فيغو: انتقالي من برشلونة إلى ريال مدريد خطوة كانت ولا تزال تمثل تاريخاً

أسطورة البرتغال يؤكد أنه ترشح لرئاسة «الفيفا» لإنقاذه من الفساد ومجموعة «المافيا» التي تحكمه

فيغو وجائزة أفضل لاعب في العالم (رويترز)
فيغو وجائزة أفضل لاعب في العالم (رويترز)
TT

فيغو: انتقالي من برشلونة إلى ريال مدريد خطوة كانت ولا تزال تمثل تاريخاً

فيغو وجائزة أفضل لاعب في العالم (رويترز)
فيغو وجائزة أفضل لاعب في العالم (رويترز)

يقول النجم البرتغالي لويس فيغو، الذي كان أول لاعب من العيار الثقيل ينتقل إلى فريق ريال مدريد الذي عرف بعد ذلك باسم فريق العظماء (الغالاكتيكوس)، عن انتقاله المدوي من برشلونة إلى النادي الملكي: «لقد كنت بمثابة فأر تجارب». وكان فيغو في تلك الفترة هو أفضل لاعب في العالم، وأغلى لاعب في العالم أيضاً. وعلى مدار 20 عاماً قضاها داخل المستطيل الأخضر، لعب النجم البرتغالي أكثر من 900 مباراة، وخاض 127 مباراة دولية مع منتخب بلاده، وسجل أكثر من 150 هدفاً، وفاز بثمانية ألقاب للدوري، ودوري أبطال أوروبا، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم.
كما قاد منتخب بلاده للوصول إلى المباراة النهائية لبطولة كبرى لأول مرة في تاريخه، لينقل منتخب البرتغال إلى حقبة جديدة. في الحقيقة، يمكن القول بأن فيغو قد نقل لعبة كرة القدم بأكملها إلى عصر جديد. ويرى كثيرون أن عصر الأندية العملاقة، وكرة القدم الحديثة، قد بدأ بانتقال فيغو من برشلونة إلى الغريم التقليدي ريال مدريد، في خطوة غيرت كل شيء في عالم كرة القدم، حيث جاء انتقاله من «البلوغرانا» إلى «الميرنغي» مقابل 10 مليارات بيزيتا (60 مليون يورو) في عام 2000 وكأنه جزء من فيلم مثير تتطور أحداثه باستمرار وبشكل مذهل لدرجة أنه كان يغطي على أي شيء آخر.

سيدروف لاعب ريال مدريد محاصر بين فيغو وغوارديولا (غيتي)

يقول النجم البرتغالي: «أرغب في أن تحصل مسيرتي كلها على قيمة أكبر من مجرد حلقة واحدة مثلت عصراً وغيرت السوق، وفلسفة كرة القدم ككل». لقد قرر فيغو أخيراً الحديث في فيلم وثائقي من إنتاج «نتفليكس» حول هذه الخطوة، التي وصفها بأنها «كانت ولا تزال تمثل تاريخاً». وإذا كانت هذه الخطوة الكبيرة قد أحدثت ضجة هائلة فإن السبب في ذلك يعود إلى مكانته كأحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم في جيله. وقد تحدث فيغو عن صعود وسقوط المشروع الأكثر طموحاً في عالم كرة القدم، ولماذا كانت الليلة أكثر إيلاماً لبلاده هي ربما الليلة الأفضل بالنسبة له، وكيف كان قريباً من الانتقال إلى ليفربول، كما تحدث عن محاولته الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). يقول فيغو مبتسما: «لقد كانت تلك تجربة استثنائية، ويمكنك أن تكتب كتاباً بالكامل عن ذلك». لقد كان بإمكانه حقاً أن يكتب الكثير عن تلك التجربة المليئة بالمكائد من جهة، وبالإلهام من جهة أخرى. وعندما سُئل فيغو عن أفضل لحظاته في عالم كرة القدم، سكت قليلاً ثم قال: «لحسن الحظ، هناك الكثير من اللحظات الجميلة، لذلك من الصعب أن أختار من بينها».

جماهير برشلونة تهاجم لاعبها السابق فيغو وترميه بالمقذوفات (غيتي)

