مخاوف إسرائيلية من «فوضى معلومات» تؤثر على نتائج الانتخابات

«الشاباك» يتحدث عن استهداف العرب وذوي الأصول الروسية لصالح نتنياهو

ملصق من الانتخابات السابقة لنتنياهو (يسار) ومنافسه لبيد (أ.ف.ب)
ملصق من الانتخابات السابقة لنتنياهو (يسار) ومنافسه لبيد (أ.ف.ب)
TT

مخاوف إسرائيلية من «فوضى معلومات» تؤثر على نتائج الانتخابات

ملصق من الانتخابات السابقة لنتنياهو (يسار) ومنافسه لبيد (أ.ف.ب)
ملصق من الانتخابات السابقة لنتنياهو (يسار) ومنافسه لبيد (أ.ف.ب)

كشفت مصادر أمنية مطلعة في تل أبيب، أن جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يواجه محاولات جدية مصدرها روسيا وإيران للتدخل في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وأن هذه المحاولات تشمل «إغراق الإسرائيليين بفوضى معلومات»، وتركز على الناخبين العرب، وكذلك على الناخبين اليهود من أصول روسية، ولمّحت إلى أنها تصب في صالح رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.
وأكدت المصادر، أن رئيس «الشاباك»، رونين بار، طرح الموضوع مع موسكو، ونقل تحذيراً إلى نظرائه في روسيا، طالباً بشكل صريح عدم التدخل في هذه الانتخابات.
وحسب «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، فإن «الشاباك» أنهى استعداداته لإلجام محاولات أجنبية للتأثير على انتخابات «الكنيست»، ولكنه لا يكف عن القلق من استمرارها.
وأكدت أن «التخوف في (الشاباك) هو من التأثير قبل الانتخابات بواسطة نشر فوضى معلومات، من خلال نشر معلومات كاذبة تشوش على الناخبين، وتجعلهم ينتفضون على بعض المرشحين، أو بث روح الإحباط بين مجموعات معينة من الناخبين. وهناك تخوف من أن تتواصل هذه المحاولات بعد الانتخابات بواسطة التشكيك في صحة النتائج».
وأضافت القناة، أنه في ظل النتائج التي تتوقعها استطلاعات الرأي التي تدل كلها على التوازن بين المعسكرين الخصمين؛ معسكر أحزاب اليمين المتطرف المعارضة، بقيادة نتنياهو، ومعسكر التغيير، ويضم التحالف الذي تستند إليه الحكومة الحالية، بقيادة رئيسها يائير لبيد؛ تزداد المخاوف من أن تتعاظم الرغبة في التأثير «والادعاء بأن هناك تزييفاً للنتائج».
وكان عدد من كبار الخبراء الذين خدم العديد منهم في أجهزة أمنية في الماضي ويواصلون العلاقة مع أجهزتهم، قد تداولوا في هذا الموضوع في الشهور الأخيرة، بما في ذلك أبحاث سرية في الأجهزة نفسها، أو في أبحاث كلية الأمن القومي التابعة للجيش، أو في معاهد الأبحاث والدراسات الأكاديمية. وقال الباحث الكبير في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، الجنرال في الاحتياط تَمير هايمن، الذي شغل في الماضي منصب رئيس «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي)، إن «التدخل الأجنبي في الانتخابات الإسرائيلية القادمة في أول الشهر القادم، هو تحدٍّ استراتيجي».
وأضاف أنه من الصعب أن ترصد تدخلاً أجنبياً لصالح جهة معينة في نظام ديمقراطي، خصوصاً عندما تتم العملية بإتقان وتندمج في التطورات والتحولات الداخلية للمعركة، ولكن رغم الصعوبة، فإنه بإمكان الديمقراطية مواجهة عملية التدخل إذا جاءت من طرف واحد لمرة واحدة أو مرات منفردة، «ولكن عندما نواجه عدداً كبيراً من الهجمات، يصبح الأمر تحدياً خطيراً لعملية الانتخابات بمجملها».
وقال هايمن، إنه لا توجد صلاحيات قانونية للجنة الانتخابات المركزية من أجل مواجهة «التحديات الجديدة»، وإن أمراً كهذا يستوجب تعديلات تشريعية. وأوصى بإلزام أجهزة الأمن بالعمل مباشرة مقابل لجنة الانتخابات، ورصد ميزانية خاصة لوضع رد استخباراتي شامل لهذه المسألة.
يُذكر أن رئيس «الشاباك» السابق، نداف أرغمان، كان قد حذر عشية انتخابات «الكنيست»، في يناير (كانون الثاني) من سنة 2019، ومع أنه لم يذكر في حينه اسم تلك الدولة، لكنه لمّح إلى روسيا. ونقل موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني في تقرير نشره (السبت)، عن 3 مصادر مطلعة على هذا الموضوع، قولهم إن رئيس الحكومة حينها، نتنياهو، غضب جداً من أرغمان إلى درجة أنه درس إمكانية إقالته.
وفي إطار المداولات التي أجريت في معهد الأبحاث في «تل أبيب»، تمت عملية محاكاة لاحتمال محاولات التدخل الأجنبي في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وقد أجمع المشاركون فيها، وهم خبراء في مجالات القانون والأمن والسايبر والإعلام، على أن مصدر التدخل يتركز في المحور الروسي الإيراني. ولمّا كان معسكر لبيد يتهم نتنياهو بالتحيز لصالح روسيا ضد الإدارة الأميركية الحالية، فإن الشكوك تدور حول «رغبة موسكو في فوز نتنياهو».
ويربط مراقبون بين هذه الشكوك وبين ما جرى في انتخابات سابقة، عندما راح حزب نتنياهو «الليكود» يروج نبأ كاذباً، مفاده أن إيران تمكنت من اختراق الهاتف الجوال لوزير الدفاع، بيني غانتس.
وحسب الشكوك التي يطرحها الخبراء وتتقاطع مع التسريبات من «الشاباك»، فإن التدخلات الأجنبية تحاول التأثير على نسبة التصويت في المجتمع العربي في إسرائيل، وإبقاءها منخفضة، وتحاول التأثير على المصوّتين اليهود من أصول روسية حتى يتخلوا عن حزب «يسرائيل بيتينو»، بقيادة وزير المالية أفيغدور ليبرمان، وإقناعهم بالتخلي عنه والتصويت إلى معسكر نتنياهو.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
TT

