تصاعد هجمات «خلايا داعش» في مناطق «قسد» شرق الفرات

تدريبات لـ«ميليشيات إيران» في تدمر... واشتباكات عنيفة بين «انغماسيي تحرير الشام» وقوات النظام غرب حلب

صياد أمام سواحل اللاذقية غرب سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
صياد أمام سواحل اللاذقية غرب سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تصاعد هجمات «خلايا داعش» في مناطق «قسد» شرق الفرات

صياد أمام سواحل اللاذقية غرب سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
صياد أمام سواحل اللاذقية غرب سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

سُجّل في الأيام الماضية تصاعد لافت لهجمات تقوم بها خلايا تنظيم داعش في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شرق سوريا، ما يعزز المخاوف من أن التنظيم يعيد بناء صفوفه بعد سنوات من هزيمته العسكرية في آخر معاقله السورية في الباغوز بريف دير الزور عام 2019. ويأتي تصاعد هجمات «داعش» في وقت رُصدت فيه تدريبات تقوم بها ميليشيات تابعة لإيران في البادية السورية.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس، إلى مقتل عنصر سوري انتسب إلى «الحرس الثوري» الإيراني، بعدما تم «قنصه» على يد خلايا تنظيم داعش في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي. وأوضح أن العنصر، وهو من أبناء بلدة حطلة بريف دير الزور، كان قد انتسب إلى «الحرس الثوري» عبر مكاتب انتساب مخصصة لاستقطاب الراغبين في العمل مع الإيرانيين.
وجاء مقتله في وقت دوّت انفجارات عنيفة في منطقة تدمر، بريف حمص الشرقي، نتيجة تدريبات عسكرية تقوم بها تشكيلات ما يُعرف بـ«ميليشيات إيران»، وبإشراف قيادات في «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني. وأوضح «المرصد» أن التدريبات تجري في مطار تدمر العسكري وتشمل إطلاق صواريخ متوسطة وقصيرة المدى «إيرانية الصنع»، على أهداف ثابتة ضمن البادية السورية.
وكان «المرصد» قد أشار، في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى تنقلات للميليشيات الموالية لإيران في منطقة تدمر القريبة من قاعدة التنف (التي تتمركز فيها قوات أميركية عند مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية)، مؤكداً أنها تغيّر من مواقع انتشارها خوفاً من استهدافها. وأوضح أن الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، استقدمت تعزيزات عسكرية من ريف حمص الشمالي. وتتألف هذه التعزيزات، بحسب «المرصد»، من نحو 120 عنصراً مع عتادهم الكامل وعربات عسكرية، وقد اتجهت نحو مطار التيفور العسكري ومحيطه بريف حمص الشرقي. وأشار أيضاً إلى تمركز مجموعات من «ميليشيا القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» في منطقة العباسية (30 كيلومتراً جنوب تدمر) بعدما غادرت مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام. وقال إن الميليشيات تعمل على «إعادة تموضعها خوفاً من استهدافات إسرائيلية».
في غضون ذلك، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات تصاعداً في معدل الاستهدافات والعمليات الانتقامية لخلايا «داعش» التي تنشط هناك، لا سيما في محافظة دير الزور. وأوضح «المرصد» أن استهدافات عدة وقعت منذ مطلع أكتوبر الجاري وطالت تشكيلات عسكرية تابعة لـ«سوريا الديمقراطية» (قسد)، وخلّفت قتيلاً واحداً و3 جرحى من العسكريين.
وبحسب حصيلة وزعها «المرصد» أمس، استهدف مسلحون يتبعون لخلايا «داعش» سيارة عسكرية تقل عناصر وقيادياً ضمن فوج تابع لـ«مجلس دير الزور العسكري» المنضوي في إطار «قسد»، يوم 2 أكتوبر. وأدى الهجوم الذي وقع في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، إلى وقوع 3 إصابات، منهم اثنان من «مجلس دير الزور العسكري» والثالث من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) الكردية. وفي اليوم نفسه، انفجرت عبوة ناسفة في سوق ببلدة الجزرة بريف دير الزور الغربي، واقتصرت الأضرار على الماديات. وبعد ذلك بيوم، استهدف مسلحون من خلايا «داعش» بعبوة ناسفة محل صرافة وسط سوق بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفي 4 أكتوبر، دوى انفجار في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، نتيجة عبوة انفجرت بسيارة من نوع «كرنفال»، عند شارع فرعي بمدخل مدينة البصيرة، واقتصرت الأضرار على الماديات أيضاً. ولكن في اليوم ذاته، عُثر على جثة عنصر في «مجلس دير الزور العسكري» بعدما أُعدم بطلقات نارية عدة قرب منطقة الحراقات بمحيط قرية الجاسمي في ريف دير الزور الشمالي. ووُجدت على الجثة ورقة كتب عليها أنه قتل بتهمة الدعارة، ورجح «المرصد» أن منفذي عملية الإعدام عناصر من «داعش».
وبذلك، يكون «المرصد» قد أحصى 147 عملية قامت بها مجموعات مسلحة وخلايا «داعشية» ضمن مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» منذ مطلع عام 2022، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 114 قتيلاً. وهذه الحصيلة لا تشمل عملية تمرد سجناء «داعش» في «سجن غويران» بحي الصناعة في مدينة الحسكة، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل عشرات من عناصر التنظيم المسجونين ومن عناصر الخلايا التي حاولت تحريرهم، وأيضاً من عناصر قوات الأمن التي كانت تحرس السجن.
وفي شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد» بأن القوات التركية الموجودة شرقي بلدة بنش، بريف إدلب الشمالي، أسقطت طائرة استطلاع إيرانية الصنع مذخرة من نوع «مهاجر 5»، مشيراً إلى أنه تم إسقاطها عن طريق أجهزة التشويش، حيث وقعت في أراضٍ زراعية. وجاء إسقاط المسيّرة الإيرانية بعد رصد تسلل مجموعات مما يعرف بـ«كتيبة الانغماسيين» في «لواء عمر بن الخطاب» التابع لـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، نحو نقاط قوات النظام السوري قرب «الفوج 46» بريف حلب الغربي. وأشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات عنيفة على محور «الفوج 46» وكفر حلب وميزناز بريف حلب الغربي، وسط قصف واستهدافات متبادلة بين غرفة عمليات «الفتح المبين» من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، ما أدى إلى إصابة مدني في قرية كفر عمة بريف حلب الغربي.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.