«لندن»... رواية غير منشورة لسيلين تظهر بعد 75 سنة

القصة العجيبة لاختفاء مخطوطاته عام 1944

سيلين أثناء خدمته العسكرية
سيلين أثناء خدمته العسكرية
TT

«لندن»... رواية غير منشورة لسيلين تظهر بعد 75 سنة

سيلين أثناء خدمته العسكرية
سيلين أثناء خدمته العسكرية

كأن قدر الفرنسي فرديناند سيلين أن يبقى ذلك الكاتب السجالي المثير للجدل؛ سواء بسبب مواقفه التي لطالما وضعت تحت قصف تهمة «معاداة السامية»، وبسبب كمّ النقاش والنقد الذي أثارته أعماله الأدبية. صاحب رائعة «رحلة إلى آخر الليل»؛ الذي رحل عام 1961، عاد إلى الحياة من جديد في المكتبات الفرنسية بعد صدور رواية له، لم يسبق نشرها؛ بعنوان: «لندن».
هذا الإصدار يعدّ بمثابة «الحدث الأدبي» الذي انتظره النقاد والقراء بتلهف شديد، فالعمل الذي هو تتمة لرواية «حرب» التي نشرتها «دار غاليمار» في صيف 2021، يعدّ أهم أعمال سيلين غير المنشورة (500 صفحة) مقابل 150 صفحة بالنسبة إلى «حرب». وبينما تسرد رواية «حرب» فترة النقاهة التي عاشها الكاتب بعد إصابته في معركة «فلاندرز» عام 1916، واصفاً فيها بشاعة الحرب والجثّث المكدسّة التي كان يبحث بينها عن منفذ للحياة، تهتم «لندن» بوصف حياة الكاتب الفرنسي في العاصمة البريطانية بعد تعيينه في قسم التأشيرات بالقنصلية الفرنسية ثم إقصائه من الخدمة العسكرية بسبب الإصابة. وقبل صدور هذه الرواية؛ لم يكن هناك أي أثر مكتوب عن هذه السنة التي قضاها سيلين في لندن 1915 - 1916 باستثناء شهادة جورج جوفوا أحد أصدقائه الذي أتى ذكره في السيرة الذاتية الرسمية للكاتب بقلم فرنسوا جسبو (دار نشر «بوكان») حيث نقل لنا هذا الأخير نبذات عن حياته اللندنية التي وصفها بـ«البسيطة والجامحة في الوقت نفسه... والتي كان فيها للملاهي الليلية وللنساء دور طاغٍ...». «لندن» جاءت لتأكد هذه الشهادة، فالرواية؛ التي هي أقرب إلى «التخيل الذاتي» منها إلى «السيرة الذاتية» والتي كُتبت على الأرجح عام 1934، تصف بإسهاب العالم السفلي في أحياء سوهو في بداية القرن الماضي، من خلال شخصية «فرديناند»؛ الجندي الذي يختار العيش في ظلام الأحياء القذرة وفجور دور الدعارة للهرب من قبضة الشرطة التي تلاحقه لتعيده إلى جحيم الحرب من جديد. تتخلل الرواية أحداث كثيرة؛ أهمها قصّة حبه مع العاهرة «أنجيل»، ومقتل مُخبر الشرطة، والراقصة الأميركية التي تنقذ «فرديناند» من اليأس...
وفور صدورها؛ فتحت هذه الرواية باب التساؤل، حيث نشرت مجلة «ماريان» مقالاً بعنوان: «الشّك يحوم حول رواية لندن...» تساءلت فيه مع نقاد وباحثين عما إذا كانت هذه الرواية مجرد مسودة غير كاملة. أما ريجيس تيتمنزي الناقد والباحث الذي أوكلت إليه مهمة تحرير وتنقيح المخطوطة الأصلية؛ فقد كتب في مقدمة الرواية ما يلي: «السؤال يبقى مطروحاَ: هل رواية (لندن) هي المسودة الأولى لرواية سيلين الأخرى (فرقة المهرجين)؟ (التي تدور أحداثها في لندن أيضاً)، ولماذا لم ينشرها رغم أنها كتبت في 1937؟»، لافتاً نظر القرّاء إلى المشكلات التي واجهته في مراجعة وتنقيح المخطوطة الأصلية: كالتواريخ التي لا تتطابق، والشخصيات التي تحمل أسماء عدة في الوقت نفسه، وعلامات التشكيل الغائبة إلى حّد كبير، واختصار الكلمات على طريقة كتابة الوصفة الطبية (بحكم عمله طبيباً). المشكلة الأخرى التي واجهت الباحث كانت كيفية التعامل مع المشاعر المعادية للسامية التي تظهر جلية في هذا العمل؛ حيث يشبه الكاتب مثلاً أصابع يد الدكتور «يوجنبيتز»؛ أحد الشخصيات اليهودية، بـ«العنكبوت»، كما يصف اليهود الذين يسكنون الحيّ بـ«اليودي»؛ وهي بمثابة الشتيمة بالفرنسية. رغم هذا؛ فإن المحرر ريجيس تيتمنزي حاول تبرئة سيلين من تهمة معاداة السامية، حيث كتب في المقدمة أن فرديناند سيلين لم يكن عنصرياً أو قاسياَ في تصويره الشخصيات اليهودية في روايته، بل إن الشخصيات اليهودية كانت أكثر إيجابية بالمقارنة مع الشخصيات الأخرى التي وُصفت بالعنيفة وشديدة الانحراف.

وللتذكير؛ فإن روايتَي «حرب» و«لندن» هما جزء من مخطوطات سيلين التي كانت قد اختفت في يونيو (حزيران) 1944 عندما بدأت أخبار هزيمة الجيش النازي تلوح في الأفق، فاضطر سيلين؛ الذي اتهم بالخيانة ومعاداة السامية، إلى مغادرة باريس على وجه السرعة إلى ألمانيا، ومن هناك إلى الدنمارك كمنفى اختياري. وخلال غيابه، اقتحم أشخاص مجهولو الهوية شقته في حي مونمارتر الشهير وسرقوا كل ما تحتويه من أغراض؛ بما فيها 1200 صفحة مكتوبة بخط يده، هي عبارة عن 3 روايات: «حرب» و«لندن» و«إرادة الملك كروغولد»، إضافة للجزء الناقص من رواية «كاس بيب»، أو «وضعية خطرة»، التي تمثل مع «موت بالتقسيط» و«رحلة إلى أقاصي الليل» ثلاثية سيلين الأكثر شهرة. وحتى وفاته عام 1961 ظل سيلين يبكي ضياع هذه المخطوطات التي مثلت أكثر السنوات خصوبة في مساره الأدبي بين 1927 و1937، حيث كتب في «ريغودون»؛ وهي آخر أعماله، متحسراً: «سرق مني الكثير، نهبوا كل شيء، لم يتركوا لي شيئاً ولا منديلاً... ولا كرسياً.. ولا مخطوطاً... أعيدوا إليّ ما أخذ مني أرجوكم...». وفي رسالة لصديقه جان مونيي عام 1950 كتب ما يلي: «يجب أن يعلم الكل أنه إذا كانت رواية (كاس بيب) غير كاملة؛ فهذا بسبب (المنظفين) الذين رموا بمخطوطاتي في الزبالة».
قصة اختفاء هذه المخطوطات شغلت فضول الإعلام والوسط الأدبي لمدة 75 عاماً تساءل فيها الجميع عن مصير هذه الأعمال وعن هوية سارقها؛ إلى أن فجّرت صحيفة «لوموند» المفاجأة حين نشرت مقالاً معلنة فيه عن خبر العثور على هذه المخطوطات التي كانت بحوزة جان بيار تيبودا؛ الصحافي من جريدة «ليبيراسيون» منذ 1980، والذي ظل محتفظاً بها حتى وفاة أرملة سيلين عن عمر يناهز 108 سنوات. جان بيار تيبودا يواجه الآن دعاوى قضائية رفعها ضده ورثة الكاتب بتهمة إخفاء ملكية خاصة، والتواطؤ مع السارق. وقد كان نشر في كتاب بعنوان: «لويس فرديناند سيلين... الكنز» (دار نشر «أليا») حيثيات حصوله على هذا الكنز الأدبي، ووصف بالتفصيل من خلال مدونته في موقع «ميديا بارت» الإخباري الضغط الذي تعرض له من جهات رسمية وغير رسمية لكي يفصح عن هوية الشخص الذي منحه المخطوطات، بينما ظل ملتزماً الصمت باسم «سرية المصدر» التي يتمتع بها بصفته صحافياً إزاء أي مساءلة قانونية. ورغم أن التحقيقات توصلت إلى اكتشاف هوية الشخص الذي احتفظ بهذه المخطوطات طيلة كل هذه السنوات والذي كان مقاوماً فرنسياً؛ فإن الشكوك لا تزال محيطة بهذه القضية مضيفة الغموض على الغموض الذي يلاحق اسم «سيلين» في كل زمان.
في الساعات الأولى من صدورها فقط؛ أعلنت دار نشر «غاليمار» أن «لندن» تحقق أنجح انطلاق للموسم الأدبي، وينتظر أن تلاقي النجاح الذي كان من نصيب «حرب» التي بيع منها نحو 200 ألف نسخة، محتلة بها قائمة الكتب العشرة الأكثر مبيعاً في تلك الفترة.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
TT