إذن ما هي أسوأ لحظة في مسيرته الكروية؟ هل هي خسارة المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية عام 2004 مع منتخب البرتغال؟ يقول فيغو بسرعة: «لا. لقد كانت هذه تجربة لا يمكن وصفها ولا يمكن تكرارها، فلم أشعر قط بمثل هذا الإجماع والدعم والسعادة حول المنتخب الوطني». ويضيف: «عندما بدأت اللعب مع منتخب البرتغال، كنا نلعب لكي لا نخسر. ثم انتقلنا بعد ذلك لمرحلة أن نذهب إلى البطولات الكبرى ونحن أحد المرشحين للفوز بها، لذا فرغم أننا لم نفز بالألقاب، فإننا فزنا بالاحترام والمكانة الكبيرة والسمعة القوية، وهو ما كان بمثابة دعم كبير للأجيال التالية. قد تأخذ كرة القدم منك شيئاً في وقت ما ثم تعيده إليك بعد ذلك بسنوات. لقد توقع الجميع أن نكون أبطالاً، ثم في عام 2016 فزنا على فرنسا في فرنسا وفزنا بلقب البطولة في ظل غياب أفضل لاعب لدينا (كريستيانو رونالدو، الذي غاب عن المباراة النهائية بداعي الإصابة). هل ترى كيف تسير الأمور؟».
بحلول ذلك الوقت، كان فيغو قد اعتزل كرة القدم، لكن فكرة التقدم للأمام والتطور المستمر تسيطر عليه وتنعكس في اختياره للحظات الرئيسية والحاسمة التي يرى أنها كانت دائماً بمثابة «مدخل» لمراحل أخرى. ويقول: «فوز البرتغال بكأس العالم تحت 20 عاماً في عام 1991 سمح لنا بدخول عالم الاحتراف. كانت تلك أول مرة أرحل فيها عن وطني عندما ذهبت إلى برشلونة، ثم انتقلت إلى ريال مدريد، وبعد ذلك إلى إنتر ميلان. فكل تغيير ينطوي على حالة من الشك وعدم اليقين، لكنك تعتقد دائماً أنه انتقال نحو الأفضل».
عندما انتقل فيغو إلى ريال مدريد، لم يكن متأكداً تماماً مما سيحدث بعد ذلك. لقد مر 22 عاماً منذ أن وقف في ملعب «سانتياغو برنابيو» وهو يحمل القميص رقم 10 ويبدو وكأنه رجل مدان بإحدى القضايا الجنائية، كما مر نحو 20 عاماً على قيام جماهير برشلونة بإلقاء رأس خنزير عليه في إحدى المباريات. لقد كان انتقاله إلى النادي الملكي «زلزالياً»، وكانت له تداعيات غير عادية، وقد نجح الفيلم الوثائقي الذي أعد عن تلك الخطوة، الذي يحمل اسم «قضية فيغو»، بشكل هائل، وهو الأمر الذي يعكس حقيقة أن فيغو لا يزال مؤثراً ويحظى بشعبية طاغية. يقول فيغو: «الشخص الذي يقرر البقاء أو الرحيل هو أنا»، لكنه يعترف بأن هذا القرار قد اتخذ بناء على ظروف لم تكن من صنعه.

فيغو خاض 127 مباراة دولية مع منتخب البرتغال (غيتي)

