انتهاكات الحوثيين بحق القطاع الصحي تؤرق اليمنيين

حملات دهم ومصادرة وإغلاق منشآت... وأدوية منتهية الصلاحية

طفل يمني في العناية المركزة بعد تلقيه مع عشرات الأطفال المصابين بالسرطان حقناً فاسدة في مشفى تديره الميليشيات الحوثية في صنعاء (إعلام حوثي)
طفل يمني في العناية المركزة بعد تلقيه مع عشرات الأطفال المصابين بالسرطان حقناً فاسدة في مشفى تديره الميليشيات الحوثية في صنعاء (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات الحوثيين بحق القطاع الصحي تؤرق اليمنيين

طفل يمني في العناية المركزة بعد تلقيه مع عشرات الأطفال المصابين بالسرطان حقناً فاسدة في مشفى تديره الميليشيات الحوثية في صنعاء (إعلام حوثي)
طفل يمني في العناية المركزة بعد تلقيه مع عشرات الأطفال المصابين بالسرطان حقناً فاسدة في مشفى تديره الميليشيات الحوثية في صنعاء (إعلام حوثي)

بالتوازي مع تحذيرات دولية من استمرار حالة الانهيار المتسارع للقطاع الصحي اليمني، وخروج أكثر من نصف مرافقه عن الخدمة، اتهم عاملون في القطاع الصحي بصنعاء الحوثيين بارتكاب انتهاكات جديدة، طالت عديداً من المنشآت الطبية في مناطق واقعة تحت سيطرة الجماعة.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه معاناة وأرق آلاف السكان بمناطق سيطرة الانقلابيين، مع شكاوى من انعدام شبه كلي للخدمات الطبية، وتفشي عديد من الأمراض والأوبئة، واتساع رقعة انتشار الأدوية الفاسدة، أمام مرأى ومسمع من سلطات الانقلاب التي لم تحرك أي ساكن.
ويقول عاملون صحيون في صنعاء، إن موجة الانتهاكات الحوثية تنوعت بين جرائم عبث وفساد وحملات دهم وإغلاق ومصادرة، وفرض جبايات مالية تحت أسماء مختلفة، الأمر الذي جعل رسوم الخدمات في هذا القطاع تقفز في مناطق تحت سيطرة الجماعة إلى أرقام غير مسبوقة.
وكان ما لا يقل عن 19 طفلاً ماتوا، وأصيب عشرات بمرض خطير، بعدما تناولوا جرعات منتهية الصلاحية من علاج السرطان في صنعاء، حسبما نقلت «أسوشييتد برس» عن 6 مصادر في العاصمة اليمنية المختطفة. وطبقاً لـ«أسوشييتد برس»، قالت أسرة أحد الأطفال المتوفين إن ابنهم شعر بآلام وتقلصات بعد تلقي العلاج الكيميائي منتهي الصلاحية، ثم توفي بعد 5 أيام. وقال والد الصبي الذي طلب عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته وسلامة أسرته: «أسوأ شيء هو أن إدارة المستشفى حاولت إخفاء الحقيقة عنا».
انتهاكات انقلابية في إب
أفادت مصادر محلية في محافظة إب (192 كيلومتراً جنوب صنعاء) باقتحام مرافقي القيادي الحوثي المدعو يحيى شرف المدير السابق لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة إب، مستشفى الثورة في المحافظة، ومباشرتهم الاعتداء على أحد الأطباء بقسم الطوارئ.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤول الحوثي كان قد نُقِل إلى المشفى بعد تعرضه لحادث، غير أن أتباعه اقتحموا المستشفى بصورة مفاجئة، واعتدوا على الطبيب، ما تسبب في حالة هلع لدى العاملين الصحيين والمرضى الموجودين فيه.
ووسط انتهاكات حوثية بالجملة ضد سكان محافظة إب، و22 مديرية تابعة لها، ذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن أتباع المسؤول الانقلابي ذاته اتجهوا بعد جريمتهم تلك لاختطاف ناشط حقوقي وسط المدينة، يدعى إبراهيم العزي، على خلفية نشره مقطعاً يوثق اعتداءهم على الطبيب داخل المشفى.
وسبق ذلك بأيام قيام مسلحي الميليشيات بتنفيذ جريمة دهم أخرى مماثلة طالت مستشفى «السلامة» الأهلي بمدينة يريم شمالي محافظة إب، وتنصيب أحد عناصرها مديراً جديداً مع تعيين قيادي آخر يكنى «أبو مالك» حارساً قضائياً، وهي طريقة حوثية لسرقة ما بقي من أموال وممتلكات اليمنيين بمدن سيطرة الميليشيات.
