عيّنت جماعة «طالبان» الأفغانية محمد نبي عمري، المعتقل السابق في معتقل خليج غوانتانامو والزعيم البارز في شبكة «حقاني» صاحب العلاقات الوثيقة مع تنظيم «القاعدة»، نائباً أول «لوزير الداخلية سراج الدين حقاني. كان عمري أحد خمسة معتقلين أفغان في غوانتانامو أطلق سراحهم مقابل بوي بيرغدال، وهو جندي أميركي ضل الطريق بعيداً عن قاعدته وأسرته حركة «طالبان» لمدة خمسة أعوام. وجاء تعيين معتقل غوانتانامو السابق ليسلط الضوء على نهج حقاني في تعزيز قدرات وزارة الداخلية الأفغانية»، بحسب تقرير لمجلة «لونغ وور جورنال». وأعلن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، تعيين عمري في منصبه الجديد، ضمن عدد من التغييرات الأخرى، بما في ذلك حُكّام الأقاليم والمناصب القيادية الرئيسية الأخرى في «طالبان». وشغل عمري في السابق منصب حاكم «طالبان» في خوست، وهي واحدة من عدة مقاطعات مهمة في شرق أفغانستان تهيمن عليها شبكة حقاني.
يُعتبر عمري أحد قادة شبكة حقاني الرئيسيين الذين سيجري تعيينهم في مناصب رفيعة المستوى في حكومة «طالبان» الجديدة. بالإضافة إلى سراج الدين، وزير الداخلية، ويشغل خليل الرحمن حقاني منصب وزير اللاجئين، والملا تاج مير جواد، النائب الأول للمخابرات، وحاج مالي خان، والي إقليم لوغار.
واعتقلت القوات الأميركية عمري في أفغانستان عام 2002، واحتجزته في سجن باغرام، ثم نُقل إلى معتقل خليج غوانتانامو، حيث احتجز حتى عام 2014.
وبعد إطلاق سراحه، نُقل عمري إلى قطر، حيث عمل مع «طالبان»، وكان ضمن فريق مفاوضات «طالبان» مع الولايات المتحدة. ولعمري تاريخ طويل في دعم «طالبان» ومجموعتها الفرعية الخطيرة، «شبكة حقاني»، التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة التنظيمات الإرهابية لعلاقاتها الوثيقة مع «القاعدة» وجماعة إرهابية أخرى.
ووفقاً لـ«فريق المهام المشتركة في غوانتانامو»، كان عمرى قبل فترة احتجازه في الولايات المتحدة، «مسؤولاً كبيراً في (طالبان) وخدم في مناصب قيادية عديدة». ويُزعم أن عمري كان «عضواً في خلية مشتركة بين (القاعدة) و(طالبان)» في إقليم خوست، وتورَّط في هجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف.
وكان عمري أيضاً «شريكاً وثيقاً» لجلال الدين حقاني، والد سراج الدين، الذي توفي عام 2018، وعمل مع «شبكة حقاني». ويعمل سراج الدين، الذي أدرجته الولايات المتحدة ضمن قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص لعلاقاته مع «القاعدة» والجماعات الإرهابية الأخرى، كواحد من نائبي قادة «طالبان» ووزير داخلية «إمارة أفغانستان». ويمكن القول إن سراج الدين هو الزعيم الأقوى والأكثر نفوذا في «طالبان»، كما وصفه فريق العقوبات والمراقبة التابع للأمم المتحدة بأنه «أحد زعماء (القاعدة)».
