صعود جديد لليمين المتطرف في ألمانيا

ضاعف أصواته في انتخابات محلية مستفيداً من أزمة لاجئين ثانية

مظاهرة لأنصار «البديل لألمانيا» بشعار «بلدنا أولاً» في مدينة إرفورت في سبتمبر (أيلول) الماضي (د.ب.أ)
مظاهرة لأنصار «البديل لألمانيا» بشعار «بلدنا أولاً» في مدينة إرفورت في سبتمبر (أيلول) الماضي (د.ب.أ)
TT

صعود جديد لليمين المتطرف في ألمانيا

مظاهرة لأنصار «البديل لألمانيا» بشعار «بلدنا أولاً» في مدينة إرفورت في سبتمبر (أيلول) الماضي (د.ب.أ)
مظاهرة لأنصار «البديل لألمانيا» بشعار «بلدنا أولاً» في مدينة إرفورت في سبتمبر (أيلول) الماضي (د.ب.أ)

عاد اليمين المتطرف في ألمانيا ليستفيد من أزمة لجوء جديدة، تماماً كما استفاد من موجة لجوء السوريين عام 2015 ليدخل البرلمان الفيدرالي (البوندتساغ) للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
آنذاك، في عام 2015، فوجئ كثيرون بحزب «البديل لألمانيا» الذي يخضع منذ عامين تقريباً للمراقبة من قبل المخابرات الألمانية الداخلية ويواجه اتهامات بالترويج للنازية الجديدة. ولكن تجييشه ضد اللاجئين السوريين عام 2015 لاقى صدى لدى مجموعة واسعة من الناخبين، تحديداً في المناطق الشرقية، تماماً كما يجد اليوم خطابه المعادي للاجئين الأوكران صدى لدى هؤلاء المستائين من ارتفاع أسعار الطاقة والغلاء الناتج عن التضخم بسبب الحرب في أوكرانيا. ظهر ذلك واضحاً الأحد الماضي في نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها ولاية ساكسونيا السفلى (عاصمتها هانوفر). ومع أن الولاية الغربية لا تعد معقلاً لليمين المتطرف، فإن «البديل لألمانيا» نجح بمضاعفة أصواته مقارنة بالانتخابات الأخيرة، وحصل على 11 في المائة من أصوات الولاية.
ورغم تقدم «البديل لألمانيا»، فإنه لن يشارك في الحكومة المحلية، لرفض الأحزاب المتبقية العمل معه، وهي استراتيجية تتبعها الأحزاب الألمانية بهدف عزل الحزب المتطرف.
ونجح «الحزب الاشتراكي» الذي يقود الحكومة الفيدرالية بالحفاظ على تقدمه في الولاية، وحلّ أولاً. كذلك حقق «حزب الخضر» تقدماً وزاد تأييده بقرابة 6 نقاط ليحصل على 14.5 في المائة. في حين أن الحزب الثالث الشريك في الحكومة الائتلافية خسر مقاعده بعدما فشل بالحصول على 5 في المائة من الأصوات، وهي النسبة التي يجب الحصول عليها للدخول إلى البرلمانات.
ورأى البعض في هذه النتائج رسالة للحكومة الائتلافية الحاكمة. وكتبت مجلة «فوكس» أن هذه الانتخابات ولو أنها أبقت الاشتراكيين في السلطة، فإنها كانت «تذكيراً قوياً بأنه إذا لم تعمل الأحزاب الرئيسية على حل مشكلات السكان، فإن المتطرفين هم من يكسبون». ورأت المجلة أنه رغم انقسام الحزب المتطرف في ولاية ساكسونيا السفلى على نفسه، فقد نجح بمضاعفة أصواته. ذلك أن «الكثير من الناخبين غير راضين عن أداء الحكومة، ووجدوا في هذا الاقتراع مناسبة للاعتراض على سياسات برلين، بعد أن استغل البديل لألمانيا ضعف الحكومة الائتلافية التي لم تتمكن بعد من تهدئة مخاوف السكان».
ونظّم «البديل لألمانيا» مظاهرة واسعة السبت الماضي في برلين، رفع فيها شعارات ليست فقط مناهضة للاجئين الأوكرانيين ولكن أيضاً مؤيدة لروسيا. وسارت المظاهرة من البرلمان حتى السفارة الروسية القريبة، فيما ردد المتظاهرون شعارات تدعو لرفع العقوبات عن روسيا وإعادة استيراد الغاز منها بهدف خفض الأسعار.
ويواجه حزب «البديل» اتهامات بالتقارب مع موسكو والترويج لسياسات الكرملين. وتتكرر هذه المظاهرات منذ أسابيع في الولايات الشرقية كل يوم اثنين، حيث يخرج الآلاف اعتراضاً على ارتفاع أسعار الطاقة وهم يدعون لرفع العقوبات عن موسكو.
وحاول زعيم «الحزب المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل كسب مؤيدي «البديل لألمانيا»، برفع شعارات مناهضة للاجئين الأوكرانيين مع أن الحزب من أكثر المنتقدين للحكومة الألمانية لعدم تقديمها دعماً كافياً لكييف. وتسبب زعيم الحزب، فريدريك ميرز، قبل أسبوعين بموجة انتقادات عندما قال إن اللاجئين الأوكران يأتون «في سياحة اجتماعية» إلى ألمانيا، في إشارة إلى أنهم يتسجلون كلاجئين بهدف الحصول على المساعدات ثم يعودون إلى بلدهم.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ميلوني تصل إلى الصين في زيارة رسمية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
TT

