دعوة سعودية لكبت اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية حمايةً لأمن الطاقة والغذاء

وزير المالية يؤكد تضامن بلاده لرئاسة إندونيسيا «العشرين» في دعم أكثر الفئات تضرراً

وزراء مالية «العشرين» تحت رئاسة إندونيسيا يبحثون أجندة الأمن الغذائي والطاقوي عالمياً (أ.ف.ب)
وزراء مالية «العشرين» تحت رئاسة إندونيسيا يبحثون أجندة الأمن الغذائي والطاقوي عالمياً (أ.ف.ب)
TT

دعوة سعودية لكبت اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية حمايةً لأمن الطاقة والغذاء

وزراء مالية «العشرين» تحت رئاسة إندونيسيا يبحثون أجندة الأمن الغذائي والطاقوي عالمياً (أ.ف.ب)
وزراء مالية «العشرين» تحت رئاسة إندونيسيا يبحثون أجندة الأمن الغذائي والطاقوي عالمياً (أ.ف.ب)

كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أمس الجمعة، عن أنه أوضح في اجتماع لمجموعة العشرين، أن المخاوف المتعلقة بجائحة «كوفيد-19» ومتغيراتها، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية، قد زادت من اضطرابات سلاسل الإمداد، وأثرت على أمن الغذاء والطاقة.
وأضاف الجدعان: «من هذا المنطلق، أشرت إلى ضرورة حماية سلاسل الإمداد من أي انقطاعات مستقبلية، مع دعم موقف الرئاسة الإندونيسية بأهمية استجابة مجموعة العشرين لتحديات أمن الطاقة والغذاء، وحماية الفئات الأكثر ضرراً».
وكان وزير المالية السعودي، طالب، في وقت سابق، أعضاء مجموعة العشرين بأهمية دعم توزيع الأسمدة للمزارعين، وتعزيز التواصل بين المنتجين والمستخدمين.
يأتي ذلك في وقت عقد فيه مسؤولو المالية في «مجموعة العشرين»، اجتماعاً، بدأ الخميس الماضي، في واشنطن، في ظل وضع اقتصادي عالمي يعاني تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما تثير مشاركة روسيا شكوكاً حول إمكانية التوصل إلى أي تسوية.
وناقش المسؤولون الماليون، الأربعاء الماضي، مسائل مخصصات حقوق السحب الخاصة التي يصدرها صندوق النقد الدولي للدول الفقيرة، والديون، ووضع الاقتصاد العالمي بعد 8 أشهر من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتتزامن اجتماعات «العشرين» في وقت أفصح فيه صندوق النقد الدولي، قبل أيام، عن أن الاقتصاد العالمي سجل تباطؤاً شديداً، معلناً عن توقعات مخفضة للنمو العالمي، العام المقبل، ومتوقعاً ركوداً في ألمانيا وإيطاليا.
في مقابل ذلك، توقع البنك الدولي حيال ديون الدول الفقيرة، أخيراً، احتمال حصول «أزمة ديون» جديدة، نتيجة الزيادة الحالية لمعدلات الفائدة مقترنة بالارتفاع الحاد في الأسعار.
ومن المفارقة، عند تناول التباطؤ الاقتصادي الحالي، أن تشارك روسيا باعتبارها عضواً في مجموعة العشرين، في مناقشات المجموعة، مما يراه البعض يعقِّد مهمة قادة المنظمة الساعين للتوصل إلى إجماع في بيانها الختامي.
ونُقل عن مصدر بوزارة الاقتصاد الفرنسية، أنه «قد يكون من الصعب التوصل إلى بيانات مشتركة»، سواء خلال اجتماع مجموعة العشرين، أو في اجتماعات صندوق النقد الدولي، نظراً لمشاركة روسيا.
وتشارك السعودية بفاعلية في اجتماعات مجموعة العشرين، المنعقدة في مدينة بالي بإندونيسيا، حيث شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمام القمة في يوليو (تموز) الماضي، على أن المملكة منخرطة مع المجتمع الدولي لتسهيل النمو والتعافي، مضيفاً أن مواجهة التحديات الحالية لن تقي العالم من أزمات المستقبل.
وأضاف أن بلاده لن تدخر جهداً في دعم الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرين، والانخراط مع أعضاء المجموعة والمجتمع العالمي بشكل عام، من أجل تعزيز التعاون العالمي، وسن المبادرات لتسهيل النمو والتعافي الشامل والمرن والمستدام.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، دعت السعودية دول مجموعة العشرين إلى ضرورة الدفع بتوسيع التجارة الرقمية وتبنيها عالمياً، جنباً إلى جنب مع تسهيل حركة سلاسل القيمة العالمية، مع دعم اندماج المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تشجيع الجهود التي تسعى للاستفادة من اعتماد التقنيات الحديثة لدعم التصنيع الشامل والمستدام.
وشارك وزير التجارة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية السعودية، الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، برفقة وفد، في الاجتماع الوزاري لمجموعة عمل التجارة والاستثمار والصناعة لدول مجموعة العشرين.
ولفت وزير التجارة السعودي، إلى أهمية بحث الأدوار التي يمكن لدول «العشرين» تبنيها لضمان قدرة الأعضاء على الاستفادة من التجارة الرقمية، واندماج المنشآت الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة العالمية، حيث أكدت الدول الأعضاء من خلاله استمرار دعمها لمخرجات السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين 2020، لمساهمتها في الاستجابة لأثر جائحة «كورونا» على التجارة والاستثمار، من خلال قائمة الإجراءات قصيرة وطويلة المدى لدعم التجارة والاستثمار الدوليين، إلى جانب مناقشة فرص تمكين التحولات الرقمية من أجل تصنيع شامل ومستدام، وبحث سبل دعم المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لاعتماد تقنيات الصناعة.
يُذكر أن إندونيسيا، الدولة المضيفة لمجموعة العشرين، دعت هذه السنة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، في افتتاح اجتماع لوزراء خارجية المجموعة في بالي، مما قد يزيد من توتر النقاشات، في وقت ستنعقد فيه القمة الرئاسية خلال منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.


