مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» يعود بـ 170 فناناً و14 حفلاً

ملصق مهرجان {الأندلسيات الأطلسية} في الصويرة
ملصق مهرجان {الأندلسيات الأطلسية} في الصويرة
TT

مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» يعود بـ 170 فناناً و14 حفلاً

ملصق مهرجان {الأندلسيات الأطلسية} في الصويرة
ملصق مهرجان {الأندلسيات الأطلسية} في الصويرة

تحتضن مدينة الصويرة المغربية، من 27 إلى 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، دورة جديدة من مهرجان «الأندلسيات الأطلسية»، وذلك بعد توقف لمدة 3 سنوات فرضته جائحة «كوفيد-19».
وذكر بلاغ لجمعية «الصويرة – موكادور»، التي تنظم هذه التظاهرة، أن «170 فناناً جاءوا للتعبير من القلب عن المشاعر والفرح، التي يشعر بها الآلاف من عشاق الموسيقى، الذين يستعدّون للالتحاق بالصويرة لربط الصلة مجدداً مع المهرجان، من خلال 14 حفلاً موسيقياً وبرنامجاً متنوعاً».
وقال المصدر إن الاستثناء المغربي- والمدرسة المغربية التي تجسدها التظاهرة الموسيقية من خلال «أسلوب صويري»- يجعل منها «موعداً فريداً من نوعه في العالم، حيث يختار مئات من المسلمين واليهود؛ ليس فقط الالتقاء من أجل فرحة التواجد معاً، والغناء معاً، بل الاستماع والنقاش معاً، واهتمام كل منهم بالآخر».
وأضاف أن دورة السنة الحالية ستعرف مشاركة المايسترو الكبير عمر متيوي مع فرقته الموسيقية «روافد»، التي تستضيف العاد ليفي وموسيقييه، أيقونات المشهد اليهودي للموسيقى العربية الأندلسية بلا منازع. كما سيغني لأول مرة في الصويرة، المغني والموسيقي غوستو، الذي سيشدو بأجمل ما يزخر به ربيرتوار الأغنية اليهودية - العربية الشعبية، بالإضافة إلى الفنانتين عبير العابد وزينب أفيلال.
وككل سنة، يحجز المهرجان موعداً لرمزيي المدرسة الصويرية للموسيقى العربية - الأندلسية، بحفلين لكل من الديفا ريموند البيضاوية، وعبد الرحيم الصويري.
وستصدح منصات المهرجان في دورة 2022 بأغاني أعضاء المجموعة اليهودية الأسطورية «Hapiyout»، من تافيلالت، الذين طال انتظارهم ملاقاة جمهورهم، بعد أن شاركهم الملايين من محبّي الموسيقى حفلتهم في عام 2018 على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويتضمن البرنامج أيضاً أمسية فريدة تلتقي خلالها التقاليد الصوفية الإسلامية واليهودية، أمسية لـ«Baqqachot» و«الأمداح»، ستمزج بين اللغتين العربية والعبرية، وتجمع بين مجموعة «مطروز»، ومغنِّي فرقة «الأنوار المحمدية». وأوضحت الجمعية أن العروض الأولى الأخرى من برنامج السنة الحالية سيحييها كل من مور كارباسي، النجم الجديد للموسيقى السفاردية، الذي سيعتلي المنصة مع زورا تانيرت؛ وهي فنانة ملتزمة وموهوبة من التراث الأمازيغي. وسيحضر إلى الصويرة، الرباعي الذي يجوب منصات العالم من أجل الغناء للحوار الإسرائيلي - الفلسطيني، في حين أن فرقة أفالكاي، التي رأت النور في الصويرة، ستدعو سكينة فحصي لمشاركة كوكتيل من الأغاني يمزج بشكل خاص بين الجاز والفلامنكو، والشقوري والربيرتوار الكناوي.
ووفق منظمين، ستتميّز الصويرة، خلال العام الحالي، ولأول مرة في المغرب، بفرصة استقبال «باليه فلامنكو الأندلس».
وسيُسدل الستار على المهرجان بحفل ختامي أنطولوجي يراهن على إعادة إحياء الصفحات الأكثر رمزية وشعبية للتراث الموسيقي اليهودي العربي، من خلال برمجة مستوحاة من الثراء الكبير للتراث الروحي والموسيقي للصويرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.