ناخبين يريدون انتخابات عامة مبكرة، تماشياً مع غضب أحزاب المعارضة في وقت يواجه المواطنون صعوبات مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة.
ويرى حزب العمال وأحزاب أخرى أن الانتخابات وحدها يمكن أن تنهي أشهراً من الفوضى السياسية التي بدأت مع استقالة جونسون في يوليو (تموز)، بعد سلسلة تجاوزات. وفازت تراس في الاقتراع على خلافته بدعم ما يزيد قليلاً على 80 ألف عضو في حزب المحافظين، متقدمة على سوناك الذي حذر من أن برنامجها للتخفيضات الضريبية وزيادة المديونية من شأنه تقويض الاقتصاد.
وعاود وزير الخزانة السابق البروز كمرشح لديه حظوظ قوية في تولي المنصب وفق ما أظهرت استطلاعات داخل الحزب الحاكم.