اتهامات لانقلابيي اليمن بالهجوم على ميناء الضبة في حضرموت

تدابير لتأمين استئناف تصدير النفط... وتحذيرات من عودة الحرب

TT

اتهامات لانقلابيي اليمن بالهجوم على ميناء الضبة في حضرموت

اتهمت مصادر حكومية يمنية، الحوثيين باستهداف ميناء الضبة النفطي على بحر العرب في محافظة حضرموت (شرق اليمن) الجمعة، بطائرتين مفخختين تم تسييرهما من مناطق سيطرتها، الأمر الذي ينذر بنسف الجهود الأممية وتجدد القتال على نطاق واسع.
وفيما اتهم محافظ حضرموت عزيز بن ماضي، الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم، أكد في تصريحات مصورة أن السلطات أبعدت ناقلة نفط يونانية كانت تتأهب لنقل حمولة من الميناء الذي يعد أهم ميناء يمني لتصدير النفط المستخرج من حقول محافظة حضرموت عبر شركة «بترومسيلة».
وأوضح بن ماضي أن السلطات المحلية والحكومة بصدد اتخاذ تدابير من شأنها تأمين عملية تصدير النفط، مؤكداً أن الميليشيات استهدفت محيط الميناء بطائرتين مفخختين مسيرتين بعد ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي، دون أن يتسبب الهجوم في أي أضرار.
وكان زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي وكبار قادته هددوا باستهداف مصادر الطاقة المحلية في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، كما هددوا باستهداف طريق الملاحة في البحر الأحمر؛ حيث تطالب الميليشيات بتقاسم عائدات النفط وهو الأمر الذي تراه الحكومة اليمنية من الأمور السيادية غير القابلة للتفاوض.
ووافقت الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي عقب انتهاء الهدنة في الثاني من الشهر الجاري على مقترح للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ بشأن توسيع الهدنة وتمديدها بما يضمن آلية لصرف رواتب الموظفين الحكوميين، غير أن الميليشيات الحوثية رفضت المقترح وأطلقت تهديداتها باستهداف حقول النفط وموانئ التصدير وطرق الملاحة.
وبحسب مصادر محلية في محافظة حضرموت، أقدمت السلطات على إغلاق الطرق المؤدية إلى الميناء، وذلك عقب سماع دوي انفجارات في محيطه مصدرها الطائرات الحوثية المفخخة، في حين أفادت مصادر أمنية بعدم وقوع ضحايا من المدنيين.
وسارع قادة الميليشيات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التذكير بتهديدات زعيمهم الحوثي، كما أعلن المتحدث باسم الميليشيات يحيى سريع عن صدور بيان لاحق بشأن ما وصفه بـ«عملية عسكرية».
وقبل أيام زعمت وسائل الإعلام الحوثية أن رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط أصدر تعليمات للسماح بوصول ناقلة نفط متجهة من ميناء بئر علي في محافظة شبوة إلى ميناء عدن، لجهة أن الوقود المحمول سيستخدم من أجل تغذية الكهرباء في المدينة.
وعقب الهجوم الحوثي الذي يرى مراقبون أنه يمهد لوضع آخر مسمار في نعش الهدوء الذي عاشه اليمن خلال أشهر الهدنة الستة، قال نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة وزير الخارجية الأسبق عبد الملك المخلافي، في تغريدة على «تويتر»، إن «بقاء الحوثي مسيطراً على العاصمة صنعاء يعد تهديداً دائماً للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وللسلام الدولي وأمن الملاحة الدولية».
وفيما أكد المسؤول اليمني أن «نهاية الحوثي بداية السلام والاستقرار»، قال إن على المجتمع الدولي أن يدرك أن السلام ليس خيار الحوثي، وأن الميليشيات الإيرانية تهديد دائم للسلام والحياة الإنسانية»، وفق تعبيره.
في وقت سابق اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، الميليشيات الحوثية بأنها «تحاول عبثاً تضليل الرأي العام اليمني في ملف دفع مرتبات موظفي الدولة والمتقاعدين، رغم مسؤوليتها الكاملة عن تعثر ثم وقف صرفها بدأ بانقلابها على الدولة، ونهبها الخزينة العامة والاحتياطي النقدي، ثم إجهاضها كل الخطوات والمبادرات الحكومية لإعادة صرفها بانتظام».
وأوضح الوزير اليمني أن الحكومة حملت ملف مرتبات موظفي الدولة والمتقاعدين المدنيين وبالأخص في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، ضمن أولوياتها وسعت جاهدة لإيجاد حلول عملية له، باعتباره أولوية إنسانية ومسؤولية عامة، وبذلت جهوداً كبيرة فيه، اصطدمت بتعنت الميليشيات في أكثر من مرحلة.
وقال: «الحكومة قامت في عام 2019، وحرصاً منها على الحفاظ على كادر الدولة، وانتظام أعمال المرافق الحيوية، بدفع رواتب ما يزيد على 120 ألف موظف ومتقاعد مدني في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، بما في ذلك القطاع الصحي، و50 في المائة من موظفي التعليم العالي والجامعات، والقطاع المدني في الحديدة، والمتقاعدين، كما قادت الحكومة نقاشات حينها مع المجتمع الدولي لتخصيص جزء من المساعدات الإنسانية لصندوق يُعنى بتغطية الفجوة خاصة في قطاع التعليم».
وأشار إلى أن الميليشيات فرضت في يناير (كانون الثاني) 2020، انقساماً نقدياً بمنعها تداول العملة النقدية الصادرة عن المركز الرئيسي للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، ما أدى إلى تعطيل مسار صرف المرتبات التي تدفعها الحكومة في مناطق سيطرة الميليشيا، بعد أن استمر صرفها بانتظام لعام كامل.
واتهم الإرياني، في تصريحات رسمية، الميليشيات بأنها «ضاعفت من جباياتها الضريبية والجمركية والزكوية على المواطنين والقطاع الخاص، بالإضافة لتربحها من السوق السوداء للمشتقات النفطية».
وأضاف أن المبعوث الأممي «قدم مقترحاً تضمن دفع مرتبات موظفي الدولة المدنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي وفقاً لقوائم 2014، وبدلاً من الموافقة، رفضت الميليشيات المقترح، وطالبت بدفع موازنة عام 2014 والمتضمنة مرتبات عناصرها العسكرية والأمنية التي تم إحلالها بديلاً عن كادر الدولة».
وأكد أن الميليشيات «تتذرع بأن إيرادات النفط مثّلت قبل الحرب 70 في المائة من الموازنة، وتتجاهل أن إيرادات هذا القطاع تراجعت بواقع 75 في المائة نتيجة للحرب التي فرضتها، وتسببت بمغادرة الشركات والاستثمارات الأجنبية، وتوقف الإنتاج من قطاعات حيوية وعمليات الكشف والتنقيب وتصدير الغاز الطبيعي المسال تماماً».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
TT