ميلوني تصل إلى الصين في زيارة رسمية

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

أعلنت وسيلة إعلام رسمية صينية أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وصلت بعد ظهر اليوم (السبت) إلى الصين في زيارة رسمية، وذلك لتحفيز العلاقات التجارية، والتطرق إلى الحرب في أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهي الزيارة الأولى لميلوني إلى الدولة الآسيوية، منذ توليها منصبها عام 2022.

ومن المقرر أن تلتقي المسؤولة الإيطالية خلال زيارتها التي تستمر 5 أيام، وتنتهي الأربعاء، الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، بحسب بكين.

وقال تلفزيون «سي جي تي إن» الصيني على موقع «ويبو» الاجتماعي: «وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بعد ظهر (السبت) 27 يوليو (تموز) إلى بكين في زيارة رسمية».

وأرفقت القناة رسالتها بصورة لطائرة تابعة للجمهورية الإيطالية على مدرج المطار.

قال مصدر حكومي إيطالي إن الهدف من الزيارة هو «إعادة تحريك العلاقات الثنائية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك».

وذكر المصدر أن مباحثات ميلوني مع كبار القادة الصينيين ستركز على «القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال الدولي بدءاً بالحرب في أوكرانيا».

وبالإضافة إلى بكين، ستزور ميلوني شنغهاي (شرق) عاصمة الصين الاقتصادية.

انسحبت إيطاليا من الاتفاقية مع الصين بشأن طرق الحرير الجديدة العام الماضي، بعد أن كانت الدولة الوحيدة في مجموعة السبع المشاركة في هذا البرنامج الاستثماري الضخم من جانب بكين في البنى التحتية بالخارج.

قبل وصولها إلى السلطة، رأت ميلوني أن الالتزام بهذا البرنامج، وهو حجر الزاوية لطموحات الرئيس شي جينبينغ لزيادة تأثير بلاده في الخارج، كان «خطأ جسيماً».

وتضمنت مذكرة التفاهم غير الملزمة بين روما وبكين تعهدات تعاون واسعة النطاق في المجالات اللوجستية والبنى التحتية والتمويل والبيئة.

لكن التفاصيل كانت نادرة، وأدَّت قلة الشفافية إلى عدم ثقة حلفاء إيطاليا.

ومنذ ذلك الحين، سعت إدارة ميلوني إلى تحسين العلاقات مع الصين، الشريك التجاري الرئيسي.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في أبريل (نيسان) أن «علاقاتنا مع الصين إيجابية حتى لو كان هناك منافسة بيننا وتباين في مواقفنا بشأن بعض القضايا».

وشدد على أن انسحاب روما من مشروع طرق الحرير الجديدة «لم يكن خطوة عدائية تجاه الصين».