مقالات ذات صلة

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

الاقتصاد إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024 ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المجلس اطلع على التقدم الذي أحرزته السعودية في المؤشرات الدولية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)

المجلس الاقتصادي السعودي يستعرض التطورات المحلية والعالمية

استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي تحديثاً للتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية لشهر أكتوبر 2024، وما تضمّنه من تحليلٍ للمستجدّات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

من المقرر أن يضخ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات خطوط السكك الحديدية السعودية (واس)

تحسن كبير في حركتي النقل البري والسكك الحديدية بالسعودية خلال 2023

شهدت السعودية تحسناً ملحوظاً في حركة النقل خلال العام السابق، مقارنة بعام 2022، حيث زاد عدد الركاب في السكك الحديدية بنسبة 33 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024، ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال، إلى جانب العلاقة الوثيقة بين المنازل الذكية والطاقة النظيفة، مشددين في الوقت ذاته على الحاجة إلى تبني تقنيات الطاقة الخضراء.

ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 30000 زائر، مسجلاً إقبالاً غير مسبوق، يعزز مكانته كحدث رائد في قطاع البناء والتشييد. واستضاف المعرض، الذي أقيم برعاية وزارة البلديات والإسكان من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 600 شركة من 31 دولة، ما يعكس أهمية الحدث بصفته وجهة رئيسية للمستثمرين والخبراء في مجالات التشييد والبنية التحتية المستدامة.

وشهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات متنوعة؛ بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتسريع التحول الرقمي ودعم الابتكار، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال البناء المستدام والبنية التحتية الذكية.

واختتم المعرض، اليوم الخميس، بجلسات نقاشية تناولت الاتجاهات الحديثة في الإضاءة المستدامة والإسكان الذكي، حيث استعرضت الجلسة الأولى حلول الإضاءة المتطورة، مع التركيز على قضايا مثل تلوث الضوء وأثره على رؤية السماء الليلية، ومبادئ تصميم الإضاءة التي تأخذ بعين الاعتبار التكيف البشري وإدراك الألوان والتسلسل البصري.

وسلط المتحدثون الضوء على أهمية التحكم في السطوع والتباين لتسليط الضوء على النقاط المهمة في المساحات العامة. وفي الجلسة الثانية، تناولت التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع، والحاجة إلى الابتكار وربط الأبحاث بحلول قابلة للتسويق.

واستعرضت الجلسة أيضاً التوجه نحو المدن الذكية وممارسات البناء الأخضر، حيث شدد المتحدثون على أن قانون البناء السعودي يضع معايير صارمة للاستدامة، فيما تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق نسبة 50 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تم استعراض نماذج ناجحة لهذا التحول، من ضمنها استبدال مصابيح الشوارع التقليدية بمصابيح LED في العديد من المدن.

يذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الحالية حقق نمواً ملحوظاً ورقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار والمشاركين بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ما يعزز دوره بوصفه محركاً أساسياً للتطوير في قطاع البناء ووجهة أساسية للمهتمين بتطورات القطاع على المستويين المحلي والإقليمي.