وفي الفيلم الوثائقي أيضاً، يظهر فيغو كضحية لعملية سرقة متقنة ومعقدة قام بها المرشح الرئاسي لريال مدريد، فلورنتينو بيريز، ووكيل أعماله خوسيه فيغا وباولو فيوتري، الذي كان يتوسط في عملية الانتقال. لم يكن مصير فيغو بيديه، بعدما تمت مواجهته بعقد ملزم قانونياً وقعه فيغا يتضمن شرطاً جزائياً بقيمة 30 مليون يورو إذا لم يتم الوفاء ببنود العقد. يقول فيغو: «أنا فقط من كان بإمكانه إنقاذهم من خلال الانتقال إلى ريال مدريد». ويعكس هذا قوة شخصية فيغو ورفضه التخلي عن المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين. ويشير فيغو إلى أنه في بعض الأحيان كان يدفع ثمن عدم معرفته كيف يقول لا. لكن لماذا لم يطلب فيغو من فيغا أن يتحمل عواقب ما قام به، ويخبره بأنه هو من تسبب في تلك الفوضى؟
يقول فيغو: «نعم، أعلم أنه كان يمكنني القيام بذلك. لكن كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإصلاح الأمور. كنت هادئاً جداً بشأن موقفي، رغم أنني في الوقت نفسه كان لدي واجب لرعاية أولئك الذين يعملون معي. لكنني أنا من اتخذت القرار النهائي، وأنا المسؤول عن ذلك وعن أفعالي. كما كنت أنا وحدي من قرر إخراجهم من هذه المسؤولية. وبعد مرور عام واحد، توقفت عن العمل مع وكيل أعمالي، بسبب بعض المواقف التي ظهرت بعد ذلك. قلت لنفسي: حسناً، سأتحمل المسؤولية مرة أخرى، ومن الآن فصاعداً لديك حياتك ولدي حياتي».
لقد تغيرت حياة فيغو تماماً، وكانت كل التقارير تتحدث عن المكاسب التي حققها، خاصة من الناحية المالية. لكن النجم البرتغالي يتحدث عن الضرورة «التعيسة» لأن تكون أنانياً في عالم «إذا لم تكن لديك فيه مكانة كبيرة فستكون فيه عبارة عن ورقة مساومة، وإذا لم تقدم مستويات قوية، فقد انتهى الأمر بالنسبة لك». لكن من الواضح أيضاً أنه خسر الكثير جراء تلك الخطوة: المنزل، والمستقبل، و«الأصدقاء الذين لم يعودوا أصدقائي»، على حد قوله.
ويضيف: «كان لدي كل شيء في برشلونة، لكن الأمر لم يكن يعني أنني سأذهب إلى نادٍ يلعب في دوري الدرجة الثانية! ربما لم أكن لأرحل لأي مكان آخر لو لم تكن وجهتي هي ريال مدريد. إنه تحدٍ، وقرار مبني على الشعور بالتقدير، وبإقناعي بأنني سأكون عنصراً مهماً للغاية في الفريق الجديد. كان من الممكن ألا تسير الأمور على ما يرام، لكنني أحمد الله أنها لم تكن كذلك». لكن لقطات عودته إلى ملعب «كامب نو» لا تزال تدعو إلى الصدمة. يقول فيغو عن ذلك: «كان قلقي الوحيد هو احتمال حدوث اعتداء بدني، من شخص مجنون مثلاً. لكن لا يوجد سبب للخوف في كرة القدم، فأنا أذهب وألعب كرة القدم بشكل طبيعي».
لكن من الواضح للجميع أن فيغو يمتلك شخصية قوية للغاية، لدرجة أنه كان يبدو في بعض الأحيان وكأنه حصن منيع لا يمكن اختراقه. يقول النجم البرتغالي: «هذه هي شخصيتي، فقد تمكنت من التغلب على الضغوط، وكنت في حالة تأهب. دائماً ما كنت أمتلك تلك القدرة التنافسية والرغبة الدائمة في تحقيق الفوز». ومع نهاية ذلك العام، توج ريال مدريد بطلاً للدوري الإسباني، وكان فيغو هو أفضل لاعب في المسابقة. وسرعان ما انضم إليه زين الدين زيدان، ثم رونالدو، ثم ديفيد بيكهام، لتدخل كرة القدم حقبة جديدة بدأها فيغو بنفسه. فهل يشعر النجم البرتغالي بأنه مميز وبأنه السبب في حدوث ذلك؟
يقول فيغو: «بالنسبة لبيريز كان هدفه هو الفوز في الانتخابات. ربما كنت أنا رائد مشروع جديد، لكن لست رائداً للنادي. لقد كانت هناك توقعات كثيرة، وكنت أعرف جيداً ما يفكر به رئيس النادي. في تلك المرحلة كنا نتحدث كثيراً، وكنت أنا الصفقة المميزة التي وعد بها الجمهور. لم أكن أعرف دائماً من سيأتي، لكنني كنت أعرف الخطة التي يسعى لتطبيقها». لكن الرجل الذي كان يتعين عليه أن يفهم كل ذلك هو فيسنتي ديل بوسكي، الذي يصفه فيغو بأنه «أحد أفضل الأشخاص والمديرين الفنيين الذين قابلتهم في حياتي. إدارة 25 شخصية بارزة هي أصعب شيء في العالم. لا يتعلق الأمر بأن يفرض المدير الفني كل شيء على اللاعبين وكأنهم أطفال، فهناك لاعبون مغرورون، لكن كان هناك أيضاً لاعبون محترفون رائعون يريدون المنافسة وتحقيق الفوز، ويحترمون بعضهم البعض. وإذا فكر كل لاعب في نفسه فقط ورأى أنه الأفضل في العالم، فسوف يتحول الأمر إلى فوضى. لقد كانت الأجواء جيدة بيننا».

انتقال فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد أحدث زلزالاً في عالم  كرة القدم (غيتي)

