المعارضة اللبنانية تنبه الأمم المتحدة من تسييس نتائج الطعون الانتخابية

صورة من حساب الأمم المتحدة في «تويتر» للمنسقة الخاصة للبنان يوانا فرونتسكا
صورة من حساب الأمم المتحدة في «تويتر» للمنسقة الخاصة للبنان يوانا فرونتسكا
TT

المعارضة اللبنانية تنبه الأمم المتحدة من تسييس نتائج الطعون الانتخابية

صورة من حساب الأمم المتحدة في «تويتر» للمنسقة الخاصة للبنان يوانا فرونتسكا
صورة من حساب الأمم المتحدة في «تويتر» للمنسقة الخاصة للبنان يوانا فرونتسكا

يترقب معارضون لبنانيون بـ«قلق» لحظة إعلان المجلس الدستوري نتائج الطعون الانتخابية التي ينظر فيها منذ أشهر، والتي يفترض أن تصدر كحد أقصى نهاية الشهر الحالي، خشية «تسييس هذه النتائج لصالح قوى السلطة». وبحثت نائبات قوى «التغيير» بولا يعقوبيان وحليمة القعقور ونجاة صليبا مؤخراً مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، موضوع الطعون الانتخابية، وتطرقن معها إلى «الخشية من تسييس النتائج، وشددنا على أهمية أن يبقى العمل القضائي حراً ومستقلاً»، وفق يعقوبيان. وأشار مصدر نيابي معارض لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المعارضة تمارس ضغوطاً استباقية وعلى المستويات كافة، للحؤول دون حصول أي تدخلات سياسية في عمل المجلس الدستوري بموضوع الطعون، خصوصاً في ظل ما يردنا عن إمكانية قبول الطعون بنيابة كل من رامي فنج وفراس حمدان وشربل مسعد، وهم نواب ينتمون إلى المعارضة، ويبدو واضحاً أن هناك من يحرض سياسياً على قبول الطعن بنيابتهم، رغم أن لا الملفات فارغة ولا مبرر لذلك على الإطلاق».
وكان رئيس المجلس الدستوري القاضي طنّوس مشلب أعلن مؤخراً أن أعضاء المجلس «توافقوا على إصدار القرارات النهائية ضمن مهلة الشهر التي ينصّ عليها النظام الداخلي للمجلس، ولو أنّها مهلة حثّ وليست مهلة إسقاط، وبالتالي ستكون القرارات معلنة قبل نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل (الحالي)، على أبعد تقدير».
وينظر المجلس في 15 طعناً تم التقدم بها من قبل مرشحين خسروا الانتخابات النيابية التي جرت في 15 مايو (أيار) الماضي، شملت 18 فائزاً، و10 دوائر انتخابية، فيما حظيت دائرة الشمال الثانية (طرابلس ـ المنية ـ الضنية) بالعدد الأكبر؛ وهي أربعة طعون. ويركن مقدمو الطعون إلى ما يقولون إنها «مخالفات وشوائب أدت إلى تغيير النتائج وخسارتهم المقعد النيابي». وفي شهر أغسطس (آب) الماضي، نبه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من «ضغوط كبيرة تمارس من قبل (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) على أعضاء المجلس الدستوري للتلاعب بالطعون النيابية بغية نقل أربعة مقاعد من المعارضة إلى الموالاة، في مناطق مختلفة، خصوصاً في طرابلس ومرجعيون»، لافتاً إلى أن «الهدف من هذه الضغوط قلب ميزان القوى داخل المجلس النيابي تحضيراً للانتخابات الرئاسية». ورد المجلس الدستوري حينها على هذه الاتهامات، معتبراً أن «كل الكلام والتكهنات بصدور قرارات لصالح جهات معينة بنتيجة الطعون الانتخابية النيابية، لا يعنيه، وأنه ما زال في طور التحقيق بالطعون المقدمة إليه».
ويوضح الأستاذ في القانون الدولي المحامي أنطوان صفير، أن «المجلس الدستوري يعد المحكمة الدستورية في لبنان، لذلك لا يفترض أن يتخطى المهل المعطاة له بموجب القانون، باعتبار أن موضوع البت بالطعون مهمة أساسية لهذا المجلس، وعليه أن يقوم بها وفق الأصول»، لافتاً إلى أنه يكون أمام 3 خيارات «إما قبول الطعن بنيابة شخص وإعلان فوز المرشح الخاسر الطاعن أو إعلان شغور المقعد فيصبح عندها لزاماً على وزارة الداخلية تنظيم انتخابات فرعية لملء المقعد الشاغر أو يمكنه رد الطعن إذا رأى أنه غير مستند لوقائع معينة تعطي حقاً للطاعن».
ويشدد صفير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «القرارات الصادرة عن المجلس تكون حاسمة ونهائية ولا يمكن تمييزها أو استئنافها»، مضيفاً: «لا شك أن السياسة ليست بعيدة عن ملف الطعون، لأن قبول أكثر من طعن قد يغير في أكثريات معينة، وفي عدد نواب أحزاب وتكتلات، ونحن للأسف نعيش أزمة في استقلالية القضاء، لذلك نأمل في ألا يكون هناك تدخل سياسي بعمل المجلس، لأن في ذلك إساءة لدوره ولمصداقية القرارات التي ستصدر عنه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

واشنطن تخفف «القيود» على دمشق

قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر النصيب مع الأردن أمس (رويترز)
قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر النصيب مع الأردن أمس (رويترز)
TT

واشنطن تخفف «القيود» على دمشق

قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر النصيب مع الأردن أمس (رويترز)
قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر النصيب مع الأردن أمس (رويترز)

مع بدء العد التنازلي لرحيلها، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض القيود المالية على سوريا، تاركة مسألة رفع العقوبات لقرار تتخذه الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترمب.

وأظهر الموقع الإلكتروني الخاص بوزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة أصدرت أمس رخصة عامة لسوريا تسمح لها بإجراء معاملات مع مؤسسات حكومية وكذلك بعض معاملات الطاقة والتحويلات المالية الشخصية.

في الأثناء، جرت في أنقرة مباحثات تركية - أردنية. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي بحضور نظيره الأردني أيمن الصفدي، إن القضاء على «وحدات حماية الشعب» الكردية بات «مسألة وقت»، وإن أنقرة لن توافق على أي سياسة تسمح للوحدات الكردية بالحفاظ على وجودها في سوريا. وأكد فيدان أن بلاده لن تسمح بتمرير أي أجندات غربية تدعم «حزب العمال الكردستاني» بذريعة مكافحة «داعش».

إلى ذلك، وصل إلى أبوظبي، أمس، أسعد الشيباني، وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، حيث التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، وبحثا التطورات في سوريا، والأوضاع الإقليمية، وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين.