ثلاثة سيناريوهات «نووية» إذا قرر بوتين تنفيذ تهديده

صواريخ «سارمات» ذات القدرات النووية التي أجرت روسيا تجربة على إطلاقها في أبريل الماضي (رويترز)
صواريخ «سارمات» ذات القدرات النووية التي أجرت روسيا تجربة على إطلاقها في أبريل الماضي (رويترز)
TT

ثلاثة سيناريوهات «نووية» إذا قرر بوتين تنفيذ تهديده

صواريخ «سارمات» ذات القدرات النووية التي أجرت روسيا تجربة على إطلاقها في أبريل الماضي (رويترز)
صواريخ «سارمات» ذات القدرات النووية التي أجرت روسيا تجربة على إطلاقها في أبريل الماضي (رويترز)

أثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير مؤخراً باستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا والدول الغربية الأخرى، قلق ملايين الأشخاص حول العالم، بينما وصفها بعض الخبراء والمحللين بأنها مجرد «خدعة»، ومحاولة «يائسة» من بوتين لتخويف خصومه، بعد تكبد قواته خسائر كبيرة في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «ديلي بيست» إلى عدد من الخبراء بشأن توقعاتهم ما سيحدث إذا قرر بوتين اللجوء للسلاح النووي.

وقال فيتالي فيدشينكو -وهو خبير بالوقاية النووية من معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام والباحث الأول في تكنولوجيا الأسلحة الاستراتيجية والطاقة النووية- إن بوتين لديه 3 سيناريوهات لاستخدام الرؤوس النووية التي يمتلكها، والبالغ عددها 6000 رأس نووي.
ويتمثل السيناريو الأول في تنفيذ روسيا انفجاراً بسلاح نووي صغير على ارتفاعات عالية فوق أوكرانيا، يتسبب في نبضة كهرومغناطيسية قد تطول كييف ودولاً أوروبية أخرى.
والنبضة الكهرومغناطيسية هي سلاح يهدف إلى تعطيل الأجهزة الإلكترونية؛ حيث تتداخل مع هذه الأجهزة ونظم تشغيلها لإلحاق أضرار فيها وإصابتها بالتلف.
وإذا انفجرت أسلحة نووية صغيرة على علو شاهق فإنها يمكن أن تسبب نبضة قوية كهرومغناطيسية، تكفي لتعطيل الأجهزة الإلكترونية الموجودة على بعد أميال طويلة من مكان الانفجار.
ويتمثل المسار الثاني في القيام بتفجيرات نووية على ارتفاعات منخفضة، لقتل عشرات الآلاف من الأوكرانيين؛ لكنها لن تؤثر على أولئك الموجودين في البلدان المجاورة.
أما المسار الثالث فيتمثل في تنفيذ ما يسمى «الانفجار النووي السطحي (الأرضي)». وهذا الانفجار يحدث فوق سطح الأرض، وتنتقل خلاله المواد المشعة عبر الرياح والأتربة إلى مختلف المناطق والدول، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبادة ملايين البشر وتدمير المنشآت.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1572519251650306048?s=20&t=TgxCBqHxQSxFGWZzDHlzvQ
من جهتها، تقول أولينا بافلينكو، وهي محللة سياسات الطاقة في معهد أبحاث مجموعة «ديكسي» في كييف: «لقد حاول بوتين لسنوات تخويفنا بالأسلحة النووية، في الوقت الذي لم تفعل فيه الأمم المتحدة شيئاً للحد من هذه التهديدات».
ومع ذلك، تقول بافلينكو إن الأوكرانيين قاموا بتخزين حبوب اليود المضادة للإشعاع، واتخاذ احتياطات أخرى للتصدي لأي محاولة من بوتين لتنفيذ ضربة نووية.
وتابعت: «يجب أن نأخذ تهديداته على محمل الجد؛ لكننا لسنا خائفين منه. فتهديد بوتين في العلن يعني في الحقيقة أنه لن يفعل شيء، في حين أن صمته هو الذي قد يدعو للقلق».
يذكر أن معظم الأسلحة النووية الروسية هي صواريخ يمكن توجيهها إلى أهداف بعيدة المدى. وهذه هي الأسلحة التي ترتبط عادة بالحرب النووية. وهناك أيضاً عدد من الأسلحة النووية الأصغر حجماً والأقل تدميراً التي تستهدف الأهداف قصيرة المدى في ساحة المعركة أو في البحر.


مقالات ذات صلة

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

العالم الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

الكرملين يتهم كييف بمحاولة اغتيال بوتين بمسيرتين

قال الكرملين الأربعاء إنه أسقط طائرتين مسيّرتين أطلقتهما أوكرانيا، واتّهم كييف بمحاولة قتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح الكرملين في بيان: «استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين»، واصفاً العملية بأنها «عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية». وقال الكرملين إن العرض العسكري الكبير الذي يُقام في 9 مايو (أيار) للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في عام 1945 سيُنظم في موسكو رغم الهجوم بمسيَّرات. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله: «العرض سيقام. لا توجد تغييرات في البرنامج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

تدشين أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في جنوب تركيا

أكّدت تركيا وروسيا عزمهما على تعزيز التعاون بعد نجاح إطلاق أكبر مشروع في تاريخ العلاقات بين البلدين اليوم (الخميس)، وهو محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء التي أنشأتها شركة «روسآتوم» الروسية للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مشاركته إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو الخميس، في حفل تزويد أول مفاعل للمحطة التركية بالوقود النووي، أن تركيا ستصبح من خلال هذا المشروع واحدة من القوى النووية في العالم.

