تحذير يهودي أميركي من حكومة إسرائيلية تضم بن غفير وأمثاله

تهديد مبطن بالمساس بالمساعدات السخية التي تقدمها واشنطن

اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يخطب في تجمع انتحابي في مستوطنة في شمال إسرائيل في 6 أكتوبر (أ.ب)
اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يخطب في تجمع انتحابي في مستوطنة في شمال إسرائيل في 6 أكتوبر (أ.ب)
TT

تحذير يهودي أميركي من حكومة إسرائيلية تضم بن غفير وأمثاله

اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يخطب في تجمع انتحابي في مستوطنة في شمال إسرائيل في 6 أكتوبر (أ.ب)
اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يخطب في تجمع انتحابي في مستوطنة في شمال إسرائيل في 6 أكتوبر (أ.ب)

بعد التحذير الذي وجهه رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي روبرت مينيندز إلى رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من ضم جهات من اليمين المتطرف مثل عضو الكنيست إيتمار بن غفير إلى حكومته إذا فاز في الانتخابات، جاءت تحذيرات جديدة أكثر حدة، وهذه المرة من عدة منظمات يهودية أميركية حذرت فيها من تضرر في العلاقات مع إسرائيل والدعم السخي الذي تقدمه لها.
وحسب ثلاثة تقارير نشرت في تل أبيب (الخميس)، فإن هذه المنظمات وجهت تحذيراً غير مسبوق في حدته تحدثت فيه عن «ضرر حقيقي في مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة».
وقال ممثلوها لمسؤولين إسرائيليين إن «قيادة البلدين تتباهى عادة بالقيم المشتركة». وتساءلوا: «هل العنصرية هي جزء من هذه القيم المشتركة؟». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ريك جايكوبس، رئيس اتحاد منظمات التيار الإصلاحي اليهودي التي تعتبر أكبر مساندي إسرائيل في الولايات المتحدة، قوله إن «ضم بن غفير إلى حكومة إسرائيلية هو كارثة. وأنا أصلي لئلا يحدث هذا».
ونشرت منظمة «الأكثرية الديمقراطية لأجل إسرائيل» بيانا رسميا تحذر فيه من الضرر الذي سيلحقه هذا السيناريو واعتبرته «مساسا بالقيم المشتركة التي تعتبر أهم قاعدة للعلاقات الحميمة». وكذلك فعلت منظمة «المنتدى السياسي لدعم إسرائيل» و«اللجنة الأميركية ضد تحقير اليهود».
وقال السيناتور الديمقراطي اليهودي براد شيرمان إن «من يحبون إسرائيل هم أكثر الناس قلقا عليها من التطورات الحزبية فيها والتدهور لحالة يكون فيها أمثال بن غفير في الحكومة».
وحذر قادة في الحزب الديمقراطي ليس فقط من بن غفير بل أيضاً من نتنياهو نفسه، «الذي يحاول أن يجلب لإسرائيل تقاليد ونهج الرئيس السابق دونالد ترمب إلى الساحة السياسية الإسرائيلية».
كما هو معروف، زار السيناتور مينيندز إسرائيل في الشهر الماضي والتقى مع عدد كبير من قادتها بينهم نتنياهو. ومينيندز يعتبر أحد كبار المؤيدين بشدة لإسرائيل وأبرز المعارضين لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وأحد أكثر السياسيين تأثيرا في الكونغرس والبيت الأبيض بما يتعلق بالسياسة الخارجية وخاصةً العلاقات مع إسرائيل. وقد أعلن أن دخول بن غفير إلى الحكومة سيتسبب في مشكلة يمكنها أن تؤثر على العلاقات بين البلدين.
وحسبما ذكر موقع «واللا» الإخباري فإن مينيندز عبر أمام نتنياهو عن قلقه حيال شراكته السياسية مع بن غفير، ورفيقه بتسلئيل سموتريتش، اللذين يعتبران لدى إدارة بايدن وكذلك في الكونغرس، وخاصةً في الحزب الديمقراطي، عنصريين متعصبين وداعمين لفكرة التفوق اليهودي.
وفي الأسبوع الماضي ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية أنه توجد تخوفات لدى منظمات يهودية في الولايات المتحدة من سيناريو كهذا ومن التأثير السلبي على قدرة المنظمات الداعمة لإسرائيل في الدفاع عن إسرائيل في واشنطن.
ونقل موقع «واللا» عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تأكيده لهذه المخاوف، وقوله إن الإدارة الأميركية تخشى تأثير سيناريو كهذا على العلاقات الأميركية – الإسرائيلية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، رد على ذلك في حينه قائلا إن «إدارة الرئيس بايدن لا تتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية».
لكن نتنياهو، الذي رفض التعليق المباشر على هذه الأنباء، سمع وهو يتذمر من الضغوط الحزبية الخارجية لمنع عودته إلى الحكم. وأما بن غفير، فرفض هذه التحذيرات، وقال: «علاقاتي الممتازة مع قياديين جمهوريين في الولايات المتحدة ستستمر. وسننتصر في الانتخابات المقبلة ونشكل حكومة يمين متكاملة وسأتولى منصبا مؤثرا من أجل الاهتمام بجنود وشعب إسرائيل، رغم معارضة رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ من الجناح الديمقراطي في الولايات المتحدة، وسائر قوى اليسار هناك وداعمي الإرهاب في إسرائيل».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.