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)

طلب محامي سارة نتنياهو - زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - من المحكمة الاعتراف بزوجة رئيس الوزراء كضحية لهجوم الصواريخ البحرية في التحقيق بإطلاق النار على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، رغم أن سارة نتنياهو لم تكن موجودة في المنزل وقت الحادث.

في استئنافه للمحكمة، ادعى أورييل نزري، محامي عائلة نتنياهو، أن سارة نتنياهو تستحق وضع ضحية جريمة وفقاً لأحكام قانون حقوق ضحايا الجريمة، حسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تم القبض على 4 مشتبه بهم، بمن فيهم العميد (احتياط) عوفر دورون، بالقضية في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني). وفقاً للشرطة، كان المشتبه بهم يقومون بدوريات وجمع معلومات استخباراتية عن المنزل لعدة أيام قبل الحادث. ويشتبه في أن الـ4 فحصوا الترتيبات الأمنية حول المنزل الخاص، بما في ذلك نظام الأمن والكاميرات، لمعرفة ما إذا كان نتنياهو هناك، وبحثوا عن طرق لتجنب تصويرهم من كاميرات الأمن.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهم أوقفوا مركباتهم في المنطقة وساروا حتى وصلوا إلى نقطة تبعد 200 متر من المنزل، وأطلقوا منها الألعاب النارية.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيق لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «من المهم التأكيد على أن هذه الألعاب النارية من المفترض أن تُطلق... نحو السماء... لأن احتراقها قوي جداً».

وادعى المحامي نزري أن الهجوم يشكّل عملاً إرهابياً لإلحاق الضرر بالدولة والديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.