لكن بعد ذلك أقيل ديل بوسكي من منصبه وتوقفت النجاحات التي كان يحققها الفريق. يقول فيغو: «في رأيي، بدأت حقبة جديدة في عالم كرة القدم فيما يتعلق بحقوق الصور والتسويق والدعاية، وما إلى ذلك. ربما تم تجاهل الجزء الاحترافي - كرة القدم - في بعض الأحيان بسبب العناصر الأخرى التي كانت تنمو وتتطور. وكان فيغو قريباً من الانتقال إلى ليفربول وهو في الثانية والثلاثين من عمره، ويقول عن ذلك: «كنت أتمنى أن أنضم إلى ليفربول. لقد تحدثنا كثيراً، ففي أحد الأسابيع كانوا يطلبون مني الانتظار ويقولون لي إنهم لا يستطيعون التعاقد معي الآن، ثم يتعاقدون مع لاعب آخر! ثم يطلبون مني الانتظار لبضعة أيام أخرى بهدف ترتيب كل الأمور المتعلقة بالصفقة، وبعد ذلك يتعاقدون مع لاعب جديد! لقد شعرت بالغضب وبأنهم يعبثون معي ولا يتحدثون بجدية. وبعد ذلك، تلقيت عرضاً من إنتر ميلان وذهبت إلى هناك، وقابلت رئيس النادي ماسيمو موراتي واتخذت القرار بالانتقال إلى النادي الإيطالي. لقد أحببت إنتر ميلان كثيراً، فقد كان هذا بالضبط ما أحتاجه».
وبعد الفوز بأربعة ألقاب متتالية للدوري الإيطالي الممتاز، قرر فيغو اعتزال كرة القدم. لكن لماذا لم يتجه للعمل في مجال التدريب؟ هل يعود ذلك إلى رغبته في عدم العمل مع اللاعبين المغرورين؟ يقول النجم البرتغالي: «نعم، لأنني أعرف اللاعبين جيداً! أود أن أخوض مثل هذه التجربة، لكن لا أعرف ما إذا كنت أمتلك القدرة على القيام بذلك أم لا. سيتمثل التحدي الأساسي بالنسبة لي في تنفيذ أفكاري الكروية على أرض الواقع داخل الملعب، والتواصل بشكل جيد مع اللاعبين، والوصول إلى الناس. لم أحصل على الدورات التدريبية التي تؤهلني للعمل في مجال التدريب. وأرى أن الدورات التدريبية تشبه قيام الطالب بدراسة الطب لمدة ست سنوات بشكل نظري، لكن الأمر يكون مختلفاً تماماً عندما يمارس الأمر عملياً».
ويضيف: «لقد كنت دائماً منجذباً بشكل أكبر إلى الجانب التنفيذي، ومفتوناً بالإنتاج وبكوني رائد أعمال. أنا لا أحب الجلوس بلا عمل، وأحب أن يواصل الأشخاص الذين يمتلكون خبرة كبيرة في كرة القدم عملهم في المجال نفسه، لكن إذا كانت لديهم القدرة على القيام بذلك. لكنني ضد عمل اللاعبين في مجال التدريب لمجرد أنهم كانوا يملكون أسماء بارزة كلاعبين». ربما يساعد هذا في تفسير الأسباب التي دعت فيغو للترشح لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 2015. يقول النجم البرتغالي مبتسماً: «إنها قصة طويلة. لقد اقترح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) أن أرشح نفسي. كنت أرى أن الفيفا مليء بالفساد، وتحكمه مجموعة من المافيا. لقد شعرنا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أننا بحاجة إلى التحرك، حتى لو لم تكن هناك فرصة حقيقية، وأنه يتعين علينا أن نتخذ موقفاً على الأقل لمواجهة ذلك».
ويضيف: «لقد ألقوا بي في النار، لأنه كان هناك بالفعل مرشحان آخران؛ واحد من اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو مايكل فان براغ، والآخر كان الأمير علي بن الحسين، الذي كان أول من وقف وحصل على دعم رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني. واقترح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يكون هناك مشرح ثالث، وكان هذا المرشح هو أنا. لقد كنت أنا وكأنني حجتهم لعدم اختيار أي من المرشحين الآخرين، رغم أن أيديهم كانت مقيدة.
أعددت نفسي للترشح، ورأيت كيف تسير الأمور، وتعلمت كيف يبدو الأمر من الداخل - يمكنك عمل فيلم وثائقي حول هذا الأمر - وقبل أسبوع واحد من الانتخابات تلقيت اتصالاً من زيوريخ يدعوني إلى اجتماع لمعرفة المرشح الذي سيستمر بدعم من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم». ويتابع: «جاء الجميع إلى الاجتماع، وكان كل مرشح يعتقد أنه الأحق بالاستمرار في الترشح، ولم نتوصل إلى أي اتفاق. بعد ذلك، تلقيت اتصالاً من الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، الذي كان يريد هو والويفا أن أتنحى. من الناحية النظرية، كان هذان الاتحادان هما من يؤيداني».
يسخر فيغو مما حدث قائلاً. «لم أكن أهتم بما إذا كنت سأحصل على صوت واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو لا أحصل على أي صوت على الإطلاق. لكن بدون دعم أولئك الذين طلبوا مني الترشح في المقام الأول، لم يكن بإمكاني الاستمرار، وقررت الانسحاب. وأحمد الله على ذلك - ربما هذا قدري - لأنه في الأسبوع التالي، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة مقر الفيفا، ولا أعرف كم عدد المسجونين، وقاموا بإلغاء الانتخابات. لقد كانت فضيحة، وأعتقد أنني تصرفت بشكل جيد عندما انسحبت».


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».