ارتفاع عدد قتلى سجن «إيفين» إلى 8 وتواصل الاحتجاجات

مظاهرات نسائية في مدن إيرانية عدة وهتافات ضد خامنئي

إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على القمع خارج القنصلية الإيرانية في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على القمع خارج القنصلية الإيرانية في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

ارتفاع عدد قتلى سجن «إيفين» إلى 8 وتواصل الاحتجاجات

إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على القمع خارج القنصلية الإيرانية في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
إيرانيون يتظاهرون احتجاجاً على القمع خارج القنصلية الإيرانية في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)

أعلنت السلطة القضائية في إيران، أمس (الاثنين)، أن 8 سجناء لقوا حتفهم جراء الحريق في سجن إيفين بطهران، ارتفاعاً من 4، في حادث يزيد الضغوط على النظام الذي يواجه بالفعل احتجاجات بسبب وفاة امرأة على أثر احتجاز شرطة الأخلاق لها.
وأثارت وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، احتجاجات بجميع أنحاء البلاد وتحاول السلطات إخمادها بالقوة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن القضاء الإيراني قوله إن جميع القتلى الثمانية سجناء من عنبر جرائم السرقة.
ويُحتجز في سجن إيفين أيضاً كثير ممن يواجهون تهماً أمنية، ومن بينهم إيرانيون مزدوجو الجنسية.
وقالت السلطات إن حريقاً أُضرم في ورشة بالسجن «بعد شجار بين عدد من النزلاء المدانين بجرائم مالية وسرقة».
وذكرت وسائل إعلام رسمية أول من أمس (الأحد)، أن الوفيات الأربع الأولى نجمت عن استنشاق الدخان، وأن أكثر من 60 أصيبوا، أربعة منهم في حالة خطيرة.
وقالت صحيفة «إيران» الحكومية في تعليق لها، إن القوات المعادية للثورة خططت للحريق، بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية، من أجل جذب الاهتمام الدولي للاضطرابات في البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن الحريق في إيفين يمكن أن يحدث في أي دولة أخرى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة «حقوق الإنسان في إيران» (آي إتش آر) قولها إن عدداً من أفراد عائلات سجناء تجمعوا خارج إيفين مساء الأحد، مطالبين بالحصول على معلومات عن أوضاع أقربائهم.
وشككت المنظمة التي تتخذ من أوسلو مقراً، في رواية السلطات، وقالت: «نظراً إلى كذب المسؤولين الذي بات طبيعياً، لن نقبل التفسيرات الرسمية»، مشيرة إلى أنها تلقّت تقارير تفيد بأنّ حرس السجن شجّعوا السجناء أثناء القتال فيما بينهم.
وقال المحامي الإيراني المعروف سعيد دقان على حسابه في «تويتر»، إن 19 محامياً كانوا يدافعون عن المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة، اعتقلوا بدورهم.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن والاتحاد الأوروبي بين أولئك الذين انتقدوا حملة طهران القمعية على المتظاهرين.
وحذر المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران مسعود ستايشي، من أن «نشر الكذب بقصد تعكير الرأي العام يستوجب العقاب قانوناً».

