أبلغت تركيا، الولايات المتحدة، بأنها لن تتردد في «حماية حقوقها ومصالحها في البحر المتوسط وبحر إيجة»، وأن ممارسات اليونان التي وصفتها بـ«الاستفزازية والمنافية للقانون الدولي»، غير مقبولة.
وتناول مستشار الرئيس التركي، المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، كثيراً من القضايا الثنائية والدولية، في مقدمتها التطورات في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة، والتوتر بين تركيا واليونان، البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك خلال لقاء لم يعلن عنه مسبقاً عقد في إسطنبول ليل الأحد/ الاثنين.
وجاءت مباحثات سوليفان في إسطنبول، وسط توتر مزدوج بين تركيا واليونان من جانب، ومع الولايات المتحدة من جانب آخر، حيث احتجت تركيا لدى اليونان والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، على نشر أثينا مدرعات أميركية الصنع في جزيرتي «مدللي» و«وسيسام» (لسبوس وساموس حسب التسمية اليونانية) الواقعتين في بحر إيجة. وردّت واشنطن على مذكرة احتجاج بعثتها أنقرة، بأن «سيادة اليونان على الجزر في بحر إيجة ليست موضع شك».
كما هددت تركيا بزيادة عدد قواتها في شمال قبرص البالغة 40 ألف جندي، وتعزيزها بالأسلحة والمعدات العسكرية رداً على قرار الولايات المتحدة رفع حظر توريد الأسلحة إلى قبرص، الذي فرض عام 1978، لمنع سباق تسلح بالجزيرة التي قسمت بين شطرين يوناني وتركي عام 1974.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقف الولايات المتحدة مما سماه «تسليح اليونان جزر بحر إيجة»، ومن النزاع في شرق البحر المتوسط، معلناً أنه سيعزز قوات بلاده في شمال قبرص رداً على رفع الولايات المتحدة حظر توريد الأسلحة المفروض على قبرص، معتبراً أنه قرار «لا يوجد له تفسير، لا من حيث المضمون ولا التوقيت». ولفت إلى أن الولايات المتحدة، «تشجع خطوات الثنائي اليوناني - القبرصي التي تهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط، وأن هذه الخطوة ستؤدي إلى سباق تسلح» في الجزيرة القبرصية.
وفي كلمة له أمام البرلمان التركي السبت، خلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد، قال إردوغان إن «تشجيع اليونان التي تسلح الجزر القريبة من تركيا، يتعارض مع المنطق والتفاهم وروح التحالف... سياسات التحريض والتصعيد لم ولن تكون لصالح أحد».
ودعا إلى إنهاء العزلة والحظر عن «جمهورية قبرص التركية» (غير المعترف بها دولياً)، والوفاء بجميع الوعود المتعلقة بالاعتراف الدولي والشرعية التي يستحقها القبارصة الأتراك، مؤكداً رفض بلاده قرار الولايات المتحدة برفع حظر الأسلحة المفروض على الإدارة القبرصية الجنوبية (جمهورية قبرص).
في المقابل، وبالتزامن مع زيارة سوليفان لإسطنبول، أعربت اليونان، على لسان وزير خارجيتها نيكوس دندياس، عن استعدادها لإجراء «حوار بناء» مع تركيا، لحل الأزمة بين البلدين الجارين، على أساس القانون الدولي، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة وقف تركيا «تصعيدها غير المسبوق للاستفزازات».
وكان وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس باناجيوتوبولوس، قال السبت، إن سلوك تركيا «الرجعي والمزعزع للاستقرار» يقوض أيضاً الأمن في منطقة شرق البحر المتوسط الأوسع.
ورفض مطالبة تركيا بنزع السلاح من الجزر في بحر إيجة و«كأنها ليست مهددة، وكأننا (اليونان) لا نملك الحق في اتخاذ جميع الإجراءات الدفاعية لصالحنا».
على صعيد آخر، أكد كالين وسوليفان أهمية زيادة مجالات التعاون الثنائي على أرضية من المصالح المشتركة، تزامناً مع بدء تطبيق الآلية الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة. وأوضحا أن استكمال المباحثات بين أنقرة وواشنطن، حول مقاتلات «إف 16، سيخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين».
كما تم التأكيد خلال اللقاء، أهمية الدور الرئيسي لتركيا ضمن حلف «الناتو»، وضرورة تصرف الحلفاء «بانسجام وتضامن ضد التهديدات الأمنية والإرهابية، وضرورة التركيز على الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الدائرة في أوكرانيا، في أقرب وقت ممكن وفق القانون الدولي».
كما تم التطرق خلال لقاء كالين وسوليفان، إلى مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية «الناتو»، التي سبق أن تحفظت عليها تركيا.
أنقرة تبلغ واشنطن تمسكها «بحماية حقوقها» في شرق المتوسط وإيجة
زيارة مفاجئة لمستشار الأمن القومي الأميركي إلى إسطنبول
أنقرة تبلغ واشنطن تمسكها «بحماية حقوقها» في شرق المتوسط وإيجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة