مصر تُطلع وفداً سعودياً على تجربتها في تطوير العشوائيات

جولة لمسؤولي «الشؤون البلدية» في المشروعات العمرانية الجديدة

أفراد الوفد الوزاري السعودي خلال زيارة مصر (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
أفراد الوفد الوزاري السعودي خلال زيارة مصر (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُطلع وفداً سعودياً على تجربتها في تطوير العشوائيات

أفراد الوفد الوزاري السعودي خلال زيارة مصر (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
أفراد الوفد الوزاري السعودي خلال زيارة مصر (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

عرضت مصر على وفد وزاري سعودي، زار العاصمة القاهرة، تجربتها في تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، والارتقاء بالتجمعات العمرانية القائمة، وإنشاء المدن الجديدة.
وقام وفد من مسؤولي وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، بجولة تفقدية لبعض المشروعات العمرانية الجديدة، تضمنت: «مشروع تطوير منطقة بحيرة عين الصيرة، ومنطقة سور مجرى العيون، ومثلث ماسبيرو، وممشى أهل مصر»؛ حيث اطَّلع الوفد على ما تقوم به الدولة المصرية من جهود في أحياء القاهرة التاريخية، وتطوير المناطق غير الآمنة.
ووفق بيان لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الأربعاء، استقبل مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، محمد عصام الدين رمضان، الوفد السعودي، مستعرضاً «التحديات التي يواجهها العمران المصري، ومن أبرزها الزيادة السكانية المقدرة بمليوني نسمة سنوياً، وما يترتب عليها من زيادة الأعباء على الدولة في توفير وحدات سكنية للشرائح الاجتماعية المختلفة؛ خصوصاً شريحة محدودي الدخل».
وحسب المسؤول المصري: «أدى قيام شريحة محدودي الدخل في الفترات السابقة بالبناء في مناطق عمرانية غير مخططة، إلى زيادة التكدس السكاني، وزخم الأنشطة
الاقتصادية في التجمعات العمرانية القائمة، مما نتج عنه تكدس مروري، وزيادة التلوث، وعجز منظومة البنية الأساسية عن تلبية احتياجات السكان».
وأوضح المسؤول أن الوزارة وضعت استراتيجية للتعامل مع تلك التحديات، وفي مقدمتها إنشاء الجيل الرابع من المدن الجديدة، لخلق مراكز استثمارية ذكية قادرة على المنافسة، وجاذبة للاستثمارات الإقليمية والعالمية، وداعمة لمدن الأجيال السابقة، لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة بحلول عام 2052، المقدرة بـ60 مليون نسمة.
وتشمل الاستراتيجية المصرية تطوير التجمعات العمرانية القائمة، ورفع جودة الحياة بها من خلال 3 محاور: أولها، شق محاور وطرق جديدة، وتوفير وسائل مواصلات عامة على أعلى مستوى، لربط أرجاء المناطق العمرانية بعضها ببعض، ولربط المدن الجديدة بالتجمعات العمرانية القائمة. وثانيها، استغلال الأراضي المهمشة في تنفيذ مشروعات اجتماعية واستثمارية. وثالثها، تطوير المناطق غير المخططة، وخصوصاً غير الآمنة.
وخلال اللقاء، قدم مساعد الوزير للوفد السعودي عرضاً مرئياً شمل مشروعات مدن الجيل الرابع، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وأسوان الجديدة، بجانب تناول مجهودات الدولة في القضاء على المناطق غير الآمنة بجميع أنحاء الجمهورية، التي أسفرت عن تطوير جميع المناطق العشوائية غير الآمنة، البالغ عددها 357 منطقة، وتضم 346 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استعراض ما يتم تنفيذه بمشروع «ممشى أهل مصر» بكورنيش النيل، في وسط البلد، وكذا استعراض المشروعات الجاري تنفيذها للارتقاء بمدينة القاهرة، ورفع جودة الحياة بها، وتعزيز دورها كعاصمة للثقافة والفنون. وشملت تلك المشروعات، بحيرة عين الحياة، ومشروع مجرى العيون بالقاهرة الإسلامية، ومشروع تلال الفسطاط، ومشروعات تطوير القاهرة الخديوية.
ونقل البيان المصري عن مسؤولي وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، إشادتهم بالتجربة العمرانية المصرية، واستراتيجيات الحلول التي تتبعها وزارة الإسكان المصرية لمواجهة التحديات التي تشهدها البلاد، معربين عن شكرهم لإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من خبرات الوزارة، في تنفيذ الخطط العمرانية بالمملكة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروّعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

وفي سياق «تصاعد كبير لأعمال العنف»، منذ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في ولاية الجزيرة وسط البلاد، قُتل ما لا يقل عن 124 مدنياً، وفرّ نحو 135 ألفاً إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، وفق ما أشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، المتخصص في صحة الأم والطفل، في بيان.

ونقلاً عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، أورد الصندوق معلومات «أولية» من 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهنّ بين 6 و60 عاماً تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيراً إلى أن هذه الحالات تشكل «جزءاً صغيراً من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

امرأة نازحة من ولاية الجزيرة تحمل طفلها بينما تجلس في خيمة بحلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)

ونقل البيان عن ماريا؛ وهي أم لولدين، قولها: «لقد اضطهدونا (المسلّحون)، وضربونا وصوّبوا أسلحتهم نحونا وفتّشوا بناتنا».

وروت فتيات أنّ إخوتهنّ وأعمامهنّ وآباءهنّ وفّروا لهنّ سكاكين، وأضفن: «قالوا لنا أن نقتل أنفسنا إذا هددَنا المقاتلون بالاغتصاب».

وقالت ناجيات، في شهادات أخرى: «إنّ نساء رمين بأنفسهنّ في النهر؛ لعدم التعرّض لهجوم من رجال مسلحين»، بينما «فرّت أخريات واختبأن؛ لأن عائلاتهنّ هددتهنّ بالقتل بداعي غسل العار».

وقالت فاطمة، وهي أم لستة أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها: «لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء، ولا حتى خبز. سِرنا لسبعة أيام تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن نأكل شيئاً. وماتت بعض النساء في الطريق».

سودانيون نزحوا من ولاية الجزيرة يجلسون تحت شجرة في حلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)

كانت أمينة (27 عاماً) ضمن مجموعة من 21 امرأة حاملاً في المرحلة الأخيرة، جمعهنّ طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهنّ على الولادة قبل الفرار. وتعيَّن إخضاعها لعملية قيصرية. وقالت: «كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جداً لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية».

وأوضحت: «بعد ست ساعات فقط» من الخضوع للعملية القيصرية، وعلى الرغم من «الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة»، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيراً على الأقدام، ثم في «عربة يجرها حمار» لأيام عدة.