ناشطون يروون ما حصل داخل السجن
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً يكشف ما حصل في السجن قبيل اندلاع الحريق، حيث ردد معارضون مسجونون شعارات مناهضة للحكومة.
ونقلت الصحيفة روايات عما حصل داخل أسوار السجن لنشطاء من بينهم أتينا دائمي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان بطهران، التي أطلق سراحها من إيفين قبل 8 أشهر بعد سبع سنوات من السجن هناك.
وقال الناشطون إن الأمر بدأ في جناح النساء بالسجن، عندما حطمت سجينات باب المبنى المكون من طابقين الذي يضم نحو 45 سجينة، وانتقلن إلى منطقة الموظفين في ساحة السجن، وبدأن يرددن شعارات مناهضة للحكومة.
وقالت الناشطة أتينا دائمي للصحيفة إنها سمعت روايات عن أعمال احتجاج من 8 عائلات سجينات، كما تلقت مكالمات قصيرة، الأحد، من سجينات بجناح النساء في إيفين.
وتابعت دائمي قولها إن أحد حراس السجن حذّر النساء، وبعضهن لم يكن يرتدين الحجاب الإلزامي، من أنهن سيُقتلن ما لم يعدن إلى المبنى. وأوضحت دائمي أن سجينتين (سبيدة كاشاني، وهي ناشطة بيئية، وزهرة صفائي، وهي ناشطة سياسية) أغمي عليهما بسبب الغاز المسيل للدموع واحتاجتا إلى علاج، كما نقلت عن عائلتيهما.
كما أفادت النساء برؤية حراس مسلحين ببنادق يصوّبون نحوهن أسلحة تحمل عدسات ليزر للتصويب.
وكانت السلطات الإيرانية اعتقلت مئات المحتجين، وسجنت أكثرهم نشاطاً سياسياً في إيفين، حسبما قال أعضاء في حركة الاحتجاج ونشطاء بمجال حقوق الإنسان.
وهناك جناح آخر متضرر من الحريق يضم سجناء سياسيين، وفقاً للروايات التي جمعتها النقابة الحرة للعمال الإيرانيين، وهي المظلة الرئيسية للنقابات العمالية، التي تضم كثيراً من الأعضاء المحتجزين في إيفين. وقالت النقابة إن بعض سجناء إيفين تجمعوا في الفناء ورددوا شعارات ضد الحكومة، يوم الجمعة الماضي.
ولجأت عائلات معتقلين سياسيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطات بضمان سلامة ذويهم في سجن إيفين، الذي أدرجته الحكومة الأميركية في عام 2018 على قائمة سوداء بسبب «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان».
وتحولت احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول)، إلى واحد من أشد التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية في إيران منذ ثورة 1979. إذ دعا المتظاهرون إلى إسقاط المؤسسة الحاكمة. وتتقدم الشابات الإيرانيات الموجة الحالية من الاحتجاجات.

تظاهرات في مدن عدة
وتظاهرت النساء مجدّداً الأحد، في كلية شريعتي التقنية والمهنية في طهران وهتفن «كلّنا مهسا»، وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران.
واستؤنفت الاحتجاجات في ساعة مبكرة من صباح أمس (الاثنين)، في يزد وعدة مدن أخرى.
ونشر حساب «تصوير1500» على «تويتر» مقطعاً مصوراً يظهر فيه أشخاص يشعلون النار في الشوارع ويدعون بالموت على المرشد الإيراني علي خامنئي.
ونشرت إيران قوات «الباسيج»، وهي قوات عسكرية تطوعية، لتتصدر جهود قمع الاضطرابات الشعبية، لكنها فشلت في احتواء الاحتجاجات.
وبدأت قوات الحرس الثوري، التي لم تشارك في حملة القمع، تدريبات عسكرية أمس (الاثنين).
وأعلنت جماعات حقوقية أن 240 متظاهراً على الأقل لقوا حتفهم، بينهم 32 قاصراً.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) السبت الماضي، إن أكثر من 8 آلاف شخص اعتقلوا في 111 مدينة وبلدة. ولم تنشر السلطات حصيلة القتلى.
وتنفي إيران، التي ألقت باللوم في العنف على أعداء في الداخل والخارج، قيام قوات الأمن بقتل محتجين. وقالت وسائل إعلام رسمية السبت، إن 26 فرداً على الأقل من قوات الأمن قتلوا على يد «مثيري الشغب».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل تقصف دمشق... وتُهجّر أهالي قرى في جنوب سوريا

TT

إسرائيل تقصف دمشق... وتُهجّر أهالي قرى في جنوب سوريا

جنود إسرائيليون يعبرون الخميس السياج الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)
جنود إسرائيليون يعبرون الخميس السياج الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)

عززت إسرائيل المخاوف من وجودها بشكل طويل في الجولان السوري، بالبدء في تهجير أهالي قرى بالجنوب السوري، بموازاة شن الطيران الحربي غارات على محيط دمشق.

وأفادت وسائل إعلام سورية، الخميس، بأن «جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة، وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة».

ووفق وسائل الإعلام السورية، فإن «الجيش الإسرائيلي هجّر أهالي قريتي الحرية والحميدية واستولى عليهما، ودخل إلى بلدة أم باطنة مدعوماً بعربات عسكرية ودبابات، فضلاً عن رصد دبابات داخل مدينة القنيطرة جنوبي سوريا».

وشن الطيران الإسرائيلي غارات على محيط العاصمة السورية، وقال سكان في أحياء دمشق الغربية، إنهم سمعوا انفجارَين قويَين يعتقد أنهما في مطار المزة العسكري، وأضاف السكان أنهم سمعوا أصوات طائرات حربية تحلق في أجواء ريف دمشق الجنوبي الغربي.

بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، لمستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، ضرورة منع «الأنشطة الإرهابية» من الأراضي السورية ضد إسرائيل بعد إطاحة بشار الأسد.

وقال نتنياهو في بيان، إنه التقى سوليفان في القدس، وتطرق معه إلى «الحاجة الأساسية إلى مساعدة الأقليات في سوريا، ومنع النشاط الإرهابي من الأراضي السورية ضد إسرائيل».

إقامة طويلة

وتتوافق التحركات العسكرية الإسرائيلية مع ما كشفت عنه مصادر عسكرية في تل أبيب، بأن الممارسات التي يقوم بها الجيش في الجزء الشرقي من الجولان، تدل على أنه يستعد لإقامة طويلة الأمد في الأراضي السورية، التي احتلها إثر انسحاب قوات النظام السوري من مواقعها في المنطقة العازلة وفض الاشتباك في الجولان.

وتجرى هذه العمليات وسط موافقة أميركية صامتة، وهو ما يُقلق أوساطاً عدة تخشى من فتح الشهية لتدمير خطوط الحدود وتوسيع نطاق الاستيطان في سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات تتم من دون معارضة دولية علنية، باستثناء فرنسا التي نشرت بيان تحذير.

وكان الجنرال مايك كوريلا، قائد القوات الأميركية المركزية في الشرق الأوسط (سنتكوم) زار إسرائيل، الأربعاء، واطلع على تفاصيل العمليات، وعلى نتائج القصف الإسرائيلي، الذي دمر نحو 80 في المائة من مقدرات الجيش السوري، وحطم له سلاح الجو وسلاح البحرية والمضادات الجوية ومخازن الأسلحة، كما أجرى وزير الأمن، يسرائيل كاتس، مكالمة مع نظيره الأميركي، لويد أوستن.

بنية تحتية

وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، إن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية، التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.

وذكر تقرير عبري أن «الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجيستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط»، ورجح أن «يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات».

وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتل قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سوريا، خصوصاً في المناطق الحدودية، وأقام حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، مثل الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية.

ومع نشر أنباء تقول إن عمليات الجيش تدل على أنه يخطط للبقاء هناك لمدة سنة على الأقل، قالت المصادر العسكرية لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «من المبكر تقييم مدى استدامة هذا الوضع، ولكن قادة الجيش يعتقدون أنه لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور الآن في سوريا مع القيادات الجديدة، التي تدل تجربتها على أنها تحمل تاريخاً طافحاً بممارسات العنف الشديد والإرهاب من جهة، وتبث من جهة ثانية رسائل متناقضة حول المستقبل».

وأضافت المصادر: «وفي الحالتين ستواجه إسرائيل تحديات مستقبلية تتطلب بقاء طويل الأمد في المنطقة وتعزيز عدد القوات، ما قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط».

اليمين المتطرف

وتثير العمليات الإسرائيلية في الأراضي السورية قلقاً لدى أوساط عقلانية من أن تفتح شهية اليمين المتطرف على توسيع الاستيطان اليهودي في سوريا. ففي الأراضي التي تم احتلالها سنة 1967 أقامت إسرائيل نحو 30 مستوطنة يهودية، وتبرر إسرائيل احتلالها الأراضي السورية الجديدة بحماية هذه المستوطنات.

وقد لوحظ أن نتنياهو الذي وقف على أرض الجولان يوم الأحد الماضي، وأعلن إلغاء اتفاقية فصل القوات مع سوريا، تكلم خلال محاكمته الثلاثاء عن «شيء بنيوي يحصل هنا، هزة أرضية لم تكن منذ مائة سنة، منذ اتفاق (سايكس - بيكو 1916)».

وبحسب متابعين لسياسته فإنه لم يقصد بذلك إعطاء درس في التاريخ عن اتفاق من عام 1916 بين الدولتين العظميين الاستعماريتين في حينه، بريطانيا وفرنسا، اللتين قُسّمت بينهما أراضي الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، وأوجدت منظومة الدول القائمة حتى الآن؛ بل قصد أنه يضع حداً لمنظومة الحدود في المنطقة.

ولربما باشر تكريس إرثه بصفته رئيس الحكومة الذي وسع حدود إسرائيل مثل دافيد بن غوريون وليفي أشكول، وليس الذي قلصها أو سعى لتقلصيها مثل مناحيم بيغن وإسحق رابين وأرئيل شارون وإيهود أولمرت وإيهود باراك.