الدبيبة يتجاهل دعوات ليبية ودولية للتحقيق في «جثث صبراتة»

حكومة باشاغا «حرضت» السكان على التظاهر

صورة نشرها الدبيبة على «تويتر» لاحتفاله مع الأطفال بالمولد النبوي
صورة نشرها الدبيبة على «تويتر» لاحتفاله مع الأطفال بالمولد النبوي
TT

الدبيبة يتجاهل دعوات ليبية ودولية للتحقيق في «جثث صبراتة»

صورة نشرها الدبيبة على «تويتر» لاحتفاله مع الأطفال بالمولد النبوي
صورة نشرها الدبيبة على «تويتر» لاحتفاله مع الأطفال بالمولد النبوي

تجاهل عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، مطالب محلية ودولية بالتحقيق في ملابسات حادث العثور على 15 من جثث المهاجرين غير الشرعيين على شواطئ مدينة صبراتة غرب البلاد، بينما حرضت حكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا الأهالي على التظاهر؛ احتجاجاً على ما وصفته بـ«غياب الأمن وسلطة الدولة».
وأظهرت لقطات لوسائل إعلام محلية استقبال الدبيبة، أمس، لأطفال من دور الرعاية؛ للاحتفال معهم بالمولد النبوي الشريف، بمنزله في منطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، للعام الثاني على التوالي.
وكتب الدبيبة لاحقاً على «تويتر»: «ليس أجمل من اللقاء بأبنائي من دار رعاية الطفل الذين أكرموني بقدومهم من بنغازي ليشاركونا (عصيدة) المولد، لنحتفل جميعاً بهذه المناسبة العظيمة».
واستنكر مجلس صبراتة البلدي، في بيان مشترك مع مجلس حكماء وأعيان ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي بالمدينة، ما وصفه بالجريمة البشعة التي وقعت بحق عدد من المهاجرين واللاجئين ضحايا استغلال شبكات التهريب.
واعتبر أن «ما حدث ينمّ عن سلوك إجرامي محرم دينياً وقانونياً وأخلاقياً، وواجب التصدي له بكل قوة من الجهات المختصة بمكافحة الجريمة والتهريب، وهو فعل مشين يستحق الإدانة ومتابعة وملاحقة فاعليه».
وبعدما أكد أن «الأهالي ضحايا هذه الأفعال والمجموعات والشبكات الدولية، دعا كافة الجهات الأمنية والضبطية إلى تحمل مسؤولياتها وملاحقة الخارجين على القانون».
ودخلت حكومة باشاغا الموازية، أمس، على الخط ببيان لوزارتها للشؤون الاجتماعية أدانت فيه ما وصفته بـ«الجريمة البشعة التي وقعت في غياب تام لهيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية». واعتبرت أن ما حدث بصبراتة «ينم عن جريمة نكراء مكتملة الأركان»، وحثت أهالي صبراتة على «الخروج والتعبير سلمياً لاستنكار ما حصل على أرضهم في ظل غياب الأمن وسلطة الدولة وهيبتها».
كما دعت مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة والمدن المجاورة إلى ضرورة الخروج ببيانات استنكار لهذا الفعل المشين، وتوجيه الأهـالي للمطالبة بفرض هيبة الدولة ومحاسبة المجرمين.
ودعت وزارة الداخلية بحكومة باشاغا لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعرف على الجناة وتقديم قوائم بأسمائهم للنيابة العامة، وتسليمهم للعدالة.
بدورها، سجلت «اللجنة الليبية لحقوق الإنسان» تجديد إدانتها لجميع الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تطال المهاجرين في ليبيا من قبل عصابات شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر. وحملت اللجنة، حكومة الدبيبة مسؤولية مقتل هؤلاء المهاجرين واعتبرت هذه الجريمة انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وجريمة يُعاقب عليها قانون العقوبات الليبي.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الليبية إلى فتح تحقيق جدي في تكرار حوادث الوفيات والغرق في قوارب المهاجرين وطالبي اللجوء قبالة السواحل الليبية، وأكد، في بيان له، الحاجة إلى إجراءات جادة لضمان سلامة طالبي اللجوء والمهاجرين، وتقليل المخاطر التي تواجههم، بما في ذلك ابتزاز تجار البشر والمهربين.
وطالب مجدداً دول المقصد الأوروبية بالكف عن تجريم وملاحقة جهود الإنقاذ غير الرسمية، والعمل بدلًا من ذلك على تفعيل مهام الإنقاذ الرسمية باستمرار لضمان الاستجابة السريعة لحوادث الغرق أو الأعطال على القوارب، على النحو الذي قد يساعد في الحد من الأعداد المتصاعدة من الضحايا في مياه المتوسط.
وكانت جمعية «الهلال الأحمر الليبي» أعلنت انتشال 15 جثة بصبراتة، بينما قال فرعها هناك إنه تم انتشال الجثث بعد ورود بلاغ من السلطات المحلية بوجود قارب على متنه جثث متفحمة وجثث سليمة خارجه، مشيراً إلى أنها وضعت بثلاجة المستشفى لاستكمال باقي الإجراءات القانونية.
وقال مصدر أمني إن الجثث لمهاجرين حوصروا وسط نزاع بين مجموعتين متخاصمتين من مهربي البشر، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن ركاب القارب، ومعظمهم من الأفارقة، قتلوا ليل الخميس الماضي، بإطلاق نار بعد مشادة بين المهربين. ثمّ أضرمت إحدى مجموعات المهربين النار في القارب، في صبراتة التي تعد مركزاً رئيسياً في شمال غرب البلاد للهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قارباً محترقاً على شاطئ يتصاعد منه دخان أسود، وما بدا أن القارب نفسه محترق من الداخل، وبه رفات بشرية متفحمة.
ولم يكشف «الهلال الأحمر» عن هوية الضحايا أو سبب وفاتهم، لكن ناشطين حقوقيين قالوا إن الجثث عائدة لمهاجرين غير شرعيين.
وغرقت ليبيا منذ ثورة 2011 في فوضى أمنية وسياسية استغلها المهربون الذين ينظمون رحلات لعشرات الآلاف من المهاجرين معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء؛ لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط نحو السواحل الجنوبية لأوروبا.
من جهة أخرى، أعلن أهالي مدينة الزنتان الجبلية رفضهم إبرام أي اتفاقيات ليست في صالح الدولة الليبية، وطالبوا في بيان لهم، مساء أول من أمس، بطرد كل القواعد الأجنبية والمرتزقة بكافة أشكالها وأنواعها، مهما كانت مبرراتها. كما هددوا باللجوء لما وصفوه بمواقف تصعيدية، إذا لم تتم تلبية هذه المطالب.
من جهته، أعلن فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الموازية، أنه ناقش مساء أول من أمس مع السفيرة البريطانية كارولاين هارندل التطورات الأخيرة التي حدثت في ليبيا، وأدرج الاجتماع في إطار ما وُصف بسلسلة لقاءاته.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
TT

