رضوى الأسود: لم أخض حتى الآن تجربة «الكتابة النسوية»

صاحبة «خداع واحد ممكن» تقول إنها متعصبة لأبطالها رجالاً ونساءً

رضوى الأسود
رضوى الأسود
TT

رضوى الأسود: لم أخض حتى الآن تجربة «الكتابة النسوية»

رضوى الأسود
رضوى الأسود

في روايتها الصادرة أخيراً «خداع واحد ممكن»، عن دار الشروق بالقاهرة، تطرح الكاتبة الروائية المصرية رضوى الأسود، من خلال أبطالها، تساؤلات مصيرية حول الحب والإبداع واسترداد الذات بوصفه سبيلاً للخلاص. ويتشكل هذا من خلال سياقات سردية تستلهم الرحلة والتاريخ والعالم النفسي، كما في أعمالها الأدبية السابقة، ومن أبرزها «حفل المئوية»، و«تشابك»، و«كل هذا الصخب»، و«بالأمس كنت ميتاً».
هنا حوار معها حول روايتها الجديدة وتجربتها الكتابية:
> ارتكزت روايتك الجديدة منذ عنوانها على موضوع «الخداع»، لماذا هذا الموضوع خاصة؟
- نعم، الخداع هو الثيمة والفكرة الأساسية للرواية، وأتحدث هنا عن خداعٍ أراه الوحيد؛ وهو خداع النفس؛ لأن أي خداع للآخرين هو في الحقيقة متفرع منه.
منذ أول رواية لي «حفل المئوية» وكتابتي تسعى لتعرية النفس البشرية، بكل ما تحمله من جمال ووحشية، بشقيّها: الملاك، والشيطان. وبالفعل أعتبر نفسي كاتبة تهوى الغوص في أغوار النفس البشرية، وقد ازداد هذا الشغف مع الوقت، حتى وصلت لكتابة هذه الرواية التي يمكن تصنيفها على أنها رواية نفسية بامتياز، رغم حملها كثيراً من الثيمات والأوجه والتأويلات، ففيها جانب من أدب الرحلات، وجانب بوليسي، وآخر رومانسي.
أعتقد أن الجو السينمائي الذي يغمر الرواية، بجانب ما أثارته من فكرة ارتكاب كاتب هام ومشهور جريمتي قتل، هو ما خلق هذا الزخم حولها، رغم تناول الكثير من الكتب علاقة الاضطرابات النفسية بالإبداع، ورغم معرفتنا التامة بتاريخ طويل مليء بنهايات مأساوية ومُفجعة للمبدعين، وهذا العامل الأخير ضمن أهم الأسباب التي دفعتني لكتابة هذه الرواية.
> لكنكِ ترسمين في الرواية صورة مُغايرة للمثقف قد تكون مثيرة للجدل.
- أعتقد أن منبع هذا الجدل يكمن في أن روائية كتبت عن الوسط الذي تنتمي إليه، ربما لو كنتُ كتبتُ عن طبيب أو مهندس، وليس روائياً، كانت ستمر الرواية بسلام. لقد كتبتُ بإيعاز من واقع تاريخ لا يمكن إنكاره، وكذلك مشاهدات حية لأزمات نفسية ووجودية لكُتاب أعرفهم بشكل شخصي، بالطبع لم يتحول أحدهم لقاتل، لكن ما قيمة الخيال إن لم أقم أنا بخلق وإبداع صورة ما؟ نسج قصة لا يعني بالضرورة أن تكون قد حدثت أو ستحدث، قصة قد تنتمي لأي فئة، لأي أحد، وليس للمبدع وحده، تكشف مأزق الإنسان الحديث وما يعانيه من ضغوط مميتة قد تجعله ضحية لمرض نفسي أو عقلي لا شفاء منه.
> برأيك، هل من الممكن أن يتحول شخص عادي إلى قاتل؟
يقول أورهان باموق: «لأن فرصة ارتكاب جريمة لم تسنح لهم، يعتقد الكثير من الناس أنهم أبرياء». وأنا أرصد في الرواية تجربة لامرأة صربية تُدعى مارينا أبراموفيتش، حين تعمدت الوقوف صامتة أشبه بتمثال لمدة ست ساعات في قاعة مليئة بأفراد مختلفي الأعمار والخلفيات، وضعت بجانبها سكيناً ومسدساً، وانتهى الأمر بأن تعرضت للعنف والجروح الجسدية بسبب تحرش الناس بها، وكادت تفقد حياتها.
برأيي أن الإنسان كائن فوضوي بطبعه، يحمل من الوضاعة قدراً ليس بالهيّن، وقدرة هائلة على الإيذاء، والتاريخ خير دليل؛ بدءًا من قابيل، وحتى آخِر يوم فوق سطح الأرض. تلك القدرة التدميرية لن يشعر هو بها أو يشعر بها الآخرون، إلا إذا أتيحت له الفرصة، والفرصة ليس بالضرورة أن تكون كالتجربة التي ذكرتها. ولا ننسى أن كثيراً من القتلة شهد لهم الناس بالهدوء والأخلاق الرفيعة.
> لماذا اخترتِ الرحلة البحرية مكاناً سردياً متحركاً للرواية؟