ويؤكد عاملون صحيون في محافظة إب أن عناصر الميليشيات سبق لهم السطو بقوة السلاح على مستشفى «أطباء المنار» التخصصي (أحد أكبر مشافي المحافظة)، وكذا سطوهم أيضاً خلال شهر يوليو (تموز) في العام الماضي، على مستشفى الأمين التخصصي وسط إب، بعد سنوات من ضغوطات وعمليات ابتزاز مورست على إدارة المستشفيين والمستثمرين فيهما.
الاستيلاء على تجهيزات طبية
على صعيد استمرار مسلسل الفساد الحوثي الذي طال ولا يزال مؤسسات طبية في صنعاء ومدن أخرى، اتهم حقوقيون وناشطون محليون القيادي الحوثي طه المتوكل المعين وزيراً للصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، بسرقة غالبية الدعم المالي والتقني المقدم من منظمات دولية معنية بالصحة لدعم مرافق حكومية، بهدف تقديم خدمة التطبيب للمرضى اليمنيين.
وأفاد الناشط عبد الفتاح الوشلي الموالي للجماعة، بأن مستشفى «اليمن السعيد» الخاص حديث النشأة في حي الأصبحي في صنعاء، تم تأثيثه بأجهزة ومعدات طبية حديثة ومتطورة بقيمة مليوني دولار سلمتها منظمة الصحة العالمية لوزارة الصحة الحوثية كمنحة لأحد المستشفيات الحكومية في صنعاء.
وأضاف الوشلي بمنشور له على حسابه بـ«فيسبوك»: «إذا عُرِف من هو المالك الحقيقي للمستشفى، فسنعرف جميعاً بالتأكيد السبب الحقيقي لتراجع الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية»، في إشارة إلى أن مالكه الحقيقي هو القيادي طه المتوكل.
وتوالت على أثر ذلك عديد من الردود والتعليقات لحقوقيين ومغردين يمنيين؛ حيث أكد كثير منهم أن الوزير الحوثي طه المتوكل هو المالك الحقيقي لذلك المستشفى، ومن خلفه توجد قيادات عليا في الجماعة.
وأفصح المغردون في سياق تعليقاتهم تلك، بأن الذي يدير تلك المنشأة الطبية الخاصة ويشرف عليها في صنعاء بالوقت الحالي، هو الدكتور خالد معصار، المقرب أسرياً من القيادي الحوثي البارز المدعو مجاهد علي معصار، المعين حوثياً في ثلاثة مناصب رفيعة، هي: رئيس المجلس الطبي الأعلى، ورئيس ما تسمى جامعة 21 سبتمبر (أيلول)، ومستشار وزير الصحة الحوثية، إضافة إلى صلة النسب التي تربطه بالوزير الانقلابي، بحسب تأكيدات المغردين اليمنيين.
تحذيرات من انهيار كلي للخدمات
حذرت مصادر طبية يمنية من مخاطر متزايدة لا تزال تحدق بقطاع الصحة ومنتسبيه، في المناطق تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التي تتحمل كامل المسؤولية جراء وصول الأوضاع الصحية إلى مرحلة الانهيار غير المسبوقة، خصوصاً في صنعاء العاصمة وفي بقية المدن الواقعة تحت سيطرتها. ونظراً إلى حالة التدهور الحاد التي تمر بها معظم المؤسسات الصحية العامة والخاصة بفعل موجات التعسف والفساد الحوثية، ارتفع عدد الضحايا في صفوف المرضى اليمنيين، بعد أن عجز بعضهم عن الحصول على الرعاية الطبية اللازمة في المرافق التي تديرها الميليشيات.
وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد كشفت في تقرير حديث لها عن تسجيلها أزيد من 5119 انتهاكاً حوثياً، طال مرافق صحية ومستشفيات وعاملين صحيين في مناطق يمنية متفرقة، خلال الفترة الزمنية من يناير (كانون الثاني) 2018 وحتى مارس (آذار) 2022.
وأوضحت أن الانتهاكات الحوثية توزعت بين القتل المباشر والإصابة والاعتقال والإخفاء القسري للكادر الطبي والمسعفين وغيرهم، إلى جانب إعدامات ميدانية واعتداءات جنسية، وتعرض منشآت طبية للاستهداف الحوثي بقذائف «الهاون» و«الكاتيوشا»، مع تفجير وتفخيخ ونهب وإغلاق ومصادرة منشآت أخرى، فضلاً على استيلاء الميليشيات على مساعدات طبية إغاثية، والمتاجرة بالأدوية في السوق السوداء وحرمان المرضى المدنيين منها.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.