سنغافورة تحذر من تداعيات تقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح الإلكترونية

أزمة الرقائق مستمرة رغم تراجع حدة الإمدادات

حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن القرار الأميركي لتقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح يمكن أن تكون له تداعيات واسعة (رويترز)
حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن القرار الأميركي لتقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح يمكن أن تكون له تداعيات واسعة (رويترز)
TT

سنغافورة تحذر من تداعيات تقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح الإلكترونية

حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن القرار الأميركي لتقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح يمكن أن تكون له تداعيات واسعة (رويترز)
حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن القرار الأميركي لتقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح يمكن أن تكون له تداعيات واسعة (رويترز)

حذر رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ من أن قرار الولايات المتحدة لتقييد إمداد الشركات الصينية بالشرائح يمكن أن تكون له تداعيات واسعة وانفصال أكبر بين أكبر اقتصادين في العالم؛ مما قد يؤدي لـ«عالم أقل استقرارا».
ونقلت وكالة بلومبرغ عن لي القول في مؤتمر صحافي في كانبرا أثناء لقائه مع نظيره الأسترالي: «الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطيرة للغاية، أنا على ثقة أنهم درسوها بعناية...»، وأضاف «يمكن أن تكون لها تداعيات واسعة النطاق».
وكانت وزارة التجارة الأميركية قد فرضت الأسبوع الماضي قيودا موسعة على الصادرات التكنولوجية للصين، ويشمل ذلك أشباه الموصلات ومعدات تصنيع الشرائح، وهي الخطوة التي سوف تعرقل البحث المحلي وقطاع التكنولوجيا في بكين.
ورغم تلك التحذيرات، فقد تراجع متوسط الفترة الزمنية اللازمة لتسلم الشركات طلبيات الرقائق الإلكترونية من الشركات المصنعة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بمقدار 4 أيام، وهو أكبر تراجع منذ سنوات، ويمثل مؤشرا على تراجع حدة أزمة نقص إمدادات الرقائق التي تؤثر على أغلب الصناعات بدءا من الإلكترونيات وحتى السيارات والأجهزة المنزلية.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن تقرير لشركة الأبحاث ساسكوينهانا فاينانشيال غروب أن الفترة الزمنية بين طلب الرقائق وتسلمها وصلت خلال سبتمبر الماضي إلى 26.3 أسبوع، مقابل حوالي 27 أسبوعا خلال أغسطس (آب) الماضي.
وأشارت بلومبرغ إلى تراجع الفترة الزمنية اللازمة للحصول على الرقائق من مختلف الفئات، حيث كان التراجع في الفترة اللازمة لتسلم رقائق إدارة الطاقة والرقائق التناظرية هو الأكبر، بحسب كريستوفر رونالد المحلل في ساسكويهانا.
وتضررت أغلب الصناعات في العالم من نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية خلال العام الماضي. ولكن الآن بدأت بوادر أزمة عكسية في ظل تزايد مخزون الرقائق الإلكترونية وتراجع الطلب عليها، بحسب التقارير الصادرة خلال الأسابيع الماضية.
ودفعت سلسلة التحذيرات من تراجع الطلب على الرقائق الإلكترونية من شركات القطاع بدءا من ميكرون تكنولوجي وحتى سامسونغ إلكترونيكس، المحللين إلى خفض توقعاتهم لأرباح هذه الشركات بأسرع وتيرة منذ عام 2008.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن صناعة أشباه الموصلات في العالم تستعد لمواجهة عاصفة يتوقعها الجميع بعد أن انتقلت من الازدهار إلى التراجع خلال أقل من عام. وتحذر كل الشركات ذات الصلة سواء المصنعة للرقائق أو للأجهزة الإلكترونية من هذا التراجع. وتراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات خلال العام الحالي بأكثر من 42 في المائة، ليسجل أسوأ أداء سنوي منذ 14 عاما، في ظل تراجع الطلب بشدة.
وشهدت سوق الكومبيوتر الشخصي العالمية خلال الربع الثالث من العام الحالي أكبر تراجع للمبيعات، بحسب شركة غارتنر لأبحاث السوق، نتيجة حالة الغموض الاقتصادي وزيادة المخزون، وهو ما يشير إلى استمرار تراجع المبيعات خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وبحسب بيانات بلومبرغ، تراجعت توقعات أرباح شركات صناعة أشباه الموصلات خلال الربع الثالث بنسبة 16 في المائة، في حين يرى المحللون في مجموعة سيتي غروب المصرفية الأميركية تراجعا أكبر للأرباح، كما يتوقعون تراجعا أكبر في مؤشر فيلادلفيا مع اشتداد الأزمة التي تضرب القطاع.
وفقدت شركة نيفيديا كورب التي تنتج الرقائق المستخدمة في أحدث أجهزة ألعاب الكومبيوتر، نحو 544 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ وصولها إلى الذروة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».