- بداية، أود الإشارة إلى عدد أيام الرحلة، سبعة أيام. ورقم سبعة يحمل دلالات هامة، وله قدسية ومكانة خاصة ويحمل أسرارًا كثيرة، فهو مجموع أيام الأسبوع، وهو عدد ألوان قوس قزح، وعدد المعادن الرئيسية في الأرض، وعدد قارات العالم، ويكتمل الجنين في بطن أمه عند الشهر السابع، ومدارات الكون سبعة، وتطير الطيور المهاجرة مُشكِّلة في السماء رقم سبعة، وفقرات الرقبة سبع، وفي القرآن آيات سورة الفاتحة سبعة، والطواف حول الكعبة يكون سبع مرات، وعدد الجمرات التى تُلقى سبع، وأبواب النار سبعة، ويُقال إن يوم القيامة يوم جمعة؛ أي اليوم السابع. وروحياً، هو الرقم الذي يعني اليقظة الروحية، وهو مرتبط بالحكمة والتصوف والحدس والقوة الداخلية. لذا قصدت الإشارة إليه بنهاية الرحلة وإتمامها. وكانت عودة بطلي الرواية لطبيعتهما الأصيلة، ومن ثَمّ لبعضهما.
يعزز من ذلك إيماني بسحر المكان وتأثيره على الفرد، وأن الارتحال أو زيارة مكان مختلف، عالي الطاقة، هو السبيل إلى الشفاء، أو على أقل تقدير هو السبيل لإيجاد حل لمشكلة ما، وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة.
> في الرواية توظيف للغة الشعرية، وفي عملكِ السابق كانت ثمة لغة أقرب إلى الصوفية، كيف تختارين لغتكِ؟
- طبيعة العمل هي ما يفرض لغته. في «بالأمس كنت ميتاً» تبنّيتُ الصوفية منهجاً لرؤية العالم، كوصفة تسامح تمكِّننا من التعايش السلمي وقبول كل ما هو مختلف عنا. كان الحديث عن حرب بشعة وإبادة جماعية. أما هنا، ولأنها قصة حب أولاً وأخيراً، حب في جوهره وحيد واستثنائي، غائر في تاريخ الشخصيتين، لذا كانت اللغة غارقة في الشعرية، خاصة في وصف مشاعر الحب.
> كذلك تعكس أعمالكِ شغفاً خاصاً بالبحث في التاريخ... هل قادكِ أو يقودكِ التاريخ للأدب؟
- أنا مشغوفة بالبحث في التاريخ. ورثت نَفَس الباحث عن أبي الدكتور فاضل الأسود، رحمه الله؛ إذ كان باحثاً أكاديمياً. أما التاريخ ففي اختبارات المدرسة كنت أحصل فيه على الأرقام النهائية. نعم، يقودني التاريخ للأدب إلى حد ما، لكن ليس كل ما أكتبه تاريخاً، فمجموع رواياتي التاريخية لا يتعدى اثنتين هما: «تشابك» التي تتحدث عن التاريخ المصري القديم، و«بالأمس كنت ميتاً» التي تتحدث عن مذابح الأرمن.
أما بالنسبة للبحث في الأديان فهو مجال شديد الجاذبية، بالنسبة لي، إذ إن دراسة أي دين تجعل الإنسان بالضرورة يدرس التاريخ والجغرافيا والحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى دراسة الأساطير وعلم الأنثروبولوجي وسيكولوجية الجمهور أو الشعب الذي يعتنق ديناً ما، فلا فهم لأي دين بمعزل عن كل الظروف التي أحاطت بنشأته وانتشاره.
> الطبيعة الأنثوية لبطلاتكِ مُغايرة، فبطلة الرواية الجديدة «أحلام»، وبطلة الرواية السابقة «لوسي» هما باحثتان عن الحقيقة، تتعرضان للعنف.هل يمكن أن نتحدث هنا عن «حس أنثوي» في كتابتكِ؟
- ربما يكون ذلك التميز بطبيعة مغايرة يعود إلى أنني لا أنظر إليهن على أنهن «إناث»، ولكن بوصفهن «إنساناً»، كما أن غالبيتهن يتصفن- إن لم يكن كلهن- بالقوة؛ ليس الجسدية بالطبع، ولكن تلك القوة التي تكمن في الشجاعة والإقدام والجرأة والجَلَد والحكمة والقيام من العثرات والبدء من جديد.
لا أرى أن «أحلام» في «خداع واحد ممكن» تعرضت للعنف، بعكس «لوسي» في «بالأمس كنت ميتاً» التي تعرضت لعنف جسدي، وصدمة عائلية ونفسية شديدة في المراهقة، بالإضافة لحملها إرثاً ضخماً من المعاناة والتشتت من الأجداد، فإن خلعنا عن «لوسي» صفة الأنثى، فهي أقرب لطبيعة الرجل، وتحديداً في صراعها وخوضها المعارك من أجل الحصول على اعتراف من دول العالم بالمذبحة التي تعرَّض لها الشعب الذي تنتمي إليه. أما فيما يخص البحث عن الحقيقة، فأبطالي من الرجال هم أيضًا ارتحلوا وخاضوا التجارب بحثاً عنها، مثل «مالك» في «بالأمس كنت ميتاً»، و«حازم» في «خداع واحد ممكن».
في الحقيقة أنا متعصبة جداً لأبطالي، رجالاً ونساء على السواء، وقضيتي الأساسية هي الإنسان ومعاناته الوجودية، وأرى أنني حتى الآن لم أخض تجربة كتابة نسوية، بمعنى كتابة تنتصر للمرأة وقضاياها وتجعلها أولوية أولى، وإن كنت أرغب فيها بشدة كشكل مغاير.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اتُّهم مُدرّس في مدرسة بريطانية بتعريض الأطفال للخطر، وأُحيل إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي بعد عرضه مقاطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترمب على طلابه في حصة السياسة الأميركية.

