باحثون يكتشفون كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج

باحثون يكتشفون كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج
TT

باحثون يكتشفون كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج

باحثون يكتشفون كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج

اكتشف باحثون كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج.
إذ يفقد حوالى ربع سرطانات الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين المتكررة التعبير عن مستقبلات هرمون الاستروجين، ما يجعلها مقاومة للعلاج بالغدد الصماء وقادرة على النمو خارج نطاق السيطرة.
فقد قام فريق من الباحثين بكلية بايلور للطب بالتحقيق في كيفية فقدان هذه الخلايا لمستقبلها الإلكتروني.
وفي الدراسة الحالية المنشورة بمجلة «Proceedings of the National Academy of Sciences» كشف الباحثون عن آلية لا تشرح العملية فحسب، بل توفر أيضًا إمكانيات للتغلب عليها.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال الدكتور وي تشين لين أستاذ الطب بعلم الدم وعلم الأورام والبيولوجيا الجزيئية والخلوية في بايلور «لسنوات، كان هدفنا هو حل اللغز المعقد لتطور سرطان الثدي لفهم كيفية تفاعل اللاعبين مع بعضهم البعض لمنح مقاومة للعلاج والنمو المستمر... هدفنا هو التغلب على هذه العقبة لاستعادة التعبير عن مستقبلات ER في هذه السرطانات حتى تصبح عرضة للعلاج مرة أخرى، ما يمنح المرضى فرصة أفضل للشفاء»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

كيف تفقد خلايا سرطان الثدي ER

هناك نوعان من البروتينات الخلوية المعروفة باسم 14-3-3τ و ERα36 قد تورطت سابقًا في تطوير مقاومة سرطان الثدي لعلاج الغدد الصماء، وفق لين العامل بمركز «دان إل دنكان الشامل للسرطان»، الذي يقول «خلال العمل مع نموذج فأر لسرطان الثدي البشري + ER فوجئنا عندما وجدنا أن الإفراط في التعبير عن 14-3-3τ في هذه الأورام أدى إلى أن تصبح جميع الخلايا السرطانية سلبية (ER-)». مضيفا «ما زلت أتذكر اليوم الذي رأيت فيه البيانات. كان التغيير دراماتيكيًا؛ فقدت جميع الأورام ER الخاص بها».
وستكون دراسة الآلية في النماذج الحيوانية كثيفة وتستغرق وقتًا طويلاً ومكلفا؛ لذلك طور الباحثون نموذجًا بديلًا. فقد طورت المؤلفة الأولى ليديجا أ.ويللمز جاران وهي طالبة في برنامج الدراسات العليا للسرطان وبيولوجيا الخلية في بايلور وتعمل في مختبر لين، نموذجًا كرويًا لخلايا سرطان الثدي البشرية التي تحاكي التقدم من ER + إلى ER- وتوفر أداة تجريبية مفيدة جدًا لتحقيق مستقبلي.
وتقول جاران «في حالة المريض، قد يستغرق ورم الثدي سنوات ليتطور من ER + إلى ER-، وفي نموذجنا الحيواني يستغرق عدة أشهر، لكن في نموذجنا الكروي يتحول من ER + إلى ER- في غضون أسبوع إلى أسبوعين».
ففي نموذج المختبر كروي الشكل، وجد الفريق أنه بمجرد التعبير عن 14-3-3τ بشكل مفرط في الخلايا السرطانية في ظل الظروف المناسبة ستزيد الخلايا من مستويات ERα36 ويتبع ذلك فقدان ER.
وتؤكد جاران «أن لاعبين جزيئيين آخرين مثل AKT و GATA3 مطلوبان أيضًا. الأهم من ذلك، وجدنا أيضًا أن العوامل التي تنتجها البيئة الدقيقة للورم، والتي تشمل الأرومات الليفية والخلايا المناعية التي تشكل جزءًا من كتلة الورم وتتداخل مع الخلايا السرطانية، ضرورية أيضًا للتقدم من ER + إلى ER-... علمنا أن 14-3-3τ و ERα36 و AKT و GATA3 هي اللاعبون الرئيسيون المشاركون في تحويل خلايا سرطان الثدي ER + إلى خلايا ER. وهنا كشفنا كيفية تفاعلها وظيفيًا مع بعضها البعض، ووضع خريطة للطريق».
وتبيّن جاران «هذا يؤدي إلى خسارة ER. أنا متحمسة جدًا لأن نموذج سرطان الثدي الكروي لدينا أصبح لدينا الآن أداة قيمة لدراسة ليس فقط التغيرات الخلوية المتضمنة في تطور سرطان الثدي. ولكن أيضًا لاختبار الأدوية لقدرتها على تثبيط العملية التي تؤدي إلى فقدان ER».
وتخلص جاران الى انه «يتم إفراز البروتين 14-3-3τ بشكل مفرط في حوالى 60 % من سرطانات الثدي. لن يفقد جميع المرضى الذين لديهم نسبة عالية من 14-3-3τ ER ، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يفعلون ذلك، قد تساعد نتائجنا يومًا ما في استعادة أورامهم إلى حالة حساسة للعلاج».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

 

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

 

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

 

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

 

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

 

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

 

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».