مصر: سقوط «سور مدرسة» يثير تساؤلات حول الجاهزية للعام الجديد

إصابة 7 طالبات... والتعليم ترجع الحادث إلى «التدافع»

الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: سقوط «سور مدرسة» يثير تساؤلات حول الجاهزية للعام الجديد

الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)
الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم في جولة لمتابعة بدء العام الدراسي بمحافظة بني سويف (صفحة وزارة التربية والتعليم)

أثار سقوط «سور سلم مدرسة» للبنات بمدينة الجيزة في مصر أدى إلى إصابة 7 طالبات تساؤلات جديدة حول «جاهزية» المدارس للعام الدراسي الجديد خاصة أن الواقعة تأتي في أول يوم دراسي، فضلا عما وصفه خبراء بـ«حاجة الكثير من المدارس الحكومية لعمليات صيانة».
وأدى انهيار جزء من سور سلم مدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة اليوم (الأحد) إلى «إصابة 7 فتيات إصابات خفيفة نقلن بعدها بسيارات الإسعاف لتلقي الرعاية الطبية»، بحسب بيان رسمي مصري.
وشدد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على «ضرورة محاسبة المسؤولين»، وقال الوزير في تصريحات صحافية إن «المعاينة المبدئية بينت أن السور انهار بسبب تدافع الطالبات، فيما أعلنت نقابة المعلمين أن المدرسة لم تجر بها عمليات صيانة، وقالت النقابة في بيان صحافي إن «غرفة العمليات التي تم تشكيلها لمتابعة بدء العام الدراسي الجديد استطلعت آراء عدد من معلمي المدرسة للوقوف على أسباب انهيار السور».
وأفاد محمد عبد الله الأمين العام لنقابة المعلمين، رئيس غرفة العمليات في تصريحات صحافية بأن «ما جاء من تفاصيل لغرفة عمليات نقابة المعلمين يؤكد أن المدرسة لم يجر بها أي صيانة للمبنى قبل انطلاق الدراسة، للوقوف على جاهزيتها لاستقبال الطلاب، وهو ما تسبب في سقوط 3 سلالم وجزء من السلم بالدور الأرضي خلال تحرك عدد من طالبات المدرسة».
وتعمل المدرسة فترتين دراسيتين تشكلان ضغطا على بنايتها وفق علي سطوحي رئيس اللجنة النقابية للمعلمين بكرداسة، والذي قال في تصريحات صحافية إن «المدرسة التي حدثت بها الواقعة تعمل فترتين دراسيتين، صباحا مدرسة المعتمدية للبنات، وبعد الظهر مدرسة الشهيد محمد علي عبد المنعم للبنين، وهو ما يكشف عن خطأ كبير في عدم صيانة المبنى قبل بدء العام الدراسي، نظرا للكثافة الطلابية الكبيرة التي تستخدم المدرسة على فترتين دراسيتين»، بحسب تقديره.
وتكررت في السنوات الماضية وقائع عدة لانهيار أسوار بعض المدارس، منها انهيار سور مدرسة خالد أبو إسماعيل بمنطقة سبورتنج في محافظة الإسكندرية العام الماضي، مما أدى إلى إصابة حارس جراج بكدمات متفرقة في جسده، كما شهد أول يوم دراسي بالعام الماضي أزمة أدت إلى صدور قرار بعزل مدير مدرسة المثلث الابتدائية بمحافظة القليوبية من منصبه وإحالته للتحقيق عقب انتشار صور أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي للتلاميذ «يجلسون على الأرض في أول يوم دراسي».
واعتبر عبد الحفيظ طايل مدير «المركز المصري للحق في التعليم» (جمعية أهلية) أن «انهيار سور مدرسة المعتمدية مؤشر على مشكلة عدم وجود صيانة للمدارس الحكومية».
وقال طايل لـ«الشرق الأوسط» إن «الحادثة لها دلالاتها في سياقها الفردي وفي السياق العام، إذ توجد مشكلة فعلية في الصيانة الدورية للمدارس الحكومية نتيجة ضعف الاعتمادات المالية لهيئة الأبنية التعليمية، وعدم قدرتها على تغطية كافة المدارس التي تحتاج صيانة».
وبلغ عدد المدارس في مصر للعام الدراسي 2021 - 2022 نحو 49067 مدرسة وفق وزارة التربية والتعليم، ووصل عدد المدارس الخاصة إلى 9740 مدرسة، ليصل إجمالي عدد المدارس إلى 58807 مدارس، ووصل عدد الفصول الدراسية إلى 529980 فصلا، فيما وصل عدد تلاميذ مرحلة التعليم قبل الجامعي «الابتدائي والإعدادي والثانوي» في مصر إلى نحو 26.3 مليون تلميذ بحسب تقدير «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».
وشرح طايل «أن نسبة كبيرة من المدارس الحكومية تحتاج ترميم وصيانة دورية، فضلاً عن ضرورة بناء مدارس جديدة لتقليل الكثافة الطلابية، وقد كانت في الماضي كل مدرسة تحتفظ بجزء من موارد المصروفات الدراسية التي يدفعها الطلاب وتخصصها لأعمال الصيانة، هذا النظام تغير إلى ما يسمى (الحساب الموحد) حيث تستغرق هذه الأموال دورة كبيرة ليعود بعضها للمدرسة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
TT

تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

في وقت سابق، كانت العلاقات بين الجزائر وفرنسا تجد من يأخذ بها إلى مخرج من المطبات التي تقع فيها بأقل الأضرار... أما منذ بداية العام، فلا يبدو أن هناك استعداداً لدى الطيف السياسي الحاكم في البلدين، للبحث عن أي صيغة لوقف الأزمة بينهما، وهي تكبر مثل كرة ثلج تتدحرج في منحدر شديد الانخفاض.