وصرح المُدرّس، وهو في الخمسينيات من عمره، لصحيفة «التلغراف» بأنه «شُبّه بالإرهابي» بعد عرضه مقاطع الفيديو، بما فيها مقطع من حفل تنصيب ترمب، على طلاب المرحلة الثانوية.

وقد أبلغت كلية هينلي، وهي مدرسة ثانوية في هينلي أون تيمز، أوكسفوردشاير، تضم أكثر من ألفي طالب، عن مُحاضر العلوم السياسية وأحيل إلى هيئة حماية الطفل المحلية، التي خلصت إلى أن إحالة الأمر إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي تُعدّ «أولوية».

اتُّهم المعلم بالتسبب في «أذى نفسي» لطلابه في المرحلة الثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً. وفي وثيقة اطلعت عليها صحيفة «التلغراف»، أشار مسؤولون محليون معنيون بحماية الطفل إلى أن عرض مقاطع الفيديو قد يرقى إلى مستوى «جريمة كراهية».

دفعت هذه الادعاءات الغريبة المعلم، الذي حصل على شهادته في منتصف التسعينيات، إلى رفع دعوى قضائية ضد الكلية. وفي تسوية تفاوضية، حصل الرجل على تعويض قدره ألفا جنيه إسترليني (ألفين و697 دولاراً) بعد أن أجبرته فعلياً على الاستقالة من وظيفته التي كان يتقاضى عنها 44 ألف جنيه إسترليني سنوياً - أي نحو 59 ألف دولار.

ويعتقد اتحاد حرية التعبير أن القوانين التي تهدف إلى حماية الأطفال من القتلة والمغتصبين تُستخدم بشكل خاطئ لملاحقة البالغين ذوي الآراء غير الرائجة. وقال الاتحاد إن قضية المعلم مثال واضح على «استغلال بروتوكولات حماية الطفل كسلاح لإسكات شخص ما لأسباب سياسية».

وقال المعلم، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «لقد شبهوني بالإرهابي. كان الأمر صادماً للغاية. إنه أشبه بكابوس، كأنه مشهد من رواية...».

تُظهر وثائق اطلعت عليها صحيفة «التلغراف» كيف بدأت كلية هينلي تحقيقاتها في يناير (كانون الثاني) 2025 بعد أن تقدم اثنان من طلاب المحاضر بشكاوى. وقد اتُّهم المحاضر بالتدريس «المتحيز» و«غير ذي الصلة بالموضوع».

ذكرت الكلية في رسالة بريد إلكتروني رسمية بتاريخ 28 يناير أنه زُعم أنه «عرض على طلابه مقاطع فيديو لدونالد ترمب وحملته الانتخابية ودعايته، بالإضافة إلى مقاطع فيديو أخرى لا صلة لها بما يُدرَّس».

ثم أفادت الكلية بأن أحد مقاطع الفيديو «أثار انزعاجاً شديداً لدى أحد الطلاب».

قال المعلم: «كان الأمر مرعباً، لا يُصدق. كنا نناقش الانتخابات الأميركية، وكان ترمب قد فاز للتو، وعرضتُ مقطعي فيديو من حملة ترمب. وفجأة، اتُّهمتُ بالتحيز. قال أحد الطلاب إنه شعر باضطراب نفسي، وادعى أنه عانى من كوابيس».

وعندما سُئل عما إذا كان متطرفاً يمينياً، أجاب المعلم، وهو مؤيد للحزب الجمهوري لكنه يُصر على أن آراءه معتدلة: «لستُ متطرفاً».


ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.