بوريطة: ليس مصادفة وجود شبه بين حركات الانفصال والإرهاب

الأمين العام لـ«منتدى أصيلة» يأمل أن تعالج أفريقيا التطرف من منظور الأزمات الأمنية

فؤاد يزوغ يلقي كلمة ناصر بوريطة (الشرق الأوسط)
فؤاد يزوغ يلقي كلمة ناصر بوريطة (الشرق الأوسط)
TT

بوريطة: ليس مصادفة وجود شبه بين حركات الانفصال والإرهاب

فؤاد يزوغ يلقي كلمة ناصر بوريطة (الشرق الأوسط)
فؤاد يزوغ يلقي كلمة ناصر بوريطة (الشرق الأوسط)

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن التحديات الأمنية التي تواجه قارة أفريقيا اليوم، هي «تحديات تبقى في مجملها غير مسبوقة، ولا مرتقبة وتتسارع وتيرتها وتتعاظم تعقيداتها بكثافة». وأوضح بوريطة، في كلمة له في ندوة «منتدى أصيلة» الأولى حول موضوع «الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا»، ألقاها نيابة عنه فؤاد يزوغ، المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية بالوزارة، أنه «ليس من باب المصادفة وجود كل أوجه الشبه بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية».
وذكر بوريطة، أن «قرابة نصف ضحايا الإرهاب في العالم سقطوا في أفريقيا، لا سيما أن التنظيمات الإرهابية صارت تتمدد وتفرض سيطرتها بشكل متزايد ومستمر في مساحات ومناطق جغرافية على امتداد القارة»؛ وأن «أفريقيا هي المنطقة الأكثر تأثراً بالأزمات والنزاعات والحروب»؛ كما أنها «القارة الأكثر تضرراً من تداعياتها التغيرات المناخية، وما أفرزته من تهديدات للأمن الغذائي وما رافقها من تحولات ديموغرافية بفعل النزوح والهجرة القسريتين»، مشيراً إلى أن «أزمة الغذاء على سبيل المثال أثرت على حياة أزيد من 300 مليون مواطن أفريقي».
وتطرق بوريطة إلى النزعات الانفصالية، قائلاً، إنها «تجلٍ آخر لوضعية صعبة في أفريقيا، القارة التي تضم العدد الأكبر من الحركات الانفصالية في العالم». وأضاف «لن يكون من باب الاجتهاد إن قلنا إن وجود الجماعات الانفصالية عامل مباشر لنشوب الحروب الأهلية والتطاحنات العرقية والإثنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي والثقافي وتقويض أسس واستقرار الدول».
وذكّر بوريطة بالمؤتمر الوزاري السابع للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي نظم في مراكش في مايو (أيار) الماضي، وضم قرابة 80 دولة، والذي أكد على أن «انتشار الحركات الانفصالية في أفريقيا يزعزع الاستقرار ويساهم في المزيد من إضعاف الدول الأفريقية. وهو ما يخدم في نهاية المطاف (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة العنيفة». وعلى هذا الأساس، أوضح بوريطة، أن «الفكر الانفصالي لا يتسبب في نشوب حروب أهلية وحسب، بل يتعداه إلى تغذية التطرف والإرهاب. فالحركات الانفصالية والحركات الإرهابية تلتقي في أكثر من موقع»، مشيراً إلى أن أبرز نقاط التلاقي هي «تقويض سيادة وأسس الدول»، بالإضافة إلى «التماهي في طرق جلب ووفرة التمويل وتناسخ التكتيكات العملياتية».
ورأى بوريطة، أنه «ليس من باب المصادفة وجود كل أوجه الشبه هذه، بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية».
من جهته، قال محمد بن عيسى، أمين عام «منتدى أصيلة» ووزير خارجية المغرب الأسبق، في معرض كلمته الافتتاحية، إن الندوة تأتي بهدف «شحذ طاقة جديدة للتأمل في موضوع (الانفصال) وعلاقته بالدولة الوطنية، وقد قطع أشواطاً معتبرة من الجدل، واستطاع أن يراكم قراءات متنوعة تُوَحِّد فيما بينها هواجسُ الانتماء لمجال مشترك».
وعبّر بن عيسى عن أمله في وصول الندوة إلى معادلة لمعالجة ظاهرة الحركات الانفصالية في أفريقيا من منظور الأزمات الأمنية وسياسات واستراتيجيات المنظمات الإقليمية في مواجهتها، وذلك عبر محاور كبرى، تتناول أنظمة الحكامة السياسية والمجتمعية ومتطلبات الاندماج الوطني في أفريقيا؛ وخلفيات وجذور الحركات الانفصالية في أفريقيا وسبل مواجهتها؛ والحركات الانفصالية وتحديات التطرف العنيف؛ والحركات الانفصالية وأزمات الانتقال السياسي في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

