قتال دامٍ بين الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا

«تحرير الشام» تدخل على خط المواجهات وتتمدد في عفرين بريف حلب

مقاتلان من «الفيلق الثالث» المنضوي في إطار فصيل «الجبهة الشامية» خلال تدريبات قرب بلدة أعزاز شمال حلب في 15 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «الفيلق الثالث» المنضوي في إطار فصيل «الجبهة الشامية» خلال تدريبات قرب بلدة أعزاز شمال حلب في 15 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

قتال دامٍ بين الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا

مقاتلان من «الفيلق الثالث» المنضوي في إطار فصيل «الجبهة الشامية» خلال تدريبات قرب بلدة أعزاز شمال حلب في 15 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «الفيلق الثالث» المنضوي في إطار فصيل «الجبهة الشامية» خلال تدريبات قرب بلدة أعزاز شمال حلب في 15 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

لليوم الثالث على التوالي، واصلت فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، ضمن مناطق العمليات والنفوذ التركي في شمال حلب وغربها، الاقتتال والمواجهات العنيفة فيما بينها بالأسلحة الثقيلة، في ظل تقارير عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها. وجاء ذلك في وقت دخلت فيه «هيئة تحرير الشام» على خط المواجهات وسيطرت على مناطق بين شمال محافظة إدلب وريف حلب الغربي، وسط اشتباكات عنيفة مع فصائل مدعومة من أنقرة.
وتشهد مناطق العمليات التركية «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، بشمال وشمال غربي حلب، اشتباكات عنيفة منذ أيام بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعومة من أنقرة، على خلفية تورط مقاتلين من «فرقة الحمزة» في مقتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته، ومطالبة «الفيلق الثالث» (أحد مكونات فصيل «الجبهة الشامية») بتوقيف كل من يثبت تورطه بمقتل الناشط، إضافة إلى تعمّق الخلافات بين الفصائل حول مناطق النفوذ والسيطرة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفع إلى استنفار الفصائل وتطور الوضع إلى اقتتال ومواجهات عنيفة في أكثر من منطقة. ودخلت «هيئة تحرير الشام» على خط المواجهات إلى جانب فصيل «فرقة الحمزة» وفصيل «سليمان شاه» بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى معابر دير بلوط والغزاوية، وانخراطها في المواجهة الدائرة مع فصيل «الفيلق الثالث».
وأفاد ناشطون بريف حلب بأن «عدد القتلى في صفوف (هيئة تحرير الشام) وفصيل (الجبهة الشامية) المدعوم من أنقرة، ارتفع إلى 13 قتيلاً في صفوف الطرفين»، مشيرين إلى أن الاشتباكات العنيفة امتدت إلى أكثر من منطقة ومحور في مناطق قرزيحل بالقرب من مدينة عفرين، ومنطقة جنديرس (17 كيلومتراً غرب عفرين)، في محاولة من «هيئة تحرير الشام» للتوغل ضمن مناطق العمليات التركية «غصن الزيتون»، بريف عفرين، الأمر الذي دفع بفصائل أخرى منها «لواء الوقاص» و«فرقة المعتصم» و«فيلق المجد» لمؤازرة «الجبهة الشامية» في التصدي لـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ومنعها من التقدم باتجاه مدينة عفرين.
وأضاف الناشطون بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والرشاشات، وأدت إلى مقتل امرأة ورجل وإصابة آخرين من النازحين في مخيمات دير بلوط وعبدالو بريف عفرين.
وفي الوقت ذاته، تشهد مناطق أخترين وجب العاصي وثلثانة، شمال حلب، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الفيلق الثالث» ضمن فصيل «الجبهة الشامية» وفصائل تابعة لـ«فرقة الحمزة»، تزامناً مع اشتباكات مماثلة بين «الفيلق الثالث» وفصيل «سليمان شاه» الذي سيطر على 4 مناطق غرب عفرين على حساب «الجبهة الشامية»، بحسب ما قال ناشطون.