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

عززت السعودية وفرنسا التعاون الثقافي، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور الرئيس ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

استقبال الرئيس الفرنسي لحظة وصوله إلى الحي التاريخي (واس)

وكان في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله حي الطريف التاريخي، وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بحضور وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والسفير فهد الرويلي لدى فرنسا، ونائب وزير الثقافة حامد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان الطوق، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وتجوّل الرئيس ماكرون والوفد المرافق له في الحي التاريخي، مطلعاً على ما يمثله من قيمة تاريخية للسعودية بوصفه نقطة الأساس التي انطلقت منها الدولة السعودية، ولكونه أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، كما تخلل الجولة عرض للخيول وزيارة لمتحف الدرعية.

وشهدت الزيارة عرضاً لأوجه التعاون الثقافي المتنامي بين الرياض وباريس في مختلف المجالات الثقافية، واستعراضاً لآفاق هذا التعاون والفرص المستقبلية الكبيرة، إلى جانب توقيع عدة برامج تنفيذية بين كيانات ثقافية سعودية وفرنسية.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وشملت البرامج التي تم التوقيع عليها بين السعودية وفرنسا، 3 برامج تنفيذية بين هيئة التراث وعدة مؤسسات فرنسية؛ أولها مع المركز الوطني للآثار الفرنسي (CMN) متضمناً تبادل الخبرات في تطوير المواقع التراثية لتعزيز تجربة الزوار في مناطق التراث الثقافي، وفي تقييم المواقع الأثرية والتراثية، وتبادل الخبرات في فاعلية عمليات المراقبة، والبرنامج الثاني مع مركز تشغيل المشاريع والأصول الثقافية والتراثية الفرنسي (OPPIC) مشتملاً على بناء برنامج شامل لبناء القدرات، وتقديم خدمات دعم مختصة، وتوفير المهندسين المعماريين الأكثر كفاءة للمشاريع الثقافية، وتدريب الحرفيين والمختصين في مجال الترميم الحرفي والفني، وفحص ومراجعة القصور الملكية.

في حين جاء البرنامج التنفيذي الثالث مع المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية الفرنسي (INRAP) بشأن إجراء التقييم للمواقع الأثرية، ونشر الأبحاث العلمية الخاصة بالحفريات. وستدعم هذه البرامج التنفيذية الجهود التي تقوم بها هيئة التراث في توثيق وحماية وتشغيل مواقع التراث الثقافي في السعودية.

وفي مجال المتاحف، فقد وقّعت هيئة المتاحف أربعة برامج تنفيذية؛ أولها مع المدرسة الوطنية العليا للتصميم الصناعي في فرنسا (ENSCI)، واشتمل على تقديم الدعم التعليمي.

والبرنامج الثاني مع القصر الكبير - تعاون المتاحف الوطنية (RMN - Grand Palais)، وتضمن تبادل المعارض المؤقتة، وتقديم الاستشارات بشأن تشغيل المتاجر الثقافية، فيما جاء البرنامج الثالث مع المعهد الوطني للتراث الفرنسي (INP) لتقديم دورات تدريبية قصيرة وبرامج مخصصة للمحترفين في القطاع المتحفي، في حين جاء البرنامج التنفيذي الرابع مع المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي (ENSP) في مجال الاستشارات التقنية وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج تدريبية في التصوير الفوتوغرافي للمحترفين والطلاب.

الاتفاقية تعزز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

وفي قطاع المكتبات، وقّعت هيئة المكتبات برنامجاً تنفيذياً مع مكتبة فرنسا الوطنية (BnF) للتعاون في مجال المخطوطات الإسلامية والعربية، وتبادل الخبرات في مجال حفظ وإدارة المخطوطات. وفي قطاع الأفلام، وقّعت هيئة الأفلام برنامجاً تنفيذياً مع المركز الوطني للسينما والصور المتحركة الفرنسي (CNC)، وتضمنت بنود البرنامج التنفيذي التعاون في تطوير المواهب السينمائية السعودية، والأرشفة وحفظ التراث السينمائي، وتحفيز العمل على الإنتاج المشترك، وتبادل الخبرات في تطوير الأنظمة والسياسات المتعلقة بالقطاع السينمائي.

ويأتي توقيع هذه البرامج التنفيذية في إطار تعزيز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا، وضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في تمكين القطاعات الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.