موسكو تحذَّر رعاياها من زيارة ليبيا إثر اعتقال سلطات طرابلس روسيّاً

المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)
المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة الطاهر الباعور مستقبلاً سفير روسيا لدى دولة ليبيا حيدر أغانين (الخارجية)

تكّسر صفو العلاقة بين سلطات العاصمة الليبية طرابلس وروسيا على نحو مفاجئ وغير متوقع، اليوم (الخميس)، بعد الإعلان عن اعتقال أحد المواطنين الروس في ليبيا، وهو ما دفع السفارة الروسية في ليبيا إلى تحذير رعاياها من زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، وقالت إن الوضع العسكري السياسي بالبلاد «لا يزال متوتراً للغاية».

وأضافت السفارة الروسية موضحة أن «ليبيا ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة». وأبرزت في هذا السياق أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن «التحذير ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو درجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

ورداً على هذه الخطوة، قال بيان صحافي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، إن الوزارة «تتابع ببالغ الاهتمام البيان الصادر عن السلطات الروسية، الذي يُحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا». ودعت نظيرتها الروسية إلى تقديم «توضيح عاجل حول دوافع وأسباب هذا التحذير، وذلك في إطار ما تقتضيه العلاقات الثنائية من احترام متبادل وشفافية».

وأوضحت الوزارة أن الإجراءات المتخَذة بحق المواطن الروسي، إثر اعتقاله من طرف سلطات طرابلس، تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب النائب العام؛ مبرزة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني «متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في أفريقيا».

وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات «تأتي في إطار الحفاظ على الأمن الوطني»، معلنة رفضها «أي محاولة للإساءة إلى صورتي الاستقرار والأمن، اللتين حققتهما حكومة الوحدة الوطنية بجهود حثيثة خلال الفترة الماضية».

كما جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي التزامها بسيادة القانون وحماية المواطنين وضيوف ليبيا، وأكدت حرصها على تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول الصديقة، مشددة على أن الحوار الدبلوماسي هو الأساس لحل أي قضايا عالقة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويحترم سيادة وقوانين الدول.

وكانت روسيا قد قررت إعادة افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس آنذاك بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.