كتب صحافي جزائري مقيم بفرنسا: «لم تصل العلاقات بين باريس والجزائر إلى حافة القطيعة كما هي الآن. لقد غطيت الجزائر، وما زلت، تحت 6 رؤساء: جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند وإيمانويل ماكرون، و(الراحل) عبد العزيز بوتفليقة وعبد المجيد تبون، وعرفت العديد من السفراء من كلا الجانبين، ولم أرَ قَطّ تصعيداً من هذا النوع. لقد تم قطع جميع الروابط، ولا يبدو لي أن هناك في أي من الجانبين، سبلاً حكيمة للعمل على التهدئة».

وزير خارجية فرنسا (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وثبت من خلال رد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، على اتهامات جزائرية لمخابرات بلاده بـ«محاولة ضرب استقرارها»، أن الحوار منعدم بين البلدين المتوسطيين الكبيرين؛ إذ قال في مقابلة مع إذاعة «فرنسا أنتر»، إن الاتهامات «لا أساس لها من الصحة وخيالية»، مؤكداً ما نشرته صحف جزائرية بأن الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتيه، للاحتجاج ضد «ممارسات الأمن الخارجي الفرنسي». وأضاف: «أنا أؤكد هذا الاستدعاء وأعبر عن أسفي له... لقد اتصلت بسفيرنا عبر الهاتف لأؤكد له دعمنا».

وتابع بارو: «في ما يتعلق بعلاقتنا مع الجزائر، قلنا، بل كتبنا حتى في عام 2022، إن الرئيس تبون والرئيس ماكرون وضعا خريطة طريق لتمتين العلاقة بين بلدينا في المستقبل، ونحن نأمل أن تستمر هذه العلاقة، فهذا في مصلحة كل من فرنسا والجزائر»، في إشارة إلى زيارة قادت ماكرون إلى الجزائر في أغسطس (آب) 2022، وتتويجها بـ«وثيقة شراكة متجددة». يومها، قال مراقبون إن العلاقات «في أفضل حالاتها»، خصوصاً أن ماكرون كان قد دان «الجريمة الاستعمارية في الجزائر»، عندما زارها في 2017 وهو مرشح للرئاسة.

الرئيس الفرنسي أمام «مقام الشهيد» في العاصمة الفرنسية عام 2022 (رويترز)

وأعلنت عدة وسائل إعلام جزائرية، بما في ذلك الصحيفة الحكومية «المجاهد»، الأحد، أن وزارة الشؤون الخارجية أبلغت السفير روماتيه «رفض السلطات العليا في الجزائر للعديد من الاستفزازات والأعمال العدائية الفرنسية تجاه الجزائر»، مبرزة أن غضب السلطات «ناتج عن الكشف عن تورط أجهزة المخابرات الفرنسية في حملة تجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر بهدف زعزعة استقرار البلاد». كما قالت إن الجزائر «تأخذ على باريس احتضانها التنظيمين الإرهابيين: حركة الحكم الذاتي في القبائل، وجماعة رشاد الإسلامية». غير أن هذه الاتهامات غير المعتادة في خطورتها، سبقتها أحداث ومواقف وتصريحات شكلت تراكماً مستمراً حتى وصلت العلاقات بين البلدين إلى القطيعة، آخرها كان احتجاج السلطات الفرنسية على اعتقال الكاتب بوعلام صنصال ومطالبتها الجزائر بـ«الإفراج عنه فوراً». هذا الخطاب رأى فيه الجزائريون «وصاية يريد مستعمر الأمس أن يفرضها علينا».

وقبل «حادثة صنصال»، سحبت الجزائر سفيرها من باريس بعد أن وجّه ماكرون خطاباً إلى تبون نهاية يوليو (تموز) الماضي، يعلمه فيه أنه قرر الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. وعدّت الجزائر ذلك «تفاهماً بين القوى الاستعمارية القديمة والحديثة». وكان هذا «الصدام» كافياً، من جانب الجزائر، لإلغاء زيارة لرئيسها إلى باريس، اتفق الجانبان على إجرائها في خريف هذا العام.

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ومنذ بداية 2024 توالت أحداث مهّدت للقطيعة الحالية، كان أقواها سياسياً هجمات مكثفة لليمين الفرنسي التقليدي والمتطرف على «اتفاق 1968» الذي يسيّر الهجرة والإقامة و«لمّ الشمل العائلي» والدراسة والتجارة في فرنسا، بالنسبة للجزائريين. وفي تقدير الجزائر، فقد «بقي ماكرون متفرجاً أمام هذه الهجمات». ومما زاد الطينة بلّة، رفض الحكومة الفرنسية تسليم الجزائر برنس وسيف الأمير عبد القادر، رمز المقاومات الشعبية ضد الاستعمار في القرن الـ19، والذي عاش أسيراً في قصر بوسط فرنسا بين 1848و1852.

أمّا الفرنسيون، فيرون أن ماكرون خطا خطوات إيجابية في اتجاه الاعتراف بالجريمة الاستعمارية، لكنها لم تلقَ التقدير اللازم من جانب الجزائريين، أبرزها الإقرار بتعذيب وقتل عدد من المناضلين على أيدي الشرطة والجيش الاستعماريين، في حين كانت الرواية الرسمية تقول إنهم «انتحروا»، وهو ما زاد من حدّة التباعد بين الطرفين.