الحرب الأوكرانية: كازاخستان تنأى بنفسها عن روسيا

الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف (أرشيفية - رويترز)
TT

الحرب الأوكرانية: كازاخستان تنأى بنفسها عن روسيا

الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف (أرشيفية - رويترز)

لن تعترف الحكومة الكازاخستانية بالاستفتاءات الروسية غير القانونية التي تهدف إلى المصادقة على ضم المناطق الأوكرانية المحتلة إلى روسيا. وحسب تقرير نشرته مجلة «ذا ناشونال إنترست»، فإن هذا مجرد أحدث دليل على أن السياسة الخارجية لكازاخستان تصنع في آستانة، وليس في موسكو.
كان موقف كازاخستان من خطط موسكو لضم الأراضي الأوكرانية واضحاً. خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش الرئيس قاسم جومارت توكاييف ثلاثة «مبادئ أساسية» للشؤون الدولية اليوم: «المساواة في السيادة بين الدول، ووحدة أراضي الدول والتعايش السلمي بين الدول». دون ذكر أوكرانيا بالاسم، أشار توكاييف إلى أن «هذه المبادئ الثلاثة مترابطة. احترام أحدها يعني احترام الاثنين الآخرين. تقويض أحدها يعني تقويض الاثنين الآخرين».
لم يمضِ وقت طويل بعد إجراء الاستفتاءات غير القانونية في الأراضي المحتلة، حتى جعلت آستانة رسالة توكاييف أكثر وضوحاً. وقال أيبك صمادياروف، المسؤول في وزارة الخارجية الكازاخستانية: «فيما يتعلق بإجراء الاستفتاءات... تنطلق كازاخستان من مبادئ وحدة أراضي الدول، وتكافؤ سيادتها، والتعايش السلمي». كما حذرت آستانة (إلى جانب حكومات أخرى في آسيا الوسطى) مواطنيها من القتال في أوكرانيا.
من المؤكد أن هذه القرارات لن ترضي موسكو، ويمكن توقع موجة جديدة من التهديدات. في أغسطس (آب)، وصف الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف كازاخستان بأنها «دولة مصطنعة»، في رسالة وجهها إلى أتباعه في فكونتاكتي (تم حذف المنشور لاحقاً بحجة اختراق حسابه). في أبريل (نيسان) الماضي، قال المعلق الروسي البارز تيغران كيوسايان في برنامجه على «يوتيوب»، إن كازاخستان كانت «جاحرة» و«خبيثة» لعدم دعم موسكو، مضيفاً أنها قد تواجه نفس مصير أوكرانيا. كما انتقدت قناة «Tsargrad» الروسية التليفزيونية آستانة.
ظلت روسيا وكازاخستان شريكين ودودين بشكل عام منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، وهما حليفان دفاعيان وتجاريان وثيقان. في حين أن آستانة لن تتبع موسكو بشكل أعمى، إلا أنها لن تثير عدائها. على سبيل المثال، لم تصوت كازاخستان على قرار للأمم المتحدة يتيح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلقاء خطاب مسجل في الجمعية العامة للأمم المتحدة (صوتت روسيا وبيلاروسيا ضد هذا القرار). وشاركت كازاخستان أيضاً في مناورات عسكرية متعددة الجنسيات برعاية روسية في أغسطس ومناورات منظمة معاهدة الأمن الجماعي من سبتمبر (أيلول) إلى أكتوبر (تشرين الأول).
إحدى القضايا العالقة التي يمكن أن توتر العلاقات الثنائية بين البلدين هي شمال كازاخستان. بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، كان نحو 37 في المائة من سكان كازاخستان من أصل روسي. ومع ذلك، هاجر الكثيرون إلى روسيا، بعد أن أغرتهم المزايا التي تقدمها موسكو. في الوقت الحالي، يوجد في كازاخستان نحو 19 مليون مواطن، يشكل الكازاخ ما يزيد قليلاً على 69 في المائة منهم، في حين أن 18 في المائة من أصل روسي. يعيش كثير من الروس في المدن الشمالية بالقرب من الحدود مع روسيا.
وبالتالي، فإن أحد المخاوف هو أن موسكو قد تسعى إلى ضم شمال كازاخستان، وتبرير ذلك من خلال الادعاء بأنها تحمي العرق الروسي. يمكن حتى النظر إلى تصريحات ميدفيديف، الذي اتهم كازاخستان بالضلوع في «إبادة جماعية» ضد الروس العرقيين، على أنها حجج لتبرير العمليات المستقبلية، بالطريقة نفسها التي زعمت بها موسكو أنها اضطرت لغزو أوكرانيا لحماية المواطنين المتحدثين باللغة بالروسية.
في حين أن احتمال نشوب صراع بين موسكو وآستانة لا يزال بعيداً حالياً، إلا أنه أمر يجب على المحللين أخذه بعين الاعتبار خلال مراقبة العلاقات الثنائية. أوضح لي آرييل كوهين، زميل في المركز الدولي للضرائب والاستثمار، أن كازاخستان منخرطة في «توازن شبيه برقصة الباليه» مع الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأشار كوهين إلى أن «البقاء ضمن مجال القانون الدولي وعدم الاعتراف بضم روسيا للأراضي الأوكرانية من خلال الاستفتاءات المرحلية هو تماماً ضمن هذا النموذج».
هناك متغير آخر تجب مراعاته: المهاجرون الروس. منذ بدء الحرب، سافر الروس، لا سيما الرجال الذين يسعون إلى تجنب التجنيد، إلى فنلندا وجورجيا وتركيا ودول البلطيق وآسيا الوسطى. تصرفت الحكومة الكازاخستانية بطريقة إنسانية بفتح حدودها لاستقبال الهاربين. القضية الرئيسية هي معرفة كيف ستؤثر هذه الهجرة على كازاخستان في المستقبل القريب والمتوسط. وفقاً لبيان صادر عن السلطات الكازاخستانية، «يقيم 353 ألف مواطن من الاتحاد الروسي مؤقتاً في كازاخستان، منهم 6940 موجودون هنا للعمل». وأفادت وسائل الإعلام بأن نحو 98 ألف روسي عبروا إلى كازاخستان في الأسبوع الذي تلا إعلان الرئيس بوتين التعبئة الجزئية.
من غير الواضح ما إذا كان الروس في كازاخستان سيسافرون إلى مكان آخر أم سيبقون هناك. هل سيحاولون في النهاية أن يصبحوا مقيمين، أم سيعودون إلى ديارهم بمجرد انتهاء الحرب والتجنيد؟ هناك بالفعل تقارير عن عودة بعض الروس من كازاخستان. ستؤدي هذه الهجرة إلى تغيير التركيبة السكانية الكازاخستانية، ومن المحتمل أن تؤثر على سياسات الحكومة الروسية المستقبلية وموقفها تجاه آستانة.
اتخذت الحكومة الكازاخستانية موقفاً جريئاً تجاه أوكرانيا من خلال عدم الاعتراف بالاستفتاءات غير القانونية. هذا التطور مهم للغاية لأنه يأتي من الشريك التجاري والدفاعي الروسي الوثيق. ومع ذلك، أثبتت آستانة أنها لن تضحي باتخاذ القرار المستقل للحفاظ على هذه العلاقات الوثيقة.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.