إردوغان يهدد اليونان بسبب موقفها من مذكرة الطاقة مع حكومة الدبيبة

وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش في ندوة صحفية مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في طرابلس الاثنين (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش في ندوة صحفية مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في طرابلس الاثنين (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يهدد اليونان بسبب موقفها من مذكرة الطاقة مع حكومة الدبيبة

وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش في ندوة صحفية مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في طرابلس الاثنين (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش في ندوة صحفية مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في طرابلس الاثنين (أ.ف.ب)

وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تهديدا جديدا إلى اليونان بسبب تشاورها مع الولايات المتحدة بشأن التطورات في ليبيا، بعد توقيع تركيا مذكرة تفاهم تخص التعاون في مجال الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز الطبيعي) مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، حيث اعتبرتها أثينا «باطلة لأنها موقعة من حكومة غير شرعية»، وهو ما أيدته الولايات المتحدة أيضا.
وقال إردوغان إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يطلب المساعدة من الولايات المتحدة ضد تركيا، ووجه له تحذيرا قائلا: «افعل (كيرياكوس) ما شئت... سنفعل دائماً ما يلزم، ونحن جاهزون لذلك».
وتابع إردوغان في كلمة خلال الاحتفال بأسبوع المولد النبوي، أنه «عند ذكر اسم تركيا يتبادر إلى الأذهان دولة تتميز باقتصادها وقدراتها الدفاعية، ومواقفها الإنسانية والمبدئية في مواجهة الأزمات... رئيس الوزراء اليوناني يطلب مساعدة من الولايات المتحدة ضد من؟... ضد تركيا. افعل ما شئت!».
وكان وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، قد أجرى مباحثات مساء أول من أمس بمقر وزارة الخارجية اليونانية في أثينا، مع وفد من لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي برئاسة النائب آدم سميث، رئيس اللجنة. وقالت الخارجية اليونانية على «تويتر» إن الاجتماع ركز على العلاقات الاستراتيجية بين اليونان والولايات المتحدة، والتعاون داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتطورات في شرق البحر المتوسط وليبيا وأوكرانيا. وفي الوقت ذاته، أعلنت واشنطن أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية «ملزمة من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي بعدم التوقيع على اتفاقيات جديدة من شأنها أن تخل بالعلاقات الخارجية للبلاد، أو أن تؤدي إلى التزامات طويلة الأجل».
وذكر متحدث باسم الوزارة الخارجية الأميركية، ليل الثلاثاء - الأربعاء، ردا على سؤال حول مذكرة التفاهم، التي وقعتها حكومة الدبيبة مع تركيا: «نحن على علم بالتقارير المتعلقة بتوقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة التركية والحكومة الليبية المؤقتة... لم نر الوثيقة بعد، لكننا ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال، التي قد تؤدي إلى زيادة التوتر في شرق البحر المتوسط». وسبق أن بحث دندياس مع سفير الولايات المتحدة في اليونان جورج تسونيس، الاثنين، آخر التطورات في ليبيا.
وإضافة إلى اليونان أعلن الاتحاد الأوروبي ومصر وقبرص أيضا عن رفضهم للاتفاقيات، مؤكدين أن حكومة الدبيبة لا تملك شرعية توقيع أي اتفاقات في الوقت الراهن. وشددوا على رفضهم أي نشاط في المناطق المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط. فيما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن اليونان لها حقوق سيادية في المنطقة، تنوي الدفاع عنها بكل الوسائل القانونية مع الاحترام الكامل للقانون الدولي للبحار. لكن تركيا ردت بأنها لا تعير أي اهتمام لموقف الاتحاد الأوروبي واليونان، أو للتصريحات الصادرة عنهما بشأن مذكرة التفاهم، التي تعد إطارا تنفيذيا لمذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني السابقة، برئاسة فائز السراج في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بشأن تحديد مناطق الصلاحية البحرية لتركيا وليبيا.
تجدر الإشارة إلى أن مصر واليونان وقعتا في عام 2020 اتفاقية لتحديد منطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين في شرق البحر المتوسط، وأكدت أثينا أن هذه الاتفاقية ألغت فعليا مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة السراج، التي لم يصادق عليها أيضا مجلس النواب الليبي حتى الآن.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».