لجنة الإنقاذ الدولية: الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر على الإطلاق

أحد سكان حي أم درمان القديم ينظر إلى منزله بعد أن تضرر بالقذائف (رويترز)
أحد سكان حي أم درمان القديم ينظر إلى منزله بعد أن تضرر بالقذائف (رويترز)
TT

لجنة الإنقاذ الدولية: الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر على الإطلاق

أحد سكان حي أم درمان القديم ينظر إلى منزله بعد أن تضرر بالقذائف (رويترز)
أحد سكان حي أم درمان القديم ينظر إلى منزله بعد أن تضرر بالقذائف (رويترز)

قال تقرير أصدرته لجنة الإنقاذ الدولية الأربعاء إن الأزمة في السودان أصبحت «أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق» بعد 20 شهرا من الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وقالت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في قائمة الأزمات الإنسانية العالمية لعام 2025، إن سكان السودان «يمثلون 10 في المائة من مجموع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية، رغم أنهم يشكلون أقل من واحد في المائة من سكان العالم».

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وشردت نحو 12 مليونا.

ومن هؤلاء، توزع نحو تسعة ملايين شخص داخل السودان معظمهم في مناطق دمرت بنيتها التحتية وتواجه خطر المجاعة. وبحسب الأمم المتحدة، يواجه نحو 26 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد، أي نحو نصف السكان، الجوع الحاد.

وقد أعلنت المجاعة بالفعل في مخيم زمزم للنازحين في إقليم دارفور، في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في التاريخ الحديث.

وسلط تقرير اللجنة الدولية للإنقاذ الضوء على 20 دولة معرضة لخطر التدهور الإنساني، حيث تصدر السودان القائمة للعام الثاني على التوالي.

وقالت اللجنة إن ما مجموعه 30.4 مليون شخص هم بحاجة مساعدة إنسانية في جميع أنحاء السودان، ما يجعلها «أكبر أزمة إنسانية مسجلة».

ولا تلوح في الأفق نهاية للحرب، مع تكثيف الطرفين الضربات على مناطق سكنية في الأسابيع الأخيرة.

وحذرت اللجنة من «انهيار إنساني» كامل، حيث من المتوقع أن تتفاقم الأزمة الصحية ويستمر الجانبان في عرقلة وصول المساعدة الإنسانية.

ووفقا للجنة الدولية للإنقاذ، يحتاج نحو 305 ملايين شخص في مختلف أنحاء العالم إلى دعم إنساني، يقطن 82 في المائة منهم الأراضي الفلسطينية المحتلة وبورما وسوريا وجنوب السودان ولبنان.

وقال رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ ديفيد ميليباند إن «من الواضح أن عبارة (العالم يشتعل) هي حقيقة يومية يعيشها مئات الملايين من الناس».

وأضاف أن «العالم ينقسم إلى معسكرين، بين أولئك الذين ولدوا في دول صراع غير مستقرة، وأولئك الذين لديهم فرصة لجعلها دولا مستقرة».