يوميات الشرق محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان العلاقات

أجرى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس. وقدم الرئيس الروسي في بداية الاتصال التهنئة لولي العهد بعيد الفطر المبارك. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

بوتين يقر بـ«صعوبات» في دونباس

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بالصعوبات التي تواجهها قوات بلاده في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، وطالب بوضع تصورات محددة حول آليات تطوير الحكم الذاتي المحلي في المناطق التي ضمتها روسيا الخريف الماضي. وقال بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس تطوير الحكم الذاتي المحلي الذي استحدث لتولي الإشراف على دمج المناطق الجديدة، إنه على اتصال دائم مع حاكم دونيتسك دينيس بوشيلين. وخاطب بوشيلين قائلاً: «بالطبع، هناك كثير من المشكلات في الكيانات الجديدة للاتحاد الروسي.

العالم تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

تقرير: المعارضة الروسية مشتتة وتعول على هزيمة في أوكرانيا

في روسيا وفي المنفى، أُضعفت المنظمات والمواطنون المناهضون للحرب ولبوتين بسبب القمع وانعدام الوحدة بين صفوفهم، وفق تقرير نشرته الأربعاء صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. حسب التقرير، يعتبر المعارضون الديمقراطيون الروس أن هزيمة الجيش الروسي أمر مسلَّم به. «انتصار أوكرانيا شرط أساسي للتغيير الديمقراطي في روسيا»، تلخص أولغا بروكوبييفا، المتحدثة باسم جمعية الحريات الروسية، خلال اجتماع نظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري) مع العديد من ممثلي المعارضة الديمقراطية الروسية، وجميعهم في المنفى بأوروبا. يقول المعارضون الروس إنه دون انتصار عسكري أوكراني، لن يكون هناك شيء ممكن، ولا سيما تمرد السكان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

زيادة قياسية في الإنفاق العسكري العالمي: 2.7 تريليون دولار في 2024

يستعرض أسلحة أوتوماتيكية لدى معرض في أتلانتا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
يستعرض أسلحة أوتوماتيكية لدى معرض في أتلانتا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

زيادة قياسية في الإنفاق العسكري العالمي: 2.7 تريليون دولار في 2024

يستعرض أسلحة أوتوماتيكية لدى معرض في أتلانتا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
يستعرض أسلحة أوتوماتيكية لدى معرض في أتلانتا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

كشف تقرير صادر عن مركز أبحاث رائد في مجال النزاعات أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 2.72 تريليون دولار في 2024، بزيادة 9.4 عن عام 2023 وهو أكبر ارتفاع على أساس سنوي منذ نهاية الحرب الباردة على الأقل.

وأظهرت البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن التوتر الجيوسياسي المتصاعد شهد زيادة في الإنفاق العسكري في جميع مناطق العالم، مع نمو سريع على وجه الخصوص في كل من أوروبا والشرق الأوسط.

وقال المعهد «رفعت أكثر من 100 دولة حول العالم إنفاقها العسكري في عام 2024». وأضاف «مع تزايد إعطاء الحكومات الأولوية للأمن العسكري، وغالبا ما يكون ذلك على حساب مجالات الميزانية الأخرى، يمكن أن يكون للمقايضات الاقتصادية والاجتماعية تداعيات كبيرة على المجتمعات لسنوات قادمة».

وأدت الحرب في أوكرانيا والشكوك حول التزام الولايات المتحدة تجاه حلف حلف شمال الأطلسي إلى ارتفاع الإنفاق العسكري في أوروبا (بما في ذلك روسيا) بنسبة 17 بالمئة، ما دفع الإنفاق العسكري الأوروبي إلى ما هو أبعد من المستوى المسجل في نهاية الحرب الباردة.

بلغ الإنفاق العسكري الروسي نحو 149 مليار دولار في 2024، بزيادة 38 بالمئة عن 2023 وضعف المستوى المسجل في عام 2015. ويمثل ذلك 7.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا و19 بالمئة من إجمالي الإنفاق الحكومي. ونما إجمالي الإنفاق العسكري الأوكراني بنسبة 2.9 بالمئة ليصل إلى 64.7 مليار دولار، وهو ما يعادل 43 بالمئة من الإنفاق الروسي. وبنسبة 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وكان العبء العسكري لأوكرانيا هو الأكبر من أي دولة في عام 2024.

وقال معهد ستوكهولم «تخصص أوكرانيا في الوقت الراهن جميع إيراداتها الضريبية لجيشها. في مثل هذا الحيز المالي الضيق، سيكون من الصعب على أوكرانيا الاستمرار في زيادة إنفاقها العسكري».

وارتفع الإنفاق العسكري للولايات المتحدة بنسبة 5.7 بالمئة ليصل إلى 997 مليار دولار، وهو ما يمثل 66 بالمئة من إجمالي إنفاق حلف حلف شمال الأطلسي و37 بالمئة من الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024.