في يومهم العالمي... معلمو اليمن بين الحرمان من الرواتب والتسريح والقتل

تلاميذ في طابور الصباح أمام منزل حوله معلم يمني إلى مدرسة لنحو 70 تلميذاً في مدينة تعز 18 أكتوبر (رويترز)
تلاميذ في طابور الصباح أمام منزل حوله معلم يمني إلى مدرسة لنحو 70 تلميذاً في مدينة تعز 18 أكتوبر (رويترز)
TT

في يومهم العالمي... معلمو اليمن بين الحرمان من الرواتب والتسريح والقتل

تلاميذ في طابور الصباح أمام منزل حوله معلم يمني إلى مدرسة لنحو 70 تلميذاً في مدينة تعز 18 أكتوبر (رويترز)
تلاميذ في طابور الصباح أمام منزل حوله معلم يمني إلى مدرسة لنحو 70 تلميذاً في مدينة تعز 18 أكتوبر (رويترز)

لجأت أروى الحيدري إلى بيع ذهبها وإنفاق مدخراتها لافتتاح مطعم صغير للوجبات المنزلية في العاصمة صنعاء، إلا أن مشروعها لم يكتب له النجاح، فاضطرت لاحقاً للعمل في تقديم الدروس الخصوصية، قبل أن تعمل في الخدمة المنزلية، بعد أن فقدت راتبها مثل آلاف المعلمين الذين انقطعت رواتبهم أو تم تسريحهم من قبل جماعة الحوثي.
وأروى مدرسة علوم، كانت تعمل في مدرسة حكومية في العاصمة صنعاء منذ عام 2002، وكانت أمورها تسير بشكل طبيعي حتى عام 2016، حين انقطعت المرتبات، فتدهور حالها مثل عشرات الآلاف من المعلمين اليمنيين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وتشير أروى إلى أن تقديم الدروس الخصوصية أمر غير مجدٍ إلا لمعلمي بعض المواد الدراسية وفي مراحل دراسية محددة.
وبحسرة، قالت الحيدري لـ«الشرق الأوسط» إن تقديم الدروس الخصوصية أمر معيب بحق المعلم الذي ينبغي عليه تقديم كل جهوده في المدرسة بنزاهة، لكن انقطاع رواتب الموظفين الحكوميين، وفي مقدمتهم المعلمون، منذ ستة أعوام، دفعها وغيرها للبحث عن مصدر دخل، بما في ذلك الدروس الخصوصية، لكن حتى هذا لم يكن أمراً سهلاً.
وتوضح أن العملية التعليمية تراجعت بالمجمل، ولم يعد هنالك تعليم إلا لقلة من الميسورين أو أبناء قيادات الميليشيات الحوثية وأنصارها، الذين يتلقون تعليماً حقيقياً، بسبب ما وصفته بالتدمير المتعمد للتعليم، والرغبة التي تبديها الميليشيات في تسخير التعليم لصالح مشروعها، حتى إنها لجأت إلى تدجين المعلمين بتسريحهم وحرمانهم من أجورهم، أو بتلقينهم دروساً طائفية وإلزامهم بتقديمها في الفصول الدراسية.
واحتفل العالم في 5 أكتوبر (تشرين الأول) بيوم المعلم، إلا في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، حيث مرّ هذا اليوم دون أي إشارة له. وبحسب مصدر تربوي في العاصمة صنعاء، فإن توجيهات صدرت من حسين الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات، والذي عينته القوى الانقلابية وزيراً للتربية والتعليم، قضت بعدم الاحتفال بهذا اليوم وتجنب ذكره تماماً.
ووفقا للمصدر، فإن الميليشيات لا تعترف بهذا اليوم، باعتباره دخيلاً على قيم المجتمع والأمة والدين، وبدعة غربية لا ينبغي التعامل معها.
وتم إقرار يوم المعلم العالمي بهدف التركيز على تقدير المعلمين ولفت الانتباه إلى أهمية مهنة التعليم، وإتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بالمعلمين والتدريس.
ومنذ عام 2016، يعمل مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية دون رواتب. ووفقاً لتقرير نشرته منظمة اليونيسيف العام الماضي، فإن ثلث العاملين في العملية التعليمية في اليمن، والمقدر عددهم بـ171.6 ألفاً، لم يتقاضوا رواتبهم منذ 4 سنوات على الأقل.
وسبق أن أعلن مسؤولو نقابة المعلمين اليمنيين عن مقتل 1580 معلماً على أيدي ميليشيات الحوثي خلال الفترة من 2015، وحتى 2020، منهم 81 من مديري المدارس والإداريين، و1499 قتيلاً من المعلمين، فيما قضى 14 من القتلى بسبب التعذيب في السجون الحوثية، في محافظات صنعاء والحديدة وحجة وصعدة.
وتعرض 2642 معلماً لإصابات مختلفة بنيران الميليشيات، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، إضافة إلى اختطاف وإخفاء 621 معلماً بشكل قسري.
وبلغ عدد المعلمين الذين تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية ونزحوا منها إلى المناطق المحررة أو إلى خارج اليمن 20.142 معلماً، بحسب مسؤولي النقابة.
إلا أن غالبية المعلمين يواصلون مزاولة مهنتهم، رغم انقطاع الرواتب والتحديات والظروف الأخرى، على أمل أن يتم تسديد هذه الرواتب لاحقاً، وخوفاً من فقدان وظائفهم أو اتهامهم، من طرف الميليشيات، بالخيانة والعمالة والارتزاق كما هو دأبها.
وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي، أقدمت الميلشيات الحوثية على فصل أكثر من 20 ألف معلم، وأحلَّت مكانهم عناصر تابعة لها، كما واصلت إيقاف صرف رواتب المعلمين أسوة بعموم موظفي الدولة الذين أوقفت صرف رواتبهم منذ ست سنوات، رغم أنها تمكنت من تحصيل ما يزيد على 200 مليار ريال من العملة المحلية مؤخراً، بحسب بيانات حكومية.
وتمكنت الميليشيات من الحصول على هذا المبلغ من ضرائب شحنات الوقود الواصلة إلى ميناء الحديدة منذ بداية الهدنة المنتهية في الثاني من الشهر الحالي. وكان أحد شروط الهدنة يقضي بتسديد رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرة الميليشيات من هذه الإيرادات، وهو بند نص عليه اتفاق استوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) 2018.
ورغم تأكيد الحكومة مرات عدة أن هذا المبلغ يكفي لتغطية جزء كبير من رواتب الموظفين والمتقاعدين، فإن الميليشيات الحوثية تنصلت من ذلك، وانتهت الهدنة التي استمرت ستة أشهر دون تنفيذ هذا الالتزام، بل إنها عادت لاشتراط أن تقوم الحكومة بدفع هذه الرواتب ورواتب مقاتلي الميليشيات، كشرط لتجديد الهدنة.
ومع انطلاق العام الدراسي الحالي، اعترف عبد الله النعيمي، المعين من قبل الميليشيات وكيلاً لوزارة التربية والتعليم في الحكومة الانقلابية، عن نية الميليشيات تسريح 40 ألف معلم، وعدم توفير الكتاب المدرسي للعام الدراسي الحالي، متحججاً برفض المنظمات الدولية تقديم الدعم، بحسب زعمه.
كما اعترف النعيمي، في تصريحات لوسائل إعلام الميليشيات، بانتشار الفساد في «صندوق دعم المعلم والتعليم» الذي أنشأته الميليشيات كمبرر للجبايات، حيث فرضت الميليشيات على المدارس الخاصة والشركات والمؤسسات التجارية التبرع لهذا الصندوق، الذي لا تعلن الميليشيات عن مصير إيراداته.
وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم، ناشدت نقابة المعلمين اليمنيين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، تلبية مطالب المعلمين القانونية، داعية القيادة السياسية والمجتمع الدولي إلى «إلزام ميليشيا الحوثي والضغط عليها بعدم تسييس التعليم وتحويله إلى تعليم طائفي مقيت».
كما طالبت النقابة في بيان لها بإلزام الميليشيات «التوقف عن ارتكاب الانتهاكات في تحريف المناهج التعليمية، بدس المبادئ الطائفية التي تغرس الأحقاد وتفتت النسيج الاجتماعي، وتخالف القوانين الدولية والمبادئ العامة للأمم المتحدة، والأهداف العامة للتعليم في اليمن».
وأشاد بيان النقابة بالتضحيات التي قدمها التربويون لأجل اليمن واليمنيين، حيث حيّا «التضحيات الجسيمة التي يقدمها منتسبو النقابة في شتى المجالات»، مستنكراً «ما يتعرضون له من إهانات واعتقالات وأحكام قضائية بالإعدام، وسلب حقوقهم، وعدم صرف رواتبهم في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي»، مطالباً المعلمين «بالمزيد من الصبر والتضحية من أجل الوطن».
من جهته، طالب المركز الأميركي للعدالة، في بيان بمناسبة يوم المعلم، بمعالجة أوضاع المعلمين اليمنيين وحماية حق التعليم في البلاد، مشيراً إلى أن حماية حق التعليم في اليمن يسهم بشكل مباشر وجذري في صناعة السلام والاستقرار في البلاد وفي المنطقة.
وذكر المركز، وهو منظمة مقرها نيويورك، «أن أوضاع المعلمين في اليمن تزداد تعقيداً بسبب حالة الحرب القائمة، والأزمة الإنسانية، والظروف المعيشية الصعبة التي نتجت عن الحرب، في حين تتدهور الحالة التعليمية تبعاً لكل ذلك، ويتم إفراغ المؤسسات التعليمية من محتواها ومضمونها».
وأشار إلى أنه يتابع «تطورات حالة التعليم في اليمن، وما يعانيه المعلمون من انقطاع الأجور والمستحقات المالية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، ودفعهم إلى الانقطاع عن أداء مهامهم قسراً، أو إجبارهم على تلقي دورات طائفية بهدف توجيههم لتلقينها للطلاب في المدارس، واستبدال بمن يرفضون منهم معلمين غير مؤهلين تابعين للجماعة».
وتحدث بيان المركز عن تعرض عشرات المعلمين للاعتقال والتعذيب والمحاكمات، وصدور أحكام بالإعدام بحق بعضهم في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، منبهاً إلى أن «هذه الأوضاع تدفع بالعملية التعليمية في اليمن إلى مزيد من الانهيار، وتجعل ملايين الأطفال عرضة للاستغلال في الأعمال الشاقة والمعاملة المهينة والتجنيد لدى الجماعات المسلحة، والانحراف السلوكي».
وحثّ البيان المجتمع الدولي على «العمل على معالجة هذه الحالة، وحماية حق التعليم في اليمن، وتقديم المساعدات الكافية واللازمة لإنهاء تسرب الأطفال من المدارس، ومعالجة أوضاع المعلمين، وتوفير أجور كافية لهم للتفرغ لممارسة مهامهم بكفاءة وتقدير».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.