صحافيو تونس يتظاهرون ضد «محاولات تصفية وسائل الإعلام»

«اتحاد الشغل» يلوح بإضراب عام احتجاجاً على فاجعة غرق 18 شاباً

جانب من المظاهرات التي نظمها رجال الإعلام أمس أمام مقر الحكومة في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي نظمها رجال الإعلام أمس أمام مقر الحكومة في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

صحافيو تونس يتظاهرون ضد «محاولات تصفية وسائل الإعلام»

جانب من المظاهرات التي نظمها رجال الإعلام أمس أمام مقر الحكومة في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي نظمها رجال الإعلام أمس أمام مقر الحكومة في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)

نظمت «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين»، أمس، وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة بالعاصمة، بهدف «حماية حرية التعبير، ورفض سياسة الحكومة لتصفية وسائل الإعلام»، وللتضامن مع العاملين بمؤسستي «شمس إف إم»، و«دار الصباح»، اللتين قررت الحكومة إحالتهما على التسوية القضائية، وأيضاً احتجاجاً على الوضع الاجتماعي الصعب الذي تمر به مؤسسة «سنيب لابريس»، إثر تخلّي الحكومة عن دعم الإعلام العمومي كخدمة عامة. وقد دعمت الجامعة العامة للإعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) هذه التحركات الاحتجاجية، دفاعاً عن استمرارية مؤسسات الإعلام الخاص والعمومي، ورفضاً لسياسة الحكومة الرامية لـ«تصفية وسائل الإعلام»، على حد تعبيرها.
وقالت أميرة محمد، نائبة رئيس نقابة الصحافيين التونسيين، إن ما يحدث في هذه المؤسسات «نموذج لما يتهدد وسائل الإعلام في تونس، بسبب غياب أي سياسة عمومية لقطاع الإعلام، وتعنُّت السلطة التنفيذية في فتح حوار شامل مع أصحاب المصلحة، بما يضمن ديمومة وسائل الإعلام، والحقوق المهنية للعاملين فيها»، وهو ما يجعل وقف مسار تصفية قطاع الإعلام «قضية رأي عام تتطلب تجنّد كافة القوى المجتمعية دون استثناء»، على حد قولها.
على صعيد آخر، وبعد الطعن الذي قدمته النيابة العامة ضد قرار الإبقاء على راشد الغنوشي وعلي العريض، القياديين في حركة النهضة، في حال سراح، مع 37 متهماً آخرين، في ملف «تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر»، نظرت، أمس، دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف في العاصمة التونسية في هذا الطعن، فيما طلبت هيئة الدفاع عن المتهمين تأجيل النظر في هذا القرار إلى حين إعداد وسائل الدفاع.
ويتماشى هذا التأجيل مع قرار المحكمة تأجيل النظر في قضية علي العريض إلى 19 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتأجيل الاستماع للغنوشي إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وقد خصصت جلسة أمس لعرض مستندات النيابة العامة، التي تبرر أسباب طعنها في القرار القضائي، الذي أبقى على المتهمين في حال سرح، علاوة على تقارير مضادة صادرة عن فرق الدفاع. ومن المنتظَر أن تؤجل دائرة الاتهام في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب النظر في استئناف النيابة العامة لقرار الإبقاء على 39 متهماً في «ملف التسفير» في حال سراح، من بينهم الغنوشي والعريض.
وكانت جلسات التحقيق السابقة مع عدد من القيادات السياسية البارزة، أبرزهم راشد الغنوشي رئيس «حركة النهضة»، ونائبه علي العريض وزير الداخلية السابق، وعدد من القيادات الأمنية والإدارية، قد أسفرت عن إصدار قرار بسجن خمسة متهمين، هم فتحي البلدي الذي كان مسؤولاً في ديوان وزير الداخلية، ومحرز الزواري المدير العام السابق للمصالح المختصة بالوزارة ذاتها، وعبد الكريم العبيدي الرئيس السابق لفرقة حماية الطائرات، إضافة إلى سيف الدين الرايس المتحدث السابق باسم تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، ونور الدين قندور القيادي في التنظيم نفسه.
في غضون ذلك، طالب الاتحاد المحلي للشغل بمدينة جرجيس (جنوب شرقي)، إثر اجتماع عقده أمس بفتح تحقيق فوري في ملابسات انتشال جثث شبان فُقدوا في حادث غرق مركب للهجرة غير نظامية وطريقة دفنها، وتحميل المسؤولية لكل من تورَّط في هذه الفاجعة، سواء من قريب أو بعيد، ولوح بإمكانية تنفيذ إضراب عام محلي. كما طالب الاتحاد بإجراء تحليل جيني لكل الجثث التي لفظها البحر بالسواحل الشرقية، وتم دفنها بعد وقوع الفاجعة، داعياً إلى تنوير الرأي العام، ومواصلة البحث عن المفقودين بكل الوسائل المتاحة للدولة.
وتعيش منطقة جرجيس (ولاية مدنين) منذ أيام حالة توتر كبيرة، تجلَّت في قطع الطرق والتظاهر في الشوارع، احتجاجاً على عدم توفير الحكومة الإمكانيات الكافية والضرورية للبحث عن 18 شاباً فُقدوا بعد أن غادروا المدينة، منذ 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي في رحلة هجرة غير شرعية.
وطالب السكان بإقالة والي (محافظ) مدنين، رئيس اللجنة الجهوية لإدارة الكوارث وتنظيم النجدة، ومعتمد جرجيس، بحجة فشلهما في إدارة الأزمة، كما طالب الأهالي بفتح تحقيق فوري وجدي فيما اعتبروه «جريمة السماح بدفن الجثث المستخرجة دون عرضها على الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها، وكشف ملابسات غرق القارب في ظروف غامضة». فيما لوح الاتحاد بتنفيذ إضراب بالقطاعين العام والخاص، إذا لم تتم الاستجابة العاجلة لمطالب الساكنة.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
TT

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)

تظاهر مئات من أنصار الحزب «الحر الدستوري» المعارض، اليوم (السبت)، في تونس العاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح رئيسة الحزب عبير موسي. وتجمع 500 إلى 1000 متظاهر في وسط العاصمة التونسية، حسب صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي، ورفع العديد منهم أعلاماً تونسية وصوراً لرئيسة الحزب.

أوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج، عندما حضرت، وفقاً لحزبها، للاحتجاج على قرار اتخذه الرئيس قيس سعيّد. وتواجه عبير موسي تهماً خطيرة في عدة قضايا، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة». وقد قضت محكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر، في قضية تتعلق بانتقادها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023. وأصدرت المحكمة حُكمها على عبير موسي بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين.

وندد المتظاهرون بـ«المرسوم 54»، الذي أدى تفسيره الفضفاض إلى سجن عشرات السياسيين والمحامين والناشطين والصحافيين. وقال ثامر سعد، القيادي في الحزب «الحر الدستوري»، إن اعتقال عبير موسي لانتقادها الهيئة العليا للانتخابات «لا يليق ببلد يدعي الديمقراطية».

من جانبه، أكد كريم كريفة، العضو في لجنة الدفاع عن عبير موسي، أن «السجون التونسية أصبحت تمتلئ بضحايا (المرسوم 54)»، معتبراً أن هذا المرسوم يشكل «عبئاً ثقيلاً على المجتمع التونسي». وتقبع خلف القضبان شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وكذلك عصام الشابي، وغازي الشواشي المتهمَين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبق أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيسَ التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المئة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».