استمرار ترجيح فوز لولا على بولسونارو بالرئاسة البرازيلية

مناظرة حامية وشتائم واتهامات بين المرشحَين الأبرز قبل جولة الحسم بأسبوعين

من المناظرة التلفزيونية المحتدمة (د.ب.أ)
من المناظرة التلفزيونية المحتدمة (د.ب.أ)
TT

استمرار ترجيح فوز لولا على بولسونارو بالرئاسة البرازيلية

من المناظرة التلفزيونية المحتدمة (د.ب.أ)
من المناظرة التلفزيونية المحتدمة (د.ب.أ)

قبل أسبوعين من موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في البرازيل، تبادل الرئيس جاير بولسونارو ومنافسه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الإهانات والشتائم، في أول مناظرة مباشرة بينهما الأحد، بينما بقيت استطلاعات الرأي تظهر أن الرئيس اليساري الأسبق سيفوز في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، بـ53 في المائة من الأصوات، مقابل 47 في المائة لرئيس الدولة اليميني المتطرف المنتهية ولايته.
واتهم لولا خصمه بولسونارو بأنه «ملك الأخبار الزائفة»، ليرد عليه الأخير باتهامه بالكذب والفساد وحيازة سجل «شائن»، في مبارزة كلامية حادة، قبل المواجهة الانتخابية التي تثير استقطاباً حاداً في آخر الشهر الجاري. لكن على الرغم من اشتداد نبرة المناظرة التي استمرت أقل من ساعتين على قناة «بانديرانتس»، فإن اللهجة كانت أقل حدة من مناظرات الجولة الأولى التي شارك فيها مرشحون آخرون.
في البداية، دارت المناظرة لصالح دا سيلفا الذي وجه اتهامات قاسية لبولسونارو تتعلق بـ«الإهمال» خلال جائحة «كوفيد-19»؛ لكن الرئيس اليميني المتطرف الحالي استعاد الدفة في النهاية، لدى تطرقه إلى موضوع الفساد، وبخاصة فضيحة فساد «بتروبراس» التي سُجن بسببها النقابي السابق لمدة 18 شهراً في 2018 و2019.
وقال بولسونارو: «لولا، يجب أن تعود إلى المنزل، وتستمتع بالحياة، بدلاً من العودة إلى مسرح الجريمة. أنت عار وطني!»، منتقداً «الفساد على نطاق واسع في البرازيل» خلال ولايتَي منافسه، من عام 2003 إلى عام 2010.
من جانبه، لم يتردد لولا في وصف الرئيس المنتهية ولايته بـ«الديكتاتور الصغير»، متهماً إياه بشكل خاص بالسعي إلى زيادة عدد قضاة المحكمة العليا لإضعاف السلطة القضائية.
وركّز الرئيس السابق الذي يسعى للعودة إلى السلطة وهو في سن 76 عاماً، هجومه الحاد على بولسونارو حول طريقة تعامله مع وباء «كوفيد» الذي أودى بحياة نحو 687 ألف شخص في البرازيل؛ بحيث إنه لم يسبقها في عدد الوفيات سوى الولايات المتحدة. وقال إن بولسونارو برفضه شراء اللقاحات، والترويج لأدوية غير متحقق منها: «يحمل وزر هذه الوفيات على كتفيه». وتوجه إلى بولسونارو قائلاً: «أدى إهمالك إلى وفاة 680 ألف شخص، بينما كان من الممكن إنقاذ أكثر من نصفهم».
وردّ بولسونارو (67 عاماً): «لولا، كف عن الكذب، هذا سيئ في عمرك هذا»، في محاولة للدفاع عن سجله في الولاية الأولى، والتصويب على عمر لولا المتقدم في الوقت نفسه. ورد عليه لولا بأنه «ملك الأخبار الزائفة».
كما اتهم جاير بولسونارو، عامل مصانع الصلب السابق، بأنه «لا يكترث بتاتاً بالأكثر فقراً»، لافتاً إلى أنه وافق على نفقات استثنائية تصل إلى 600 ريال (نحو 97 يورو) كمساعدات تُدفع شهرياً للأسر الأشد فقراً.
وتخللت المناظرة -بشكلها الجديد الذي سمح للمرشحين بالتحرك بحرية في الاستوديو- أوقات من الدعابة؛ إذ بعد أن ساد الصمت، وضع بولسونارو وهو يبتسم يده على كتف لولا. وحينها أكد الأخير أن منافسه كان «يتملق له» قبل أن يصبح عدوه اللدود، قائلاً: «لقد تبلغت عن كثير من خطبك التي تتحدث فيها بشكل جيد عني، عندما كنت أنت نائباً، وكنت أنا رئيساً».
وحل بولسونارو المحافظ المتشدد الذي انتخب رئيساً عام 2019، ثانياً في انتخابات الجولة الأولى في 2 أكتوبر الجاري، بحصوله على 43.2 في المائة من الأصوات، مقابل 48.3 في المائة لمنافسه لولا.
وشهدت الحملة الانتخابية انتقادات حادة متبادلة بين المرشّحَين ومعسكريهما، شملت مزاعم بأكل لحوم البشر، واعتداءات جنسية على الأطفال، والتورّط في الجريمة المنظّمة.
والسبت، وجّهت المعارضة اليسارية انتقادات حادة للرئيس المنتهية ولايته، على خلفية تصريحات أدلى بها حول دخوله في عام 2021 منزلاً تقطنه فتيات فنزويليات قاصرات، لمح إلى أنهن مومسات. وبعد أن استدعت تصريحاته سيلاً من الانتقادات، ردّ على منتقديه بالتشديد على أنه «لطالما كافح التحرش الجنسي بالأطفال».
وفي لفتة استفزازية، وضع لولا على سترته دبوساً يحمل شعار حملة ضد الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين، بينما أمر رئيس المحكمة الانتخابية ألكسندر دي مورايس، الأحد، بإزالة مقاطع الفيديو «التي تربط جاير بولسونارو بميل جنسي للأطفال»، من أبرز وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً أن تصريحات الرئيس «خرجت عن سياقها».