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

عقدت الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك؛ لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولوية الحكومة وبرنامجها في الإصلاحات، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستكمال استعادة الدولة.

وجاء الاجتماع في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني ظروفاً خانقة بسبب تراجع الموارد، وتوقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وتعثر مسار السلام، إثر تصعيد الانقلابيين بحرياً وإقليمياً.

حزم من الأوراق النقدية اليمنية الجديدة والقديمة في أحد البنوك في عدن (غيتي)

وذكرت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء ناقش في الاجتماع المستجدات الاقتصادية والمالية والنقدية والخدمية والمعيشية، وفي المقدمة تقلبات أسعار الصرف، والتحديات المتصلة بالكهرباء، وتقييم مستوى الخطط الحكومية للتعاطي معها.

واستعرضت الحكومة اليمنية في اجتماعها مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي لإثرائها بالنقاشات والملاحظات؛ لتطويرها ومواءمتها مع البرامج والسياسات الحكومية الجاري تنفيذها في مجال الإصلاحات، تمهيداً لإقرارها ورفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء أجرى نقاشاً مستفيضاً لتقييم الخطة، والتي تتوافق في عدد من جوانبها مع المسارات الرئيسية لأولويات الحكومة والمتمثلة في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وبحسب الوكالة، أقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والصناعة والتجارة، والكهرباء والطاقة، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والنفط والمعادن، والبنك المركزي اليمني، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، لدراسة الخطة واستيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وإعادة عرضها على المجلس خلال أسبوعين من تاريخه للمناقشة واتخاذ ما يلزم.

مواءمة الخطة

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس الوزراء كلف اللجنة الوزارية بمواءمة خطة الإنقاذ مع برنامج الحكومة ومصفوفة الإصلاحات وخطة التعافي الاقتصادي والخطط القطاعية للوزارات، وغيرها من السياسات التي تعمل عليها الحكومة، وتحديد الأولويات، وما تم إنجازه، ومتطلبات تنفيذ الخطة، والخروج بوثيقة اقتصادية موحدة يتم الاستناد إليها في عمل الدولة والحكومة، بحسب الأولويات العاجلة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وشدد مجلس الوزراء اليمني على تحديد التحديات بما يتناسب مع الواقع والمتغيرات، وسبل معالجتها بطريقة مناسبة والمسؤولية التشاركية والواجبات بين الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وركزت نقاشات الحكومة على أهمية مراعاة الخطة لمسببات الوضع الاقتصادي الكارثي الذي فاقمته هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، وتحديد جوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة.

وأكد اجتماع الحكومة اليمنية تحديد السياسات التي تم تنفيذها والجاري العمل عليها، والتي تضمنتها الخطة، والتحديات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ بعضها، ومقترحات المعالجة.

نقص الوقود

اطلع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه على تقارير من الوزراء المعنيين، حول الإشكالات القائمة في تزويد محطات الكهرباء بالوقود في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة لتجاوزها، والإجراءات العاجلة لوضع الحلول لتحقيق الاستقرار النسبي في خدمة الكهرباء، واستمرار إمدادات المياه للمواطنين.

وطبقاً للإعلام الرسمي، تم التأكيد بهذا الخصوص على توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء، وعلى العمل لتأمين كميات أخرى إضافية لضمان استقرار الخدمة.

الحكومة اليمنية تعاني تدهوراً حاداً في الاقتصاد بسبب نقص الموارد وتوقف تصدير النفط (سبأ)

كما وجه الاجتماع الحكومي وزيري المياه والكهرباء بالتنسيق لتأمين احتياجات تشغيل آبار المياه، من الكهرباء والوقود اللازم لاستمرار الضخ، وتفادي توقف إمدادات المياه للسكان في عدن.

وإلى ذلك، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطات حول نتائج حملات ضبط محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في عدن والمحافظات المحررة، وضبط أسعار السلع والمتلاعبين بالأسعار، وشدد على مواصلة الحملات والتنسيق بين الجهات الأمنية والسلطات العدلية المختصة في هذا الجانب، طبقاً لما أورده الإعلام الرسمي.