وقتل ابن عمري، عبد الحق، خلال القتال في محافظة خوست، في يوليو (تموز). وشأن والده، حارب عبد الحق ضمن «شبكة حقاني». واحتفلت حركة «طالبان» بـمقتل عبد الحق في بيان عبر موقعها الإلكتروني «صوت الجهاد»، مشيرة إلى أن قادة الجماعة، بمن فيهم أميرها الملا هيبة الله أخوندزاده، كانوا على استعداد لفقدان أبنائهم في حملتهم ضد غزو أفغانستان. وقتل نجل أخوندزاده نفسه في هجوم انتحاري عام 2017 استهدف قوات الأمن الأفغانية في ولاية هلمند. وعينت الحركة خمسة من المعتقلين السابقين في «غوانتانامو» في تشكيلة حكومتها التي تضم أكثر من ثلاثين وزيراً ومسؤولاً رفيعاً، ضمنهم محمد نبي عمري، وهو من مواليد 1968 بولاية خوست، وينتمي إلى قبيلة إسماعيل خيل، اعتقلته القوات الأميركية في خوست عام 2001. ونقلوه إلى معتقل غوانتانامو في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2002. بحجة عمله مع حركة «طالبان» مسؤولاً عسكرياً وقائداً للفرقة العسكرية قرب الحدود الأفغانية الباكستانية.
وقد عمل عمري قائداً لشرطة ولاية خوست في حكومة الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، ثم انضم إلى حركة «طالبان»، وكلفوه قيادة مسلحي الحركة في ولاية خوست.
وفي يونيو (حزيران) 2014، تم نقله من معتقل غوانتانامو إلى دولة قطر مع 4 آخرين، وهم المعروفون بـ«رجال طالبان الخمسة»، في صفقة تبادل أسرى مقابل الجندي الأميركي بيرغدال». واختيار المسؤولين الخمسة في الحكومة الجديدة من بين معتقلي غوانتانامو السابقين أثار جدلاً واسعاً داخل أفغانستان وخارجها. وعيّنت «طالبان» على رأس حكومتها الانتقالية الملا محمد حسن أخوند، المدرج على قائمة أممية سوداء، فيما أسندت الحركة حقيبة الداخلية لسراج الدين حقّاني، الذي يتزعم شبكة مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، والمطلوب شخصياً للولايات المتحدة. والإفراج عن أسرى «طالبان» الخمسة في صفقة التبادل عام 2014 كان مقابل إفراج الحركة عن الجندي الأميركي بيرغدال، فمن هو هذا الجندي؟ وُلِد بيرغدال في 28 مارس (آذار) 1985 بالولايات المتحدة، وجاء إلى أفغانستان في مهمة عسكرية بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001 مع قوات التحالف، وكانت مهمته في ولاية بكتيا جنوب شرقي أفغانستان.
وخرج الجندي الأميركي بيرغدال من قاعدته في ولاية بكتيا، وعند العودة اعتقله مسلحون تابعون للملا سنكين عضو «شبكة حقاني» عام 2009. ويعد بيرغدال الجندي الأميركي الوحيد الذي وقع في الأسر بأفغانستان منذ أن شنت واشنطن حربها في هذا البلد قبل 20 عاماً. وأفرج عنه بعد أسره 5 سنوات في أفغانستان مقابل الإفراج عن خمسة من كبار قادتها المعتقلين في معتقل غوانتانامو. في غضون ذلك، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الخميس، إن أفغانستان تظل أحد أكثر التحديات الأمنية إلحاحاً في منطقتنا. وقال خلال قمة رابطة الدول المستقلة في أستانا وفقا لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «إن الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأكثر من 20 عاماً في هذا البلد، وفشل سياساتهما، بين أنه غير قادر على حل المشاكل المرتبطة بالتهديدات الإرهابية بشكل مستقل». وأضاف بوتين: «لتطبيع الوضع على الأراضي الأفغانية بالطبع من الضروري تعزيز انتعاشها الاقتصادي بشكل مشترك». وتابع بوتين: «نحث على تعويض الأضرار التي لحقت بالأفغان خلال سنوات الاحتلال ورفع تجميد الأموال الأفغانية المجمدة بشكل غير قانوني».
«طالبان» تعين معتقل غوانتانامو السابق نائباً لوزير الداخلية
زعيم بارز في شبكة «حقاني» صاحب العلاقات الوثيقة مع «القاعدة»
«طالبان» تعين معتقل غوانتانامو السابق نائباً لوزير الداخلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة