كثفت ألمانيا جهودها باتجاه حلحلة الأزمة الليبية، وذلك من خلال دفع الأطراف المحلية المختلفة للتحاور مجدداً، بما يضمن الذهاب بالبلاد إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر في أقرب الأجل.
وبدت ألمانيا، التي عقد مبعوثها الخاص كريستيان باك، سبعة لقاءات مع مسؤولين ليبيين خلال الأسبوع الماضي في ليبيا وتونس، رفقة سفيرها ميخائيل أونماخت، عازمة على جمع الفرقاء السياسيين لإدارة حوار جديد ضمن ما أطلق عليه «برلين3»، سعياً لإنهاء حالة الجمود السياسي التي تسيطر على البلاد منذ قرابة عام.
غير أن هذه التحركات الألمانية التي تواكبت مع عودة النشاط الملحوظة للسفيرة البريطانية كارولين هورندال، دفعت عديد الليبيين للتساؤل حول مغزى هذه المساعي
الدولية الحثيثة، وماذا يمكن أن يقدمه انعقاد مؤتمر جديد ببرلين أو أي عاصمة أخرى في ظل الانقسام المحموم بين حكومتين تتصارعان على السلطة؟
جانب من هذا الجمود السياسي، دفع بالبعثة الأممية لدى ليبيا إلى إعادة بحث الأزمة مع أعضاء بـ«ملتقى الحوار السياسي»، إذ أعلن عدد منهم صباح اليوم، عن لقاء سيجمعهم في العاصمة مع منسق البعثة الأممية ريزدون زينينغا، بقصد مناقشة الخروقات التي طرأت على خريطة الطريق، لكن مع آخر اليوم، تحدث أعضاء من الملتقى عن تأجيل اللقاء، وأرجعوا ذلك لـ«ضيق الوقت وكثرة المشاركين الذين وجهت لهم الدعوة».
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت عن موسى فرج، عضو لجنة الحوار عن المجلس الأعلى للدولة، أن قرابة 30 عضواً من الملتقى سيجتمعون مع منسق البعثة الأممية، بناءً على طلبهم لمناقشة الانسداد السياسي بالبلاد.
وحالة الجمود الناتجة عن الانقسام السياسي بالبلاد لم تكن بعيدة عن اجتماعات المبعوث الألماني مع الساسة الليبيين، إذ تمحورت حول ضرورة الحفاظ على مخرجات «برلين 1و2»، التي تؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات العامة، وعدم التدخل في الشؤون الليبية، وإخراج «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب من البلاد.
ومن بين اللقاء السبعة، اجتماع المبعوث الألماني، مع نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، التي دافعت خلاله عن رؤية حكومتها السياسية للمضي قدماً نحو تمهيد الاستقرار السياسي، وصولاً لانتخابات وفق (خريطة طريق مختصرة) واضحة المعالم تحدد الالتزامات تجاه العملية الانتخابية»، ورأت أن «مهمة تحقيق الانتخابات هي مسؤولية الجميع وتتطلب تضافر جهود الجهات التشريعية
والتنفيذية بعيداً عن أي استقطابات سياسية وتجنب أي سيناريوهات لا تلبي تطلعات الشعب الليبي».
والمنقوش، التي ناقشت مع المبعوث الألماني إمكانية عقد مؤتمر «برلين 3»، والتزام حكومة «الوحدة» بمخرجات «برلين 1 و2»، نقلت عن كريستيان باك، تأكيده على «شرعية تلك الحكومة، ومواصلة دعم ومساندة بلاده لجهودها الداعمة للاستقرار لتحقيق الانتخابات».
جانب مما تطرقت إليه المباحثات الألمانية، نقله فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الذي قال إنه التقى المبعوث الألماني والسفير الألماني في تونس، حيث تناولت مدى التوافق على «القاعدة الدستور» اللازمة لإجراء الانتخابات، متحدثاً في حوار مع «فضائية الوسط» مساء أمس، عن أنه جرى الاتفاق على أن تكون هناك «حكومة موحدة تقود البلاد».
وسبق للبعثة الأممية التقاء أعضاء من «ملتقى الحوار السياسي»، وعقب الإعلان عن اللقاء الذي تأجل اليوم، رد المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، على ما اعتبره البعض تعويل البعثة على «ملتقى الحوار» ثانية لبحث خريطة الطريق المُعطلة، وقال: «لا يوجد أي اتجاه لإحياء لجنة 75 أممياً، والأمر مرتبط بتقاطع المصالح الفردية محلياً، بالإضافة إلى رغبة البعض في لعب دور سياسي».
وأضاف البيوضي، في تصريح صحافي، أن «فشل خريطة الطريق فعلياً مرتبط بالمشاركين في صناعتها بعيداً عن الصفات وآليات الاختيار»، ورأى أن «التدخل الدولي بات يأخذ اتجاهات متعددة وكل طرف يستخدم أدواته بطريقته».
وفيما قال إن «البعثة الأممية تنتظر خطة عبد الله باتيلي، المبعوث الجديد»، لفت إلى أن «الانتخابات هي الحل، ويجب استكمال إجراءاتها من حيث توقفت». وحذر من أن «أي محاولة لخلط الأوراق لتحقيق المكاسب الفردية والفئوية على حساب إرادة الليبيين وتطلعاتهم في اختيار ممثليهم عبر صناديق الاقتراع ستواجه بالمقاومة».
ماذا يمكن أن يقدم «برلين 3» للأزمة الليبية؟
إرجاء لقاء البعثة الأممية بأعضاء «ملتقى الحوار»
ماذا يمكن أن يقدم «برلين 3» للأزمة الليبية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة