إثيوبيا: تحذيرات دولية من «إبادة» في تيغراي

غداة إعلان الجيش سيطرته على ثلاث بلدات

صورة أرشيفية لمواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في منطقة تيغراي في مارس 2021 (رويترز)
صورة أرشيفية لمواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في منطقة تيغراي في مارس 2021 (رويترز)
TT

إثيوبيا: تحذيرات دولية من «إبادة» في تيغراي

صورة أرشيفية لمواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في منطقة تيغراي في مارس 2021 (رويترز)
صورة أرشيفية لمواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية في منطقة تيغراي في مارس 2021 (رويترز)

غداة إعلان الجيش الإثيوبي سيطرته على ثلاث مدن في إقليم «تيغراي» الشمالي، الذي يشهد نزاعاً دامياً، حذرت منظمات دولية من مخاطر متزايدة يتعرض لها المدنيون جراء الهجوم المتواصل الذي تشنه القوات الحكومية، فيما قال مدير منظمة الصحة العالمية إن المجال «ضيق للغاية لمنع إبادة».
ويدور الصراع، الذي بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، حول النفوذ السياسي في البلاد، حيث تتهم الحكومة الإثيوبية «جبهة تيغراي» التي كانت تهيمن على الائتلاف الحاكم حتى وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة في 2018 بمحاولة إعادة تأكيد هيمنة تيغراي على إثيوبيا، بينما تتهم «الجبهة» آبي بمركزية السلطة واضطهاد أهل تيغراي.
وبعد هدوء استمر خمسة أشهر، تجددت المعارك في أغسطس (آب) الماضي مزعزعة الآمال بتسوية النزاع الذي حصد عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين وتخللته فظائع. واستنكر مدير منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، الوضع الذي وصفه بـ«المزري» في منطقة تيغراي، منبهاً إلى ضرورة التحرك بشكل عاجل لمنع ارتكاب «إبادة».
وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، للصحافيين، في مقر المنظمة في جنيف، إن «العالم لا يولي اهتماماً كافياً»، مشدداً على أن «المجال ضيق للغاية لمنع إبادة جماعية في تيغراي».
وأشار المسؤول الأممي المتحدر من هذه المنطقة إلى أن «الهجمات المتعمدة ضد المدنيين أو البنية التحتية المدنية ترقى إلى جرائم حرب»، داعياً المجتمع الدولي ووسائل الإعلام إلى «إيلاء هذه الأزمة الاهتمام الذي تستحق»، كاشفاً عن أن العديد من أفراد عائلته ما زالوا في هذه المنطقة.
وقال: «يموت الأطفال كل يوم بسبب سوء التغذية. لا توجد أي خدمة لمرض السل وفيروس نقص المناعة المكتسبة والسكري وارتفاع ضغط الدم وجميع الأمراض التي يمكن علاجها في أي مكان آخر في العالم، ولكنها في تيغراي أصبحت الآن ترادف الحكم بالموت».
في السياق ذاته، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى فرض عقوبات محددة الهدف وحظر الأسلحة لمواجهة المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها المدنيون في منطقة تيغراي. وقالت، في بيان، الأربعاء: «يجب الحد من التساهل مع معاناة المدنيين في إثيوبيا بدافع المصلحة السياسية»، داعية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى «اتخاذ تدابير مناسبة، بما في ذلك العقوبات محددة الهدف وحظر الأسلحة».
وأكدت «هيومن رايتس ووتش» أن «اعتراف» الأمين العام للأمم المتحدة «يفرض على مجلس الأمن ما هو أكثر من إبداء اهتمام بالوضع». وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن «المعلومات الشحيحة الواردة، من منطقة معزولة إلى حد كبير عن العالم منذ أكثر من عام، مرعبة. وتسببت الهجمات في سقوط عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين، بينهم عاملون في المجال الإنساني وتسببت في «عمليات نزوح على نطاق واسع».
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قد حذر من «تفاقم الوضع الإنساني»، وقال إنه «يشكل تهديداً إضافياً بالعنف ضد المدنيين». ونزح نحو 2.5 مليون شخص من تيغراي والمناطق المجاورة في أمهرة وعفر، بحسب دوجاريك.
وتأتي التحذيرات الدولية، عقب يوم من إعلان الحكومة الإثيوبية أنها سيطرت على ثلاث مدن في إقليم تيغراي الشمالي.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».