مقالات ذات صلة

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية اتهمته بـ«ترديد الدعاية الروسية والصينية»، أدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بوضوح، أمس (الثلاثاء)، «انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا» من روسيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال مأدبة عشاء على شرف الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الذي يزور برازيليا، قال لولا إن «حكومتي مع إدانتها انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، تدافع عن حل تفاوضي لسياسة النزاع». وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قد رد (الاثنين)، على تصريحات الرئيس لولا الذي اتهم، خلال زيارة للصين، الولايات المتحدة بـ«تشجيع الحرب» في أوكرانيا، وأكد ضرورة «البدء بالحديث عن السلام».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل جلسة محادثات رسمية تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وحرصهما على الدفع بها إلى آفاق أرحب تخدم مصالحهما المتبادلة. وأكد الشيخ تطلعه لأن تشكل زيارة الرئيس البرازيلي دفعة قوية لمسار العلاقات المتنامية بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أميركا اللاتينية الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الجمعة) أن تنمية الصين تُحدث «فرصا جديدة» للبرازيل والدول الأخرى. واستقبل شي الرئيس البرازيلي بعد ظهر الجمعة، وأكد له أن العلاقة بين البلدين تحتل أولوية دبلوماسية عالية، بحسب بيان رسمي عن وزارة الخارجية الصينية نشرته وسائل إعلام رسمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أميركا اللاتينية البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

قال حاكم ولاية باهيا شمال شرق البرازيل إن بلاده واثقة من التوصل إلى اتفاق مع شركة صناعة السيارات الصينية «بي واي دي» لإقامة مصنع للسيارات الكهربائية في البرازيل. وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الأربعاء إلى أن جيرونيمو رودريغيز يقوم بجولة في الصين لنحو أسبوعين، واجتمع عدة مرات مع مسؤولي «بي واي دي»، وزار مصنعها في مدينة هانغشو ومقر رئاستها في شينشن. وقال رودريغيز إنه التقى أيضا مع وانغ شوانفو رئيس مجلس إدارة «بي واي دي» وستيلا لي نائبة الرئيس التنفيذي، وناقش معهما إمكانية إقامة مصنع للشركة في ولاية باهيا، مضيفا عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن المناقشات «كانت مثمرة»، وهو يأمل في أن تؤد

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

يقبع بالعناية المركزة... أطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي

 الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
TT

يقبع بالعناية المركزة... أطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي

 الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)

كشف أطباء، في بيان، اليوم (الأربعاء)، أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لا يزال في العناية المركزة بأحد مستشفيات ساو باولو، لكنَّ حالته تتحسن.

وخضع دا سيلفا البالغ من العمر 79 عاماً لعملية جراحية غير مخطَّط لها، بسبب نزف في المخ في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، بعد معاناته من مضاعفات ناجمة عن سقوطه في منزله في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال أطباء للصحافيين بعد العملية الجراحية إن لولا سيبقى في العناية المركزة لمدة 48 ساعة.

ووصف أطباء من مستشفى سيريور - ليبانيس، اليوم، حالة لولا بأنها «تحسَّنت بشكل جيد في فترة ما بعد الجراحة مباشرة، دون حدوث أي مضاعفات».

وأوضح الأطباء أن لولا «واعٍ، ومدرك، ويتحدث. وقد أمضى الليل بشكل جيد»، مضيفين أن لولا ما زال متصلاً بأنبوب جراحي، بينما ينتظر إجراء مزيد من الفحوصات الروتينية.

وكان الأطباء قد أكدوا، أمس، أن الجراحة لن تسبب أي آثار جانبية، وأنه من المتوقع أن يعود دا سيلفا إلى العاصمة، برازيليا، في بداية الأسبوع المقبل. وأضافوا أنه حتى ذلك الحين، لن يتمكن من ممارسة مهامه.