وفد من «حماس» في دمشق اليوم

الحية يلتقي الأسد ضمن مسؤولين من فصائل أخرى

مؤديون لحركة «حماس» خلال احتفال بمدينة غزة يوم 1 أكتوبر الحالي (أ.ب)
مؤديون لحركة «حماس» خلال احتفال بمدينة غزة يوم 1 أكتوبر الحالي (أ.ب)
TT

وفد من «حماس» في دمشق اليوم

مؤديون لحركة «حماس» خلال احتفال بمدينة غزة يوم 1 أكتوبر الحالي (أ.ب)
مؤديون لحركة «حماس» خلال احتفال بمدينة غزة يوم 1 أكتوبر الحالي (أ.ب)

يصل وفد قيادي من حركة «حماس» إلى العاصمة السورية، الأربعاء، في أول زيارة لدمشق منذ أكثر من 11 عاماً.
وقال مصدر في «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الذي سيترأسه خليل الحية، عضو المكتب السياسي، سينضم إلى وفود فلسطينية أخرى. وأكد المصدر أن الرئيس السوري بشار الأسد سيلتقي الحية إلى جانب مسؤولي فصائل تُعتبر موالية وقريبة من دمشق.
وإلى جانب الحية، سيحضر اللقاء طلال ناجي الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة»، وزياد نخالة أمين عام حركة «الجهاد الإسلامي»، وخالد عبد المجيد أمين عام «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني»، وأبو نضال الأشقر الأمين العام لـ«جبهة التحرير الفلسطينية»، ومحمد قيس الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب «البعث» أمين عام منظمة «الصاعقة»، وزياد الصغير أمين عام حركة «فتح الانتفاضة»، وجميل مزهر نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وفهد سليمان نائب الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، وسمير الرفاعي سفير فلسطين في سوريا.
وسيكون الحية أول مسؤول في «حماس» يصل إلى سوريا ويلتقي الأسد بعد نحو 11 عاماً منذ انقطاع علاقة الحركة بالنظام السوري بأسوأ طريقة ممكنة، حيث اضطرت «حماس» لمغادرة سوريا بالكامل بعدما اتهمها النظام بتأييد التحرك ضد الرئيس السوري والانقلاب عليه.
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن وصول الوفد «الحمساوي» خطوة أولى من بين خطوات أخرى مرتقبة لن تكون سريعة، كما يبدو، بسبب أن سوريا ليست مستعجلة وتتحرك بحذر وبطء تجاه استئناف العلاقة.
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن سوريا دعت «حماس» للانضمام إلى الوفود الفلسطينية في خطوة مهمة، لكن دمشق لديها توجه بالتعامل مع تيار محدد في «حماس» وليس كل الحركة.
وكانت «حماس» قد أعلنت، في بيان لها، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، عزمها المضي قدماً في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا.
واتخذ قرار استئناف العلاقة مع سوريا في وقت سابق قبل نحو العام، في ضوء تغييرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة «حماس»، مع صعود وسيطرة الجناح المتشدد القريب من سوريا وإيران في الدورتين الأخيرتين، وفي ظل التخلص من الحرج الذي كانت تشعر به الحركة؛ بسبب اعتبارها جزءاً من «الإخوان المسلمين» الذين هم في صراع مع الحكم السوري.
وكانت «حماس» جزءاً من «محور إيران» قبل أن تغادر سوريا بداية عام 2012 بعد نحو عام على انطلاق النزاع في سوريا.
واحتاجت طهران إلى سنوات عدة قبل أن تمد جسور العلاقة من جديد مع الحركة، عبر تدخلات من «حزب الله» في لبنان، ثم تطورت هذه العلاقة في عام 2019 إلى علاقة كاملة، وخلالها تم بحث استئناف العلاقة مع سوريا.
ولم يغفل بيان «حماس» الأخير وجود تلميحات حول أهمية العودة للمحور الإيراني - السوري، وهو محور على خلاف مع السلطة الفلسطينية إلى حد كبير، وتتهمه السلطة بتعزيز الانقسام بطريقة أو بأخرى.
وتعارض إيران، وكذلك سوريا، اتفاق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، وترفض المفاوضات ونهج السلطة في هذا الشأن، وهو موقف منسجم مع موقف «حماس» كذلك. وعودة التحالف بين دمشق و«حماس» تعني، من بين أشياء أخرى، استعادة إيران حلقة مفقودة في شبكة تحالفاتها في الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

قطر: كيف يمكن إجراء مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه؟

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في البرلمان الإيراني أمس (إ.ب.أ)
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في البرلمان الإيراني أمس (إ.ب.أ)
TT

قطر: كيف يمكن إجراء مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه؟

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في البرلمان الإيراني أمس (إ.ب.أ)
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية في البرلمان الإيراني أمس (إ.ب.أ)

حذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، من أن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، يمكن أن يعرقل المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة في غزة.

ويضطلع رئيس الوزراء القطري بدور وساطة في المفاوضات.

وقال عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل: كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟».

وأضاف: «السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة».

وحاولت قطر ومصر والولايات المتحدة مراراً المساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في غزة. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 39 ألف فلسطيني في القطاع منذ الهجوم الذي شنه مسلحو «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت مصادر لوكالة «رويترز» للأنباء إن التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بات معقداً بسبب تغييرات تطالب بها إسرائيل.

واغتيل هنية، الذي كان يقيم في قطر بشكل أساسي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء في إيران، مما يثير مخاوف من تصعيد أوسع نطاقاً في منطقة تتعرض بالفعل لتوترات بسبب حرب إسرائيل في غزة وتفاقم الصراع في لبنان.

ونددت قطر بشدة بالاغتيال في طهران، وقالت إنه تصعيد خطير.