صالح والمشري يتفقان على تنفيذ «مخرجات بوزنيقة» بشأن المناصب السيادية

حكومة «الوحدة» تعد للنسخة الثانية من «مؤتمر دعم استقرار ليبيا»

ناصر بوريطة يتوسط عقيلة صالح وخالد المشري خلال استقباله لهما في الرباط أمس (الشرق الأوسط)
ناصر بوريطة يتوسط عقيلة صالح وخالد المشري خلال استقباله لهما في الرباط أمس (الشرق الأوسط)
TT

صالح والمشري يتفقان على تنفيذ «مخرجات بوزنيقة» بشأن المناصب السيادية

ناصر بوريطة يتوسط عقيلة صالح وخالد المشري خلال استقباله لهما في الرباط أمس (الشرق الأوسط)
ناصر بوريطة يتوسط عقيلة صالح وخالد المشري خلال استقباله لهما في الرباط أمس (الشرق الأوسط)

أعلن كل من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، أمس بالرباط، عن توصلهما لاتفاق يتعلق بتوحيد السلطة التنفيذية في ليبيا.
وجاء في تصريح مشترك بينهما، إثر حوار أجراه الطرفان تحت رعاية مغربية أنه جرى الاتفاق على تنفيذ مخرجات مسار بوزنيقة المتعلق بالمناصب السيادية خلال الأسابيع المقبلة، على ألا يتعدى ذلك نهاية السنة. كما جرى الاتفاق على العمل من أجل أن تكون السلطة التنفيذية واحدة في ليبيا في أقرب الآجال، وفق التفاهمات والآليات المتفق عليها بين المجلسين.
وتتمحور أبرز نقاط الخلاف بين صالح والمشري، وفقاً لمصادر برلمانية، حول تغيير محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات. وسبق لصالح والمشري أن اجتمعا في مصر وتركيا دون أن يتوصلا إلى أي اتفاق مشترك بشأن هذه الخلافات المستمرة بينهما على مدى السنوات الأخيرة.
وشمل الاتفاق أيضاً استئناف الحوار من أجل «القيام بما يلزم لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفق تشريعات واضحة»، بالتوافق بين المجلسين. ومواصلة التشاور بين المجلسين بخصوص الملفات السالفة الذكر في المملكة المغربية.
وتوجه الطرفان بالشكر للعاهل المغربي الملك محمد السادس على الاهتمام، الذي يوليه للقضية الليبية، ودعمه الدائم والمستمر للأشقاء الليبيين من أجل إيجاد حل ليبي - ليبي للأزمة الحالية.
وقال عقيلة صالح، خلال لقاء صحافي بمقر وزارة الخارجية المغربية بالعاصمة الرباط، إنه اتفق مع المشري على تنفيذ مخرجات مسار بوزنيقة «في الأسابيع المقبلة وقبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، مشدداً على أن تكون السلطة التنفيذية واحدة في ليبيا في أقرب الأوقات، مع استئناف الحوار لإجراء الانتخابات في أقرب وقت، وذلك بالتوافق بين مجلس النواب ومجلس الدولة.
ومن جهته، قال المشري إن الانقسام «أثر على المواطنين وعمّق الأزمة»، ودعا إلى توحيد المؤسسات. مضيفاً أنه «جرى الاتفاق على توحيد سبعة مناصب سيادية. وسنعمل خلال أجل لا يتجاوز مطلع العام المقبل على توحيد السلطة التنفيذية... وسنواصل الحوار للتفاهم بخصوص الإجراءات اللازمة لإجراء الانتخابات في أسرع وقت». وحضر اللقاء ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، الذي اكتفى بالترحيب بالليبيين.
في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، أمس، عن إعداد الحكومة للنسخة الثانية من «مؤتمر دعم استقرار ليبيا».
وقالت المنقوش إن هذا يأتي «من أجل تمهيد الطريق إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية... وقد أصبحنا اليوم أقرب إلى الانتخابات أكثر من الوقت الذي مضى»، موضحة أن «النسخة الأولى من المؤتمر كانت اللبنة الأولى للاستقرار والازدهار، بعد أكثر من عشر سنوات».
وأشارت المنقوش إلى ما وصفته بـ«النجاح العالمي الذي حققه المؤتمر الأول، وتأكيد ليبيا على أنها تمتلك وتقود زمام أمورها في الأحداث التي تتعلق بأمنها واستقرارها وسيادتها». مشيرة إلى أن بعض الأطراف «حاولت عرقلة جهودنا، لكننا لن نُولي أي اهتمام للمحاولات التي تهدم هذه الجهود، بل نراها دافعاً لاستكمال مسار الأمن والاستقرار لليبيا».
وقبل سنة من الآن، احتضنت العاصمة طرابلس «المؤتمر الأول لاستقرار ليبيا»، بمشاركة 31 دولة ومنظمة دولية، من ضمنها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، وعدد من الدول العربية. وخلص البيان الختامي للمؤتمر إلى التأكيد على رفض أي تدخلات في الشؤون الليبية الداخلية، والالتزام باستقلال الدولة وسيادتها، والتشديد على موعد الانتخابات الذي كان مقرراً في 24 من ديسمبر 2021، وفشلت البلاد في إنجازها.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».