وفي تقرير، بعد ظهر أمس، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات عنيفة تدور على محور قرية قرزيحل بناحية شيراوا بريف عفرين، شمال غربي حلب، ومحور قرية الباروزة شمال حلب، بين «هيئة تحرير الشام» وفصيل «سليمان شاه» من جهة، و«الجبهة الشامية» و«لواء المعتصم» من جهة أخرى، في هجوم مضاد من الطرف الأخير لاستعادة السيطرة على القريتين اللتين خسرهما لصالح الطرف الأول قبل ساعات.
وأفاد «المرصد السوري» أيضاً بأن القوات التركية الموجودة في قرية ترندة على تخوم مدينة عفرين، سحبت عناصرها إلى داخل المدينة عقب سقوط قذائف صاروخية قرب حواجزها العسكرية. وأضاف أن فصيل «سليمان شاه» تمكن من توسيع نقاط سيطرته على حساب فصيل «الجبهة الشامية»، وسيطر على قريتي ميركان وارندة بناحية معبطلي في ريف عفرين، وقرية معرسكة بناحية شران شمال غربي حلب.
وبذلك تكون خريطة السيطرة في مناطق المواجهات باتت على النحو الآتي (بحسب «المرصد»):
– سيطرت «الجبهة الشامية» على جميع مقرات «فرقة الحمزة» بمدينة الباب وقريتي ليلوه والغندورة شرق حلب.
– سيطرت «الجبهة الشامية» وفصيلا «نور الدين الزنكي» و«لواء الفاروق» على فريرية وكفرزيت وكوكبة وتل حمو وبابليت وتللف بريف عفرين شمالي غربي حلب.
– سيطرت «الجبهة الشامية» على قرية دابق بريف أخترين، شمالي حلب.
– سيطر فصيل «سليمان شاه» بدعم من «هيئة تحرير الشام» على قرى راجا ومستكا وقرزيحل وشكاتكا وميركان وارندا ومعرسكة بريف عفرين على حساب «الجبهة الشامية».
– سيطرت «فرقة الحمزة» على قريتي الباروزة وثلثانة شمال حلب على حساب «الجبهة الشامية».
– سيطر فصيل «أحرار الشام» و«فرقة الحمزة» على مقرات «الجبهة الشامية» في تل بطال شمالي حلب.
في غضون ذلك، أكد قيادي في فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، أن «المواجهات العنيفة بين الأطراف التي تشكل منها حلف (الحمزات) الذي تقف معه (هيئة تحرير الشام) وفرقة (سليمان شاه)، وحلف (الفيلق الثالث) الذي تحالف معه (أحرار الشرقية) و(جيش الشرقية) وفيلق (المجد) و(لواء الوقاص) و(فرقة المعتصم)، تتركز في 3 مناطق منها اثنتان بمحيط مدينة عفرين من الجهة الجنوبية ومنطقة جنديرس التي تحاول (هيئة تحرير الشام) بسط نفوذها عليها بشكل كامل؛ تمهيداً لدخول مدينة عفرين من الجهتين الجنوبية والغربية».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تصريحاً خاصاً لمصدر عسكري في المعارضة، فضل عدم كشف اسمه، اتهم فيه «(هيئة تحرير الشام) بالبحث عن ذرائع للسيطرة على منطقة جنديرس والوصول إلى قرية الحمام لفتح معبر مع تركيا، والوصول إلى قرية براد بريف عفرين الشرقي لفتح معبر مع مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية في ريف حلب الغربي، والوصول إلى معابر مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف حلب الشرقي».
من جهته، أشار فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان له، إلى «حركة نزوح نازحين من 10 مخيمات في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وجنوب عفرين وجنديرس، نتيجة اشتباكات الفصائل العسكرية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة في الاشتباكات، كما تم تسجيل عدة إصابات للمدنيين في مخيمات دير بلوط والمحمدية بريف حلب الشمالي نتيجة سقوط مقذوفات داخل المخيمات وحصار المدنيين داخلها». وقال الفريق: «إن عمليات الاقتتال بين الفصائل العسكرية ضمن المناطق السكنية وبالقرب من مخيمات النازحين هي انتهاك للقوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.