لقي عنصران من قوات حفظ السلام الأممية حتفهما بانفجار قنبلة على طريق سريع في شمال مالي، وفق ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة على «تويتر». وقالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) في منشور إن «عنصرين من القبعات الزرقاء قتلا اليوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) عندما اصطدمت مركبتهما بعبوة متفجرة أثناء دورية للبحث والكشف عن ألغام في تيساليت في منطقة كيدال».
وقالت بعثة الأمم المتحدة في مالي، المعروفة باسم «مينوسما»، على «تويتر» إن «جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتلا وأصيب أربعة بجروح خطيرة عندما اصطدمت عربتهم بعبوة ناسفة بدائية الصنع في شمال مالي الاثنين».
وقالت البعثة إن جنود حفظ السلام كانوا في دورية للتفتيش عن ألغام في بلدة تيساليت الشمالية بمنطقة كيدال عندما وقع الحادث.
ولدى مينوسما، وهي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، حالياً نحو 12 ألفاً من الأفراد العسكريين المنتشرين في البلاد.
وقُتل ما لا يقل عن 174 من جنود حفظ السلام في أعمال عدائية في مالي منذ بدء المهمة في عام 2013، وهو أكبر عدد من القتلى تُمنى به بعثة لحفظ السلام في العالم.
وأفادت «مينوسما» بأن عبوات ناسفة يدوية الصنع أودت بحياة 74 شخصاً من عناصر حفظ السلام في مالي منذ بدأت مهمتها عام 2013. ولطالما عانت مالي من تمرد جهادي أودى بحياة الآلاف وأجبر مئات آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم. ويلجأ الجهاديون عادة لاستخدام الألغام والعبوات الناسفة يدوية الصنع التي تنفجر باللمس أو يمكن تفجيرها عن بعد.
وشهدت مالي، البلد الفقير الواقع في قلب منطقة الساحل، انقلابين عسكريين في أغسطس (آب) 2020 ومايو (أيار) 2021. وتترافق الأزمة السياسية مع أزمة أمنية خطيرة مستمرة منذ عام 2012 وظهور حركات تمرد انفصالية وجهادية في الشمال.
وذكرت البعثة الأممية (مينوسما) في تقريرها الفصلي عن انتهاكات حقوق الإنسان أنه في 19 أبريل (نيسان) بهومبوري (وسط)، وبعد انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع عند مرور رتل للقوات المالية مع «عسكريين أجانب»، نفذت عملية عسكرية لتمشيط المنطقة قتل خلالها 50 مدنياً على الأقل (بينهم امرأة وطفل) واعتقل أكثر من 50.
ولم تقدم البعثة تفاصيل عن المقاتلين الأجانب. وتتهم العديد من الدول الغربية المجلس العسكري الحاكم في باماكو منذ عام 2020 بالاستعانة بخدمات مجموعة الأمن الروسية «فاغنر» المثيرة للجدل. لكن المجلس العسكري ينفي ذلك ويتحدث عن وجود مدربين من الجيش الروسي باسم التعاون العسكري القديم.