العليمي: الحوثيون معادون للسلام... والحكومة تنازلت حرصاً على الشعب

الميليشيات أجهضت الجهود الأممية لتمديد الهدنة

العليمي لدى لقائه هانس غروندبرغ في الرياض الأحد (سبأ)
العليمي لدى لقائه هانس غروندبرغ في الرياض الأحد (سبأ)
TT

العليمي: الحوثيون معادون للسلام... والحكومة تنازلت حرصاً على الشعب

العليمي لدى لقائه هانس غروندبرغ في الرياض الأحد (سبأ)
العليمي لدى لقائه هانس غروندبرغ في الرياض الأحد (سبأ)

وصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، موقف الحوثيين بالمعادي لجهود السلام، في ظل تقديم السلطة الشرعية التنازلات لتخفيف الأزمة الإنسانية.
ويأتي موقف العليمي في أعقاب إجهاض الحوثيين الجهود الأممية لتمديد الهدنة، رغم الجهود الدولية والإقليمية التي حرصت على إنجاح التمديد الثالث.
وخلال لقائه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، ومساعده معين شريم، شدد العليمي على التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بنهج السلام العادل والمستدام على أسس المرجعيات المتفق عليها وطنياً، وإقليمياً، ودولياً وخصوصاً القرار 2216، مشيراً إلى دلالة موقف ميليشيا الحوثي المعادي لجهود السلام ومساعي وقف نزيف الدم.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن اللقاء بحث فرص تمديد الهدنة في ظل استمرار تعنت الحوثيين مقابل كافة الجهود الهادفة لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، وتطرق إلى المبادرات التي سهلت لها الحكومة الشرعية للتخفيف من المعاناة الإنسانية في كافة أنحاء البلاد بمن فيهم المواطنون الخاضعون بالقوة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأكد العليمي أهمية مضاعفة الضغوط الدولية لدفع ميليشيات الحوثي للتعاطي الجاد مع جهود إحلال السلام، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قادتها وداعميها الإيرانيين. وكانت الحكومة اليمنية، قد أعلنت السبت عن تلقيها مقترحاً محدثاً من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لتمديد وتوسيع الهدنة ابتداءً من 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، مبدية موافقة مبدئية على المقترح، وقال مصدر مسؤول في الحكومة، إنها تعمل على دراسة المقترح المحدث، وستتعامل معه بإيجابية.
وأعاد المصدر التذكير بأن الهدف الرئيسي للهدنة هو إيقاف نزيف الدم الذي تزهقه حرب الميليشيا الحوثية، وضمان حرية حركة المدنيين والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية، وأن الحكومة حريصة على بذل كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع اليمنيين في كل المحافظات دون أي تمييز.
إلا أن ميليشيات الحوثي الانقلابية، واجهت ذلك برفضها مقترح الأمم المتحدة لتمديد وتوسعة الهدنة في اليمن. وصدر بيان عن الوفد التفاوضي الحوثي، مساء السبت، معلناً أن تفاهمات الهدنة وصلت إلى «طريق مسدود»، مع تلويح القيادي الحوثي يحيى سريع بالعودة إلى الحرب واستئناف العمليات العسكرية، واستهداف الشركات الملاحية والبحرية والنفطية الأجنبية والمحلية العاملة في اليمن.
ونشر سريع تغريدتين السبت حول صدور توجيهات وصفها بالعليا، للجهات المعنية بمخاطبة كافة الشركات الملاحية والبحرية التي لها وجهات إلى دول التحالف، وكذلك الشركات النفطية الأجنبية، والمحلية العاملة في الجمهورية اليمنية، بتحذيرها وتنبيهها بمتابعة ما سيصدر من تعليمات. ولمح في التغريدة الأخرى إلى احتمالية عودته للظهور مجدداً، حيث يعمل القيادي سريع عادة على الإعلان عن الهجمات العدائية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية عبر الحدود باتجاه السعودية والإمارات.
إزاء ذلك، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من رفض الحوثيين تجديد الهدنة وفق المقترح الأممي الأخير المقدم للحكومة والحوثيين. ونشرت السفارة الأميركية لدى اليمن في حسابها على «تويتر» نقلاً عن السفير ستيفين فاجن قوله: «إنني قلق من عدم إحراز تقدم في تأمين وتمديد الهدنة».
ودعا فاجن إلى عدم تبديد تقدم الستة الأشهر الماضية وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول تمديد الهدنة وتوسيعها.
ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية فإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث الانتهاء الوشيك للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن، حيث رحب الوزير بالتزام السعودية بتمديد الهدنة».
من جهتها حذرت جامعة الدول العربية من تداعيات عدم تمديد الهدنة، وأبدت قلقها من أن تنتهي الهدنة في موعدها دون الوصول إلى اتفاق لتجديدها. ونعت أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط الوضع الإنساني الخطير في اليمن بأنه يمثل أولوية عاجلة، وأن إنهاء الهدنة سوف يعيد الأزمة خطوات للوراء».
وناشد أبو الغيط، ميليشيات الحوثي إلى إعلاء مصلحة اليمن، والانخراط بإيجابية مع الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، السلطة الشرعية والميليشيات الحوثية على توسيع شروط الهدنة ومدتها، كما جاء في الموقع الإلكتروني الرسمي للأمم المتحدة، مطالباً بتنفيذ شروط الهدنة بالكامل بما في ذلك التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى ودفع الرواتب لموظفي الخدمة المدنية.
وتسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تمديد الهدنة لنصف عام آخر لتخفيف الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب ومحاولة بدء مشاورات من أجل عملية سلام دائم.
السفارة الروسية لدى اليمن من جهتها أعربت في بيان لها عن قلقها من غياب تقدم في ضمان الاتفاقية حول تمديد الهدنة قبل انتهاء سريان مفعولها، ودعت إلى تنشيط الحوار مع المبعوث الأممي الخاص من أجل التوصل إلى اتفاق حول تمديد الهدنة، بهدف تحقيق التسوية السياسية الشاملة في اليمن عن طريق المفاوضات.
ووفقاً للبيان؛ تمنى القائم بالأعمال في السفارة الروسية في اليمن، يفغيني كودروف، التمسك بالدعم لجهود المبعوث الأممي الخاص، والفوائد الملحوظة التي أتت بها الهدنة بالنسبة لليمنيين والأمن الإقليمي على حد سواء، مستبعداً إمكانية أي حل عسكري للنزاع في اليمن.
وتتهم الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بالتهرب من تنفيذ التزاماتها المقررة في بنود الهدنة، والسعي لفرض شروط جديدة تحقق لها المكاسب والفوائد على حساب الشعب اليمني الذي يعاني من أزمة إنسانية، ترفض الميليشيات التخفيف منها.
وأورد التلفزيون الحكومي اليمني بياناً عن المركز الإعلامي لمحور تعز، عن إفشال قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات الحوثية في منطقة مقبنة غرب المحافظة، ورصد 13 خرقاً في مختلف جبهات تعز، تركزت أغلبها في جبهتي مقبنة والكدحة.
وطبقاً لبيان المركز فإن الخروقات تنوعت ما بين قصف واستهداف مواقع الجيش والمقاومة الشعبية بقذائف المدفعية والأسلحة المختلفة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».